منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الحِلْم...الحِلم... يا رعاكم الله .
عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-10-20, 12:21   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
عَبِيرُ الإسلام
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية عَبِيرُ الإسلام
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يوسف زكي مشاهدة المشاركة
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


و لهؤلاء الأحبة أقول حاول أن يكون وعيك مؤثرا على مشاعرك أثناء ردك.نابعا من سماحة شريعتنا الغراء.فليس هناك مجال للإساءة بالألفاظ البذيئة،! و لابد أن تضع نصب عينيك بأن الحوار والمناقشة الهادئة و النصيحة والحجة البينة من السبل التي تنقل فكرة المرء من الفجاجة إلى النضج..! و تجعلها جواز مرور إلى القلب.
ورحم الله عبدا أخلص نيته لله وخلصها من حظوظ نفسه والانتقام لها .

و لتعلم أخي "أخيتي" أن ردك السيء ليس إساءة لذاتك و فقط بل يتعدى ليكون التعميم على المنهج القويم الذي تحمله -ممن يتربصون الفرص-
و من كل أعماق قلبي أوجه نصيحتي لإخوتي و أخواتي قبل الحكم على نصيحة الغير و التصدي لها الإطلاع على كنه المعنى وتجريده من لباس العبارة، حاول أن تجرد قلبك عن النفرة والميل ثم أعط النظر حقه ناظرًا بعين الإنصاف ولا تكن ممن ينظر في نصيحة أصحابه ومَن يحسن ظنه نظرًا تامًا بكل قلبه، ثم ينظر في نصيحة من تخالفهم الرأي ومَن تسيء ظنك بهم كنظر الشزر والملاحظة ، فالناظر بعين العداوة يرى المحاسن مساوئ، والناظر بعين المحبة عكسه.ولتعرض كل ذلك في ميزان الشرع.

نصيحتي لبعض الإخوة السلفيين تريثوا كثيرا فليس هذا أسلوب يمكن أن يُتخذ في الدعوة إلى الله -لست أقصد أحدا -فو الله أكن لكم كل التقدير والاحترام و المحبة و أشكر جهودكم مشرفين و أعضاء ، لكني متأسف على كثير من الردود التي لا ترقى إلى مستوى مشاركاتكم القيمة.

و في الحقيقة ما لمسته في واقعنا اليوم أن أول عثرة تحتسب على بعض الإخوة السلفيين من العامة هو فضاضة الأسلوب في الدعوة !
ولم يكن هذا من هدي حبيبنا المصطفى صلى الله عليه و سلم .

قال الله تعالى " و لو كنت فضا غليظ القلب لانفضوا من حولك "

أقول هذا ونسأل الله الإخلاص في القول و العمل

أخوكم المحب يوسف زكرياء




بسم الله توكّلتُ على الله ولاحول ولا قوّة إلاّ بالله

اقتباس:

حاول أن يكون وعيك مؤثرا على مشاعرك أثناء ردك.نابعا من سماحة شريعتنا الغراء
المسألة هنا لا ترتبط بمَن تسمّيهم بالسّلفيّين فقط، والأمر طبعيٌّ مجبول عليه كل إنسان في حالة ثوران غضبه ، إذا ما مُسَّ أمر يقدّسه ، فالتزام الهدوء والعمل والقول بالحكمة صعبٌ مناله وبلوغه ، إلاّ مَن يسّره الله عليه ، وقد قال الله تعالى في محكم تنزيله: "يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (269)"البقرة,

و الحكمة معناها يتعدد، وفي شريعتنا يفسّرها أهل العلم بعدّة معاني منها:

في تفسير ابن كثير لهذه الآية يقول:

قال ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : يعني بالحكمة : الإصابة في القول .

وقال ليث بن أبي سليم ، عن مجاهد : ( يؤتي الحكمة من يشاء ) ليست بالنبوة ، ولكنه العلم والفقه والقرآن .

وقال أبو العالية : الحكمة خشية الله ، فإنّ خشية الله رأس كل حكمة .

https://quran.ksu.edu.sa/tafseer/kath...9.html#katheer

وفي تفسير الطبري يقول في معنى الحكمة :

عن أبي العالية:" ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا "، قال: الكتاب والفهم به

قال ابن عباس: الفقه في القرآن.

وقال آخرون: معنى " الحكمة "، الإصابة في القول والفعل

حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، قال: سمعت مجاهدا قال: " ومن يؤت الحكمة "، قال: الإصابة.

وقال آخرون: هو العلم بالدين.

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد: الحكمة: العقل.

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قلت لمالك: وما الحكمة؟ قال: المعرفة بالدين، والفقه فيه، والاتباع له.

وقال آخرون: " الحكمة " الفهم.

وقال آخرون: هي الخشية.

حدثني المثنى، قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع في قوله: " يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة " الآية، قال: " الحكمة " الخشية، لأن رأس كل شيء خشية الله. وقرأ: إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ . [ سورة فاطر: 28].

وهناك من قال : النبوة

وخلاصة قول الطبري في تفسيره للحكمة في الآية :

وإذا كان ذلك كذلك معناه ، كان جميع الأقوال التي قالها القائلون الذين ذكرنا قولهم في ذلك داخلا فيما قلنا من ذلك، لأن الإصابة في الأمور إنما تكون عن فهم بها وعلم ومعرفة. وإذا كان ذلك كذلك، كان المصيب عن فهم منه بمواضع الصواب في أموره مفهما خاشيا لله فقيها عالما،

ثم قال:

وكانت النبوة من أقسامه. لأن الأنبياء مسددون مفهمون، وموفقون لإصابة الصواب في بعض الأمور،" والنبوة " بعض معاني" الحكمة ".

ثم قال:

فتأويل الكلام:

يؤتي الله إصابة الصواب في القول والفعل من يشاء، ومن يؤته الله ذلك فقد آتاه خيرا كثيرا.

========

أقول: ( عَبِيرُ الإسلام )

و حين نأخذ التوجيه من هؤلاء الأفاضل من أهل العلم ، نجد أنّ الحكمة بمعناها العلم والخشية يبلغ بها الإنسان الإصابة في القول و العمل ، وهذا التّسديد والإصابة لاتُعْطَى لأيّ إنسان ، وإنّما هؤلاء يصطافهم الله من بني آدم عامّة ومن المسلمين خاصّة لأداء رسالة لايستطيع غيرهم إيصالها للناس ، وهذه من نِعَمِ الله على عباده ، وقد جعلها الله سبحانه هي الخير كلّه الذي تسعى الإنسانية لبلوغه.


وخلاصة قولي:

ليس كلّ مَنِ ادّعَى الإصلاح وبكى على سلوكات غيره ، أصاب هو الهدف والخير في مسعاه .

فكثير من هؤلاء القائلين لايبلغون تطبيق مقالهم ،فيقولون مالايفعلون ، وهذا هو الخطر الذي تورّط في الإنزلاق في حفرته كثيرٌ من بني آدم عامّة ، و المسلمون خاصّةُ، لكن للأسف تُصطاد عثرة السّلفي ، وَيُغضّ البصر عن غيره، مع أنّنا كلّنا بنوا آدم ، وكلّنا خطّاء ، لكن خيرُ الخطّائين التّوابون.

وهذه التوبة عزيزة، لايناله الحظ منها إلاّ الذين هدى الله ، قال تعالى: " رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا (25)"الإسراء.

قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( النَّاس معادن كمعادن الفضَّة والذَّهب، خيارهم في الجاهليَّة خيارهم في الإسلام إذا فقهوا، والأرواح جنودٌ مجنَّدة، ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف )) .


اللّهمّ ارزقنا الإخلاص في القو ل والعمل ، وسدّدنا فيهما لما تحبّه وترضاه عنّا

سبحانك اللّهمّ وبحمدك أشهد أن لاإه إلا أنتَ أستغفرك و أتوب إليك.













رد مع اقتباس