منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - كتاب عن قبائل حميان
عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-04-06, 00:14   رقم المشاركة : 40
معلومات العضو
Md Lahmyani
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

-2-2 الكرم وواجب الإخبار
الكرم واجب مقدس عند احميان. من لم يكن الكرم صفة تلقائية متأصلة قي ذاته، لا يستحق أي تقدير من طرف قومه الذين يعتبرونه شخصا دنيئا لا اعتبار له ولا يستحق أي احترام. يذهب قومه إلى حد منعه من الانتساب إليهم إذا ما سئل عن نسبه خارج الديار. في هذه الحالة فهو يوصف بالبخيل ويمكن أن يتبرأ منه قومه بسبب ذالك البخل. مصادر الكرم وحسن الضيافة عريقة ومتجذرة في هذا المجتمع البدوي الذي يكون ورثها من أصوله الهلالية العربية إقتداء بحاتم الطائي الذي يضرب به المثل بشهرته في الكرم[1]. حتى الآن ورغم تمدن أغلبية القبيلة في مدينة المشرية وفي غيرها من المدن، فإن خاصية الكرم لا يمكن أن تفارق العنصر الحمياني الذي يحافظ عليها تماما كما يحافظ على سائر القيم النبيلة للمجتمع.
الإخبار هو كذالك واجب مقدس تماما كالكرم وفي نفس الوقت يقابله حق الآخر في الاستعلام. لأن في هذه المساحات التي لا تكاد تعرف حدودا (طبعا بالنسبة للراجل والفارس وليس لراكب الحافلة والسيارة)، التي يجوبها أناس لا يعفرون بعضهم شخصيا في جميع الحالات، ثلاثة أسئلة أو أربعة تطرح تلقائيا كلما التقى شخصان أو مجموعتان من الأشخاص. لذالك، فإن التصريح بالهوية والنسب شفويا وبكل صدق لأي شخص يصادف في الطريق أو لبدوي تطلب عنده الضيافة أثناء السفر، واجب لا نقاش فيه. المعاملة بالمثل في هذا المجال ضمنية وتخضع لنفس الاعتبارات. البطاقة الوطنية للهوية المستعملة الآن في مجتمعنا الذي يقرأ ويكتب، كانت في قديم الزمان شفوية بالطبع عند هذا المجتمع البدوي التي كانت وما تزال تطغى الأمية على أغلبيته.
يظهر الكرم المتجذر عند هذه القبيلة على ثلاثة أشكال:
1-2-2-1 الكرم العادي
البدو على مستوى الدوار يدعون بعضهم إلى الوليمة في أية مناسبة، ولسبب أو لآخر. كلما حصل حدث سعيد عند أحد أفراد الدوار (عرس أو خطبة زواج أو شراء حصان أو حج بيت الله...)، فإن هذا الأخير يستدعي جميع الآخرين إلى مأدبة غذاء أو عشاء. يذبح بهذه المناسبة شاة أو أكثر من ذالك حسب عدد المدعوين. تشوى الصدر والكتفان على نار الحطب والجمرعلى الطريقة البدوية (المشوي) فتقسم أسهاما وتقدم للضيوف مرفوقة بالرغيف والملفوف[2]. ما بقي من اللحم (يحتفظ أحيانا بفخذ إن أمكن لأهل الخيمة) يستعمل لتحضير الكسكسي فيقدم للضيوف بعد المشوي بقليل ليأتي بعده الشاي المشهور نموذجيا كي تختتم هذه الاستضافة. يؤكل كل اللحم في يوم أو يومين خشية تعفنه وذلك لعدم وجود الوسائل الحديثة للتبريد.
أما إذا وقع لأحد البدو حدث مشؤوم (وفاة في العائلة مثلا)، فإن جميع أفراد الدوار(كل خيمة) يتداولون على استضافته مؤاساة له في هذا المصاب، وكل كبار الدوار يستدعون إلى الوليمة. كذالك عندما يستقبل أحد أفراد الدوار أحد أقاربه أو أحد أصهاره أو أي زائر آخر فإنه يذبح شاة ويستدعي جميع كبار الدوار وتحضر نفس الوجبة ( مشوي وكسكسي وشاي) وتقدم بنفس الطريقة ونفس الترتيب. بعد الانتهاء من الأكل وقبل أن يتفرق القوم يتطوع أحدهم ويستدعي ضيف الشرف أولا؛ فإن كان لا يزال مقيما قبل الدعوة وبذلك يستدعى جميع الحضور إلى الوجبة القادمة. وهكذا يتداول كل أعضاء الدوار استضافة الضيف إلى أن يعود لأهله. يقوم أهل الدوار بهذه الطريقة في التكفل بالضيف على أساس تضامني كي لا يقع العبء في نفقة الزائر على أحدهم بمفرده.
1-2-2-2 الكرم بين دواوير القبيلة
البدو بطبعهم رحل طوال السنة بحثا عن المراعي التي توفر أحسن الظروف لتغذية ماشيتهم. أثناء هذه الحركية المتمثلة في الترحال المتكرر ثم والإقامة ، فإن الدواوير أو الخيام المنفردة تتقارب وتتباعد عند حط الرحال.
إذن، كلما حط دوار رحاله بالقرب من دوار آخر، على كل مادام مرئيا بالعين، فإن المقيم يوجه الدعوة ضمنيا للقادم أخذا بالمثل المتواتر: « وجبة غذاء الراحل على عاتق المقيم». هذه الاستضافة عرف مأثور ولا ترفض من المفروض وهي مقبولة دائما. بعد ذلك ببضع أيام يتم الرد ويستضيف القادمون من كانوا مقيمين قبلهم ويتم هكذا التعارف بصفة متواصلة. بصفة عامة، الاستضافة بين الدواوير تأخذ شكلا دوريا يشارك جميع أفراد الدوار فيها الواحد تلو الآخر. أثناء هذه التنقلات، قبل حط الرحال، يجب على القادمين مراعاة قواعد الجوار التي من بينها احترام المسافة التوقيرية المتعارف عليها التي تفصل بين الدواوير. وإلا فالدوار المقيم يطبق مقولة «أدع للضيافة أو أرحل». معنى ذلك، أنه بدلا من المنازعة على رعي بضعة أيام، ينصح للدوار المقيم أن يرحل احتجاجا على عدم مراعاة المسافة العرفية بدل أن يضيّف هؤلاء القادمين الجدد الذين لم يحترموا عادات وتقاليد الجوار المتعارف عليها.
1-2-2-3 الكرم تجاه المسافر
إذا كانت المبادرة في الحالتين السابقتين للكرم وحسن الضيافة تأتي من المستضيف حيث الداعي هو الذي يبادر إلى استضافة القوم متى شاء وأين شاء وما إلى ذلك، فإن في الكرم تجاه المسافر أو عابر السبيل، العكس تماما هو الذي يقع. لأن عبر هذه المساحات المترامية الأطراف التي لا يوجد فيها لا مطعم ولا نزل؛ ومن غير الدواب لا توجد أية وسيلة نقل سريعة تسمح للبشر بقضاء حوائجهم والعودة إلى خيامهم في نفس اليوم، فإن عالما من البشر يتحرك يوميا وباستمرار. فمنهم من يبحث عن قطيعه التائه، ومنهم من يبحث عن إبله، ومنهم من يبحث عن خيله، ومنهم من يبحث عن سارح (راعي الغنم)، ومنهم من يبحث عن من يشغله كسارح، ومنهم من يبحث عن ماء الغدير، ومنهم من يبحث عن مرعى أفضل، ومنهم من هو عائد من الثكنة بترخيص،ومنهم غير ذلك. منهم الراجل ومنهم الفارس وهم يسيرون في كل اتجاه. كل واحد من هؤلاء يتوجه في منتصف النهار أو قبل غروب الشمس للغذاء أو للعشاء إلى أقرب خيمة منه (الضيف يكون أبيضا لقول احميان؛ أي يأتي نهارا؛ أم الليل فمن يأتي فيه فهو مشكوك في أمره )..
في كل الحالات يرحب به ويطعم ويبيت إذا كان الوقت ليلا ثم يؤتى له بالفطور وتارة يموّن بالماء والرغيف أو التمر ليواصل طريقه. إذا كان الضيف فارسا فمن حق حصانه على صاحب الخيمة وجبة عشائه من الشعير وكذا الأمر إن كان معه سلوقي. يعتبر هذا الحيوان (السلوقي) الذي تتم تربيته من أجل الصيد، عضو من العائلة في غالب الأحيان حيث يأكل مما يأكل البدو وينام معهم عكس الكلاب.
ساكن هذه المنطقة السهبية، البدوي الحمياني، لا يعتبر أبدا كرمه هذا في حق عابر السبيل، موقفا اختياريا أو خدمة مقدمة. هو مقتنع بأنه أدى واجبا من واجباته بكل بساطة. إنه الكرم بالمفهوم الحقيقي لما تملكه كلمة الكرم من نبل لأن مؤديه لا ينتظر من المستفيد منه من شيء حيث أن المضيف في غالب الأحيان لم يسبق له أن عرف الضيف من قبل وربما لن يراه أبدا.
انتهازا إذن لهذه الفرصة المتمثلة في هذه الخاصية المضيافة لاحميان، فإن الزواويون (نسبة إلى تيزي وزو شرق الجزائر العاصمة) الذين قدموا إلى المنطقة أول مرة كانوا يمارسون شبه تجارة بدائية متنقلين على الحمير أو البغال حيث الإطعام مجاني. كانت هذه التجارة تقتصر على مواد تستعمل بكميات قليلة جدا من طرف البدو على العموم أو تستعمل في طبخهم بصفة أدق، حتى يمكن للدواب حملها. فلذلك لم يكن هناك شيء أخف من البقول للمتاجرة بها. هكذا كان حال هؤلاء الباعة (واحدهم يطلق عليه اسم البقال أو القبلي[3]) متنقلين باستمرار عبر هذه السهوب الشاسعة، أين كان ولا يزال الإطعام مجانيا حيث أقاموا فيما بعد وكونوا في القرى الناشئة (المشرية والعريشة ورأس الماء وغيرها) أوائل تجار المنطقة.
هذه الصفة في المبالغة في الكرم عند قبيلة احميان، ذات البعد الإنساني المحض ، التي كانت ولا زالت سائدة في الأوساط الريفية، تبهر كل غريب يطلع عليها في المنطقة. إن تواضع احميان وبساطتهم وميزتهم بالكرم في بعده الإنساني فقط، جعل أحد المسافرين عبر المنطقة ينبهر ويقول في هذا الشأن المقولة الآتية التي اشتهرت فيما بعد: « الكرم من بعد احميان بدعة» وهي ضلالة بالنسبة لعادات هذا المجتمع.
1-2-2-4 وجوب الإخبار
هناك خاصية أخرى تعتبر واجبا مثل الكرم في حق المسافر وإطعامه، ألا وهي إخبار الغير بكل صدق وأمانة. استعمالا إذن لهذا الحق في الحصول على المعلومة، فإن البدوي يسأل كل من صادفه في طريقه تقريبا بدون حدود حيث أن هذا الأخير يجيب تلقائيا وبدون تحفظ ولا خلفية ولا حكم طفيلي مسبق. إن مثل هذا التصرف المنبوذ في مجتمعات أخرى، هو طبيعي تماما ويمليه نمط حياة البداوة المبني على تنقل مستمر للبحث عن عناصر ثابتة (نقاط الماء الجديدة أو القديمة، مراعي قديمة أو حديثة النشأة، ماء الغدير...) ومتحركة مثل الغنم وسائر الحيوانات الأليفة الكثيرة التيهان حيث البحث عنها ضروري لإرجاعها إلى أماكنها.
إن واجب الإخبار هذا ينمي بذلك عند البدوي ذهنية الملاحظة والوصف الدقيق حيث يمكنه من إعطاء كل التفاصيل الممكنة التي تتعلق بقطيع من الإبل يكون قد صادف طريقه مثلا (عدد رؤوس القطيع وعدد الذكور فيه وعدد الإناث وعدد الحيران وألوانها المميزة...). هذه الملاحظات أساسية وذوات أهمية بالغة، حيث تفيد البدوي الذي يبحث عن دوابه التائهة، في ربح كثير من الوقت، وأكثر من ذلك تجنبه التعب وعناء السير لأن المعلومات المستقاة من سائر آخر تجعله يواصل طريقه أو يغير وجهته.
1-2-3 الجانب الديني
من هذا الجانب، رغم أنهم مسلمون، فإن غالبية احميان تظهر وكأنها تجهل الأسس الحقيقية للإسلام. معرفتهم للإسلام جد بسيطة وخاصة جد سطحية. إضافة إلى أميتهم، فإن الذي كان يعلمهم تعاليم الإسلام يكاد يكون كذلك أميا.
بالفعل فإن في غالب الأحيان كان المكلف بنشر الإسلام أو ما يشبهه هو "مقدم"[4] معين من طرف شيخ طريقةصوفية على الأرجح يدعي أن له كرمات إلهية عكس تعاليم الإسلام والسنة النبوية. لذلك، فإن عدة طوائف طرقية (صوفية)، مراكزها (الزوايا)[5] بعيدة توجد خارج الحدود الدولية أحيانا، اتخذت موردين من بين احميان انتهازا لسذاجتهم وأميتهم وبالأخص لقلة فهمهم للإسلام السني الحقيقي الخالي من التلوث الدجلي والشعوذة.
عكس الديانات الأخرى، فإن الإسلام السني لا يقبل أي وساطة بين الخالق (الله) والمخلوق حيث العلاقة مباشرة. إن كل عبادة في الدين الإسلامي هي علاقة بين الإنسان وخالقه بدون توسط أي وسيط كان.
قبل اتخاذ أي قرار يتعلق بالأمور الدينية خاصة ما كانت له صلة بالفتوى ، فإن على المفتي الرجوع إلى الكتاب (نص القرآن) أولا، فإن لم يجد ما لا يحلل أو يحرم اتجه بعد ذلك إلى السنة النبوية ثم ما سنه الصحابة (رضوان الله عليهم) بعد الرسول (صلى الله عليه وسلم)، فإن لم يجد ما يدعم أو ينفي الأمر أصبح باب الاجتهاد مفتوحا ولكن للمؤهلين فقط الذين هم العلماء.
شيوخ الصوفية هؤلاء (غفر الله لنا ولهم)، هم أهل بدع وانحرافات على ما يبدو لأنهم أسسوا طرقهم (المخالفة للإسلام السني بكل وضوح) على أسس ذات اعتبارات مادية غير معلنة، مخبأة داخل مغالطات دينية لتمرير رسالاتهم وبلوغ أهدافهم. لأن من بين صلاحيات هذا "المقدم" يوجد الورد وخاصة جمع القربان والتبرعات وشبه زكوات يدفعها الخدام (الموردون) لشيوخهم.
كذلك، مقابل بركة أو دعاء (إذا وقعت الاستجابة لما طلب) لفائدة مورد كي يصبح ثريا أو كي تلد امرأته الحامل ذكرا... فإنه يقع عقد ضمني بين هذا الأخير وشيخه يقدم من خلاله الأول للثاني قربانا تسلم له كل سنة في أجلها. حتى في هذا العصر (سنة 2007 م) هناك أناس يدعون أن لهم كرمات إلهية أو هم من ذرية النبي محمد (عليه صلوات الله وسلامه) يأتون كل سنة من منطقة "توات" عموما عند قبيلة احميان ليستلموا من بعضهم مواشي وصوف وسمن ومال كخدمة (ما يقدمه الخادم لشيخه).
لا الكتاب ولا سنة الرسول (صلى الله عليه وسلم) أمرا بامتيازات تمنح لذريته (صلى الله عليه وسلم) سواء في الدنيا أو في الآخرة. هناك بالفعل أمر خاص بأهل البيت؛ زوجات الرسول (صلى الله عليه وسلم) اللواتي هن أمهات المؤمنين (رضوان الله عليهن) حيث طهرهن الله وأنزل رحمته عليهن وبارك فيهن، ولكن ليس هناك ما يخص الخلف. الأحاديث الثلاثة الآتية من بين أحاديث عديدة تثبت بوضوح تام وبدن أي غموض ولا لف ولا دوران أن المسلمين يفضل بعضهم على بعض عند الله بالتقوى والعمل الصالح وليس للأنساب شأن في الأمر، حيث يقول (صلى الله عليه وسلم):
ـ يا فاطمة اعملي ولا تتكلي. يعني ذلك أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) يخبر ابنته أنه لا ينفعها نسبها إليه إن لم تكن ملتزمة بتعاليم الدين.
ـ أنا جد من اتقى ولو كان عبدا حبشيا. سواء كان الانتساب للرسول (صلى الله عليه وسلم) أو لغيره فلا جدوى منه إن لم يكن المرء تقيا.
ـ لا فرق بين أبيض ولا أحمر ولا أسود إلا بالتقوى ولإيمان.
انطلاقا فقط من الأحاديث الثلاثة هذه، فإن القاعدة الأساسية للإسلام ، ألا وهي وحدانية الله (سبحانه وتعالى) وقدرته وحده على كل الأمور، غير محترمة وغير مراعاة من طرف القبيلة التي تزاول بعض الأفعال الشركية عن غير قصد تضليلا بما يروج هؤلاء الدجالين. إذن، بمجرد أن يعتقد الإنسان أنه سيكسب مالا أو يرزق ذرية من دون قدرة الله وحده وبدون مساعدة أي إنس ولا غير إنس، فإنه يقترب من منطقة الشرك وذلك ما لا يغفر (سورة النساء؛ الآية 48 و 116 ـ سورة المائدة؛ الآية 72...).
عموما، احميان (حاليا البدو منهم على الخصوص) لا يعرفون من الدين إلا ما ظهر منه وهي الأمور السطحية، إذن التي لها رتبة ثانوية، علما أن المهم هو الأساس وهو الإيمان بالله قبل كل شيء. لأن كثيرا منهم يخشون جهلا وسذاجة المشعوذين الذين هم أصلهم أتباع طريقة صوفية لا أساس لها من الناحية الدينية، أكثر مما يخافون خالقهم الواحد القهار. إنهم يجهلون الجانب الأساسي في الإسلام الذي هو الاعتقاد يقينا بوجود إله واحد، هو وحده يقدر ويأمر ويغني ويفقر ويرزق و و و و.
هؤلاء المشعوذين ما هم في الحقيقة إلا نصابون ولصوص تسكنهم رغبة مختفية للاستيلاء على ملكية الغير ظلما وزورا وبهتانا عبر طرق ملتوية، صبغة ظاهرها ديني للتمويه وتجريد الناس من مالهم، وباطنها غش واحتيال.
قبل طي هذا الجانب الديني، نشير إلى أنه من أجل تمكين الأطفال من أداء واجب الصلاة عند بلوغهم كان البدو يوظفون على مستوى الدوار معلم قرآن (طالب بالعامية)، يؤتى به عموما من ناحية قرارة (توات بولاية ادرار) مع القوافل التي تأتي بالتمر من تلك المنطقة. كان يتكلف بإطعامه أحد أغنياء الدوار تطوعا منه في سبيل الله أو يتداول جميع عناصر الدوار على إطعامه ونفقاته شهريا. أثناء شهر رمضان، كن يقوم كل يوم أحد البدو في الدوار بإحضار الفطور للجميع كي يصلوا المغرب والعشاء جماعة ثم صلاة التراويح.
كان تعلم القرآن زيادة على بعده الديني يسمح كذلك لذرية القبيلة (احميان) بالحفاظ على هويتها التي ترتكز فقط على عنصري العروبة والإسلام.

[1] حاتم الطائي: صاحب مقام عربي اشتهر بكرمه في العصر الجاهلي.

[2] قطع من الكبد ملفوفة بشريط من الشحم ثم مركبة على سفود ومشوية على الجمر.

[3] القبلي؛ نسبة إلى منطقة القبائل شرق الجزائر العاصمة.

[4] مقدم : رتبة دينية في الطرق الصوفية.

[5] زوايا (جمع زاوية): مقر الطريقة الصوفية ومقصد الزوار من مورديها.










رد مع اقتباس