منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - مشروع العربية السلام
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-12-28, 13:15   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
سامي86
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

بحث حول السلام مشروع العربية سنة اولي ثانوي

السلامعليكم
المــــــــــــــــــقـــــــــــــــــدمـــــــــــــــــــــة:
يكاد أن يكون العالم اليوم في أمس الحاجة من أي فترة أو حقبةتاريخية مربها إلى ثقافة السلم والسلام سواء على مستوى الفكر والتصور أو علىمستوىالواقع والسلوك والتطبيق .
حيث وكما في كل يوم , لا يسمع الواحد منا غيرأخبار القتل الفردي والجماعيوحملات الإبادة والنفي والتشريد والحروب والصراعات ومايرافقها من عملياتهدم وتخريب والتي يروح ضحيتها الآلاف من الأطفال والنساء والشبابوالشيوخبأعداد لا تعرف بالضبط .
وزاد ذلك بؤساً أن رجعت إلى عصرالجاهليةالإنسانية أنواع من القتلكانت شائعة في أزمان غابرة لها ظروفها الخاصة والتي لايمكن أن تمر علىالواحد منا هذه الأيام بيسر وأدنى مقبولية ان لم يكن صدمة عنيفةتذهلالعقل وتؤنب الضمير ألا وهي ذبح الإنسان وقطع رأسه ببرودة غريبة للأعصاب , والأفظع منه أن يكون تحت عنوان رسالة الإسلام الذي لم يأت نبيها كما سائرالأنبياءإلا لخير لهذا العالم .
تـــــــــــــــــعــــــرف الــــــــــــسلــــم والـــــــــــــسلام
إن (السلم والسلام) بمعناهما الأعم والشمولي يقتضيان الأمنوالعافية،والاستقرار والازدهار، وكل ما يوجب تقدم الحياة وتطورها، ووضعها فيأبعادهاالصحيحة، صحية واجتماعية، واقتصادية وسياسية، وعسكرية وإعلامية،وغيرها.
وهي كلمةتدخل في نفس الإنسان الاطمئنان والراحة والهدوء، وتوحي إليهبذلك. ومن الواضح أنالكل يبحث عن السلم والسلام في حياته، ويطلبه بفطرته،بل هذا ما نشاهده عندالحيوانات أيضاً، فكلها تطلب السلام.
ونحن لا نعلم عن الأشجار والجمادات كثيراً،لكن إذا كان هناك شعور فيها،كما تدل عليه الآيات والروايات وكما ذكر جماعة منالفلاسفة القدماءوالعلماء المتأخرين أيضاً، فإنها تطلب السلام ـ إن صح التعبيرـ.
لكن الواضح أن سلام الإنسان غير سلام الحيوان، وسلام الحيوان غير سلامالشجروالنبات، وسلام الشجر والنبات غير سلام الجماد من الأنهار والجبالوالنجوم وغيرها،وكلامنا عن الإنسان.
إن للسلم والسلام في الإسلام مفهوما شموليا، يشمل العديد منالأبوابالفقهية المتعارفة من الطهارة إلى الديات، بل الأبواب الفقهية المعاصرة،كفقهالسياسة
وفقه الاجتماع وفقه الاقتصاد وفقه الحرب وفقه الإعلام وفقه العولمة وفقهالقانون وغيرها.


الــــــــــــــحـــــربوالــــــــــــسلـــــــــــــــــــم:
من أخطر أمراض الجنس البشري الحرب بينالدول والطغيان الداخلي على الأفرادداخل الدولة الواحدة. والحرب قديمة قدم الإنسانوالحضارة وقد تشكلت معبداية تشكل المجتمع الإنساني بأخطاء كروموسومية غير قابلةللحياةوالاستمرار. فمع الحضارة ولدت الدولة ونشأت المؤسسة العسكرية.ومعولادةالتخصصات في المجتمع وتطور التقانة نمت العلوم العسكرية والتكنولوجياالحربية،وبتزاوج المؤسسة والعلوم والتكنولوجيا ولدت الحرب من رحمالعنف.ولكن العنف لا يحررالإنسان ولا يحل المشاكل بل يزيدها تعقيدا وقدوصل العنف اليوم إلى طريق مسدود وتخلىعنه العالم وهو أسلوب فاشل في حلالمشكلات.وفي الواقع العنف لا يفضي إلى السلام ولاإلى السعادة و ظاهرةالعنف المرعبة مرض ثقافي وطاعون فكري.إلا أن الإنسان كلما ازدادوعياوعلما مال إلى حل المشاكل بالطرق السلمية والعكس بالعكس.والحرب لا تنفجرمن فراغبل من أفكار وتصورات ومخاوف وهي تبدأ في النفوس والرؤوس قبلاستخدام الفؤوس. وهيتهدف إلى تحطيم إرادة الخصم وإلغاء الآخر وبالتاليينشأ عن ها وسط مشؤوم يولد فيهمرض الاستكبار والاستضعاف بين الطرفينويفتح الباب لدورة العنف والعنف المضاد منجديد. إن الحرب كارثة كبرى ذاتثمانية عشر وجها حسب تعريف المعهد الفرنسي لعلم الحربفهي:« هيمنة وتأكيدمبدأ المانوية وعدم الاعتراف بالغير بل وإنكار وجوده واندلاعالعنف وغيابالحق والمخاطرة بحياة الإنسان وتدمير الثروات المتنوعة وتكريسجميعالنشاطات للمجابهات الدموية وأفضلية اللامعقول على المعقول والمطلق علىالنسبيفي إطار عقلي شمولي ومبدأ الغاية تبرر الوسيلة والفوضى واشتدادالأزمات والدم والعرقوالدموع واللقاء الحتمي مع الموت وانقطاع أحمق يبرهنعلى فشل العقل والقلب». وقد عرفالعلماء منذ انفجار السلاح النوويالتجريبي أن الحرب انتهت ووضعت أوزارها بين الكبارولكن السياسيينالكذابين والمنافقين لم يدركوا منحى التاريخ ولم يستوعبوا هذا التطورالذييؤيد مذهب ابن آدم الذي قتل ولم يدافع عن نفسه. عندما اختلف ولدا آدم قالالأوللا يوجد حل للمشكلة إلا بالقتل فطوعت له نفسه قتل أخيه. أما الثانيفقال لن أحلالمشكلة معك بالقتل ولو نويت على ذلك ومددت يدك إلي (لئن بسطتإلي يدك لتقتلني ماأنا بباسط يدي إليك لأقتلك أني أخاف الله ربالعالمين). بعد هذا نشأ مذهبان فيالتاريخ لحل المشاكل مذهب يؤمن بالعنفوالحرب والقتل ومذهب يؤمن بالحوار والسلام. وحتى لا نضيع الوقت فيالضبابيات والعموميات أميل شخصيا إلى تعريف الفيلسوف الألمانيهيغلللفلسفة على أساس أنها القبض على الواقع من خلال الفكر وان تتحدث عن أشياءلهاعلاقة بالواقع المعاش. وأن نفهم الفلسفة على أساس أنها تشخيص عميقلمشاكل الواقع فيلحظة معينة من لحظات التاريخ ثم إيجاد الحلول لها بعد أنننجح في عملية تشخيصهوتحديده بدقة.وتلك ميزة كبار المفكرين الذين لايضيعون أوقاتهم في المشاكل الثانويةبل يذهبون فورا إلى صلبالموضوع.وانطلاقا من تطبيق هذا التعريف على واقع مجتمعاتناماذا نستطيع أننقول؟ أين هي المشكلة الأساسية ياترى؟؟ إنها تكمن في المعركةالمفتوحة علىمصراعيها بين مذهب العنف والرؤية الظلامية للعالم من جهة، ومذهبالسلموالرؤية الحديثة لنفس العالم من جهة أخرى ويرى بعض المفكرين بأن مشكلةالعالمالإسلامي مع الحداثة هي مشكلة القرن الواحد والعشرين و بناء علىحلها يتوقف مصيرالعالم وتوازنه.واليوم نرى العالم وقد تحول إلى فريقينمتميزين الأول طور كل الأسلحةوذهب إلى نهاية الشوط ثم وصل إلى الحقيقةالتي تقررانه لا سبيل إلى حل المشاكل عنطريق العنف و القوة المسلحة ورفضالنزاعات عن طريق الحروب.والفريق الثاني لم يدركطبيعة التحول ولا يزاليسبح في ثقافة العنف ويدفع فواتيره اليومية ويعيش بعقلية عصرالغابةوالهراوة والفأس والسيف والترس وامتداداتها من سبطانة المدفع إلى سلاحالقنبلةالنووية.وإذا ما ألقينا نظرة إلى بانوراما القوة عبر التاريخ نرىبعد أن جرب الإنسانالحروب والقوة وصل إلى طريق مسدود وان الحرب لاعقلانية وعبث وعدم جدوى امتلاكالأسلحة بما فيها صنم السلاح النووي وهناكاليوم تياران في العالم الأول يرميبالسلاح ويتخلص منه بعد أن أكتشف انهصنم لا يضر ولا ينفع وان أعظم سلاح هو الإنسانالجديد الذي يؤمن بالعلموالسلم وتيار يشتري السلاح ويكدسه ويعيش خارج إحداثياتالتاريخ والجغرافياويرى أن الحرب كانت شيئا أساسيا من وجود البشر، وسوف تستمر،والسلاممستحيل. والحرب طبعت في طبيعة البشر. وهي أم التاريخ وأبوها كما قالالفيلسوفاليوناني(هرقليطس). وأن الحرب هي استمرار للسياسة بوسائل جديدةحسب نظرية (كلاوسيفتز) الضابط الألماني صاحب كتاب فن الحرب.إن الحرب لاتقود إلى السلم، فهلتنبت شجرة الحنظل تينا ؟؟ هيهات هيهات لماتوعدون!!


الــــــشـــــــــــــــعر حــــــــــــــولالـــــــــــــــــــــسلــــــــــــــــــم:
-
هما سبيلان من يبغ السلامة لا ... يأسف على الحق أو يحلم برؤياه
-
ومن بغى الحق في الدنيا فلا أسف ... علىالسلامة إن خانته دنياه
-
قد يهجر الأمن من ذلواومن وهنوا ... وما تفرق قط الهولوالجاه
-
فاختر لنفسك : إما المجد في خطر ... أو الهوان وقد تشقى ببلواه
-
وما اختيارك إلا ما خلقت له ... إن الطبائع ما ترضاه نرض



تواجدالإنسان ـ ومنذ بدأ الخليقة ـ وهاجسه الأول تحقيق أعلى درجة منالاطمئنان والأمانوالراحة، لـه ولعائلته، فكانت نتائج رغبته أن بدأبمعرفة نفسه ومعرفة الآخر ومعرفةالمخلوقات والطبيعة.
فهو يدرك المخاطر، ويعلم بضرورة اتخاذ خطوات تبعده عنالأذى، ومن هنااختار لنفسه نظاماً وقائياً يحمي نفسه من نفسه، ويحمي نفسه منالآخرين،فكان أفضل الطرق التي جربها طول التاريخ مضاف إلى تصريح المبادئالسماويةبذلك، هو الاهتداء إلى مبدأ (اللاعنف) أو (المسالمة) كسلوك يدعوإلى الركون إلىالعقل، واللجوء إلى التسامح، فهو السبيل العقلاني لحلإشكالات العصر المتزاحمة بفعلفوضى الطموحات المتسارعة ونشر الأفكارالقسرية على الناس والمجتمع.