فقرنا فقر ذاتي وغنى الله غنى ذاتي
قال ابن القيِّم رحمه الله:
فصل: في أنَّ الله هو الغنيُّ المطلق والخلق فقراء محتاجون إليه
قال الله سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللهِ وَاللهُ هُوَ الْغَنِيُّ الحَمِيدُ﴾ [فاطر: ١٥]، بيَّن سبحانه في هذه الآية أَنَّ فقر العباد إِليه أَمرٌ ذاتيٌّ لهم لا ينفكُّ عنهم، كما أَنَّ كونه غنيًّا حميدًا أمرٌ ذاتيٌّ له، فغناه وحمده ثابتٌ له لذاته لا لأمرٍ أَوجبه، وفقر من سواه إليه ثابتٌ لذاته لا لأمرٍ أَوجبه، فلا يُعلَّل هذا الفقر بحدوثٍ ولا إِمكانٍ، بل هو ذاتيٌّ للفقير: فحاجة العبد إِلى ربِّه لذاته لا لعلَّةٍ أَوجبت تلك الْحاجة، كما أَنَّ غنى الربِّ سبحانه لذاته لا لأمرٍ أَوجب غناه، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
والفقر لي وصفُ ذاتٍ لازمٌ أبدًا ... كما الغنى أبدًا وصفٌ له ذاتي
موقع الشيخ فركوس حفظه الله