منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - تدبير وتقدير
الموضوع: تدبير وتقدير
عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-01-21, 08:12   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
♪سٌموّها الشَامخ♔
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية ♪سٌموّها الشَامخ♔
 

 

 
إحصائية العضو










Icon24 تدبير وتقدير

بسم الله الرحمن الرحيم


يَارَبّ عَبْدُكَ قَدْ أَتَاكَ وَعُذْرُهُ ... إِذْ تَاهَ يَوْمًا أَنَّهُ إِنْسَانُ

فَارْحَمْ تَضَرُّعَهُ بِرَحْمَتِكَ الَّتِي ... عَمَّتْ فَضَاقَتْ دُونَهَا اْلأَكْوَانُ

أَنَا مُذْنِبٌ ضَلَّ السَّبِيلَ وَإِنْ يَكُنْ ... دَأْبِي الضَّلاَلُ فَدَأْبُكَ اْلإِحْسَانُ

لا يعلم الإنسان من أين يمكن للخير أن يأتيه.. ترى نفسك في كل يوم ساعيا في شؤون تعتقد أنك ستجني من ورائها شيئا يهدئ نفسك التي بين جنبيك... والأمر الذي يكاد يتفق عليه معظم البشر.. هو أن الخير غالبا.. يأتينا من حيث لا نحتسب.. وبطرق ما كانت لتخطر لنا على بال... وأن الشر أحيانا.. يأتينا من تلك الطرق التي نسلكها بأنفسنا.. ظانين أنه سيأتينا من ورائها خير وسعادة..

لعل الطريقة من بدايتها خطأ.. وربما باطل.. وما بني على باطل فهو باطل.. وما كان للقاعدة أن تكون قوية مادام أساسها مهترئا..

أو.. لعل الطريقة صحيحة إلا أن وقت تنفيذها غير مناسب.. فأثر خطأ اختيار الوقت على صحة الطريقة فنتج عنها سوء فهم..

أو لعل الأمر من الأساس غير ضروري ... والاهتمام به هو الخطأ في حد ذاته..

قرأت يوما ما أبياتا حكيمة.. بقيت عالقة بذهني أتذكرها كلما طرق فكري خاطر كهذا.. فأجد مع قائلها حقا حين نظم:


ما لا يكون فلا يكون بحيلة ... أبدا وما هو كائن سيكون

سيكون ما هو كائن في وقته ... وأخو الجهالة دائما مغبون
غير أن ضعف الإنسان وعجلته التي جبل عليها وحرصه على تهدئة نفسه وإرضائها ، أمور جعلته يقع في الكثير من الأخطاء التي يعض أصابعه ندما على مجرد تفكيره فيها لأول وهلة..

إن الأمر لصعب حقا.. حين يعيش المرء بمثل هذه النفس المضطربة.. دون ناصح مشفق يوقظ عقله النائم.. أو وازع ديني يذكره فضل الصبر وأجر الصابرين..أو قلب قوي.. يحيي فيه تلك العزيمة على مواجهة الصعاب والتصدي لها..

لازلت أتذكر نصيحة أحد مشايخنا الرحماء.. حين قال لنا يوما: من الخير لأحدكم إذا دعا.. أن يسأل ربه التدبير.. فيقول:


اللهم دبر لي.. فإني لا أحسن التدبير
إسألوا الله هذا السؤال ما دام أحدكم في مفترق الطرق ولم يختر لنفسه بعد سبيلا يسلكها.. أو شخصا يعيش معه.. أو عملا يعيش منه.. أو أرضا يحط فيها رحاله..

اللهم دبرلنا فإنا لا نحسن التدبير.. واختر لنا فإنا لا نحسن الاختيار..




بقلمي










 


رد مع اقتباس