منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - جنوح الأحداث
الموضوع: جنوح الأحداث
عرض مشاركة واحدة
قديم 2008-12-17, 23:23   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
mustapha213
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية mustapha213
 

 

 
إحصائية العضو










Icon24 اسباب الإنحراف

شكرا اخي فارس الجزائر على هذا الموضوع الهام وهذه بعض الافكار المتعلقة باسباب الإنحراف من
وجهة نظر الفكر الإسلامي.و دمت وفيا للمنتدى.

اسباب الإنحراف :
السبب الأول : عدم معرفة الله حق معرفته ، وقدره حق قدره ، وإنما يعص العاصي بجهله بعظمة الله وقدرته ، { وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ } ، فهل من وقفة مع أبنائنا وأزواجنا وتلاميذنا نعلم من هو الله العظيم بأسمائه وصفاته الثابتة في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ؟
السبب الثاني : الجهل المطبق بهدي النبي صلى الله عليه وسلم ، فالمنحرف قد جعل له من هدي الشيطان واتباعه ما يعميه عن هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم ، ولهذا حذر النبي صلى الله عليه وسلم عن كل سبيل غير سبيل الله الحق ، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ : خَطَّ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطًّا ثُمَّ قَالَ : هَذَا سَبِيلُ اللَّهِ ثُمَّ خَطَّ خُطُوطًا عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ ثُمَّ قَالَ : هَذِهِ سُبُلٌ قَالَ يَزِيدُ مُتَفَرِّقَةٌ عَلَى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ ثُمَّ قَرَأَ ( إِنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ) رواه أحمد ،وصححه الألباني .
السبب الثالث : البعد عن العلم الشرعي ، والزهد في الجلوس مع العلماء وطلبة العلم ، فترى المنحرف يصغي بكل شغف لكل من يفتيه بهواه ويحلل له ما يشاء من المعاصي والذنوب واستباحة الدماء والحرمات وقتل النفوس المحرمة ، فلا يبالي من أين يأخذ الفتوى ، ولا ينظر في مصدرها ، ولا في مصداقية من نقلها إليه ، حتى ظهر لنا من يفتي بغير علم ولا هدى ، فعَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنه قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَقُولُ إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ الْعِبَادِ ،وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا ) رواه البخاري .
فلنسهل العلوم الشرعية وغيرها من العلوم النافعة ولنجدد في طرحها وفي كيفية طرحها ولنحبب أبناءنا لها ، فليس مثل العلم فيه نجاة للأمة بأسرها .
السبب الرابع : الانفتاح الإعلامي الفضائي ، الذي لا يخلو في جملته من نفع كالتعرف على حقائق الأخبار بالصوت والصورة وبعض المعارف والعلوم ، لكنه في أغلبه فتح على الناس شرًا عظيمًا ما حسب الناس له حسابًا ، وخصوصًا على فئة الشباب ، حيث انبهر الشباب بما يعرضه هذا الإعلام من فساد مدروس ، يحمل بين رماده النار الملتهبة ، ويشيع في أجواء الأرض رائحة الخبث والمجون ، ويسهل له الوصول إلى الفواحش ، ويزين له صور السكر ، ويدله على حفره ومواقعه ويتعلم منه الشاب ألوانًا من العنف والإرهاب ، ويعوده على مشاهدة مناظر الدماء وسفك الأرواح ، حتى أصيب جملة من شبابنا بألوان من التفلت على مبادئ دينهم وعقيدتهم وأخلاقهم بل وحتى تقاليدهم ومروءتهم ، وأصبحوا غير مبالين بأمتهم ومجتمعهم ووطنهم -، وأصبحوا يشاهدون خلال شاشته الشبه التي تثير حماسهم ضد وطنهم وأمن بلادهم ، فراح صاحب الشهوة يفجر شهواته في بؤر الفساد هنا وهناك ، وراح الجاهل منهم يستقبل تلك الشبه المضلة بقلب خاوٍ ليترجمها إلى تفجير للمتلكات وإهدار لكرامة النفس والأرواح المستأمنة .
السبب الخامس : تضييع الأمانة والتوكل في أدائها ، الأمانة التي ناءت بحملها السموات والأرض والجبال فتحملها الإنسان ، ولكن من الناس من ظلم نفسه وأمته ومجتمعه بتضييعها ، { إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْأِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً } .
ووقع الشباب فريسة لهذا التضييع ، حينما اتكل كل مسؤول عن هؤلاء الشباب قرب أو بعد منهم على غيره في توجيههم ومتابعتهم عصفت رياح الانحراف بعقولهم فتاه جملة منهم في صحرائه بلا دليل أو معين .
أين آباء هؤلاء الشباب الذين تراهم في مطلع كل إجازة يتركون ديارهم ديار التوحيد والأمان إلى ديار تنشر الرذيلة وتدعو إليها بإعلانات براقة وإن كانت زائفة .. وأين المعلمون المخلصون الذين ينبهون تلاميذهم إلى هذه الفرق المنحرفة عن جماعة المسلمين فيحذرونهم منهم ومن تصرفاتهم العشوائية ، ومن كل خلق دنيء لا يمت إلى دين الإسلام بصلة .
السبب السادس : الفراغ المصحوب إما بفقر أو غنى فكلا الأمرين بلاء عظيم ، فالفقر سيدعو الشاب العاطل عن العمل المهمل من قبل أهله وذويه إلى أعمال السرقة والتجارة في المخدرات وبذل الأعراض إلى الفواحش بل وحتى إلى الإرهاب والترويع والعنف ، والغنى سيدعو الفارغ من الشباب إلى استعمال نعمة المال في الملهيات بل والمحرمات أحيانًا ، فما أقبح البطالة ، وما أشد فتكها بالأعمار وتنويم العقول وقتل المواهب .

المرجع:
د. فيصل بن سعود الحليبي