منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - قضيّةٌ آمازيغيّة ثقافيّة.. نزعةٌ قوميّة.. صراعٌ يعصِفُ بالهويّة!
عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-01-20, 12:13   رقم المشاركة : 45
معلومات العضو
طاهر القلب
مراقب مُنتديـات الأدَب والتّاريـخ
 
الصورة الرمزية طاهر القلب
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل خاطرة المرتبة  الأولى عضو متميّز 
إحصائية العضو










افتراضي

أخي الكريم ...
يبدو أن لُغَتك العربية جَيدةٌ جدًا, وهذا جيد, فَمَنْ تَكَلَمَ العربية فَهُو عَربي, ثُم دَعنا من العرب, وليكن تركيزنا على اللغة العربية ... فإعجاز القرآن الكريم في لُغَتِه التي نَزَلَ بها, وهو الذي قَهَرَ أَرْبَابْ اللغة العربية, وأَرْكَسَهُمْ في قُصُورِهِمْ الإنْسَاني الضَعِيف, وتَحَدَاهُم في الإِتْيَانِ بِمثلهِ أو سُورة منه أو آية فقط, والمعجزة تأتي من جِنس ما بَرعُوا فيه, ثُم لِنَتَفِقْ عَلي شيء وَاحد, وهو السؤال التالي ... هل نَسْتطيع قِراءَة وفَهْمَ القرآن بِتَرْجَمَةٍ لِمَعاني القرآن الكريم أم بِلُغَةٍ عَربيةٍ فصيحة؟ (أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ) ... وهل تَصِحُ صلاتنا وعبادتنا بقراءة معاني القرآن الكريم أم بالقراءة بِلُغَةٍ عربية صحيحة؟ حَتَّى ولو كانت في مَعرفة الحَدْ الأَدْنَى مِنها, أو من القرآن الكريم, وهُو غَيرُ الوَاجِب طَبعًا؟ وهل أَصْلاً وفَصْلاً, قِراءتُنا للقرآن الكريم اليوم صحيحة؟ و هذا ليس تَشْدِيدًا ولا تَضْييقًا لِوَاسِع, وإنَما هُو أَسَاسُ مَا يَقومُ بِه الدين في الأساس فَهَلاَّ أَدْرَكت؟
أخي الكريم ... في قولك الموجه لي :
اقتباس:
"وقد سقطت هنا في التعصب والعصبية دون أن تشعر ورفعت العرب والعربية إلى مقام [أبناء الله وأحبّائه] كما سقط فيها بنو إسرائيل."
فأُذكرك أني لم أَرْفَع ولم أَخْفِّض في ردي لا العرب ولا غيرهم, مما قَبَسْتَهُ في ردك هذا, ثم إني لاَحَظْتُ أَنَّكَ عَطَفْتَ العربية على العرب إمعانًا وإدراكًا وقصدًا, وهو إن صَحَّ ظَنِّي, تَعَصُبٌ مِنْكَ, ضِدَّ ليس العرب, ولكن ضِدَّ اللغة العربية, وأرجو أن يكون ظَنِّي خَاطئا, وقد بَينتُ من قبل أنه لا يجب جَحْدُ وانْتِقَاصُ وضَربُ اللغة العربية مهما كان السبب ... فعندما نتفق على هذا, فكل شيء قابل لأن يكون محل نِقاش وأَخذٍ و رَدٍّ بيننا .
ثم هلا أجبت عن سؤالي ... من يحتاج الآخر القرآن الكريم أم اللغة العربية؟
ولو أنك دَرَست رَدي جيدًا لأدركت أني أدافع عن رسالة الإسلام والقرآن الكريم, وليس دفاعا عن لُغة العرب, فهل أدركت فيما وقعت فيه, من تفريق بينهما, ولا فرق بينهما, وأني أَنْتَصِرُ لكل ما هُما به قَائِمين, و أَوَّلُ ذلك اللغة العربية, ولن أكون جاهلاً مُتعصبًا للعرب كقومية عربية, وأَنَّكَ لو لاحظت بالمقابل أني لم أَجْحَدْ حَقَّ الأمازيغي في أن تكون لُغته رسمية للدولة أو غير ذلك, ولكن هذا دون المساس بمكانة اللغة العربية والتراث العربي (كما يفعل الحداثيون) وهي حَقِي أيضًا كأَخٍ مُسلم لك وشَرِيك في الوطن كما تفضل الإخوة قبلاً ... ثُمَّ ما الضَيْرُ في أن تكون الأمازيغية لُغة وطنية؟ فَعَلى الأَقَل هي لُغة الأخ الشريك في الوطن, وليست لُغة المستعمر أو المستدمر (الفرنسية)؟
وأَعْلَمْ جيدًا أخي, أنني سَبقَ وقَرأتُ العديد من الإسهامات البديعة والرائعة لعلماء ودُعاة وأشخاص أمازيغ أقحاح, كانت دفاعًا على اللغة العربية, وعن رسالة الإسلام وعن التراث العربي الزاخر ... فهل تنكر هذا؟ وهل هُم بهذا الفِعل وَقَعُوا في التَعصُب بشَكله القومي؟ أم تُرَاهُ تعصب لدينهم وهُويتهم الدينية, كما كان مُجمل ردي السابق, والذي أَفْخَر ويفخرون بأن نَكُونَ مُتعصبين لديننا وهُويتنا الدينية دون غيرها من العصبيات المقيتة .
أما قولك :
اقتباس:
اقتباس:
"فلو كانت لغة النبي الكريم لغة اخرى لنزل بها القرآن ، والله لا يُعجزه شيء أخي الكريم"
فهنا دعني أطرح عليك السؤال التالي ... هل يَصِحُ أن نَضَعَ افتراضات لأمر محسوم وحَادِثٍ فعلاً وقولاً, وهي حقيقة نعلمها جميعا؟ فالحَّقُ سبحانه وتعالى "لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ" ثم أَيَحِقُ لنا أن نَسأل دُون تَسليم و رِضى وقُبول تَام من غير ريب أو مَظَنَّةٍ ... فقد اختار الله سبحانه وتعالى العرب كأُمة لبعث آخر أنبيائه, وأنزل القرآن الكريم بلسان ولُغة هذه الأمة العربية, وعلى هؤلاء العرب, ثم إِنَّ القرآن الكريم قد أَلْبَسَ اللغة العربية صِفَةَ القَدَاسَة لأنها منه لا من العرب .
ثم أراك مرّة تقول
اقتباس:
"والله سبحانه صدق في كتابه إذ قال: [الله أعلم حيث يجعل رسالته] ، فهو سبحانه اختار النبي الأمي العربي"
ومرّة تقول
اقتباس:
"أما أن نجعل اللغة مصطفاة ومفضلة على سائر اللغات ، ومن بعدها نجعل للعرب مقاما فوق البشر فكلام مردود لا يستقيم ولا يليق بذي لُبّ أن يقول به"
فمن اصطفى في الأولى, قد اصطفى في الثانية؟
ثم إنه لا قداسة للعرب, بل هو شَرفُ الاختيار منهم, وأَفْضَلِية الرِسَالة الخاتمة للعالمين فيهم, ثُمَّ هذه الرسالة جاءت على لسانهم, فَهُمْ مَنْ فَهِمَ إعجازها وفَسَرهَا ودَرَسَ أحكامها و وضَعَ الضَوابِطَ والأُسُس للُغتهِ عَلى نُورِ بَيَانِها ... فالنبي صلى الله عليه وسلم سيد ولد آدم عليه السلام ... أتفق معك في هذه تماما, ومَكَّة مَنطقة العَرب في جزيرة العرب ... أتنكر هذا؟ وقريش قبيلة عربية أصيلة, وهُمْ مَن هُم أَهْلُ الفصاحة والسَلِيقة العربية, وقد أَعجزهم القرآن الكريم ... أتنكر هذا؟ والنبي عربي أبًا عن جد ... فهل تنكر هذا؟ ولسانهُ عربي مُبين "وقد آتَاهُ الله جَوامع الكَلِمْ" ... أتنكر هذا؟ والقرآن الكريم أنزَلهُ الله اصطفاء, باللغة العربية ... فهل تنكر هذا؟ ثم بعد هذا ... أليس الله أعلم أين يضع رسالته؟
فهل تنكر هذا أيضا ...
ثم لأن الإسلام هو الدين الخاتم, وهو للناس جميعًا, فقد وَجَبَ على بَاقِي الأُمم الإيمان به وإتباعه, فهو مَتْبُوعٌ لاَ تَابِع, ولا يَكْتَمِل هذا إلاَّ بمعرفة اللغة التي نَزَل بها القرآن الكريم واللغة التي تَحَدَث َالعرب وتَحَدَثَ بها نبينا الكريم في أحاديثه المفَسِرة وأحكامها المبْهِرة, ولا يكون هذا إلاّ باللغة العربية وحدها دون سواها, ثم قد أُخْرِجَتْ اللغة العربية للعالمية بواسطة القرآن الكريم, ولم تُصْبِح محصورةً في أَنَّهَا لُغة العرب فقط, لِذا كان القول بِأننا أَتْبَاعُ الإسلام, وأتباع القرآن, وأتباع اللغة العربية, ولسنا أتباع العرب لأنهم عرب, وإِنْ كان لهم السَبْقُ فيها .
وأَرْجِع البَصَرَ وأَلْقِي السَمْعَ ... فكبار عُلماء الإسلام وعُلماء اللغة العربية, وأشهرهم على الإطلاق ليسوا عربًا في الأصل, ولا داعي لبحث هذا وجَلْبِ الشواهد, فهي طَافِية صَافِية, في دلالتها وإظهارها, ثُم أننا لو دَرسنَا بعضًا من تاريخ علاقة المسلمين الناطقين بالعربية مع المسلمين الغير ناطقين بها, لوجدنا التاريخ المدهش, من ذلك الترابط الذي فات كل تَصَوُر و أبْهَر كل مُعَبِر, وقد أُنْشِأَتْ تلك الرابطة القَوية بينهم, والتي قد جُعِلَت فَوق كُل انتماء, وفَوق كل اعتبار, وأَخْرَجَتْ للعالم أجمع الحضارة الإسلامية في أبهى صورها وأنقى مفاهيمها, والتي لم ولن ولا تَجِدَ لها مثيلاً عبر تاريخ الأمم والحضارات ...
وأختم ردي بالقول أن أهل السياسة الذين قرروا ترسيم الأمازيغية وأرادوا لها ذلك
فهذا شأنهم, وهذا اجتهادهم أصابوا أم أخطأوا ...
ولهم أن يمارسوا فنّ السياسة, وسيبقى أهل السياسة, أهل سياسة؟؟؟
والله المستعان









رد مع اقتباس