منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - احكام التجويد
الموضوع: احكام التجويد
عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-03-02, 22:45   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ابو انس82
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي احكام التجويد

مخارج الحروف
تعريف المخارج وعددها
تعريف المخرج: هو محل خروج الحرف الذي ينقطع عنده الصوت فيتميز به عن غيره، سواءكان الصوت معتمدا على مخرج محقق أو مخرج مقدر.--
المخرج المحقق : هو الذي يعتمد على جزء معين من أجزاء الحلق أو اللسان أو الشفتين
المخرج المقدر: هو الذي ليس له حيز معين وهو مخرج حروف المد الثلاثة.
كيفية إيجاد المخرج. يمكنك معرفة مخرج الحرف بالنطق به ساكنا أو مشددا مع إدخال همزة الوصل عليه والبدء بها محركة بأي حركة (الفتح أو الكسر أو الضم)، فحيثما ينقطع صوت النطق بالحرف فثمّ مخرجه.
إذا قلت مثلا " أبْ " فستجد مخرج حرف الباء من الشفتين.
وإذا قلت مثلا " أَنْ " فستجد أن مخرج حرف النون من طرف اللسان من جهة ظهره مع ما يقابله من لثة الأسنان العليا.
عدد المخرج.اختلف علماء التجويد في تحديد عدد مخارج الحروف التفصيلية على ثلاثة مذاهب :
المذهب الأول: سبعة عشر مخرجا: وعلى هذا المذهب جمهور القراء وهو اختيار الخليل بن أحمد وابن الجزري الذي يقول في متنه:
مَخَارِجُ الحُرُوفِ سَبْعَةَ عَشَرْعَلَى الَّذِي يَخْتَارُهُ مَنِ اخْتَبَرْ
المذهب الثاني: ستة عشر مخرجا: وذلك بإسقاط مخرج الجوف، وهو مذهب سيبيويه والشاطبي.
المذهب الثالث: أربعة عشر مخرجا: وذلك بإسقاط مخرج الجوف وجعل مخرج اللام والراء والنون مخرجا واحدا عوضا عن ثلاثة. وهذا مذهب الفراء وقطرب وغيرهما.
وبإذن الله سنقوم بتفصيل هذه المخارج في الأبواب التالية وفق المذهب الأول الذي اخترناه (سبعة عشرة مخرجا).
تفصيل المخارج
يمكن تقسيم المخارج التفصيلية السبعة عشر إلى خمسة مخارج رئيسية:
1. الجوف (مخرج واحد)
2.الحلق(ثلاثة مخارج)
3. اللسان (عشرة مخارج)
4. الشفتان (مخرجان)
5. الخيشوم(مخرج واحد)
المخرج الأول: الجوف
الجوف هو الخلاء أو الفراغ الممتد مما وراء الحلق إلى الفم. وهو مخرج حروف المد الثلاثة :
الألف الساكنة المفتوح ما قبلها (ـَا) الواو الساكنة المضموم ما قبلها (ـُو)
الياء الساكنة المكسور ما قبلها (ـِي)
وهذه الحروف الثلاثة مجموعة في كلمة نُوحِيهَا في قوله تعالى : ﴿تِلْكَ مِنْ أَنبَاءِ الغَيبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ
وهذا المخرج تقديري حيث لا يمكن تحديد حيز معين تخرج منه هذه الحروف، بل تخرج من الجوف وتنتهي بانتهاء الصوت في الهواء تقديرا.
المخرج الثاني: الحلق
في الحلق أو الحلقوم ثلاثة مخارج لستة حروف :
1.أقصى الحلق: مما يلي الصدر وهو الأبعد عن الفم: ويخرج منه الهمزة والهاء (ء - هـ). ومخرج الهمزة أبعد من مخرج الهاء.
2.وسط الحلق: ويخرج منه حرفي العين والحاء (ع - ح) ومخرج العين أبعد من الحاء
3.أدنى الحلق: وهو أقربه إلى الفم ومنه يخرج حرفي الغين والخاء (غ - خ) ومخرج الخاء أقرب إلى الفم من مخرج الغين.
المخرج الثالث: الللسان
في اللسان عشرة مخارج لثمانية عشر حرفا. وهي :
1.أقصى اللسان (أبعده مما يلي الحلق) مع ما يقابله من الحنك العلوي: ويخرج منه حرف القاف (ق)
2.أقصى اللسان قبل مخرج حرف القاف قليلا مع ما يقابله من الحنك العلوي: ويخرج منه حرف الكاف (ك) ومخرج الكاف أقرب إلى الفم من مخرج القاف.
3.وسط اللسان مع ما يحاذيه من اللثة العليا: ويخرج منه ثلاثة حروف وهي الجيم والشين والياء غير المدية. (جش - ي).
والياء غير المدية هي الياء المتحركة أو الياء الساكنة التي لا يسبقها كسر.
ويكون مخرج الجيم بإلصاق وسط اللسان باللثة العليا إلصاقا معتدلا أما الياء والشين فيكون بتجاف.
4.إحدى حافتي اللسان مع ما يحاذيها من الأضراس العليا: ومنه يخرج أدق حروف العربية نطقا وهو حرف الضاد (ض). وخروج الضاد من حافة اللسان اليسرى أسهل وأكثر استعمالا من الحافة اليمنى.
5.إحدى حافتي اللسان (أو كلتاهما) مع ما يحاذيها من لثة الأسنان العليا (لثة الضاحكين والنابين والرباعيتين والثنيتين): ويخرج منه حرف اللام (ل).
يرى البعض أن خروج اللام يكون من إحدى الحافتين وأن خروجها من الحافة اليمنى أيسر. ويرى البعض الآخر أن خروجها يكون من كلتي الحافتين.


6.طرف اللسان مع ما يقابله من لثة الأسنان العليا : ويخرج منه حرف النون (ن).
7.طرف اللسان مع شيء من ظهره وما يحاذيه من لثة الأسنان العليا: يخرج منه حرف الراء (ر). ومخرج الراء قريب من خرج النون إلا أنه أدخل إلى ظهر اللسان.
8.طرف اللسان مع أصول الثنايا العليا: ومنه مخرج الطاء والدال والتاء (طدت). ومخرج الطاء أبعدها ثم تحتها الدال ثم التاء.
9. طرف اللسان وفوق الثنايا السفلى (مع إبقاء حيز ضيق بين سطح اللسان والحنك الأعلى لمرور الهواء هاربا): ويخرج منه السين والصاد والزاي (سصز).
10.طرف اللسان وأطراف الثنايا العليا: ومنه يخرج الثاء والذال والظاء (ثذ - ظ).
المخرج الرابع: الشفتان
وفيهما مخرجان تفصيليان لأربعة حروف:
1.ما بين الشفتين: ويخرج منهما :
-الباء والميم (ب - م) بانطباق الشفتين، والباء أقوى انطباقا.
-الواو غير المدية (و) بانفتاح الشفتين. والواو غير المدية هي الواو المتحركة والواو اللينة.
2.بطن الشفة السفلى مع أطراف الثنايا العليا: ويخرج منه حرف الفاء (ف).
المخرج الخامس: الخيشوم
الخيشوم هو الفتحة المتصلة من أعلى الأنف إلى الحلق. وتخرج منه الغنة.
والغنة صوت رخيم يرافق حرفي الميم (م) والنون (ن). والنون أغن من الميم.
وللغنة خمس مراتب :
  1. أن تكون الميم والنون مشددتين نحو (وأنّا) و(لمّا) و(آمَنَّا) في قوله تعالى ﴿وَأَنَّـا لَـمَّـا سَمِعْنَا الْهُدَى آمَـنَّـا بِهِ فَمَن يُؤْمِن بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْساً وَلَا رَهَقاً(الجن 13)
  2. أن تكون النون مدغمة بغنة نحو (فَمَن يُؤْمِن) في الآية السابقة.
  3. أن تكون الميم والنون مخفاة نحو (كُنتُمْ بِهِ) في قوله تعالى: ﴿هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُـنـتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ﴾ (الصّافات21).
  4. أن تكونا ساكنتين مظهرتين . 5.أن تكونا متحركتين.
والغنة صفة ذاتية لازمة للنون والميم إلا أنها لا تكون ظاهرة في المرتبتين الأخريين. أما في المراتب الثلاث الأولى فيجب إظهارها بمدها مقدار حركتين كما نبين ذلك في باب المدود.
مسألة: لم يذكر الخيشوم مع مخارج الحروف إذا كان الذي يخرج منه صفة (الغنة) وليس حرفا?
الجواب: لأن الغنة هي الصفة الوحيدة من ضمن صفات الحروف التي تنفرد بمخرج مستقل عن مخرج الحرف الذي ترافقه. فبقية الصفات تخرج مع الحرف من مخرجه، أما الغنة فتخرج من الخيشوم لا من اللسان (مخرج النون) ولا من الشفتين (مخرج الميم).
ويرى بعض علماء التجويد أن الغنة إذا كانت ظاهرة في الميم والنون (حال التشديد والإدغام بغنة) انتقل مخرجاهما إلى الخيشوم. وبهذا يكون الخيشوم مخرجا للغنة ولحرفي الميم والنون إذا ما ظهرت هذه الصفة فيهما.


صفات الحروف وأقسامها
تعريف الصفةالصفة هي الكيفية التي تعطى للحرف عند النطق به بحيث تميزه عن غيره.
فوائد معرفة صفات الحروف
-تمييز الحروف المشتركة في نفس المخرج بعضها عن بعض حال تأديتها. فمثلا الثاء والذال والظاء تخرج كلها من طرف اللسان وأطراف الثنايا العليا ولا يُميز بينها إلا بإعطاء كل حرف حقه من الصفات.
- تحسين النطق بالحروفوذلك بإعطاء كل حرف حقه ومستحقه مخرجا وصفة.
-معرفة الحروف القوية والضعيفة من حيث الصفات وما يترتب عن ذلك من معرفة ما يجوز إدغامه وما لا يجوز وما يدغم إدغاما كاملا وما يدغم إدغاما ناقصا.
الصفات اللازمة والصفات العارضةتنقسم الصفات إلى قسمين:
1.الصفات اللازمة: وهي الصفات التي من ذات الحرف لا تنفك عنه مطلقا. كالاستعلاء والهمس وسائر الصفات التي نتعرض إليها في الأبواب التالية.
2.الصفات العارضة: هي صفات مكملة للحرف تعرض له في أحوال معينة ولا تؤثر في ذاته إذا انفكت عنه، كالتفخيم والترقيق والإدغام والمد والإخفاء وغير ذلك.
اختلف العلماء في عددها وأشهر الأقوال أنها سبعة عشر صفة لازمة.
أقسام الصفات اللازمة
تنقسم الصفات اللازمة إلى قسمين:
1.الصفات المتضادة: وهي خمس مجموعات في كل مجموعة صفتان متضادتان. فإذا وجدت صفة منهما في حرف امتنع عليه ضدها، ولا بد للحرف من أن يتصف بإحدهما. وهذه الصفات هي:
-/ الهمس وضده الجهر../-الشدة وضدها الرخاوة وبينهما التوسط أو البينية ../-الاستعلاء وضده الاستفال.. /-الإطباق وضده الانفتاح.. / -الإصمات وضده الإذلاق
2.الصفات التي لا ضد لها: وهي سبع صفات:
1- القلقلة 2 -الانحراف 3-الاستطالة4-التكرير5-التفشي 6-الصفير7 - اللين
ولاستخراج صفات حرف ما، نقوم أولا باستعراض مجموعات الصفات المتعارضة، فنثبت للحرف أحد الصفتين. وبناء على هذا ينبغي أن يتصف كل حرف بخمس صفات من ذوات الأضداد.
ثم بعد ذلك نقوم بعرضه على بقية الصفات التي لا ضد لها، فإن كان متصفا بأحدها أثبتنا له هذه الصفة وأضفناها إلى الخمس المتقدمة.
هذا ولا يتصف الحرف بأقل من خمس صفات (المتضادة) ولا أكثر من سبع (الخمس المتضادة مع صفتين أخريين)
الصفات القوية والضعيفة والمتوسطة
يمكن تقسيم الصفات اللازمة إلى صفات قوية وأخرى ضعيفة وأخرى متوسطة.
1.الصفات القوية: وهي الجهر والشدة والاستعلاء والإطباق والقلقلة والصفير والانحراف والتفشي.
2.الصفات الضعيفة: وهي الهمس والرخاوة والاستفال والانفتاح واللين والخفاء.
3.الصفات المتوسطة: التوسط (بين الشدة والرخاوة) والإصمات والذلاقة.
الصفات اللازمة المتضادة
الهمس والجهر
الهمس
لغة: الخفاء .اصطلاحا: جريان النفس عند النطق بالحرف لضعف الاعتماد على المخرج.
حروفه: عشرة حروف مجموعة في قول ابن الجزري: فحثه شخص سكت.
الجهر
لغة: الإعلان. اصطلاحا: انحباس جريان النفس جزئيا عند النطق بالحرف لقوة الاعتماد على المخرج.
حروفه: باقي حروف الهجاء التسعة عشر (عدا حروف الهمس) وهي مجموعة في قولك: عَظمَ وَزْنُ قَارِي ذِي غَضِّ جِدِّ طَلَب (أي رجح ميزان قارئ ذي غض للبصر واجتهاد في طلب العلم).
الشدة والرخاوة وبينهما البينية
الشدة
لغة: القوة. اصطلاحا: عدم جريان الصوت وانحباسه عند النطق بالحرف لكمال الاعتماد على المخرج.حروفه: ثمانية حروف مجموعة في قول ابن الجزري: أجد قط بكت
الرخاوة
لغة: اللين. اصطلاحا: جريان الصوت عند النطق بالحرف.حروفه: ستة عشر حرفا ما عدا حروف الشدة والتوسط وهي : ث ح خ ذ ز س ش ص ض ظ غ ف هـ و ي ا (الألف)
التوسط أو البينية
اصطلاحا: اعتدال الصوت عند النطق بالحرف. وهي صفة بين الشدة والرخاوة بحيث لا ينحبس معها الصوت انحباسه مع حروف الشدة ولا يجري معها جريانه مع حروف الرخاوة.
حروفه: خمسة حروف يجمعها قولك: لن عمر
الفرق بين الشدة والجهر:
في الشدة كمال اعتماد على المخرج وفي الجهر قوة اعتماد على المخرج.
في الشدة ينحبس الصوت وفي الجهر ينحبس النفس.
الحروف التي تجمع بين الشدة والجهر ستة وهي قطب جد والهمزة. ويحتبس عند النطق بها الصوت والنفس.
الاستعلاء والاستفال
الاستعلاء
لغة: الارتفاع. اصطلاحا: ارتفاع أقصى اللسان عند النطق بالحرف إلى الحنك الأعلى.
حروفه: سبعة حروف مجموعة في قول ابن الجزري: خُصَّ ضَغطٍ قِظ
الاستفال
لغة: الانخفاض. اصطلاحا: انخفاض أقصى اللسان عن الحنك الأعلى عند النطق بالحرف.
حروفه: اثنان وعشرون حرفا وهي باقي الحروف الهجائية التي لا تتصف بالاستعلاء: ء ب ت ث ج ح د ذ ر ز س ش ع ف ك ل م ن ه و ي ا
الإطباق والانفتاح
الإطباق
لغة: الالتصاق. اصطلاحا: إلصاق أكثر اللسان بالحنك الأعلى عند النطق بالحرف.
حروفه: أربعة حروف : الصاد والضاد والطاء والظاء ص ض ط ظ
حروف الإطباق أقوى الحروف وأشدها تفخيما.
والإطباق أخص من الاستعلاء حيث يلزم من الإطباق الاستعلاء ولا يلزم من الاستعلاء الإطباق. فكل حروف الإطباق تتصف بالاستعلاء وليس كل حرف مستعل يتصف بالإطباق.
الانفتاح
لغة: الافتراق. اصطلاحا: تجافي اللسان أو معظمه عن الحنك الأعلى عند النطق بالحرف.
حروفه: خمس وعشرون حرفا أي باقي حروف الهجاء وهي مجموعة في قولك : من أخذ وجد سعة فزكا حق له شرب غيث
الإذلاق والإصمات
الإذلاق
لغة: السرعة والخفة والطرف وذلاقة اللسان أي حدته وطلاقته وفصاحته.اصطلاحا: سرعة النطق بالحرف لخروجه من طرف اللسان أو من الشفتين.
حروفه: ستة حروف : بعضها يخرج من طرف اللسان وهي اللام والنون والراء (لنر) وبعضها يخرج من طرف الشفتين وهي الفاء والميم والباء (فمب).
وهذه الحروف الستة يجمعها قول ابن الجزري : فرّ من لُبِّ.ونظرا لخفتها فعلى القارئ الانتباه إلى هذه الحروف أثناء التلاوة.
الإصمات
لغة: المنعاصطلاحا: ثقل النطق بالحرف.
حروفه: ثلاثة وعشرون حرفا: ويجمعها قولك : جز غش ساخط صيد ثقة إذ وعظه يحضك. (أي: ابتعد عن غش ساخط للحق وابحث عن ثقة فإن وعظه يحثك على الخير).
وسميت هذه الحروف بالحروف المصمتة لامتناع انفرادها بالكلمات الرباعية الأصل أو الخماسية، فلا بد من وجود حرف (أو أكثر) من الحروف المتصفة بالذلاقة في هذه الكلمات يعادل بخفته ثقل المصمت. فإن لم تجد ذلك فلك أن تحكم بأن الكلمة أعجمية دخيلة على كلام العرب. ومثال ذلك كلمة "عسجد" وهي فارسية معربة.
الصفات التي لا ضد لها
1.الصفير
لغة: حدة الصوت، صوت الطائر. اصطلاحا: صوت يشبه صوت الطائر يصحب النطق بالحرف.
حروفه: ثلاثة حروف وهي الصاد والزاي والسين (صز س). ويكون الصفير أقوى عند السكون مثل : يوسْوس في قوله تعالى: ﴿الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ﴾ (الناس 5)
2.القلقلة
لغة: الحركة. اصطلاحا: اضطراب في المخرج عند النطق بالحرف، وتظهر واضحة إذا كان الحرف ساكنا حتى تُسمع له نبرة قوية.حروفه: خمسة حروف مجموعة في قول ابن الجزري: قطب جد.
وجميع هذه الحروف تتصف بالشدة والجهر. وحيث أن الجهر يمنع جريان النفس والشدة تمنع جريان الصوت كان لزاما قلقلة المخرج حتى يظهر صوت الحرف.
والقلقلة من الصفات اللازمة لحروف قطب جد سواء كانت هذه الحروف متحركة أو ساكنة، إلا أن هذه الصفة تكون واضحة أكثر عند سكون الحرف.
كيفية أدائها: القلقلة في الحرف الساكن صوت مستقل ليس بالفتحة ولا بالضمة ولا بالكسرة ولا يتأثر بالحركة التي قبله. وهذه الأحوال الثلاثة مجموعة في قوله تعالى: ﴿فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍِ﴾ (القمر 55) ويتم أداء هذه الصفة بسرعة فصل اللسان أو الشفتين عن مخرج الحرف.
ملاحظة: يرى البعض أن القلقلة تتبع حركة الحرف الذي قبلها، فتقرب من الفتح إذا وقعت بعد فتح ومن الضمة إذا وقعت بعد ضم ومن الكسرة إذا وقعت بعد كسر. ويرى آخرون أن القلقة تقرب نحو الفتح مطلقا دون النظر إلى حركة الحرف الذي قبله.
والصحيح الذي نختاره هو ما أثبتناه أن القلقلة حركة مستقلة لا تتأثر بما قبلها.
أقسامها:
1.قلقلة كبرى: إذا كان حرف القلقلة مشددا في آخر الكلمة الموقوف عليها. نحو الحجّ في قوله تعالى: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ﴾ (البقرة 189) والحقّ في قوله تعالى: ﴿قَالُواْ الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ﴾ (البقرة 71)
2.قلقلة وسطى: إذا كان حرف القلقة ساكنا في آخر الكلمة الموقوف عليها ولم يكن مشددا. نحو : الفلقْ في قوله تعالى: ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ، ونحو قريبْ، أحدْ، ..
3.قلقلة صغرى: إذا كان حرف القلقلة ساكنا في وسط الكلمة أو في آخر كلمة غير موقوف عليها. نحو أفتطْمعون وصدْق ومقْتدر في قوله تعالى: ﴿فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍِ﴾ وكذلك مثل فاستجبْنا، ويدْعوننا، أستجبْ لكم.
3.اللين
لغة: السهولة. اصطلاحا: خروج الحرف من مخرجه بسهولة ويسر. حروفه: حرفان وهما الواو والياء الساكنتين (غير المديتين) المفتوح ما قبلهما. نحو خوْف، هيْت، بيْت.
وزاد بعض العلماء الألف وذلك لأن الألف لا تكون إلا ساكنة ولا يكون ما قبلها إلا مفتوحا.
4.الانحراف
لغة: الميل. اصطلاحا: ميل الحرف وانحرافه عن مخرجه حتى يقرب من مخرج غيره.حروفه: حرفان وهما اللام والراء: ل - ر.
فاللام فيها انحراف إلى مخرج اللسان والراء فيها انحراف إلى ظهر اللسان وميل قليل إلى مخرج اللام.
5
5.التفشي
لغة: الانتشار. اصطلاحا: انتشار الهواء في الفم عند النطق بالحرف. حروفه: حرف واحد وهو حرف الشين (ش).
6.التكرير
لغة: الإعادة والتكرار.اصطلاحا: ارتعاد طرف اللسان عند النطق بالحرف. حروفه: حرف واحد وهو حرف الراء (ر).
المراد من ذكر هذه الصفة اجتنابها لا فعلها وخاصة إذا كانت الراء مشددة. مثل قول الله سبحانه وتعالى: ﴿الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِِ﴾ (الفاتحة 3)
ووصف الراء بالتكرير يعني أنها قابلة له، فكلما ارتعد اللسان مرة خرجت راء. لذا يجب على القارئ عند النطق بالراء، عدم السماح بأكثر من ارتعادة واحدة.
وطريقة إخفاء التكرير تكون بإلصاق ظهر اللسان بما يحاذيه من الحنك الأعلى لصقا محكما مرة واحدة بحيث لا يرتعد.
7.الاستطالة
لغة: الامتداد. اصطلاحا: طول المخرج وامتداده من أول حافة اللسان إلى آخره بحيث يستوعب الحنك كله.حروفه: حرف واحد وهو حرف الضاد (ض).
ومثال ذلك (المغضوب) و(الضَّالين) في قوله تعالى: ﴿صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ﴾ (الفاتحة 7)
وأيضا قوله تعالى : ﴿وَالضُّحَى﴾ (الضحى 1)




رسم تقريبي لمخارج الحروف:
أحكام الراء

حالات تفخيم الراء
1.إذا كانت الراء مفتوحة. نحو: قوله تعالى ﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ
2.إذا كانت الراء مضمومة. قوله تعالى ﴿ كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هَـذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهاً﴾(البقرة 25)
3.إذا كانت الراء ساكنة بعد فتح أو ضم. نحو:
قوله تعالى ﴿وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفاً * فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفاً * وَالنَّاشِرَاتِ نَشْراً * فَالْفَارِقَاتِ فَرْقاً
4.إذا كانت الراء ساكنة وقبلها كسر أصلي وبعدها حرف استعلاء في نفس الكلمة. نحو:
- (لَبِالْمِرْصَادِ) -(قِرْطَاسٍ)
5.إذا كانت الراء ساكنة وقبلها كسر عارضنحو:
-(لِمَنِ ارْتَضَى) في قوله تعالى ﴿وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى
-(أَمِ ارْتَابُوا) في قوله تعالى ﴿أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا﴾ (النور 50)
6.إذا كانت الراء في آخر الكلمة وسكنت حال الوقف عليها وكان قبلها حرف ساكن غير الياء، وقبل الساكن فتح أو ضم. ومثال ذلك:
-(وَالْفَجْرِ) و(عَشْرٍ) و(وَالْوَتْرِ) في قوله تعالى ﴿وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ * وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ﴾ (الفجر 1-4)

حالات ترقيق الراء
1.إذا كانت الراء مكسورة. نحو: ﴿إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاء وَالصَّيْفِ﴿الْقَارِعَةُ
2.إذا كانت الراء ساكنة وقبلها كسر أصلي في كلمة واحدة وليس بعدها حرف استعلاء. نحو: قوله تعالى ﴿فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ-﴿لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً
-(مِرْيَةٍ) في قوله تعالى ﴿أَلَا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَاء رَبِّهِمْ
3.إذا كانت الراء في آخر الكلمة وسكنت وقفاً وكان قبلها ياء ساكنة، سواء كانت ياء مدية، مثل: -(بَصِيرٌ) في قوله تعالى ﴿وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ
-(لَّخَبِـيـرٌ) في قوله تعالى ﴿إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِـيـرٌ﴾ (العاديات 11)
أم كانت ياء لينة (غير مدية)، نحو:-(السَّـيْرَ) في قوله تعالى ﴿وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّـيْرَ
-(الْخَـيْرِ) في قوله تعالى ﴿..... أَشِحَّةً عَلَى الْخَـيْرِ﴾(الأحزاب 19)
4.إذا كانت الراء في آخر الكلمة وسكنت وقفاً، وكان قبلها حرف ساكن من أحرف الاستفال (غير أحرف الاستعلاء) وقبل الساكن كسر في نفس الكلمة. نحو:
-(السِّحْرِ) في قوله تعالى ﴿.... لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ
-(الذِّكْرِ) في قوله تعالى ﴿ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ﴾ (ص 1)
5.إذا كان بعد الراء حرف ممال. ووردت في موضع واحد من القرآن:
-(مَجْرَاهَا) في قوله تعالى ﴿وَقَالَ ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا
أحكام تفخيم اللام
لحرف اللام حكمان: التفخيم والترقيق.
حالات تفخيم اللام
1.لام لفظ الجلالة إذا تقدمها فتح أو كان مبدوء بها. مثل:﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ
-﴿اللَّهُ الصَّمَدُ﴾ انتبه إلى ترقيق الهمزة في لفظ الجلالة (اللَّهُ) عند البدء بها
2.لام لفظ الجلالة إذا تقدمها ضم. مثل: -﴿نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ
3.لام لفظ الجلالة إذا تقدمها ساكن قبله فتح.مثل:﴿وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطاً
4.لام لفظ الجلالة إذا تقدمها ساكن قبله ضم. مثل: -﴿أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ
حالات ترقيق اللام
1.لام لفظ الجلالة إذا تقدمها كسر أصلي. مثل: -﴿قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ-﴿وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ
2.لام لفظ الجلالة إذا تقدمها كسر عارض. مثل: -﴿لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللّهُ مُهْلِكُهُمًْوتقرأ (قَوْماً اللّهُ) : (قَوْمَنِ الله)
3.لام لفظ الجلالة إذا تقدمها ساكن قبله كسر. مثل: ﴿وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوا بِمَفَازَتِهِمْ
4.سائر الكلام (إذ أن حرف اللام حرف استفال). مثل: -﴿وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ .
أحكام النون الساكنة والتنوين
مقدمة
نتعرض في هذا المبحث إلى أحكام النون الساكنة والتنوين.
النون الساكنة: هي النون غير المتحركة التي تثبت لفظا ووقفا وتكون في الأسماء والأفعال والحروف وفي وسط الكلمة وآخرها.
التنوين: هو نون ساكنة زائدة تتبع آخر الاسم لفظا في الوصل وتفارقه خطا ووقفا. ولا تكون في الأفعال والحروف. ويعبر عن التنوين خطا بضمتين أو فتحتين أوكسرتين.
أحكام النون الساكنة والتنوين: لها أربعة أحكام: الإظهار، الإدغام، الإقلاب، الإخفاء.
وهذه الأحكام الأربعة هي صفات حرف النون العارضة التي يتصف بها حال سكونه (ويدخل في ذلك التنوين).
تنبيه: قد يحرك النون منعا من التقاء ساكنين وفي هذه الحالة لا تنطبق عليه أحكام هذا الفصل. مثل قوله تعالى: ﴿مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ﴾ (البقرة 212)
وقد يُكسر التنوين عند التقاء ساكنين مثل:
-﴿جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي﴾ (مريم 61) وتقرأ (عَدْنِـنِـلَّـتي)
-﴿َقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ﴾ عند وصل الآيتين وتقرأ (أحَدُنِـلَّه)
-﴿جَزَاءًالْحُسْنَى﴾ وتُقرأجزاءَنِلْحُسْنى. //// وفي هذه الحالة أيضا لا يتصف النون بشيء من الصفات العارضة التي ذكرنا والتي يسميها علماء التجويد بأحكام النون الساكنة.
الإظهار
لغة:البيان .اصطلاحا: إخراج كل حرف من مخرجه من غير زيادة غنة الحرف المُظهَر.
حروفه: تظهر النون الساكنة أو التنوين إذا وقع بعدها حرف من حروف الحلق الستة: الهمزة والهاء والعين والحاء والغين والخاء (ء هـ ع ح غ خ) وهذه الحروف مجموعة في أوائل هذه الكلمات: أخي هاك علما حازه غير خاسر.
ويكون إظهار النون الساكنة في الكلمة الواحدة وفي الكلمتين. أما إظهار التنوين فلا يقع حتما إلا في كلمتين.
أمثلة:أ :﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي﴾﴿وَجَنَّاتٍ أَلْفَافاًهـ:﴿وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ﴿وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍع : ﴿مَّا لَهُم مِّنَ اللّهِ مِنْ عَاصِمٍ﴾ ﴿وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌح :﴿وَكَانُواْ يَنْحِتُونَ ...﴾ ﴿إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌغ :﴿وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ﴾ ﴿إِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوّاً غَفُوراًخ : ﴿وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ﴾ ﴿فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ
ضبط النون الساكنة والتنوين عند الإظهار
-توضع علامة السكون على النون المظهرة مثل : أَنْـعَمْتَ.
-يتم ضبط التنوين المُظهر عن طريق تركيب حركتين (ضمتين أو فتحتين أو كسرتين): (انظر رسم الآيات في الأمثلة).

الإدغام

تعريفه: لغة هو الإدخال ,واصطلاحا هو التقاء حرف ساكن بآخر متحرك بحيث يصيران حرفا واحدا مشددا.
حروفه: تُدغم النون الساكنة والتنوين في ستة حروف مجموعة في كلمة (يرملون)
أقسامه: قسمان إدغام بغنة وإدغام بلا غنة.
إدغام بغنة ( إدغام ناقص ) : يكون الإدغام بغنة إذا وقع بعد النون الساكنة أو التنوين أحد حروف كلمة (ينمو).
ن﴿وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّـفْعِهِمَا﴾ ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّـاعِمَةٌم﴿وَيُسْقَى مِن مَّـاء صَدِيدٍ﴾ ﴿وَلَيَكُونـاًمِّنَ الصَّاغِرِينَو﴿مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍي ﴿فَمَن يَـعْمَلْ﴾﴿خَيْراً يَرَهُ
ملاحظة: عند الإدغام بغنة يجب مدها مقدار حركتين كما هو مبين في مبحث المدود.
إدغام بلا غنة: ( إدغام كامل )يكون الإدغام بلا غنة إذا وقع بعد النون الساكنة أو التنوين لام أو راء. وإدغام النون الساكنة والتنوين في هذين الحرفين إدغام كامل.
ل﴿وَيُؤْتِ مِن لَّـدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً﴾ ﴿هُدًى لِّـلْمُتَّقِينَر﴿ هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ﴾﴿إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
استثناء : يُشترط في الإدغام أن يكون الحرف المدغم والحرف المدغم فيه في كلمتين مختلفتين. فإذا التقيا في كلمة واحدة وجب الإظهار ويسمى إظهارا مطلقا. وفي القرآن أربع مواضع التقت فيها النون الساكنة بأحد حروف الإدغام في وسط الكلمة وهي: دنيا، صنوان، قنوان، بنيان
الإقلاب
لغة: تحويل الشيء عن وجهه.
اصطلاحا: تحويل النون الساكنة أو التنوين ميما مخفاة بغنة إذا وقع بعدها حرف الباء.
ويتم إخفاء الميم المنقلبة عن النون بترك فرجة خفيفة بين الشفتين وعدم الشد عليهما. كما يجب مد الغنة بعد الإقلاب مقدار حركتين.
أمثلة: قد يكون الإقلاب في كلمة واحدة وقد يكون في كلمتين.
- ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِن بَـنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَـعْدِ مُوسَى
- ﴿كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنـبَـتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنـبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ﴾ (البقرة 261) - ﴿ذَلِكَ مِنْ أَنبَـاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيكَ
- ﴿وَاللّهُ بَصِيـرٌ بِالْعِبَادِ
- ﴿ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِـالظَّالِمِينَ-﴿كَلَّا لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعاًبِـالنَّاصِيَةِ
ضبط الإقلاب في المصاحف
يُشار إلى الإقلاب في رسم المصاحف بوضع ميم صغيرة فوق النون الساكنة التي بعدها باء إشارة إلى أن قلبها ميما نحو:
أما بالنسبة للتنوين فترسم حركة واحدة من الحركتين متبوعة بميم صغيرة نحو:
الإخفاء
لغة: الستر./ اصطلاحا: النطق بالنون الساكنة أو التنوين على صفة بين الإظهار والإدغام مع مراعاة بقاء الغنة في الحرف المخفي.
حروفه: خمسة عشر حرفا مجموعة في أوائل كلمات البيت التالي:
صف ذا ثـنا كم جاد شخص قد سـما دم طيبا زد فـي تقى ضـع ظـالما
أداء الإخفاء: عند إخفاء النون الساكنة أو التنوين يتحول مخرج النون من طرف اللسان (مع لثة الأسنان العليا) إلى قرب مخرج حرف الإخفاء. أي أن القارئ يجعل طرف لسانه مبتعدا قليلا عن لثة الأسنان العليا.
كما يُراعى أيضا مد الغنة مقدار حركتين، وتفخيمها –أي الغنة- إذا كان حرف الإخفاء مفخما نحو ﴿إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً﴾ (الإسراء 33) وترقيقها إذا كان حرف الإخفاء مرققا مثل ﴿إِنَّ لَدَيْنَا أَنكَـالاً وَجَحِيماً﴾ (المزمل 12)
هذا ويجب الاحتراز من تحويل الغنة إلى حرف مد كنطق كلمة "كـنـتم" هكذا: "كونـتم" وهذا خطأ.
أمثلة: قد تجتمع النون الساكنة مع حرف الإخفاء في كلمة واحدة وقد يكونان في كلمتين مختلفتين.
-﴿ وَأَمَّا عَادٌ فَـأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَـاتِيَةٍ-﴿هَذَا يَوْمُ لَا يَنطِـقُونَ-﴿مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَنـاً فَـيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً -﴿وَلَئِنْ أَذَقْنَا الإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُـمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَؤُوسٌ كَـفُورٌ-﴿فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ-﴿وَقَالُواْ لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكاً لَّقُضِيَ الأمْرُ ثُمَّ لاَ يُنظَرُونَ-﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ...
ضبط الإخفاء في المصاحف : يراعى في ضبط المصاحف تعرية الحرف المخفي من علامة السكون بالنسبة للنون الساكنة وتتابع الحركتين بالنسبة للتنوين (انظر بعض الأمثلة بالرسم العثماني).
أحكام الميم الساكنة
مقدمة :
الميم الساكنة: هي الميم التي لا حركة لها.
مخرجها: ما بين الشفتين بانطباقهما.
صفاتها اللازمة: الجهر والبينية والاستفال والانفتاح والإذلاق وتصحبه غنة مخرجها من الخيشوم.
صفاتها العارضة عند سكونه: عند سكون الميم تعرض له ثلاث صفات: الإدغام الشفوي والإخفاء الشفوي والإظهار الشفوي.
وسميت هذه الصفات بالشفوية لخروج الميم من الشفتين. واصطلح العلماء على تسميتها بأحكام الميم الساكنة.
وقد تقدم تعريف الإدغام والإخفاء والإظهار.
الإدغام الشفوي
حروفه: حرف واحد وهو حرف الميم (م).
تدغم الميم الساكنة في مثلها فقط أي في حرف الميم فتصيران (الميم المدغمة والميم المدغم فيها) ميما واحدة مشددة بغنة، ويسمى هذا بإدغام المتماثلين.
وهذا الإدغام ناقص حيث تبقى الغنة صفةً للحرف المدغم.
أمثلة:
﴿الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ﴾ ﴿إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ
﴿وَاللَّهُ مِن وَرَائِهِم مُّحِيطٌ﴾ ﴿أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ
﴿أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّاء مَّهِينٍ﴾ الميم المشددة الثانية (في كلمة ماء) تدخل في باب إدغام النون الساكنة (نون من) في الميم، والميم المشددة الثالثة (مهين) ناتجة عن إدغام تنوين كلمة (ماء) في الميم. فقط الميم المشددة في كلمة (من) تتعلق بحكم إدغام الميم الساكنة الذي نحن بصدده.
﴿فَلَمْ يَجِدُوا لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَنصَاراً﴾ ﴿وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتاً
﴿يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً﴾ ﴿وَالَّذِينَ هُم مِّنْ عَذَابِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ
﴿أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْراً فَهُم مِّن مَّغْرَمٍ مُّثْقَلُونَ﴾إدغام الميم الساكنة ورد في موضع واحد في هذا المثال وهو (فَهُم مِّن). أما الميم المشددة الثانية (مِّن مَّغْرَمٍ) فتدخل في باب إدغام النون الساكنة في الميم والميم المشددة الثالثة (مَّغْرَمٍ مُّثْقَلُونَ) فتدخل في باب إدغام التنوين في الميم.
الإخفاء الشفوي
حروفه: حرف واحد وهو حرف الباء (ب).
فإذا وقع بعد الميم الساكنة حرف الباء جاز إخفاء الميم مع مراعاة الغنة.
ويلاحظ عند الإخفاء الشفوي تلاصق الشفتين ببعضهما تلاصقا رقيقا (أي عدم الضغط عليهما ضغطا قويا) دون انفراجهما حيث أن كلا من الميم والباء يخرجان بانطباق الشفتين.
ملاحظة: إذا وقع بعد الميم الساكنة باء جاز الإخفاء والإظهار وكلاهما صحيح ومأخوذ به. والإخفاء أرجح القولين وهو الذي نختاره.

أمثلة: ﴿سَلْهُم أَيُّهُم بِـذَلِكَ زَعِيمٌ﴾﴿فَإِذَا هُم بِـالسَّاهِرَةِ﴾﴿وَمَا صَاحِبُكُم بِـمَجْنُونٍ﴾ ﴿تَرْمِيهِم بِـحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ
ضبط الإخفاء في المصاحف:
يراعى في ضبط المصاحف تعرية الميم الساكنة المخفية من علامة السكون.
الإظهار الشفوي
حروفه: كل حروف الهجاء عدا الميم والباء.
إذا وقع بعد الميم الساكنة أحد الحروف عدا الميم والباء وجب إظهارها.
ويكون الإظهار أشد عند الفاء (ف) والواو (و) نظرا لتقارب هذه الحروف من حيث المخرج (الشفتين)، وذلك لتمييز الحروف بعضها عن بعض وخوفا من عدم وضوح الحرف المظهر (الميم).
أمثلة: ﴿أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِـي تَضْلِيلٍ﴾ ﴿لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ﴾ ﴿إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِـوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَـزَاء وَلَا شُكُوراً﴾ ﴿وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَـالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ﴾ ﴿خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ﴾ ﴿مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء
ضبط الإخفاء في المصاحف:
يراعى في ضبط المصاحف عند إظهار الميم الساكنة وضع رأس خاء صغيرة بدون نقطة مثل.
أحكام المد والقصر

تعريف المد:لغة: الزيادة. اصطلاحا: إطالة الصوت بحرف من حروف المد أو بأحد حرفي اللين.
حروف المد: الألف الساكنة المفتوح ما قبلها.الياء الساكنة المكسور ما قبلها. الواو الساكنة المضموم ما قبلها
حروف اللين: الواو الساكنة بعد فتح نحو: خوْف.الياء الساكنة بعد فتح نحو: صيْف
تعريف القصر:لغة: ضده الطول، وقَصَر الشيء على كذا أي لم يجاوزه إلى غيره.
اصطلاحا: له معنيين:
-إثبات المد حركتين فقط عند الحديث عن مقدار المد، كقولك: يقصر البدل عند حفص أي يمد حركتين فقط.
-عدم المد أصلا عند الحديث عن وجود المد وعدمه، كأن تقول ألف (أناْ) تمد وقفا وتقصر وصلا.
أقسام المد
المد قسمان: مد أصلي (وهو الطبيعي) ومد فرعي.
1.المد الأصلي:
وهو المد الذي لا تقوم ذات الحرف إلا به ولا يوجد سبب خارجي له.
ويمكن تعريفه أيضا على أنه المد الذي ليس بعده همز ولا سكون ومقدار مده حركتان.
ويسمى المد الطبيعي لأن صاحب الطبيعة السليمة يمده مقدار حركتين لا تزيد ولا تنقص. كما يسمى مدا أصليا لأنه أصل جميع المدود، ولأن حرف المد لا يتميز عن الحركة إلا به.
وقدر بعضهم مقدار الحركتين بالزمن الذي يستغرقه النطق بحرفين متتاليين قَ قَ.
ويمكن تقسيم المد الأصلي إلى عدة أقسام:
أ‌المد الطبيعي الثابت وصلا ووقفا.
ب‌المد الطبيعي الثابت في الوقف دون الوصل.
ت‌المد الطبيعي الثابت في الوصل دون الوقف.
ث‌المد الطبيعي الحرفي في هجاء فواتح بعض السور.
2.المد الفرعي:
وهو المد الذي يتوقف على سبب خارجي لإطالته، وتقوم ذوات الحروف بدونه.
وينقسم المد الفرعي إلى قسمين:
أ‌المد الفرعي بسبب الهمزة. وهو ثلاثة أنواع:
-مد البدل.
-المد الواجب المتصل.
-المد الجائز المنفصل.(ويلحق به مد الصلة الكبرى كما سيأتي مفصلا)
ب‌المد الفرعي بسب السكون. وهو نوعان:
-المد اللازم (مد سكونه أصلي ثابت لا يتغير).
-المد العارض للسكون (مد سكونه عارض أي يثبت وقفا ويزول وصلا).
ويأتي بيان كل قسم في الأبواب التالية.
ملاحظة: الهمز والسكون سببان لفظيان للمد الفرعي. يوجد سبب آخر معنوي للمد ولكنه غير موجود في رواية حفص عن عاصم من طريق الشاطبية. والسب المعنوي هو قصد المبالغة في النفي ومنه مد التعظيم كما في ﴿لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ﴾ ومد التبرئة نحو ﴿لاَ رَيْبَ فِيهِ﴾.
المد الطبيعي
1- المد الطبيعي الثابت وقفا ووصلا
إذا كان الحرف الذي يلي حرف المد متحركا دائما، وصلا ووقفا، ولم يكن همزا (تعريف المد الطبيعي)، وجب إثبات المد مقدار حركتين حال الوقف وحال الوصل. مثل:
-﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ﴾ (التكاثر 1) حرف الكاف من كلمة (أَلْهَاكُمُ) مضموم دائما لذا يجب مد الألف التي تسبقه مدا طبيعيا مقدار حركتين وصلا ووقفا. كذلك ثاء كلمة (التَّكَاثُرُ) مضمومة وصلا ووقفا لذا يجب مد الألف قبلها مدا طبيعيا في كل الأحوال.
-﴿يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً﴾ (الانسان 7) يجب مد الواو المدية الأولى من كلمة (يُوفُونَ) مدا طبيعيا (مقدار حركتين) لأن الفاء التي بعدها متحركة دائما. أما الواو المدية الثانية من نفس الكلمة فلا تدخل في هذا النوع من المد الذي نحن بصدده (الثابت وقفا ووصلا) وذلك لأن النون التي بعدها متحركة حال الوصل وساكنة عند الوقف على الكلمة.
في كلمة (وَيَخَافُونَ): يجب مد الألف التي تسبق حرف الفاء حركتين أما الواو المدية في الكلمة فمدها الطبيعي لا يثبت إلا وصلا.
وبالنسبة لكلمة (مُسْتَطِيراً) تمد الياء المدية حركتين لأن الراء التي بعدها مفتوحة دائما.
-﴿فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ﴾ (البينة 3) تمد ياء (فِيهَا) حركتين وصلا ووقفا.
-﴿فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ﴾ (القارعة 6-7)
2- المد الطبيعي الثابت حال الوقف فقط
يثبت المد الطبيعي حال الوقف دون الوصل في الحالات التالية:
1.أن يأتي بعد حرف المد حرف ساكن في كلمة أخرى. نحو:
-﴿ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُوا الْجَحِيمِ﴾ (المطففين 16) الواو المدية في آخر كلمة (لَصَالُوا) لا تمد إلا عند الوقف عليها أما عند الوصل فتُحذف لالتقاء ساكنين.
-﴿وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ﴾ (الفجر 10) ياء (ذِي) تمد عند الوقف على الكلمة أما عند الوصل فيُحذف المد لالتقائه بساكن في الكلمة التالية.
-﴿فَإِن كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ﴾ (النساء 176) تمد الألف المدية في آخر (كَانَتَا) و(فَلَهُمَا) عند الوقف على الكلمة أما حال الوصل فتُحذف.
2.أن يكون حرف المد ألفا مبدلة من تنوين فتح في اسم مقصور. نحو:
-(هُدًى) في قوله تعالى ﴿هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ﴾ (البقرة 2) وقوله تعالى ﴿ هَذَا هُدًى﴾(الجاثية 11) لا تمد الألف المدية من كلمة (هُدًى) إلا حال الوقف.
3.أن يكون حرف المد ألفا في اسم منصوب، ويسمى مد العِوَض. نحو:
-(عَلِيماً) و (حَكِيماً) في قوله تعالى ﴿إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً﴾ (الانسان 30) تمد الألف المدية في (عَلِيماً) و(حَكِيماً) عند الوقف على الكلمة فقط. فإذا تلوت الآية ووقفت على آخرها وجب مد ألف (حَكِيماً) مدا طبيعيا مقدار حركتين وعدم مد ألف (عَلِيماً) لوصلها.
4.إذا كان حرف المد في الأصل نونا رسمت تنوينا. نحو:
-(لَنَسْفَعاً) في قوله تعالى ﴿كَلَّا لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ﴾ (العلق 15) (المثال السادس)
5.إذا كان حرف المد ألفا متطرفة في الكلمات السبع التالية. نحو:
-(أَنَاْ) كما في قوله تعالى ﴿وَلَا أَنَاْ عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ﴾ (الكافرون 4)
-(لَّكِنَّا) في قوله تعالى ﴿لَّكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً
-(الظُّنُونَا) في قوله تعالى ﴿وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا﴾ (الأحزاب 10)
-(الرَّسُولَا) في قوله تعالى ﴿يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا﴾ (الأحزاب 66)
-(السَّبِيلَا) في قوله تعالى ﴿وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا﴾ (الأحزاب 67)
-(قَوَارِيرَا) في قوله تعالى ﴿وَيُطَافُ عَلَيْهِم بِآنِيَةٍ مِّن فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا﴾ (الانسان 15) كلمة (قَوَارِيرَا) المقصودة هنا هي التي في آخر الآية 15 من سورة الإنسان.
-(سَلَاسِلَاْ) من قوله تعالى ﴿إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلَاسِلَاْ وَأَغْلَالاً وَسَعِيراً﴾ (الانسان 4) عند الوقف على كلمة (سَلَاسِلَاْ) يجوز إثبات الألف ومدها مقدار حركتين ويجوز أيضا حذفها والوقف على اللام. أما عند الوصل فتحذف الألف المدية آخر الكلمة.
يوضع صفر مستطيل قائم فوق الألف المدية في هذه الكلمات السبع، عند ضبط المصاحف، للدلالة على زيادتها وصلا لا وقفا.
3- المد الطبيعي الثابت حال الوصل فقط
يثبت المد الطبيعي حال الوصل دون الوقف في الحالات التالية:
1.مد الصلة الصغرى: إذا كانت هاء الضمير (وهي الهاء التي يكنى بها عن المفرد الغائب المذكر) متحركة بين متحركين، ولم يكن بعدها همز، وُصلت الهاء بحرف مد يناسب حركتها. فإذا كانت الهاء مضمومة وُصلت بواو مدية تُمد، حال الوصل، مدا طبيعيا مقداره حركتان. وإذا كانت الهاء مكسورة وصلت بياء مدية مقدارها أيضا حركتان، وذلك عند وصلها فقط. أما في حالة الوقف فتكون الهاء ساكنة لا مد فيها. وهذه بعض الأمثلة:
-﴿وَلَمْ يَكُن لَّهُو كُفُواً أَحَدٌ﴾ تُقرأ (لهو كفوا)، إذ لا بد من صلة هاء (له) بواو مدية مقدارها حركتان، وذلك عند وصل (لَّهُ) بـ(كُفُواً).
-﴿فَأَثَرْنَ بِهِي نَقْعاً * فَوَسَطْنَ بِهِي جَمْعاً﴾ تقرأ (بهي نقعا) (بهي جمعا) يتم وصل هاء (به) في الموضعين بياء مدية مقدارها حركتان.
-﴿إِنَّهُو كَانَ فِي أَهْلِهِي مَسْرُوراً﴾ في حالة الوصل يجب صلة هاء (إِنَّهُو) بواو مدية مقدارها حركتان وهاء (أَهْلِهِي) بياء مدية مقدارها أيضا حركتان.
انظر الباب الخاص بمد الصلة.
2.إذا كان حرف المد قبل الحرف الأخير في الكلمة، ففيه مد طبيعي عند الوصل. أما عند الوقف فإنه يصبح مدا فرعيا عارضا للسكون. مثل:
-﴿إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِـيـرٌ بَصِـيـرٌ﴾ عند وصل (خَبِـيـرٌ) والوقف على (بَصِـيـرٌ) تمد الياء المدية في (خَبِـيـرٌ) مدا طبيعيا، في حين يُعد مد الياء في (بَصِـيـرٌ) مدا عارضا للسكون لا يدخل في هذا الباب. أما إذا وصلت كلمة (بَصِـيـرٌ) بما بعدها أصبح مد الياء فيها مدا أصليا.
4- المد الطبيعي الحرفي في فواتح السور
الحروف التي وردت في فواتح السور أربعة عشر حرفا يجمعها قولك (نص حكيم قاطع له سر). ويمكن تقسيمها إلى عدة أقسام:
1.الحروف التي يكون هجاؤها على حرفين وهي خمسة أحرف مجموعة في (حي طهر) وتهجى هكذا: حا، يا، طا، ها، را،
2.الحروف التي يكون هجاؤها على ثلاثة أحرف أوسطها حرف مد وهي مجموعة في قولك (سنقص لكم): سين، نون، قاف، صاد، لام، كاف، ميم.
3.ما يكون هجاؤه على ثلاثة أحرف أوسطها حرف لين. وهو حرف واحد (ع) ويُهجى: عَيْن
4.ما يكون هجاؤه على ثلاثة أحرف ليس أوسطها حرف مد ولا لين. وهو حرف الألف فقط.
أما حروف القسم الأول (حي طهر) فتمد مدا طبيعيا مقدار حركتين ويسمى المد الطبيعي الحرفي أو مد الألفات. نحو:﴿حم﴾ تمد الحاء عند هجائها مدا طبيعيا.﴿كهيعص﴾ تمد الهاء والياء مقدار حركتين.﴿طه﴾ تمد الطاء والهاء مقدار حركتين.﴿الر﴾ تمد الراء مدا طبيعيا مقداره حركتان.
وأما حروف القسمين الثاني والثالث فلا يدخلان في باب المد الطبيعي وإنما في باب المد الفرعي كما سيأتي بيانه.وليس في القسم الرابع (الألف) مد.وذلك كما في ﴿الر.
المد الفرعي
مد البدل


مد البدل الأصلي:إذا اجتمعت همزتا قطع أولاهما متحركة والثانية ساكنة في كلمة واحدة، أبدلت الهمزة الثانية الساكنة حرف مد يناسب حركة الهمزة الأولى. فإذا كانت الهمزة الأولى مفتوحة أبدلت الثانية ألفا وإذا كانت الأولى مضمومة أبدلت الثانية واوا مدية وإذا كانت الأولى مكسورة أبدلت الهمزة الثانية ياء مدية.ومقدار حرف المد المبدل عن همزة القطع الثانية حركتان عند حفص من طريق الشاطبية.
ويكون الإبدال ثابتا في الرسم، والوصل والوقف والابتداء.
- ﴿فَكَيْفَ آسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ﴾ أصل (آسَى) "أَأْسى" حيث أبدلت الهمزة الساكنة ألفا لأن الهمزة الأولى مفتوحة. ومثلها (آدم) أصلها "أأدم" و(آتى) أصلها "أأتى".
- ﴿قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلاَّ كَمَا أَمِنتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِن قَبْلُ﴾ (آمَنُكُمْ) أصلها "أأْمنكم" أبدلت الهمزة الساكنة ألفا مدية.
- ﴿إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى﴾ أصل كلمة (وَإِيتَاء) إئْتاء ولكن للالتقاء همزتي قطع أبدلت الثانية ياء مدية لتتناسب مع كسر الهمزة الأولى. وتمد هذه الياء المدية مقدار حركتين. ومثلها (إيمان) أصلها "إئمان" و(لِإِيلَافِ) أصلها "لإئلاف"
المد الشبيه بالبدل أو الملحق بالبدل
ألحق العلماء بمد البدل كل حرف مد وقع بعد همز، ولم يكن بدلا لهمزة قطع. ويمكن تقسيمه إلى عدة أقسام:
- ما يثبت وصلا ووقفا: نحو (نَبِّؤُونِي) من قوله تعالى ﴿نَبِّؤُونِي بِعِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾فحرف المد هنا أصلي جاء بعد همز فألحق بمد البدل، ومقداره حركتان وصلا ووقفا.
- ما يثبت في الوصل فقط: نحو (تَشَاؤُونَ) من قوله تعالى ﴿وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ حرف المد في (تَشَاؤُونَ) أصلي جاء بعد همز لذا وجب مده، عند الوصل، مقدار حركتين باعتباره مدا شبيها بالبدل. أما حال الوقف فله حكم المد العارض للسكون. ومثله (مَآبٍ)، (يُرَاؤُونَ)، (لَيَؤُوسٌ).
- ما يثبت في الابتداء فقط: مثل (اِئْتُونِي) من قوله تعالى ﴿أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ اِئْتُونِي بِكِتَابٍ مِّن قَبْلِ هَذَا﴾عند الوصل تقرأ "السماواتـئـتوني" بدون مد أما عند الوقف على (السَّمَاوَاتِ) والابتداء بـ(اِئْتُونِي) فتقرأ "إيـتوني"، وتأخذ الياء المدية حينئذ حكم مد البدل فتُمد مقدار حركتين عند حفص.
المد الواجب المتصل
تعريفه: وهو أن يأتي حرف المد وبعده همزة في كلمة واحدة.
سبب تسميته بالواجب المتصل: سمي واجبا لإجماع القراء على مده أكثر من حركتين. وسمي متصلا لوجود المد والهمزة في كلمة واحدة.
مقدارمده: أربع أو خمس حركات عند حفص من طريق الشاطبية. والمد أربع حركات هو الأشهر.
الوقف على المد الواجب المتصل المتطرف: إذا كانت الهمزة التي تلي حرف المد متطرفة موقوفا عليها، جاز مده (أي حرف المد) أربع أو خمس أو ست حركات.
أمثلة: ﴿وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَةُ﴾ ﴿ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ
المد الجائز المنفصل
تعريفه: وهو أن يأتي حرف المد في آخر الكلمة وتليه الهمزة في أول الكلمة التالية.
سبب تسميته بالجائز المنفصل: سمي بالجائز لجواز قصره ومده عند القراء. فيجوز الاقتصار فيه على المد الطبيعي (حركتين) ويجوز مده أكثر من ذلك (أربع أوخمس حركات).وسمي منفصلا لأن حرف المد في كلمة وحرف الهمز منفصل عنه في كلمة أخرى.
مقدار مده: أربع أو خمس حركات عند حفص من طريق الشاطبية، والمد أربعا هو الأشهر. ويجوز الاقتصار فيه على حركتين من طريق "طيبة النشر".
والمد الجائز المنفصل يكون عند الوصل فقط أما عند الوقف على الكلمة الأولى فإن سبب المد (الهمزة) يزول، فيعود المد مدا طبيعيا.
تنبيه: إذا كان المد الجائز المنفصل في كلمتين متصلتين رسما نحو (هَاأَنتُمْ) أو (هَؤُلاء) أو (يأيها) فإنه لا يجوز الوقف على الكلمة الأولى، فلا يجوز الوقف على (ها) في (هَؤُلاء) و(هَاأَنتُمْ) أو (يا) في (يَأَيُّهَا).
ملاحظة: عند القراءة في المجلس الواحد يجب التسوية بين مختلف مواضع المد الجائز المنفصل. فيمدها كلها أربع حركات أو يمدها كلها خمس حركات أو يقتصر فيها كلها على حركتين.
أمثلة:﴿وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ﴾ ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ﴾ ﴿وَإِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمُ انقَلَبُواْ فَكِهِينَ﴿انطَلِقُوا إِلَى مَا كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ
v مد الصلة الكبرى: يُلحق بالمد الجائز المنفصل مد الصلة الكبرى. وهو أن تكون هاء الضمير متحركة بين متحركين وبعدها همز في أول الكلمة التالية. نحو:
- ﴿وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُو إِذَا تَرَدَّى﴾ توصل هاء (مَالُهُو) بواو مدية فتقرأ "مالهو إذا" وتأخذ حكم المد الجائز المنفصل فتمد أربع أوخمس حركات، ويجوز مدها حركتين.
المد اللازم
نوعه: المد اللازم مد فرعي سببه سكون أصلي ثابت لا يتغير.
تعريفه: هو أن يأتي بعد حرف المد حرف ساكن سكونا أصليا أو حرف مشدد في كلمة واحدة (لأن الحرف المشدد أصله حرفان متماثلان أولهما ساكن والآخر متحرك).
مقدار مده: أجمع القراء على إشباع مده إلى ست حركات.
سبب تسميته باللازم: سمي هذا المد لازما للزوم سببه أو للزوم مده ست حركات بالإجماع.
أقسامه: ينقسم المد اللازم إلى قسمين: كلِمي وحرفي.
1. المد اللازم الكلمي: إذا كان المد اللازم في كلمة فهو كلمي، ويكون:
مثقلا: إذا أتى بعد حرف المد في الكلمة حرف مشدد. نحو:
﴿وَلاَ الضَّـالِّـينَ﴾ وقعت اللام المشددة بعد حرف المد.﴿الْحَـاقَّـةُ
﴿قُلْ آللّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللّهِ تَفْتَرُونَ﴾ ﴿قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الأُنثَيَيْنِ ......-الآية-
مخففا: إذا أتى بعد حرف المد حرف ساكن سكونا أصليا وكان غير مشدد. ومثال ذلك
﴿آلآنَ وَقَدْ كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَوقع بعد الألف المدية حرف ساكن أصلي غير مشدد.
2. المد اللازم الحرفي: إذا كان المد اللازم في حرف من حروف الفواتح فهو حرفي. ويكون في الحروف التي يكون هجاؤها ثلاثة أحرف أوسطها حرف مد أو لين وهي (نقص عسلكم).ويكون المد اللازم الحرفي:
مثقلا: إذا أتى بعد حرف المد حرف مدغم في ما بعده. نحو:﴿الـم﴾ أتى بعد الألف المدية في هجاء حرف الـ(لام) حرف (م) أدغم في الميم التي بعده فكان المد مثقلا. ﴿طسم
§مخففا: إذا أتى بعد حرف المد حرف ساكن غير مدغم بما بعده. نحو:
-﴿ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ﴾ وقع بعد الألف المدية في حرف (قاف) حرف (ف) ساكن غير مدغم بما بعده فكان مد الألف مخففا.
-﴿ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ
-﴿الـمـر﴾ تمد ألف (لام) مدا مثقلا لإدغام حرف الميم من (لام) في أول حرفي الميم من هجاء (ميم). أما الياء المدية في حرف الـ(ميم) فتمد مدا مخففا لوجود حرف ساكن غير مدغم بعدها (الميم الثانية من (ميم)).
تنبيه: تمد حروف الفواتح المجموعة في قولك (سنقص لكم) ست حركات. أما المد في هجاء حرف العين في فاتحة سورة مريم ﴿كهيعص﴾ وفاتحة سورة الشورى ﴿عسق﴾ فيجوز فيه (أربع حركات على أنه ملحق بمد اللين) والإشباع (ست حركات على أنه مد لازم). ومده ست حركات أولى.
المد العارض للسكون
تعريفه: وهو أن يأتي بعد حرف المد حرف ساكن سكونا عارضا بسبب الوقف.
أقسامه ومقدار مده: يقسم المد العارض للسكون من حيث أصل حرف المد إلى عدة أقسام:
1. المد العارض للسكون الذي أصله مد طبيعي:يجوز في مده القصر (حركتان) والتوسط (أربع حركات) والطول (ست حركات) (2-4-6). كالوقف على:
-﴿وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ﴾ عند الوقف على (الْأَوْتَادِ) تمد الألف التي تسبق حرف الدال الساكن وقفا حركتين أو أربع أو ست حركات.
2. المد العارض للسكون الذي أصله اللين (مدّ اللين): ويجوز مده أيضا حركتين أو أربع أو ست حركات (2-4-6). ومن أمثلة ذلك الوقف على:
- (وَالصَّيْفِ) في قوله تعالى ﴿إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاء وَالصَّيْفِ﴾ عند الوقف على كلمة (وَالصَّيْفِ) تمد الياء الساكنة التي تسبق الحرف الساكن الموقوف عليه (ف) مقدار حركتين أو أربع أوست حركات. وهذا مد عارض للسكون أصله مد لين.
3. المد العارض للسكون الذي أصله مد البدل: ويجوز مده حال الوقف حركتان أو أربع أو ست حركات (2-4-6). ومن أمثلته الوقف على: قوله تعالى ﴿وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ﴾و﴿الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ
4. المد العارض للسكون الذي أصله المد الواجب المتصل إذا تطرفت همزته: ويجوز مده حال الوقف أربع أو خمس أو ست حركات (4-5-6). أما حال الوصل فلا يمد إلا أربع أو خمس حركات كما هو مبين في باب المد الواجب المتصل. ومن أمثلته الوقف على:
-(يَشَاءُ) في قوله تعالى ﴿ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ
ملاحظة: يفضل بالنسبة للمد العارض للسكون التوسط والطول (أربع أو ست حركات).
مد الصلة
هاء الكناية: هي هاء الضمير التي يكنى بها عن المفرد الغائب المذكر، مثل: عنده، كمثله، بعده.
حكم مدها: لهاء الكناية حالتان من حيث المد:
1. القصر (عدم المد أصلا): لا تُمد هاء الكناية ويُكتفى بتحريكها في الحالات التالية:
§أن تقع بين ساكنين. وذلك نحو:﴿وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ
§أن يكون قبلها متحرك وبعدها ساكن. نحو:﴿فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ
§أن يكون قبلها ساكن وما بعدها متحرك. مثل:﴿ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾
استثناء: تقصر هاء الضمير ولا تمد في جميع المواضع إذا كان ما قبلها ساكن وما بعدها متحرك، باستثناء موضع واحد من سورة الفرقان ﴿وَيَخْلُدْ فِيهِي مُهَاناً﴾ (الفرقان 69) حيث توصل هاء (فِيهِي) بياء مدية تمد مقدار حركتين فتقرأ عند حفص (فيهي مهانا).
2. مد الصلة: إذا وقعت الهاء بين متحركين وصلت الهاء بحرف مد يناسب حركتها. فإذا كانت مضمومة وصلت بواو مدية، وإذا كانت مكسورة وصلت بياء مدية. وينقسم مد الصلة إلى قسمين حسب الحرف الذي يلي هاء الكناية، فيُسمى:
§مد الصلة الصغرى: إذا وقع بعد هاء الكناية حرف غير الهمزة ويمد مدا طبيعيا مقدار حركتين. نحو:﴿وَلَمْ يَكُن لَّهُو كُفُواً أَحَدٌ
§مد الصلة الكبرى: إذا كان بعد هاء الكناية همزة. وفي هذه الحالة يلحق بالمد الجائز المنفصل فيمد أربع أو خمس حركات (4-5). نحو:
- ﴿وَمَا يُكَذِّبُ بِهِي إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ
استثناء: يستثنى من هذه القاعدة ثلاث كلمات:
- ﴿وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ﴾ (الزمر 7) تقرأ (يَرْضَهُ) بضم الهاء دون وصلها بواو مدية بالرغم من وقوعها بين متحركين. ويسمى هذا الحكم "قصر الصلة الصغرى".
- ﴿اذْهَب بِّكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ﴾ (النمل 28) قرأ حفص كلمة (فَأَلْقِهْ) بتسكين الهاء.
- ﴿قَالُواْ أَرْجِهْ وَأَخَاهُ﴾ (الأعراف 111) و (الشعراء 36) قرأ حفص كلمة (أَرْجِهْ) بتسكين الهاء.
هاء (هذه): يُلحق بأحكام هاء الكناية هاء اسم الإشارة (هذه)، نحو:
- ﴿إِنَّ هَذِهِي تَذْكِرَةٌ﴾ (الانسان 29) توصل هاء اسم الإشارة (هَذِهِي) بياء مدية. والمد هنا مد صلة صغرى مقداره حركتان لأن الحرف الذي يلي الهاء ليس بهمز.
- ﴿وَإِنَّ هَذِهِي أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ﴾ (المؤمنون 52) المد في هذا المثال مد صلة كبرى مقداره أربع أو خمس حركات.
- ﴿هَذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ﴾ (الطور 14) في هذا المثال لا توصل هاء (هذه) بحرف مد لأن ما بعدها ساكن.
ضبط المصاحف: يُراعى عند ضبط المصاحف إلحاق واو صغيرة عند صلة هاء الضمير بواو مدية، وياء صغيرة عند صلتها بياء مدية .
وكان علماء الضبط يلحقون هذه الأحرف الحمراء بحجم حروف الكتابة الأصلية. ولكن تعسر ذلك في المطابع فتم تصغيرها للدلالة على المقصود.



أقسام المدود

المد الطبيعي

المد الفرعي

مقداره حركتين (2) هو
ملحقاته :
- مد التمكين
- مد العوض
- الصلة الصغرى
- ألفات حروف :
(حي طهر )

متصل واجب
(4.5)
منفصل جائز
الصلة الكبرى
(5.4.2)
مد البدل (2)

سببه الهمز

سببه السكون

العارض للسكون(5.4.2)

المد اللازم(6)

العارض
(طبيعي أو
فرعي )


مد
اللين


لازم حرفي
( نقص عسلكم

لازم
كلمي




· قاعدة أقوى السببين :
أقوى المدود لازم فمتصل فعارض فذو انفصال فبدل
ملخص أقسام المدود
الإدغام وأسبابه

تعريف الإدغام لغة: الإدخال.اصطلاحا: اللفظ بحرفين حرفا واحدا مشددا من جنس الثاني. أو التلفظ بساكن فمتحرك بلا فصل من مخرج واحد.


أسباب الإدغامللإدغام ثلاثة أسباب وهي :


-التماثل: أن يتحد الحرفان اسما ورسما ومخرجا وصفة كالفاء مع الفاء في قوله تعالى: ﴿فَلاَ يُسْرِففِّــي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً﴾ أو الباء مع الباء في قوله تعالى: ﴿وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِببِّــعَـصَاكَ الْحَجَرَ﴾ (البقرة 60)
-التقارب: أن يتقارب الحرفان في المخرج والصفة، كالنون مع اللام في قوله تعالى: ﴿أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِنلاَّ يَشْعُرُونَ﴾ (البقرة 12) أو يتقاربان في المخرج فقط كالقاف مع الكاف مثل قوله تعالى: ﴿أَلَمْ نَخْـلُـقكُّـم مِّن مَّاء مَّهِينٍ﴾ (المرسلات 20) أو يتقاربان في الصفة فقط كاللام مع الراء ومثال ذلك قوله تعالى: ﴿وَقُـلرَّبِّ زِدْنِي عِلْماً﴾ (طه 114)
-التجانس: أن يتحد الحرفان في المخرج ويختلفا في الصفة كالتاء مع الدال في قوله تعالى: ﴿قَالَ قَدْ أُجِيبـَت دَّعْوَتُكُمَا﴾ (يونس 89)
ملاحظة: الصفة الرابعة التي تربط الحروف هي التباعد وتعني الاختلاف في المخرج والصفة. والتباعد، عكس التماثل والتقارب والتجانس، يمنع الإدغام ويوجب الإظهار.كاللام مع الهاء في قوله تعالى: ﴿قـُلْ هُـوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ (الإخلاص 1)
أقسام الإدغام
الإدغام الكبير والإدغام الصغير
الإدغام قسمان:
الإدغام الكبير: هو التقاء حرف متحرك بآخر متحرك بحيث يصيران حرفا مشددا.
ليس في رواية حفص عن عاصم من هذا النوع إلا كلمات معدودة في المتماثل، مثل:
-كلمة تَأْمَـنَّـا في قوله سبحانه وتعالى: ﴿قَالُواْ يَا أَبَانَا مَا لَكَ لاَ تَأْمَـنَّـا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ﴾ والأصل هو تأمنُـنَا ولكن أُدغم حرف النون المرفوع إعرابا في النون الذي بعده فأصبحت تَأْمَنَّا. ويتم نطق هذا الإدغام مع الإشمام أو الاختلاس وهو الإتيان ببعض الحركة بضم الشفتين كمن يريد النطق بضمة، إشارة إلا أن الحركة المحذوفة هي ضمة النون الأولى.
-كلمة أَتُحَاجُّونِّـي في قوله تعالى: ﴿قَالَ أَتُحَاجُّونِّـي فِي اللّهِ وَقَدْ هَدَانِ﴾ (الأنعام 80) إذ الأصل في كلمة أَتُحَاجُّونِّـي: أتحاجونَنِي.
-و ﴿مَا مَكّـَنِّي﴾ (الكهف 95) الأصل فيها ما مكنَنِي.
ولا يوجد في رواية حفص أمثلة من الإدغام الكبير في المتجانس أو المتقارب.
الإدغام الصغير: هو التقاء حرف ساكن بآخر متحرك بحيث يصيران حرفا واحدا مشددا من جنس الثاني. مثل إدغام التاء في التاء في قوله تعالى: ﴿فَمَا رَبِحَتتِّـجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ﴾ (البقرة 16)
وهذا النوع هو الذي نتناوله بالدرس في الأبواب التالية بأنواعه الثلاثة: المتماثل والمتقارب والمتجانس.
الإدغام الكامل والإدغام الناقــص
الإدغام الكامل: هو إدغام الحرف فيما بعده ذاتا وصفة بحيث يسقط الحرف المدغم تماما فلا يبقى له أثر في اللفظ.
ومثال ذلك: ﴿قَالَ قَدْ أُجِيبـَت دَّعْوَتُكُمَا﴾ حيث سقطت التاء من اللفظ ذاتا وصفة.
مثال آخر: ﴿أُوْلَـئِكَ عَلَى هُدًى مِّنرَّبِّهِمْ﴾ أدغمت النون هنا في الراء إدغاما كاملا ذاتا وصفة.
ملاحظة: يشار إلى الإدغام الكامل في رسم المصاحف بتعرية الحرف المدغم من السكون وتشديد الحرف المدغم فيه.
الإدغام الناقص : هو إدغام الحرف فيما بعده ذاتا لا صفة بحيث يسقط الحرف المدغم مع بقاء شيء من صفاته وذلك في أربع حالات:
-النون عند الواو نحو ﴿وَمَا لَهُم مِّنَ اللّهِ مِنوَاقٍ ﴾ حين أدغمت النون في الواو بقيت غنتها وتقرأ مِــ ن ــوَاق
-النون عند الياء مثل ﴿مَن يَـقُولُ﴾ تقرأ مـ ن ــيـَقُول
-الطاء عند التاء مثل ﴿ لَئِن بَسَطتَ﴾ حين أدغمت الطاء في التاء بقي إطباقها واستعلاؤها. ويلاحظ هنا أن الطاء سقطت فلا تقلقل.
-القاف عند الكاف﴿أَلَمْ نَخْـلُـقكُّـم مِّن مَّاء مَّهِينٍ﴾ لاحظ هنا أيضا أن القاف لا تقلقل.
إدغام المتماثلين
سيكون كلامنا في هذا المبحث والذيْن يليانه عن الإدغام الصغير بأنواعه الثلاثة: إدغام المتماثلين والمتقاربين والمتجانسين. وهو كما رأينا التقاء حرف ساكن بآخر متحرك بحيث يصيران حرفا واحدا مشددا من جنس الثاني.
أما بالنسبة لإدغام المتماثلين فإن حفصا أدغم كل مثلين التقيا وكان أولهما ساكنا، نحو:
-التاء عند التاء: ﴿فَمَا رَبِحَتتِّـجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ﴾ وتقرأ فما رَبِحَتِّجَارَتُهُم
-الدال عند الدال: ﴿وَقَـد دَّخَلُواْ بِالْكُفْرِ﴾ وتقرأ وَقَدَّخَلُوا.
-الذال عند الذال: ﴿وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِباً﴾ وتقرأ إِذَّهَبَ
-الكاف عند الكاف: ﴿أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ﴾ وتقرأ يُدْرِكُّم
-اللام عند اللام: ﴿قُـل لاَّ أَشْهَدُ
-الفاء عند الفاء: ﴿فَلاَ يُسْرِففِّــي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً
-الباء عند الباء: ﴿اذْهَب بِّـكِتَابِي هَذَا
-الميم عند الميم: ﴿قَدْ جَاءتْكُـم مَّـوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ
-النون عند النون: ﴿لَـن نَّـصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ
-الواو الساكنة المفتوح ما قبلها عند الواو: ﴿حَتَّى عَفَـواْ وَّقَالُواْ﴾ (الأعراف 95)
ولا إدغام إذا كان أول الحرفين حرف مد مثل:﴿الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ﴾﴿هُوَ الَّذِييُـرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً
ولحفص في قوله تعالى ﴿مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيـهْ * هَـلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيهْ﴾ (الحاقة 28، 29) وجهان عند الوصل: السكت مع الإظهار أو الإدغام.
إدغام المتقاربين
المتقاربين كما رأينا هو تقارب الحرفين مخرجا وصفة. وقد أدغم حفص وجوبا في الحالات التالية:
1.اللام الساكنة في الراء: ومثال ذلك:﴿وَقُـلرَّبِّ زِدْنِي عِلْماً-﴿بَـل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ
ولا يُستثنى من ذلك إلا قوله تعالى: ﴿ كَلَّا بَـلْسرَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ (المطففين 14) بسبب السكت الواجب على لام بل، وهذا السكت يمنع الإدغام.
2.النون الساكنة والتنوين في الواو والياء والراء والميم واللام وهي أحرف (ويرمل):
-التنوين مع الواو: ﴿وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِـيّاً وَلاَ نَصِيراً
-النون الساكنة مع الياء: ﴿فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِـن يَـوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ
-النون الساكنة مع الراء: ﴿أُوْلَـئِكَ عَلَى هُدًى مِّـن رَّبِّهِمْ ﴾ تقرأ مِـرَّبّـهم.
-- النون الساكنة مع الميم: ﴿ مِـن مَّـاء صَدِيدٍ --- النون الساكنة مع اللام: ﴿ مِـن لَّـدُنْهُ
ولا يستثنى من هذا إلا قوله تعالى: ﴿وَقِيلَ مَنْسرَاقٍ﴾ (القيامة) بسبب السكت الواجب على نون "من".
ملاحظة: اختلف القراء في هجاء ﴿طسم﴾ (الشعراء والقصص) (طا سيـن ميم) بين مظهر لنون "سين" ومدغم لها في الميم. والمتفق عليه عن حفص من جميع طرق الشاطبية هو الإدغام.
3.القاف الساكنة في الكاف: ﴿أَلَمْ نَخْـلُـقكُّـم مِّن مَّاء مَّهِينٍ
4.لام التعريف في الحروف الشمسية: ط ث ص ر ت ض ذ ن د س ظ ز ش ل
وهذه الحروف هي التي في أوائل كلمات البيت التالي:
طِب ثـمّ صل رحما تفز ضِف ذا نعمدع سوء ظن زر شريفا للكرم
وأمثلة هذا الإدغام: الطور، الثمرات، الصراط، الرحمن، التناد، الضالين، الذئب، الناس، الدين، السماء، الظالمين، الزّكاة، الشجرة، اللمم.
إدغام المتجانسين
المتجانسين كما أسلفنا هو إتحاد الحرفين مخرجا واختلافهما صفة. ويكون إدغام المتجانسين في :
-الأحرف النطعية: التاء في الطاء والطاء في التاء والتاء في الدال والدال في التاء
-الأحرف اللثوية: الثاء في الذال والذال في الظاء
- الأحرف الشفوية: الباء في الميم
وقد أوجب حفص الإدغام في كل مواضع التقاء المتجانسين في القرآن الكريم ما عدا موضعين أجاز فيهما الإدغام والإظهار وإن كان الإدغام هو المروي من طريق الشاطبية التي نقرأ بها.
الإدغام الواجب في المتجانسين عند حفص
1.تاء التأنيث الساكنة في الطاء: ومثال ذلك:
-﴿وَدَّت طَّـآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ ﴾ وتُقرأ ودطّائفة وهذا من الإدغام الكامل كما رأينا.-﴿إِذْ هَمَّت طَّـآئِفَتَانِ مِنكُمْ أَن تَفْشَلاَ
2.الطاء الساكنة في التاء نحو:
-﴿لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي﴾ وتقرأ بسـ ط ـت وهذا من الإدغام الناقص حيث سقطت الطاء وبقي إستعلاؤها وإطباقها.
-﴿وَمِن قَبْلُ مَا فَرَّطتُمْ فِي يُوسُف-﴿فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ
3.تاء التأنيث الساكنة في الدال نحو:
-﴿فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللّهَ رَبَّهُمَا﴾ تقرأ فلما أَثقَلَدَّعَوا من الإدغام الكامل-﴿ قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا
4.الدال الساكنة في التاء نحو:
-﴿قَد تَّـبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ﴾ تقرأ قـتّـبيّن -﴿وَلَـكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّـدتُّـمُ الأَيْمَانَ
5.الذال الساكنة في الظاء:-﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ ﴾ تقرأ إظّلمتم-
الإدغام الجائز في المتجانسين عند حفص
6.الثاء في الذال في قوله تعالى: ﴿يَلْهَث ذَّلِكَ
7.الباء في الميم في قوله تعالى : ﴿يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا﴾ (هود 42)
في هذين الموضعين يجوز عند حفص الإدغام والإظهار. والإدغام مروي من طريق الشاطبية التي نفرأ بها.
البدء بهمزة الوصل
تعريف
همزة الوصل: هي همزة زائدة أول الكلمة تثبت عند الابتداء وتسقط درجا حال وصلها مع ما قبلها. وعلامة همزة الوصل في المصاحف صاد صغيرة على الألف.
همزة القطع: هي الهمزة التي تثبت حالتي الابتداء والوصل.
همزة الوصل في لام التعريف (ال)
تًقرأ لام المعرفة "ال" بإثبات الهمزة مفتوحة ابتداء وإسقاطها عند وصلها بما قبلها. ومثال ذلك قوله تعالى ﴿التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدونَ﴾ (التوبة 112). تثبت الهمزة في لام التعريف عند الابتداء بـ(التَّائِبُونَ) وتسقط في سائر الكلمات وصلا.
ملاحظة: إذا دخلت همزة الاستفهام على ألف لام التعريف بدلت همزة الوصل ألفا مثل (آللّهُ) في قوله تعالى ﴿قُلْ آللّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللّهِ تَفْتَرُونَ﴾ (يونس 59) أو سهلت مثل (أَأَعْجَمِيٌّ) في قوله تعالى ﴿أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ﴾ (فصلت 44).
همزة الوصل في الأسماء السماعية المحفوظة العشرة
ورد منها في القرآن سبعة أسماء وكلها يُبدأ بها بهمزة مكسورة وتسقط حال وصلها بما قبلها. وهذه الأسماء هي: ابن،ابنة، امرؤ، امرأة، اسم، اثنان (اثنين)، اثـنـتـان (اثـنـتـين، اثنتا). ومثال ذلك:-﴿ابْنَ مَرْيَمَ﴾ ﴿ابْنَتَ عِمْرَانَ﴾ ﴿امْرُؤٌ هَلَكَ﴾ ﴿امْرَأَةُ الْعَزِيزِ﴾ ﴿اسْمَ رَبِّكَ﴾ ﴿اثْنَيْنِ﴾ ﴿اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً
همزة الوصل في ماضي الأفعال وأمرها ومصدرها
§الأفعال الثلاثية:الأمر: اضرب، افتح، ادخل
§الأفعال الخماسية:الماضي: فانتقمنا، اختلف، اسودت
الأمر:اقترب، واصطبرالمصدر: اختلاق، انبعاثهم
§الأفعال السداسية:
الماضي: استكبر، واستفتحوا
الأمر:استغفر، استعينوا
المصدر: استكبارا، استغفار
ولا تأتي همزة الوصل في الأفعال الرباعية.
حركة همزة الوصل
-تكون همزة الوصل مفتوحة في لام التعريف حال الابتداء بها.
-تكون الهمزة مكسورة في الأسماء السماعية العشر (منها السبع الواردة في القرآن)
-تكون الهمزة في الأفعال (الماضي أو الأمر أو المصدر) مكسورة عند البدء بها إذا كان ثالث الفعل مكسورا كسرا أصليا أو مفتوحا، نحو (اهدِنَـا) في قوله تعالى ﴿اهدِنَـا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ﴾ و(اسْتَغْفِرْ) في قوله تعالى ﴿اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ﴾ (التوبة 80)
-وتكون مضمومة إذا كان ثالث الفعل مضموما ضما أصليا، نحو (ادْخُلُواْ) في قوله تعالى ﴿ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ﴾ (الأعراف 49)



-أما إذا كانت الضمة عارضة، فيرجع فيها إلى الأصل. وقد وردت في خمس كلمات: امشوا، اقضوا، ابنوا، امضوا، ائتوا. وأصل حركة الحرف الثالث في هذه الأفعال الكسرة، لذا تكسر همزة الوصل فيها حال الابتداء.
تحريك الحرف الساكن قبل همزة الوصل
يحرك الحرف الساكن بالفتح أو الضم أو الكسر إذا وقع قبل همزة الوصل، وذلك على النحو التالي:
-إذا سبق التنوين همزة الوصل فإن نونه تحرك بالكسر. مثل (عَدْنٍ الَّتِي) في قوله تعالى ﴿رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدتَّهُم وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ﴾ وقوله تعالى ﴿فَلَهُ جَزَاءٍ الْحُسْنَى﴾ (الكهف 88)
-إذا سبقت (مِنَ) همزة الوصل يحرك النون بالفتح مثل ﴿مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ (الناس﴾ أصلها (مِنْ الجنة) حركت النون الساكنة بالفتح لوقوعها قبل همزة الوصل.
-إذا سبقت ميم الجمع همزة الوصل حُركت بالضم نحو ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ﴾ (التكاثر 1) أصلها (ألهاكمْ التكاثر) حركت الميم الساكنة بالضم لوقوعها قبل همزة وصل. ومثل ذلك ﴿عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ﴾ (البقرة 183) و﴿رَبُّكُمُ الْأَعْلَى﴾ (النازعات 24)
-في غير الحالتين السابقتين يحرك الحرف الساكن الذي يسبق همزة الوصل بالكسر نحو (أَنِ امْشُوا) في قوله تعالى ﴿وَانطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ﴾ ومثل ذلك ﴿أَنِ اضْرِب﴾ (الأعراف 160) و﴿أَنِ اصْنَعِ﴾ (المؤمنون 27) و﴿وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ﴾ (يوسف 31).