منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - التنبؤ بالمستقبل - التفكير الإداري الاستراتيجي
عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-02-24, 15:16   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
طرطار رضا
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية طرطار رضا
 

 

 
إحصائية العضو










Hourse التفكير الاستراتيجي

ما زال التفكير الاستراتيجي مثار جدل علماء وباحثي علم الادارةالاستراتيجية ، ومرد ذلك الحداثة النسبية في دراسة ابعاده على الرغم من ان الفكرالاستراتيجي هو نتاج عمليات تفكير العقل الاستراتيجي . وقد نبع الاهتمام به وترافق مع ولادة افكار تبشيرية بالمدخل المعرفي كونه احدى المكونات التي اجتذبت عملية البحث العلمي في محاولة لتأطير مفهومه .
وقد برز رأي مفاده ان التفكيرالاستراتيجي هو أساس صياغة الاستراتيجية والتخطيط الاستراتيجي انطلاقا من انهما يصبان في برامج عمل رئيسة تستخدمها المنظمة لبلوغ رسالتها وغاياتها . وقد حلل التفكير الاستراتيجي وفق نظرة معرفية على انه عنصر جوهري يحدد بقاء منظمات الاعمال التي تعمل في محيط بيئي متغير . وعبر عنه بالبوستر الاستراتيجي الذي يبين اتجاه المنظمة ازاء بيئتها .
وحدد التفكير الاستراتيجي كعملية ضمن منظور تحديات العولمة بأنه العملية التي تستخدم لتطوير تصور استراتيجي . وهنالك من يعتقد ان تفكير الادارة استراتيجيا ينطلق من بناء اطار شامل لمنهج الادارة الاستراتيجية والاحاطة بنطاقه والتطورات التي جعلت منها ميدانا حرجا ، فهو يهيء الفهم والوعي بالادارة الاســــتراتيجية والاعتراف بأهميتها في التحرك لنجاح المنظمة .
ان التحليل يمثل نقطة الانطلاق الحرجة للتفكير الاستراتيجي ، اذ ان التفكير والتحليل يقودان الى اختيارات استراتيجية ، وللتدليل على مفهوم التفكير الاستراتيجي تبرزمجموعة من التساؤلات ، مثل :
ما هي المنافسة في السوق وما مدى شدة جميع قوى المنافسة ؟
أي المنظمات تتمتع بمراكز تنافسية اقوى او اضعف ؟
ما هي التحركات الاستراتيجية المفضل اتخاذها لاحقا ؟
ما هي العوامل الرئيسة المحددة لنجاح المنافسة في بيئة الصناعة ؟
ما جوانب تمكن المنظمة وضعفها والفرص والتهديدات ؟
ما مستوى عمل استراتيجية المنظمة حاليا ؟
ما مدى قوة المركزالتنافسي للمنظمة ؟
ما هي المشكلات الاستراتيجية التي تحتاج الى تشخيص ؟
في ضوء هذه التساؤلات يتبين ان التفكير الاستراتيجي يمثل اسلوبا لتحليل مواقف تواجه المنظمة تتميز بالتحدي والتغير والتعامل معها من خلال التصور والبوستر الاستراتيجي لضمان بقاء المنظمة وارتباطها بمسؤولياتها الاجتماعية والاخلاقية حاضرا ومستقبلا .
ومن اجل ان تتمتع المنظمة بالاقتدار ، فقد برهنت التجارب ان تطوير استراتيجيات اقسام المنظمة ووحدتها هو نتاج ذلك التفكير . ويتطلب الامر امتلاك الادارة العليا والمدراء الاخرون معرفة بأعمالهم وتوفر المعلومات الضرورية التي باتت احد المشكلات الخطيرة في حياة المنظمات ويتجلى ذلك اثارة تساؤلات استراتيجية يتم الاجابة عنها بالاستفادة من ادوات التحليل الاستراتيجي كمصفوفة بوسطن BCG .
ومن فوائد التفكيرالاستراتيجي انه اداة تعزز الاقتدار والتميز في المنافسة ، اذ تستطيع الادارة العليا تحديد الاستعدادات التي يمكن من خلالها تحقيق النجاح من خلال استعدادات نوعية التصنيع وفاعلية الكلفة التوزيع الفائق ، وتقارن الادارة العليا جوانب القوة في عمليات المنظمة وقوتها نسبة الى المنافسين في مجالات اعمال قد قامت بتحليلها لكي تقرر عبرها المركز الاستراتيجي .
يعد التطور الحديث الذي شهدته تكنولوجياالمعلومات عاملا مساعدا ومدعما للتفكير الاستراتيجي للمنظمة وقدرتها على التكيف والمناورة والتحديث بسرعة وبدقة ضمت عمليات الاستراتيجية . وكذلك التركيز على الاوجه الابداعية فيها ، ويمكن القول ان تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بانواعهاالمختلفة تشكل عاملا محددا للتفكير الاستراتيجي في المنظمات ذات الاعمال المتنوعة ،بشكل مؤثر في فاعلية اتخاذ القرارات الاستراتيجية فيها ومقدار ما تحتاجه من ابداع لضمان العملية الاستراتيجية .
لقد تبلورت رؤية جديدة عن التخطيط الاستراتيجي من خلال توظيف المدراء للتفكير الاستراتيجي الحدسي كونهما يؤمنان تصورات عن اعادة بناءالاستراتيجيات . ولما كان التخطيط الاستراتيجي نشاطا رئيسا مستمرا فانه يشجع المدراء بل ويلزمهم التفكير استراتيجيا ويدعوهم الى التركيز على البحث عن مخارج المعضلات البيئية الخارجية في الأمد البعيد اضافة الى التفكير بالمخارج للمعضلات المرحلية والتشغيلية قريبة الامد .
رأي Ansof : ان التفكير الاستراتيجي يبنى على اساس تفاعل المنتوج ورسالة المنظمة القائمة والجديدة مبينا ان على الادارة ان تفكر بخيارات وسلوك استراتيجي ينسجم مع طبيعة الموقف الاستراتيجي .
رأي Chandler : قاد منهجا تاريخيا الى التفكير بضرورة المواءمة بين تغير البيئة واستراتيجية التنويع والتكامل وبين الاستراتيجية والتركيب التنظيمي لمنظمات صناعية ضمانا لبقائها .
رأي Child وينصرف الى علاقة التفكير بالاختيار الاستراتيجي بعوامل الموقف ( البيئة والتكنولوجيا والحجم . ) واعتماده تفكيرا موقفيا لبناء استراتيجية المنظمة قائما على تقويم تلك العوامل ومحققا مواءمة معها .
رأي Porter ويدور حول القيام بالتحليل التركيبي ثم ذهب لطرح ثلاثة خيارات استراتيجية هي الاختلاف والتركيز وقيادة السوق من خلال الكلفة نتاجا لعملية التفكير متأثرة بدرجة اسهامها بتحقيق ميزة تنافسية وتوسيع الحصة السوقية للمنظمة والمحافظة عليها . ودعا الادارة الى التفكير بطبيعة قوة المنافسين الحاليين والجدد والمشترين والموردين والسوق وما يترتب عليها من تهديدات وفرص .
التفكير والتصور الاستراتيجي :
ان التفكير الاستراتيجي مكون معرفي يرتبط ويتبادل التأثير مع الادراك والتعلم والذكاء والوعي الاستراتيجي وما ينتج عنها من خيال وحدس وتصور استراتيجي . فضلا عن الحاجة الى تصورات استراتيجية بأعتبارها معطيات تغذي العقل الاستراتيجي وتتفاعل مع ماتختزنه الذاكرة بعيدة الأمد من خبرات وقدرات لخلق الابداع والتمثيل لسيناريوهات تكون اكثر انسجاما مع حالة تنوع المواقف الاستراتيجية التي تواجه ذلك العقل .
وقد يعد التصور الاستراتيجي واحدا من مداخل التخطيط والمعتمد على استخدام نظام السيناريوهات ذات العلاقة المباشرة بتحليل بيئة الأعمال ، وبناء المركز التنافسي وتطوير خيار الادارة كونها مترابطة مع بعضها . ويمتد التصور الاستراتيجي ليشمل عمليات المنظمة بأعتباره يصف ما ينبغي ان تكون عليه المنظمة في نهاية عشرين سنة قادمة مثلا ويتلازم استخدام قائمة التصور مع الاقتدار المتميز التي تبذل به الجهود لتحديد طرق تحقيق الميزة التنافسية وتلعب دورا حيويا فيه .
وقد عرف التصورالاستراتيجي بانه تصور استراتيجية او مجموعة استراتيجيات المستقبل ، ويحقق ذلك امثلية استراتيجية المنظمة فهو يهيء تصورا عن توجه وغرض كامن في الاستراتيجيات والانشطة الاستراتيجية . واعتبر خلق تصورات استراتيجية من احدى مهام الادارةالاستراتيجية بأعتبارها نظاما مصمما لمساعدة الادارة في تقدير وصنع القرارات الاستراتيجية ، اضافة الى وضع تصورات استراتيجية .
وضمن منطق التعلم المنظمي واطار مناقشة القيادة الكارازماتية والتحويلية القي الضوء على احدى ادوار القائدالتي يتوقف عليها نجاحه متمثلة بقدرته على خلق تصور جديد عن حالة مرغوبة في المستقبل تسعى المنظمة بلوغها وتجاوز ومغادرة الانماط التقليدية للتراكيب والعمليات والانشطة التي لم تعد مفيدة . وينبغي ان يتمكن القائد من فصل التصور خارج المنظمة ،فالتصور الاستراتيجي الجديد اساس نجاح القيادة لتطوير تصور جديد للتحول المنظميويأخذ القادة وقتا للارتباط بالمدراء والافراد من خلال عدد من الفرق الاستراتيجية ،لكنهم يسعون الى ربط الاستجابة الهادفة والمبادأة والالتزام بالتصور الجديد لحركةالمنظمة ونتائجه المرغوبة في الأمد البعيد .
وقد وصف التصور بأنه التوجه المستقبلي للمنظمة ومسار اعمالها ، فهو يرشد المنظمة لما تحاول ان تقوم به لكي تصبح في مكانة متميزة في المستقبل في بيئتها وعد التصور الاستراتيجي احد المهام الرئيسة للادارة الاستراتيجية صناعة وتنفيذا لعمليات تصميم الاستراتيجية وتنفيذها ، اذ يتقرر بموجبه الاعمال التي ستكون فيها المنظمة ، وتصاغ ضمن تصور استراتيجي ترتبط باحتياجات المنظمة الموجه والقائد لحركتها .