منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - تاريخ المسرح الجزائري
عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-04-05, 22:41   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
سفير اللغة و الأدب
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية سفير اللغة و الأدب
 

 

 
إحصائية العضو










Hourse

center]

[/center]


تاريخ المسرح الجزائري
الجزء الثاني




المرحلة الثالثة 1939-1946 :
مرحلة جد حاسمة في حياة المسرح الجزائري. ومصير الامة برمتها.ففي هذه المرحلة اندلعت الحرب العالمية الثانية في 02/09/ 1939 و تضارب آراء الأحزاب السياسية من حزب الشعب والنواب وجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وانتصار الحريات الديمقراطية؛ في مساندة فرنسا و الحلفاء ضد (النازية) الألمانية أم لا. أي في تجنيد الأهالي ورفض ذلك.
لكن المسرح الجزائري يقف موقف الحليف للإدارة الفرنسية.بقيادة محي الدين باش طارزي؛ وبذلك يزداد نشاط المسرح الإذاعي. قصد الدعاية ضدّ ألمانيا.
حيث أو عز السيد يونس البحري المكلف بالدعاية الألمانية التي يشرف عليها من برلين الموجهة لمسلمي الجزائر.ألا يشاركوا في الحرب ضدّ دول المحور.و في المقابل تكلف الإدارة الاستدمارية باش طارزي بدعاية لها والدعاية المضادة. التي يتم بثها عن طريق الراديو من الجزائر. يقول باش طارزي:
كنت أقدم من خلالها مواطنا حضاريا يدعى: بوزريعي ، وخلافا قبائليا يتحولان حول الأحداث بطريقة تجعل التحركات النارية مضحكة ... وكنت أجعل كل من هتلر وغوبلز وغورينغ وريبنتر وبل وغيرهم في قالب فكاهي.وقد نجحت هذه الحصص داخل الوطن ماذا أعلق هاهنا ؟؟ كل ما عملته الحركة الوطنية بل .
ولقد قدمت أول مسرحية لهذه الفترة في 02 /11/ 1939 و هي مهزلة بعنوان: حاج قاسي محند . وتلتها مسرحية اجتماعية الشيب و العيب لجلول باش جراح التي عرضت في 03 /02/1940. وتوقف النشاط المسرحي الجزائري في ديسمبر 1942 بدخول الحلفاء إلى الجزائر.
ولم يَستأْنف نشاطه إلا في03 /02/1945 حيث عرضت مسرحية ولد الليل إذ يقول احمد بيوض على هذه الفترة: يمكن القول أن هذه الفترة اتسمت بنوعين من المواضيع؛ أول اجتماعي وهو السائد والثاني سياسي ضمني مثل:عمارة يحب الحق التي عرضت في 03/10/1941. وما ينفع غير الصح. ولقد كان التركيز في هذه المرحلة على عدم المواجهة مع السلطات الاستعمارية
المرحلة الرابعة 1947 - 1956 :
عرفت هذه المرحلة ازدهاراً كبيراً. والتحق بها عدد كبير من الممثلين والكتاب. الذين لهم ميلا سياسيا وهذا العمل كان بوحي من حركة انتصار الحريات الديمقراطية. فقد ألف واقتبس في هذه المرحلة ما يقرب عن 162 مسرحية. أغالبها من إبداع كتاب وطنيين؛ يحملون وعيا سياسيا. الشيء الذي جعل من حكومة فيشي وبعده قيام الجمهورية الخامسة؛ يشدان الخناق على المسرح الجزائري.

مع تطور الوعي السياسي والاجتماعي. أصبح الجمهور في هذه الفترة أكثر التصاقا بمسرحه. ورغم انخفاض الدعم المالي الذي مني به المسرح العربي في انتوبر1947.حيث لم الفنان مصطفى كاتب بداً إلاّ الاتصال بالنائب الأول السيد توبير في موسم 1947/1948؛ وطلب منه إنشاء موسم مسرحي عربي في قاعة الأوبرا بالجزائر العاصمة. وعلى إثر هذا اللقاء تم:
تعيين السيد محي الدين باش طارزي مديرا للمسرح العربي بتاريخ 30/09/1947. وعين مصطفى كاتب مساعدا إداريا له. كما تم تكوين لجنة لقراءة النصوص واختيارها؛ مكونة من مستشارين مسلمين وممثل عن الجمهور، وصحافي. وتولى رئاسة هذه اللجنة أحد رجالات جمعية العلماء المسلمين احمد توفيق المدني.
ولقد انظم إلى فرقة المسرح العربي إضافة إلى محي الدين ياش طارزي ومصطفى كاتب محمد التوري، علال المحب، جلول باش جراح، بوعلام رايس، عبد الحليم رايس، مصطفى بديع وغيرهم.وعرفت هذه المرحلة مشاركة كبيرة للعنصر النسوية فكانت لطيفة،كلثوم، نورية، ليلى الحكيم وغيرهن.
ولما انتخبت البلدية الجديدة تحت قيادة azagne في أكتوبر 1947. وهي بلدية عرغت بعنصريتها متطرفة. وكره المسلمين. خفضوا من ميزانية المسرح العربي. بحجة أن قرار إنشاء الأوبرا، لم يكن فيه أي بند يسمح بخلق قسم مسرح عربي، غير أن النواب المسلمين ضغطوا على شيخ البلدية؛ وجعلوه يقبل الفرقة العربية و بهذا فكت أزمة الفرقة وبدأت في نشاطها:
وقد قدمت الفرقة العربية أول مسرحية لها من تأليف محمد ولد الشيخ بعنوان خالد أو الشمشوم الجزائري التي عرضت في تاريخ 17/10/1947.
وألف مصطفى بديع مسرحية بعنوان آش صار في ليلى و التي عرضت في 24/10/1947. واستمرت الفرقة في تقديم عروضها حتى جاء اليوم الشؤم وانقسمت الفرقة على نفسها حيث أدار محمد الرزاي دار الأوبرا في عام 1950.وانظم إليه كل من عبد الحليم رايس، عبد الرحمن عزيز، لطيفة، زوينة، دليلة، طه العامري، محمد التوري، عياد احمد، حسن الحسني، والطيب أبو الحسن.
قدمت الفرقة في هذه الفترة عملين من تأليف رئيسها:مصائب بوزيد و العادل. و قد حققت الفرقة نجاحا كبيرا، وسجلت الفترة كتابا كبارا ذوي ثقافة عالية في اللغة العربية.كالناشئة المهاجرة لمحمد الصلح رمضان سنة 1947 و مثلت لأول مرة في تلمسان، والخنساء له ايضا، ومسرحية حنبعل توفيق المدني، ومسرحية المولد لعبد الرحمن الجيلالي، وصنيعة البرامكة و بن رشد، وأبو الحسن التميمي، وعنبسة لأحمد رضا حوحو. لينفصل بعدها مصطفى كاتب؛ و ليعيد تكون فرقته فرقة المسرح الجزائري سنة 1940. وتقدم عروضا أهمها: البورجوازي الظريف لموليار،و مسرحية طارق بن زياد لأمين سراج وقد شاركت عدة مهرجانات وطنية. كما شاركت في مهرجان الشبيبة الديمقراطية في كل من برلين 1951، بوخاريس 1953و موسكو عام 1957.
المرحلة الخامسة 1956 –1962 أو مسرح الثورة:
تميزت هذه الفترة بانتشار الثورة في كل ربوع الوطن، بل تجاوزتها إلى فرنسا في حد ذاتها. ففي هذه الأثناء عرف المسرح الجزائري نقلة أخرى في توجهه، أولها إختفاء الزعامة في المسرح فلم تعد هناك زعامة أو أبوية، بل ظهر جيل جديد يؤمن بالوطن الأم.
هذا الجيل حمل على عاتقه عبء الثورة؛ ولما إشتد عليه الخناق في الجزائر لو يجد بدا أمامه إلاّ الهجرة، فشدّ رحاله إلى فرنسا. غير أن الفترة الممتدة بين 1956- 1958. لم تعرف أي تأثير على مسار الثورة. كون سلطات الاحتلال لم تسمح بأي نشاط فني، من شأنه أن يساند الثورة في مسيرتها الدعائية.
بل خنقت كل توجه مضاد للإستدمار في الجزائر، فيكفي أن نعرف بأن الحكومة الفرنسية ضايقت رجال فرنسا الأحرار و على رأسهم جون بول سارتر، فما بالك بأن تقبل نزلاء على أرضها يضادون توجهها الاستدماري، ومن هؤلاء الغرباء إنهم أصحاب القضية.
وعلى العكس من ذلك قام المسرح الجزائري بتونس بدوره الفعال وتحرك بكل حرية، بعيدا على رقابة الرقيب، وضغط الظروف الاجتماعية الخانقة التي كان يعيشها في فرنسا. لذا عمل المسرح الجزائر في تونس: عامل المكان على تعميق الكفاح النضالي ضد الاستعمار الفرنسي،وكان بمثابة المنبر الذي يعلو منه صوت وثرة الشعب. وتحول إلى بندقية في يد كل فنان مسرحي.
وعلى أية حال؛ لا يمكن أن نرجع نشأت الفرقة الفنية لجبهة التحرير، إلى مارس 1958. بل لها تاريخ وجذور تمتد إلى أبعد من ذلك، لقد إرتبطت بمنشئها المرحوم مصطفى كاتب. بدء من فرقة مسرح الجزائري سنة 1940.إذ كان مقرها الجزائر العاصمة، وعرضت في بداياتها الأولى مسرحية صلاح الدين.

حيث توقفت بعدها عن النشاط بسبب تجند رئيسها في الجيش الاستدماري، ليدافع عن فرنسا في حربها ضد الألمان، مع الآلاف من الجزائريين. هذا التجنيد الذي إنتهى بجزاء سنماري؛ كانت نتيجته أبشع الجرائم التي عرفها القرن الماضي في حق المدنيين العزل؛ إنها مجازر الثامن ماي 1945.
بعد أن عمّ الهدوء الوطن أعاد كاتب إنشاءها بنفس الاسم في فبراير 1946.لكن سرعان ما نشب خلاف داخلي بين أعضائها وتم حلّ الفرقة. غير أن أرادة المنشئ لم تفل ولا وهنت، وأعادها إلى أرض الميدان من جديد ببعض الأعضاء السابقين وأضاء آخرين جدد. وضمت الفرقة شبابا جدد منهم: سيد علي كويرات، علال محب وعبد الله الناقلي. وقد استقرت الفرقة في بداياتها بفرنسا.
وعلى الرغم من حداثتها قدمت أعمالا قيمة ورائعة، خاصة في الموسم المسرحي 1947 / 1948 . وعلى الرغم من المهام التي كانت على عاتق كاتب – بعد أن عين مساعدا إداريا لباش طارزي على رأس فرقة المسرح العربي بدار الأوبرا – إلاّ أنه بقي يعمل مع فرقته بجد وجدية، حيث بلغ عدد الهواة فيها إلى المائة.
ولقد جعل للفرقة حضرا مسرحيا لا يمكن أن يتحقق لأي فرقة مسرحية في أيامنا هذه. فلقد شارك في مهرجان الشبيبة العالي الذي أنعقد ببرلين عام 1951؛ وفي نفس المهرجان شارك في كل من: بوخارست 1953، وفي فارسوفيا عام 1955.
ولما أكملت الثورة عامها الأول، شدّدت سلطات الإستدمار الخناق على كل ما من شأنه أن يصب في إناء ما أسمتهم بالفلاقة.حيث قامت شياطين ماسيو باعتقال كل المثقفين والفانين، بل بلغ الحد بها إلى التصفية الجسدية، وفي أحسن الأحوال الإعدام كما فعلت مع الشهيد علي معاشي في 08 / 06 / 1956 . فلم تجد الفرقة بدا إلى الهجرة فكانت واجهتها العقر؛ فرنسا. قصد التخفيف عن نفها حبل الرقيب الغليظ.
وبهذا أصبحت تعمل في الوسط العمالي المغاربي عموما و الجزائري خصوصا، ومن هنا أصبحت الفرقة تمثل للسلطات الاستدمارية خطرا محدقا في عقر دارها، يجب أن تتخلص منه بأي طريقة من الطرق. وهذا عندما تحولت بعض عروض الفرقة إلى مظاهرات عمالية خطرة.
لقد جابت الفرقة عدة مدن فرنسية في هذه الفترة أهمها:أوبيو فيل، جون فيل، سان دوني، أين أوقفت السلطات الاستعمارية نشاطها وتحول العرض المسرحي إلى تجمع للتنديد بالتعسف الاستعماري في خنق الحريات، واستمرت الفرقة في نشاطها رغم المنع.

وهكذا ضلت الفرقة تعمل بإرادة وإيمان، بالطبع في سرية تامة في أوساط وداديات الجبهة في مختلف مدن فرنسا.حتى جاء تطبيق إحدى توصيات مؤتمر الصومام 20 /08 / 1956 و المتمثلة في الجانب الدعائي للثورة ، فكان اللقاء بين المحامي بونمجل عن جبهة التحرير الوطني ومصطفى كاتب عن كل الفنانين. في الوقت الذي كانت الفرقة تحضر في مسرحية نحو النور للمشاركة في مهرجان الشبيبة العالمي.
بعد هذا اللقاء وفي نوفمبر 1950 تم عقد إجتماعا رسميا في فرنسا وتم إستدعاء كاتب إلى فيدرالية الجبهة في فرنسا وتم على إثر هذا اللقاء وضع التصور العام للفرقة و الأهداف المرجوة منها، حيث تم التركيز على الدعائية، كما تم وضع الترتيبات الأخيرة لعقد إجتماع بتونس حيث سيتم الإعلان رسميا عن فرقة جبهة التحرير الوطني. ليختم اللقاء بعد ذلك بنداء موجه لكل الفنانين الجزائريين. وهنا يبادر إلى ذهني سؤال بريء مفاده: ألم يسمع عميد المسرح الجزائري المرحوم المغفور له محب الدين باش طارزي بنداء الجبهة.؟
إذ تعتبر هذه الفرقة فرقة؛ المسرح الجزائري النسخة الأصل، واللبنة الأساسية لفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني. والتي تأسست رسميا في مارس 1958 بتونس .حيث ضمت مائة وثلاثون فنانا من ممثلين و مغنيين وتقنيين أتى بعضهم من فرنسا وسوسرا، البعض الآخر من المغرب وقسمت الفرقة إلى قسمين؛ قسم للغناء وآخر للمسرح. ومن أسماء التي ضمتها الفرقة:
كاتب مصطفى،رايس عبد الحليم، وهبي احمد، سواق محمد، خليفي أحمد، محمد زينات، طه العامري، محمد بولعوينات، سايح السعيد، هادي رجب، علي حاليت، مصطفى سحنون، حسين، حسن فارس، يحي بن مبروك، وافية بن عربي، حميد النمري، هندا، براهيمي مليكة، عبد الرحمان بن يحيى، سعداوي حمو،عبد الحميد رافا،مليكة كويرات،فريد علي، دري براهيم، جعفر باك، شافعي حسان، ذباح علي، قواسمي محمد وبن محمد احمد. عليلو، سيد علي كويرات، الشيخ دحمان، هجيرة بالي، رقية.
وبدأت الفرقة نشاطها بعرض مسرحية نحو النور التي كانت قد عرضتها في مهرجان موسكو عام 1957، ويعتبر هذا العرض الافتتاح الرسمي لنشاط الفرقة الدعائي، منطلقا من قاعة المسرح البلدي بتونس العاصمة في 24 / 05 / 1958. المسرحية جاءت في شكل جدارية تقدم الجزائر بكل خصوصياتها العربية المسلمة، في جهادها ضد أكبر برابرة العالم فرنسا الحرية والديمقراطية. يبدأ العرض بالقاء القبض على شاب جزائري مجاهد.
تقوم بعد ذلك قام المظليين باستنطاقه ثم تعذبه، وعندما يهن عظمه وتخير قواه يلقى به في زنزانة، بعد مدة، يسرح المعتقل الأسير في الذكريات.

يتذكر ملامح أمه، ليسافر معها إلى صور الصبي والطفولة، من ختانه إلى كلمات الأم الهادئة التي تلقفنه، أخلاق الصبر والتجلد، للوصول إلى الهدف المنشود أو الفرج القريب.
يذكر بعدها صور زواج أخاه الأكبر، من زغاريد نساء وفرحة أطفال وصور الحكايا التي كان الشيوخ يقصصها على الشباب في مثل هذه الفرص، في هذه اللحظات ترحل ذاكرته المتعبة من التعذيب إلى أحاجي الأم، و الشعر الملحون، وقصص البطولات والجهاد، يتذكر الغناء الشعبي في الأسواق، و الرقص، والفروسية… وظفت هذه الذكريات لإظهار الجزائر في وجهها الحقيقي غير جزائر الكذب؛ الجزائر الفرنسية.عرضت هذه الصور على شاشة عملاقة على خلفية لوحة غرنيكا للفنان الإسباني باولو بيكاسو.
فيما قدمت المسرحية أيضا صورا عن المجاهدين في الجبال و الفدائيين في المدن، حيث نعلم بأنهم حرروا الشعب الجزائري.كالإبادات الجماعية، و التل بغير تمييز، لتختم المشاهد، بنشيد من جبلنا طلع صوت الأحرار ينادنا. إلى إستقلال وطنينا.التي نبعث من الجبال و الشعاب و الوهاد إلى قلب الشاب الملقى في الزنزانة.
تواصل الفرقة نشاطها وتعرض المسرحية في كل من بنزرت و الساحل وبعض المدن الساحلية و المراكز التي مان يقيم بها اللاجئين الجزائريين.
يأتي الآن دور المسرحية الثانية بعنوان القومي الأخير لمحمد زينات وهذا بدءا من 24 / 05 إلى غاية 07 / 1958. ثم تعمل مباشرة على التدريب على مسرحية منصيرات Montsirrat. . وفي جولة فنية دعائية توجهت الفرقة الفنية إلى بعض الدول الشقية و الصديقة منها: ليبيا؛ حيث قدمت مسرحية نحو النور و منصيرات في كل من بنغازي وطرابلس، وهذا في الفترة الممتدة من أكتوبر إلى نوفمبر 1958.
13 / 12 / 1958 تشد الفرقة رحالها إلى الجمهورية اليوغسلافية، وفي ظرف عشرون يوما قدمت كل عروضها في كل الجمهوريات اليوغسلافية: كرواتيا، سربيا، مقدونيا، البسنة والهرسك، فويفودنيا..في 06 / 01 1959 عادت الفرقة إلى تونس وشرعت في التدريب على أهم مسرحياتها ألا وهي مسرحية : أبناء القصبة.
وبين سنتي 1960 و 1961 تم العمل على مسرحيات الخالدون العهد و دم الأحرار حيث زارت الفرقة بهما كل من : العراق ؛ مصر، ليبيا. يقول المخرج مصطفى كاتب في ذهذا السياق عن عبد الحليم رايس: لقد أحاط بكل أنواع الكتابة.. من مؤلفاته:

اليتيم وهي مأساة إجتماعية و القناع الحديدي وهي مقتبسة عن مؤَلَف لإسكتدر دوما، و الرجل الذي يضحك مقتبسة عن فيكتور هوجو…
ولكنه لم يظهر كل إمكانيات تعبيره المأسوي إلاّ في أبناء القصبة.التي ألفها سنة 1958، وعرضت في تونس لأول مرة سنة 1959. حيث لاقت نجاحا باهرا من قبل الجمهور الجزائري القاطن بتونس. ومن التونسيين أنفسهم. ثم تم نقل المسرحية إلى طرابلس، وفي سنة 1961 إلى المغرب وأخيرا إلى بغداد. ثم جاء دور الخالدين، دم الأحرار، العهد.
ويتحدث الكاتب نفسه عن مسرحية أبناء القصبة: هنا – مسرحية الخالدون – كما في الأعمال الأخرى، حافظت على أسلوبي في الكتابة. …
واعتقد أنني لست لا طلائعي و لا إدباري ولا برختي و شكسبيري.وخارج هذا الإطار يمكن الحديث عن عملين باللّغة العربية الفصيحة وصلنا منشورين :
مصرع الطغاة لعبد الله الركيبي الذي نشره بتونس سنة 1959 و الذي حاول فيه أن يؤرخ للثورة التحريرية من أسباب اندلاعها والتحضير إلى انتصارها على الطغاة المعتدين…. وكتب الأديب الطاهر وطار مسرحية الهارب سنة 1961.وهي وإن يمكن تصنيفها في خنادق كثيرة لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تتملص من ثوب الثورة التي أوحت بها، ومن التغييرات التي حدثت في مسار الثورة، والتي كانت المادة الحقيقية لهذه المسرحية.
الخاتمة:
مهما يكن من أمر، ورغم أن يعض رجالات المسرح الجزائري لم يلبوا نداء جبهة التحرير الوطني، وعلى رأسهم محي الدين باش طارزي. إلاّ أنه و الحق يقال؛ لقد قدم هؤلاء للمسرح الجزائري الكثير، على الأقل إنهم كونوا بعض رجال الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني. والتاريخ كفيل بأن يكشف النقاب عن كل ضامر و مخبوء.