[بذرة امل]

إنها العاشرة ، وانا ، شبح خيال مترامي الابعاد على هذا المكتب ، وهنا بعض التفاصيل التي تصنع بوجودها إلى جانبي قصة ما لا اعلم نهايتها .
قد أسدل الصمت ستائره تزامنا مع ليل هادئ ، عزيزي الصمت محبوب وفي فهو لا يغيب عن موعد جلستنا المقدسة كل مساء .
هادئة أنا الآن، لعله هدوء ماقبل العاصفة ، لا اسمع سوى همسات الريح وهي تغازل شجر الحديقة خارجا ، آه كم اعشق صوتها في مثل هذا الوقت ، خفيفة ناعمة مسالمة .... ومع لحن البيانو المنساب إلى اذني عبر سماعتي الصغيرة أُطرب ، ويشدني خيالي محاولا اغرائي بالخروج والاستسلام لمداعبة الريح على شعري ..لكني اخاف البرد ، وأحبه .
واغمض عيني ، منتشية بجمال اللحظة ، لحظة تحرر فيها الخيال وأراه يعانق الصمت امامي ههنا ، يمسك أقلامي ويلون لوحة عنوانها "حلم" . يؤنبني ، فقد كنت غارقة في دهاليز الأزمنة ، افكر فيما كان وسيكون ومابينهما ... مغمضة العينين اتعثر واسقط بعضا مني ، اتناثر مع كل خطوة ...
احس بضعفي ، كطائر حديث العهد بالحياة مازال يكرر نفس الحركات ويرهق جناحين تواقين للسماء ...
وارآه الدرب ، مضيئا كالشمس وحارقا كاللهب ..
وآراه الخوف ، والتردد ، يتبعني اينما حللت .
وارى روحي بثوب ابيض تفتش عن سلام غائب .
أتأملني ، قابعة في نفس المكان ، والزمان ، وذات الاصوات حاضرة ،انهض عازمة على إنهاء الجلسة ، اهم بإغلاق نافذة خيالي ، القي آخر نظرة ، ارسل قبلة في الهواء
اغلقها ، ولا اعود ....

#خربشة