منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - ولاية سطيف
الموضوع: ولاية سطيف
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-08-23, 15:20   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
محمدالصغير19
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية محمدالصغير19
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

تعتبر ولاية سطيف عاصمة للهضاب العليا في هذا الوطن الحبيب ، ونظرا لـموقعها الـممتاز فهـي من الـمدن الرئيسية للبلاد خاصة أنها تـمتلك شبكة طرق واسعة طولـها 3131كلم منها 600كلم وطنية، و516 كلم طرق ولائية، و 2015كلم طرق بلدية.

موقع ولاية سطيف:

الموقع الفلكي :

تقع ولاية سطيف بالضبط بيـن خطـي طول 5° و6° شرق خط غرينويتش وبيـنخطـي 35° و50° شـمال خط الاستواء.

الموقع الجغرافي :

تقع ولاية سطيف على ارتفاع 1100م عن مستوى سطح الـبحر، فهي تتميز بموقعها الجغرافي المتميز الرابط بين الوطن شمالا وجنوبا، شرقاوغربا ، تقع ولاية سطيف جنوب شرق الجزائر العاصمة على بعد 300 كلم ، يحدها من الشمال كل من ولايتي جيجل وبجاية ، و من الجنوب ولايتي باتنة و المسيلة ، و من الشرق ولاية ميلة ، و من الغرب ولاية برج بوعريرج.

المساحة :

تبلغ مساحة ولاية سطيف حوالي :6504 كلم2 أي 0.27 من مساحة التراب الوطنـي.

المناخ :

تتميز ولاية سطيف بمناخ قاري شبه جاف، حار صيفا و قارس شتاءا، أمطار الشتاء غزيرة ومضرة بالأرض، حيث تساهم في تعرية الأرض و انجراف التربة، ، أما في فصل الصيف فترتفعدرجة الحرارة إلى الحد الذي تتسبب في اندلاع الحرائق ، كما تتميز بسقوط البرد والثلوج أثناء فصل الشتاء خاصة في قمم الجبال، أين تدوم حتى شهر مارس أو أفريل٠

التضاريس :

. تنقسم تضاريس ولاية سطـيف إلـى ثلاث مناطق :
1- منطقة جبلية وتتـمثل فـي سلسلة جبال بابور التـي تغطـي 100كلم من شـمال الولاية
2- منطقة الـهضاب العليا وتنحصر ارتفاعاتها بيـن 800 م و 1300م وبـها عدة تلال وجبالمنها مقرس، بوطالب، جبل يوسف. منطقة الشريط الـجنوبـي
3- منطقة المخفضات توجدبـها شطوط أهمها : شط ملول(قلال)، شط البيضة(حمام السخنة)، وشط الفرين(عين الحجر)
أما عن الـمياه والأودية فأهمها واد بوسلام الدائم الـجريان الذي يصل حتـى وادالصومام ببـجاية ولقد تـم إنـجاز سد "عيـن زادة" فوق هذه الوادي - ببـرج بوعريريـج


سطـيـف ما قبل التاريـخ يعود تاريـخ ولاية سطيف إلـى العصور الغابرة - ما قبل التاريـخ - والـمحطات التاريـخية التـي اكتشفت عبـر ترابـها تدل علـىذلك.

سطيـف عهد الرومان :

لقد كان يقطن ولاية سطيف منذ آلاف السنيـن سلالةتنتمـي إلـى رجل كرومانيو الذي انـحدر من ذريته الأمازيغ - الرجال الأحرار - والذينتنظموا علـى شكل قبائل، ولـم تظهر الدولة الـجزائرية للوجود إلا بعد القرن الثالثوالثانـي قبل الـميلاد عندما برزت مـملكتيـن : المـملكة الـمسياسلية التـي كانيـحكمها سيفاكس، والمـملكة الثانية هـي مسيليا بقيادة مسينيسا.

واختلفت الأقوال حول ما إذا كانت سطيف تابعة لـمملكة مسينسا أومـملكة سيفاكس، و الأرجـح أنها كانت للمملكة الـمسياسيلية وهذا لأن مسينسا كانحليفا مـخلصا لروما - وهذا لا يعكس احتلال الرومان لشمال إفريقيا وثوران الشعب عليه - عكس سيفاكس الذي كان حليفا لقرطاجنة، وقد أصبحت سطيف عاصمة للبرابرة عام 225 ق.مولـم تفقد هذه الـمكانة إلا بعد قدوم "جـوبا" الذي عدل عنها وجعل من مدينة شرشالعاصمة له.

وبعد انهزام قرطاجنة تـحصل ماسينسا نوميديا جزاء علـى تـحالفه وبقـيتـحت وصاية روما، وبعد وفاته ووفاة إبنه مسيبسا اشتدت الـمنافسة بيـن الأحفاد ومنهموأشهرهم يوغرطا الذي كان ينوي منح الاستقلال إلـى نوميديا، ولـم يتمكن من تـحقيقحـلمه وهدفه، وسـمح ذلك الإخفاق للرومان بالتدخل لكن الأهالي بقيادة يوغرطا لـمييأسوا، بل قاوموا ذلك الغزو، حتـى أن سطيف شهدت أراضيها الـمعركة الشهيـرةوالفاصلة بيـن يوغرطا وماريوس.

ومنذ 105 ق.م حتـى 42 م إزداد تدخل الرومان واصبح اكثر سفورا، مـماأدى إلـى نشوب العديد من الثورات أشهرها ثورة تاكفاريناس الذي كان عضوا فـي الـجيشالرومانـي، وفـي الفترة ما بيـن 17م و 24م نظم جيشا من الأهالـي من بينهم سكانمنطقة سطيف الذين ساهموا مساهـمة فعالة فـي تلك الثورة.
وقد أدى تعدد الثورات والانتفاضات والـمقاومات إلـى دفع الرومان بضمكل الشمال الإفريقـي إلـى إمبراطوريتهم سنة 42م.

واهتـم الرومان بسطيف نظرا لـموقعها الـجغرافـي الـممتاز الذي يسيطرعلـى السهول والـهضاب العليا الشاسعة والغنية بالقمح، وتوفرها علـى حقول كبيـرةللـمياه الـجوفية، وموقعها الإستراتيـجـي عند سفح جبل بابور، التـي كانت مناسبةللـمقاومة ونقطة انطلاق للثورات ضد الرومان.

ولـهذه الأسباب قرر الإمبراطور "نـيـرفا" سنة 97م إنشاء مستعمرةلقدماء الـجيش فـي موقع "سيتيفيس" والتـي أطلق عليها عدة تسميات منها : كولونيانيرفانيا، كولونيا أوغيسطا، كولونيا مارطاليس، كولونيا فيتيرنانة، ستيفانسيوم ...
وسيتيفيس تسمية رومانية مشتقة من كلمة بربرية "أزديف" ومعناها التربةالسوداء، لذا كانت منطقة سطيف مـخزن القمح لروما، ولذا كثر اهتمام روما بسطيف.

وفـي بداية التوسع العـمرانـي للرومان إتخذوا من "سيتيفيس" و"كويكول" مراكز عسكرية تطورت فيـما بعد لتصبح مدنا، وبنهاية القرن 03 م ارتقت مدينة سطيفلتصبح عاصمة لـموريطانيا السطائفية. والتـي مكنتها من استقلالية إدارية انعكست علـىالـجانب الاقتصادي فـي صبغة مـحلية ودولية أوصلها إلـى الـتحكم فـي التبادلالـتجاري وبـخاصة الـحبوب.
ونظرا لخطورة الوضع ومواجهة الوضع الـمتردي قرر الإمبراطور "ديوكرتيان" سنة 297م تقسيم موريطانيا القيصرية إلـى ناحيتيـن : موريطانيا القيصريةو موريطانيا ستيفانيس التـي عاصمتها سطيف كما ذكرنا سابقا. وعرف هذا الكيان الإداريالـجديد نموا سريعا ازدهرت فيه بعض المدن : كويكول -جـميلة-، ومونس، واد الذهبوبنـي فودة وطبعا سيتيفيس.
وباعتراف"قسطنطيـن الأول" سنة 306م بالـمسيحية دينا للدولة شهدتسيتيفيس و كويكول خاصة حركة عـمرانية مـميزة تـمثلت فـي أحياء مسيحية كـحـي الكنائسبسطيف، لكن هذا التطور العمرانـي الـجديد وهذه الإجراءات الـمتخذة لـم تفلح فـيإيقاف الفقر والتدهور الاقتصادي، وبذلك استمرت الثورات خاصة بعد الزلزال العنيفالذي ضرب سطيف وهدمها عن آخرها 6/5 سنة 419 م حيث يصف القديس "أوغيستان" هذهالكارثة قائلا : "لقد كانت الـهزات عنيفة إذ أن السكان أرغموا بالبقاء خارج بيوتهمطيلة 5 أيام".

ثـم بعد ذلك كان عهد الوندال وغزوهم للمدينة وهذا سنة 429 م عندماقدموا من "طـانـجـا" باتجاه "قــرطاج" ودام هذا العهد وهذا الاحتلال إلـى غاية سنة 539 م. حيـن بدأ العهد البيزنطـي باحتلال العميد "سالمون" للـمدينة وقام بتـرميمها - لأنها دمرت علـى إثر الزلزال ولـم يبق إلا عدد قليل من السكان - وجعلها عاصمةلإقليم موريطانيا الأولـى.
وقد شيد بها القلعة البيزنطية التـي لا يزال سورها الغربـيوالـجنوبـي قائما إلـى الآن والتـي تشهد وتدل علـى أن البيزنطييـن ركزوا علـىالـجانب الدفاعـي بـحيث أنهم حصنوا الـمدن ودعموها بـمراكز حراسة متقدمة فـي كاملالـمنطقة.

وكـخلاصة نقول أن مـجـيء البيزنطييـن إلـى شـمال إفريقيا كان مـحاولةفاشلة فـي إحياء مـجد الإمبراطورية الرومانية لأن الـهيمنة البيزنطية لـم تستـمرطويلا نظرا لعدم سيطرتها علـى زمام الـحكم نتيجة تزايد الثورات وحتـى الإمبراطوريةالبيزنطية ضعفت واستكانت أمام دعوة الـحق والعدل والـحرية والإسلام. وخلال كل هذهالفترة برزت عدة مناطق أثرية لـها قيمتها الـمحلية وحتـى الدولية نذكر منها علـىسبيل الـمثال الـمواقع الأكثر شهرة :
الـمـوقــع الأول : كــويكــول (جـمـيلة ) فـي شـمال السهول العالية،وفـي قلب الـجبال بنـى الرومان مدينة كويكول أي كما نسميها حاليا "جـميلة" فقد بنيتهذه الـمدينة فـي سنة 96-97 م علـى ارتفاع مـحجر فـي واد منفرج بيـن سلسلة جباللـها إمكانيات للدفاع طبيعية مـمتازة.

فـي وسط هذه الـمدينة توجد ساحة كبيـرة تدور حولـها الـحياة السياسيةوالـحياة الاجتماعية فـي بناءات عـمومية منها : الـمحكمة - كـما تدعـى البازيليك - وقاعة الـمجلس البلدي، والـمعبد الـمهدى إلـى الآلهة "جوبيتيـر" حامية الـمدينة،وبالقرب من هذه البناءات تدور الـحياة الاقتصادية فـي السوق.

وقد اشترك فـي هذا التشييد الـمعماري الرائع أعيان الأسر فـي جـميلة،التي توجد حتـى الآن آثار منازلـهم علـى حافة الطريق التـي تشق الـمدينة من الشمالإلـى الـجنوب، هذه المنازل كانت مفروشة بالفسيفساء التـي حفظت منها أشكال كثيـرةفـي الـمتحف، وتبيـن لنا مظاهر من الـحياة الاجتماعية كـما تقدم لنا صورا عنالـحيوان أو تشكيلات هندسية وكل هذا كان النقش الذي يـميل إليه أهل جـميلة.

لقد كانت الـحياة الاقتصادية مزدهرة فـي القرن 2 م وأوائل القرن 3 مواستفادت جـميلة خصوصا من هذا الرخاء، لـهذا شيدت بناءات من وراء الأسوار البدائيةومن هذه البناءات الـحمام والـمسرح، والساحة الكبيرة، الـمعابد وخاصة معبد الأسرةالقيصرية "سفيروس"، وقوس "كركلا" ودهاليـز و فوارات ... كذلك بنيت منازل رائعةكـمنزل باخوس، كـما بنـى الـمسيحيون معابد متواضعة قربها مساكن لرجال الدين.

فـجميلة حقيقة مدينة رائعة ومتواضعة، أغلب مواردها فلاحية، وإنتاجهاالرئيسـي يستخرج من الـمزارع الـمحيطة بالـمدينة أو من أراضـي السهول والـجبال.

ويبقـى التساؤل الـمطروح : كيف توارت هذه الـمدينة واختفت وانجلت؟
فـي الواقع لا أحد يعلم ذلك، إلا وجود بعض الـمعالم تدل علـى أنجـميلة كانت مسكونة وفيها حركة ولو بطيئة فـي خلال القرنيـن 11 م و12 م والفخارالـمكتشف هناك يدل علـى ذلك. لكن كيف كانت الـحياة ومن عاش هناك؟ هنا يـحدثالارتباك، ولا أحد يـملك الـجواب.

سـطيـف عــهد الإسـلام

وبقيت الـمدينة علـى هذا الوضعية منذ ذلك العهد، وحتـى العهدالعثمانـي لـم تشهد فيه سطيف تطورا مـلحوظا بسبب أن قسنطينة كانت هـي بايلك الشرقوبذلك ذهب الاهتمام إليها - قسنطينة - وقد شهدت الـمدينة عدة معارك كبرى بيـن بايتونس و باي قسنطينة فـي العهد التـركـي.

كـما نـجد بأن العمائر العثمانية تكاد تكون منعدمة فـي سطيف حيث نـجدبعض الزوايا الـمتواجدة فـي الـمرتفعات والـجبال، وكذلك مـسجد العتيق الـواقع وسطالـمدينة فهو يـمتد إلـى العهد العثمانـي، وخاصة مئذنته التـي مازالت تشهد إلـىاليوم عبقرية الفن الإسلامـي.

أما آثار هذه الـحقبة، فقد أجريت حفريات من 1977 إلـى 1982 بالقلعةالبيزنطية - حديقة التسلية - كشفت لأول مرة عن وجود حـي إسلامـي يعود تاريـخه إلـىالقرنيـن 9 و10 م يعكس بداية العمارة الإسلامية ويؤكد ما وصفه الـجغرافيونوالـمؤرخون العرب خلال القرون الوسطى علـى أنالـمدينة كانت فـي أوج تطورها وازدهارها حيث كانت نقطة عبور لنشاط تـجاري مكثف - كـما ذكرنا سابقا - ويتـمثل فيهاالـمستوى العمرانـي الإسلامـي فـي تـجمع عدد كبيـر من الـمنازل مـخططة ومربعةالشكل، كل منزل له فناء مركزي وأربع جهات نظمت علـى شكل أجنحة تـحيط بالفناءوتتـمثل هذه الأجنحة فـي قاعة الاستقبال، غرفة النوم، الـمطبخ، الإسطبلات ... إلخ.
وبـهذا الـمثال يتضح لنا مدى التطور والـمدنية التـي بلغتها الـحضارةالإسلامية .

تــاريــخ قــلعة بنـي حــمــاد

بدأت الـمصادر العربية فـي ذكر القلعة الـحمادية ابتداء من القرن (4هـ/10م)، وقد دخلت القلعة مرحلتها التاريخية بالضبط سنة 1007-1008 عندما طالب "حـماد بن بولوغيـن" أميـر الدولة الزيرية بالـمغرب الأوسط مولاه "بـاديـس" السماحله بتأسيس القلعة، وحسب" ابن خلدون" فإن مدة بنائها دامت سنتيـن، ثـم تـم تعميـرهابالسكان بعدما أحيطت بسور فـتحت فيه ثلاث أبواب.

وفـي عهد الـخليفة "الناصر" شهدت عاصمة الـحمادييـن تغييـرا عـمرانياهاما جعل منها مقصد كل سكان الـمغرب خاصة بعد سقوط" القيروان" فـي يد "الـهلالييـن"، كـما نشيـر فـي عهده إلـى توسيع الـمساجد وبناء القصور، ورغـمانتقال الـخلافة إلـى مدينة بـجاية بقيت القلعة تلعب دورها كـمدينة هامة فـيالـمغرب الأوسط، و ابتداء من 1105 م - حكم الـخليفة العزيز - بدأت القلعة تفقدمكانتها خاصة بعد حصار الـهلالييـن لـها وهـجرة سكانها إلـى مدن مـجاورة، وتـمالقضاء عليها نـهائيا من طرف الـموحدين فـي عهد "عبد الـمؤمن بن علـي" الذي جهزجيشا ضخما وزحف علـى كل معارضيه وقـضى عليهم، وقد شهدت سطيف أغلب الـمعارك.
وبعد هذه الفترة لـم تعد للقلعة نفس الأهمية السياسية التـي اكتسبتهامن قبل.

سطيف في عهد الاستعمار الفــرنسـي

بعد دخول فرنسا للجزائر سنة 1830 مبدأت تـحتل الولايات تباعا، وكان نصيب ولاية سطيف أن احتلت يوم 15 ديـسمبر 1848 مبقيادة الـجنرال "غـالبـوا" وانتهج الاستعمار سياسة ماكرة قاهرة حقيـرة اتـجاهالأهالـي، فقد انتزعت منهم أراضيهم وسلمت للأهالـي وكذلك جـميع الامتيازات الأخرى،وساعدت البنوك الكبرى والشركات العقارية الرأسمالية هذه العملية، وكانت النتيجةالطبيعية تدهور معيشة الـمواطنيـن مـما أدى إلـى نشوب ثورات وحركات مسلحة أهمهاثورة" الـمقرانـي" سنة 1971 م والتـي مست جزءا كبيـرا من منطقة سطيف، لكن هذهالثورات فشلت ولـم تـحقق هدفها النهائـي الـمنشود.

إن الاستعمار الفرنسـي لـم يولـي أية عناية بالآثار التاريـخية التـيوجدها بالـمنطقة إذ استعمل الـحجارة الـمنحوتة التـي تعود إلـى العهد الرومانـي فـيبناء الثكنات العسكرية.

ولقد أصبحت مدينة سطيف رسـميا بلدية بـموجب أمر ملكـي، كـما أحيطتالـمدينة أثناء الاحتلال الفرنسـي بسور له أربعة أبواب هـي : باب الـجزائر، باببسكرة، باب قسنطينة، باب بـجاية.

أحداث 08 مــاي 1945 م فـي سطــيف :

منذ الفاتـح مــاي والـجزائر فـيتوتر شديد وفـي جو عاصف وقد كانت سطيف أقل عنفا وتوترا، حتـى إذا ما وصل يوم 07مــاي وأعلن الـحلفاء إنتصارهم، وبدأ الشعب يشتـم رائحة الكذب والـخيانة والغدرفكانت الـمظاهرات :
لقد خرج السكان - بعدما أجيزت الـمظاهرات من نيابة الولاية - وتوجهواإلـى الـمسجد القريب من الـمحطة "مسجد أبي ذرة الغفاري" وهو مكان التجمع، وكانالعدد يتزايد باستمرار حتـى الساعة 08:00 صباحا حيث انطلقت الـمظاهرات علـى الساعة 08:15 وكانت الكشافة تتقدم الـموكب ووراءهم حاملوا الزهور، ثـم الـجماهيـرالـمتظاهرة التـي قدرت بـحوالـي 15 ألفا، وكان يوم السوق الأسبوعـي للمدينة.


وقد عبر الـموكب الطريق الرئيسـي للمدينة، وأثناء الطريق رفع العلممن طرف شاب يدعـى "سعال بوزيد" وكان الـموكب آنذاك مراقبا من قبل الشرطة وأصحابالدراجات النارية وكانت النسوة تـحمس الـمتظاهريـن بالزغاريد، وعند مقهـى فرنسا خرجمحافظ الشرطة القضائية "أوليفري" آمرا الـمتظاهريـن بالتوقف وسحب العلم الـجزائري،وحيـن لـم يستجب له حاول نزعه بالقوة وطلب من زملائه التدخل، فتدخل الـمفتش "لافاوون" وأطلق الرصاص علـى حامل العلم - الشاب سعال بوزيد - فأرداه قتيلا وهو ماأدى إلـى حدوث الـهلع فـي صفوف الـمتظاهريـن الذين فروا وازداد هيجانهم، خاصة لـماوصلوا إلـى السوق وصاحوا بالـجهاد ليبدأ العنف والتقتيل بالأسلحة البيضاء، حيث قتلرئيس مـحكمة سطيف فـي شارع" العقيد عـميروش" حاليا وأربعة أوروبييـن آخـرين ورئيسالبلدية "دولوكا" ورغـم استعمال القوة ضد الـمتظاهرين واصل البعض من الـموكب سيرهلوضع باقة الزهور علـى النصب التذكاري للجندي الـمجهول.وحـين وصلت الساعة 12:00 كانعدد القتلـى من الأوروبييـن قد بلغ 12 قتيلا، وعـم خلال تلك اللحظة الصمت الـمفجعكل أنـحاء الـمدينة.


أما فـي مساء ذلك اليوم فقد اتخذ قرار منع الـتجول، ولكن شرارةالـمظاهرات كانت قد نقلت إلـى نواحـي سطيف مثل : عيـن عباسة، أوريسيا، عـموشة، تيزينبشار، عيـن الكبيـرة، بنـي عزيز، خراطة ... التـي وصلها الـخبـر علـى الساعةالثالثة زوالا عندما وصلتها حافلة "ديشانيل" الآتية من سطـيف والتـي هوجـمت أثناءالطريق، وفـي صباح اليوم الـموالـي حوصرت خراطة من كل الـجهات من طرف سكان الـمنطقةالذين قتلوا القاضـي وزوجته وأحد الـمعمرين، كـما أحرقوا دار البلدية والـمحكمةوإدارة الضرائب... وهكذا كان الأمر فـي الضواحـي الأخرى خاصة بنـي عزيز، وقد كاناسترجاع الـهدوء علـى حساب مئات القتلـى والـجرحـى، وكانت النهاية مأساوية جدا.
واختلفت الـمصادر فـي تـحديد عدد القتلـى والـمشهور هو 45000 شهيد،أما من الـمعمرين الأوروبييـن فقد قتل 102 وجرح 150، وقد قتل منهم فـي سطيف فقط 88قتيلا - سطيف وضواحيها - والأرقام سيدة الـموقف بعدها كانت الثورة المباركة وكانلأهل سطيف فضل المشاركة وإشعال نار الـمعركة، خاصة أن موقع سطيف الـجغرافـي يسمحبذلك - فهـي تتوسط الولايات الأولـى والثانية والثالثة - لـهذا تـم إنشاء مراكزللقيادة عبـر الـمنطقة أهمها جبل بابور، جبل بوطالب، جبال بنـي ورثلان ...الخ .


كـما تـمتاز ولاية سطـيف بـمواقع أثرية هامة - ذكرنا فـي عرضناالسابق - إلا أن الشـيء الـمميز فيها هو عيـن الفوارة - التـي لـم نضعها ولـمنصنعها لأنها بكل بساطة مـخالفة لعلاقاتنا وآدابنا، فكيف لشعب أبـي مسلم عزيز النفسوالنيف يضع تـمثالا لامرأة عارية وسط الـمدينة، والتـي تشتهر بـكثرة مياهها العذبةحتـى أن بعض الـمغروميـن بها قال : "من شرب ماءها لابد أن يعود إليها يوم









رد مع اقتباس