منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - للتذكير تدريس نشاطات اللغة العربية وآدابها
عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-03-22, 12:27   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
سفير اللغة و الأدب
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية سفير اللغة و الأدب
 

 

 
إحصائية العضو










Hourse الجزء الثاني من موضوع طرائق تدريس نشاطات اللغة العربية

تابع لطرئق تدريس نشاطات اللغة العربية

هـ) قواعد النحو والصرف:
يستمر تدريس قواعد النحو و الصرف في هذه المرحلة من التعليم الثانوي بغرض عصمة ألسنــة المتعلمين و أقلامهم من الخطإ و إعانتهم على الدقة في التعبيــر
و الفهم و بالتالي فهي تدرس على أساس أنها وسيلة فقط و ليست غاية و لذلك ينبغي ألا نــدرس منها إلا القدر الذي يعين على تحقيق هذا الغرض. و هذا يعني النظر إلى هذا النشاط من منظور عملي تماشيا مع مبادىء المقاربة بالكفاءات.والواقع أن الجاحظ قد أدرك هذه الحقيقــة منذ القرن
الثاني الهجري حيث يقول في إحدى رسائله:
" و أما النحو فلا تشغـــل قلبــه (أي الصبي) به إلا بقدرما يؤديه إلى السلامة من فاحش اللحن"
و تجسيدا لوظيفـــة هذا النشاط، فإنــه يدرس من خـــلال دراسة النص الأدبي بشكل لا يشعر فيه المتعلــم بأنــــه يتلقى أحكام النشاط مفصولة عن دراسة النص، و بهذا الأسلوب تتحقق جملة من الأهداف بحيث:
- تدفع التلاميذ إلى التفكير و إدراك الفروق الدقيقـة بين التراكيب و العبارات و الجمل.
- تنظـم معلومات التلاميذ اللغوية تنظيما يسهل عليهم الانتفــاع بها، و يمكنهــم من نقد الأساليب و العبــارات نقدا يبين لهم وجه الوضوح أوالغموض و أسباب القوة أو الركاكة في هذه الأساليب.
- تساعدهم على دقة الملاحظة والموازنة و الحكم، وتكون في نفوسهم الذوق الأدبي،لأن من وظيفتها تحليـــل الألفاظ و العبارات و الأساليب، و التمييز بين صوابها و خطئها، و مراعاة العلاقات بين التراكيب و معانيها و البحث فيما طرأ عليها من تغيير.
- تمدهم بتدريبات شفوية تكون مبنية على أسس منظمة من المحاكاة و التكرار حتى تترسخ الحقائق النحوية و تتكون العادة اللغوية الصحيحة و تحل محل النطق المغلوط أو المحرف.
- تزيل ما عـِلق في أذهان المتعلمين من أن قواعــد النحو صعبـــة باقتصارها على الأحكام العملية ذات صلة بلغتهم المنطوقة و المكتوبة.
و بهذا الأسلوب في التعامـــل مع قواعــد النحـو يتخلص التلاميذ من عنــاء حفظ الأحكام النحوية و الصرفية الكثيرة التي لا يجنون منها إلا تعبا و إرهاقـــا، و التي حفلت بها مناهــج البيداغوجيا التلقينية دون تمييز بين ما هو ضروري منها و ما هو غير ضروري بالنسبة إلى المتعلم.
و على العموم، يتناول نشاط قواعد النحو و الصرف كغيره من النشاطات الرافدة في ظل المقاربة النصية خدمة لفهم النص و بناء المعنى.
و) البلاغـــة:
مما لا شك فيه أن الأدب فن يمثل الوجه المشرق لجمال التعبير و أن علم البلاغة يوضح الأحكام و المعاييـــر التي تحكم الأثر الأدبي،و تقدم الأسس التي تبرز هذا الجمال و تلونه و تبعا لذلك فمن غير المعقـول أن ينظر إلى تدريس البلاغة بمعــزل عن النص الأدبي. و هذا هو المبرر العلمي الذي يجعل جدوى تقديم الدرس البلاغي تابعا لدرس النصوص الأدبية يقدم عرضا من خلال سياق تعبير النص دون تكلف أو تصنع؛ و بالتالي يكـون درس البلاغــة خيــر مساعــد للمتعلم على فهم الأدب و تذوق معانيه و إدراك بعض خصائصـه و الوقــوف على أسرار جماله.
ومن خلال تنشيط درس البلاغة يحرص المدرس على:
- تبصير المتعلمين بالأسس و الأصول التي تقوم عليها بلاغــة الكــلام و جـودة الأسلوب من حيث الجمال و القوة و الوضوح و روعة التصوير و دقة التفكير.
- تربية الإحساس بقيمة اللفظ و أهميته في تأدية المعنى المناسب.
- السمو بالإحساس و الوجدان من خلال الوقوف على ما في الأساليب من روائع الكلام.
- تنمية الذوق الأدبي للمتعلمين و إرهـاف أحاسيسهم، و تمكينهــم من فهــم الأدب فهمــا دقيقـا ومن معرفة سماته و مزاياه.
-إدراك قيمة الأثر الأدبي في النفوس باكتشــاف ضروب المهارة الفنية للأدباء و ما يصوره أدبهم من حالات نفسية و انفعالات.
- تمكين المتعلمين من المفاضلة بين الأدبــاء و من الموازنة بين الآثار الأدبية بعد التوضيح لهم أن الفكرة يمكن أن تؤدى بأساليب مختلفــة، و أن اللاحق يمكن أن يأخذ عن السابق، فيسمــو عليه أو يدانيه.
و الطريقة الحالية تفصل درس البلاغـــة عن دروس الأدب و تعالجهــا في حصص مستقلــة بأسلــوب يغلب عليه الطابع النظري. و زيادة على ما في هذا الفصل من خطإ تربوي، فإنه يشعر
المتعلم بأن درس البلاغة شيء متكلف، فيقف منه موقف الحيرة والشك في قيمته الأدبية.
و كيـف يكون رأي المتعلــم في قيمة البلاغة و هو ينفق وقتا و مجهودا لمجرد أن يعرف أن في هذه العبارة استعارة أو كناية و أن هذا الاستفهام خرج عن معناه الأصلي إلى معنى آخر؟
إن المدرس لا يصل بالبلاغة إلى غايتها من تكوين الذوق الأدبي إلا إذا اتخذها و سيلة لبيان قيمة النصوص الأدبية و حظها من الفن.
و عليه، فالواجب ألا يكــون للبلاغـــة درس خاص تشـــرح فيه قواعدهـا و إنما يجب أن تعلم في حصص الأدب و من خـلال نصوصه ليتبين التلاميــذ منزلتهــا الرفيعــة من الدراســات الأدبيــة و ليسهل على المدرس أن يتجه بها دائما اتجاها ذوقيا خالصا. و هذا ما يوافق بيداغوجيا الإدماج
قرينة المقاربة بالكفاءات.

ز) العروض:

العروض علم ذو أصول و قواعد يعرف بها صحيح الشعر من فاسده، و بتعبيــر أدق هو علم يبحــــث في الأوزان التي استخدمها العرب لشعرهم سليقة أو دراية وفي التغيـيـرات التي تتعرض لتلك الأوزان و في الأصول التي يعتمد عليها هذا الشعــر فترسخ سمتــه العامــة
و تشــد أوصاله و تثبت أوائله و أواخره.
و من المعروف أن ظهور الشعــر العربي أسبــق من معرفــة بحــوره، كمــا أن اللغــة أسبق من قواعدها، ومثلما دفع حرص اللغويين و العلماء علىاللغة و مفرداتها إلى وضع المعاجم و القواعد دفعهــم حرصهـم على الأوزان الشعرية إلى تعرف بحورها و أصولها ليتجنب القارىء أوالشاعر مواقع الزلل في الشعر و النظم،و يتعرف الصحيح من المكسور.
و من هذا المنطلق تتوجه طريقـة تدريس العروض نحو تيسير الصعوبات التي تعترض المتعلم في هذا العلم بالإقتصـــار على تدريس الأبحر الشائعة، الكثيرة التداول، القريبة من مستوى المتعلمين العقلي وذلك إثباتا للجانب النفعي من هذا العلــم في ذهـــــن التلميـــذ وتجسيــدا لمــا تقـره المقاربة بالكفاءات. و عليه، فعلى المدرس أن يراعي في درس العروض ما يأتي:
- تعريف المتعلمين الوزن الشعري و بعض أبحر الشعر العربي الأكثر تداولا بين الشعـراء قديمـــا و حديثا.
- تنمية الحس الموسيقي لديهم.
- تمكينهم من التمييز بين صحيح الشعر و فاسده، لأن العروض هو ميزان الشعر الذي يسمح بذلك التمييز.
- إطلاعهم على الخصائص الموسيقية الجيدة للأوزان الشعرية.
وجدير بالذكر القول بان العروض علم يمس أجمل فنون الأدب العـربي و هو فــن الشعــر إلا أن تدريسه بطريقة عقيمة بفصله عن النص الأدبي و بإرهاق المتعلمين بسيل من المصطلحات الغريبة و البحور الشعرية، بدا للمتعلمين و كأنه طلاسم أو ألغاز. و النهوض بتدريس هذا العلم بفاعلية لا يتم إلا بإتباع طريقة تربوية صحيحة تحببه إلى التلاميذ و هذا لا يتــم إلا من خــــلال اعتماد النص الأدبي أساسا لتدريس العروض و ذلك بشكل متلاحم متواصل في سياق الدراســة الكلية للنص الأدبي المقرر، بقدر توافره على المبتغى.
و من أساليب نجاح المدرس في تنشيط حصة العروض أن يكثر من إنشاد أبيات النص الشعرية ملحنة تلحينــا موسيقيـا حتى ترسخ نغماتـه وإيقاعاتـه في أذهان المتعلميــن و في آذانهـم و علـى ألسنتهم، فتتولد لديهم ملكة الحــس الموسيقي(أو القدرة على التذوق الموسيقي) و تنطبع على صفحات أحاسيسهم و مشاعرهم .

حـ) النقد الأدبي*:
بالإضافــة إلى ربــط درس النص الأدبي بقواعد النحو و الصرف و البلاغة و العروض، فقد ارتأى منهاج اللغــة العربيـــة إضافة النقد الأدبي و ذلك بنيــة جعـــل المتعلمين يتوافرون على أدوات الدراسة الأدبيـــة بصورة كاملــة.و ذلك على اعتبــار أن المعرفـة الفعليـة (savoir- faire) و المعرفة السلوكية(savoir - être) و المعرفــــة الصيروريــة (savoir- devenir) من مركبات الكفاءة و إن المعرفة الموحدة (savoir- associe) تدخل ضمن روافد الكفاءة حيث إن المعرفة الموحدة هي معرفــة من الضروري التحكم فيها من أجل تفعيل كفاءة ما.
مثال: من أجل تحليل نص أدبي ( الذي يشكل كفاءة) تجــب معرفـة مصطلحــات النقد الأدبي (وهي معرفة موحدة).
ومن هذا المنظور تشكل مصطلحات النقد الأدبي عاملا أساسيا في التعامل مع النص الأدبي فذهب المنهاج إلى إقرار مبادىء النقد الأدبي إيفاء بالدراسة الأدبية للنص.
فإذا كانت قواعــد النحــو و الصـرف، و البلاغة و العروض تلتحم بالنص الأدبي و تتداخل معه-
لدراسة- في سياقه- موضوع معين في إطار المقاربة النصية فكذلك الحال بالنسبــة إلى مبــادىء النقد الأدبي. ودراسة مبادىء النقد الأدبي بالنسبة إلى هذا المستوى يهدف إلى تحقيق:
- الاستفادة من مصطلحات النقد في إثراء زوايا النظر إلى النص الأدبي.
- طرق القراءة النافعة لهم باكتشاف نواحي الجمال و القوة في العمل الأدبي.
- تحكم المتعلمين في أدوات النقد الفعالة التي تعينهم على إبراز مواطن الجودة أو الرداءة في الأثر الأدبي.
- ثقافة نقدية توسع أفق المتعلمين و تجعلهم يقتربون من صحة الأحكام التي يصدرونها عن الآثار التي يدرسونها.
- تنمية ملكة الملاحظة و التساؤل و البحث و الاستنتاج لدى المتعلمين.
بيداغوجيــــا المشــــروع:
بيداغوجيا المشروع أسلوب تعليمي يضع المتعلم أو مجموعة من المتعلمين في وضعية التعبير عن:
• رغبات أو حاجات.
• طموحات أو تساؤلات.
و في وضعيــة البـحث عن الوسائــل التـي تمكــن من الإجابـة عن التسـاؤلات و كـذا في وضعيـة التخطيط الفردي أو الجماعي للمشروع و معايشته.
و إن بيداغوجيا المشروع تعد امتدادًا للطرائق النشطة التي تجعل المتعلمين يبرهنون على قدرتهم المعرفية- الفعلية- حيث تقترح عليهم إنجاز أعمال فعلية يدعون فيها إلى تسخير مختلف مكتسباتهم الملائمة.
و تؤدي بيداغوجيا المشروع وظائف منها:
- وظيفة تحسيسية- تحفيزية: حيث يكون المتعلم في وضعية تعلمية ذات دلالة تجعله يدرك أهداف
العملية التعليمية- التعلمية فيرتبط أكثر بالفعل التعلمي و يزيد إقباله على الدراسة.
- وظيفة تعليمية: حيث إن استغلال المعارف المكتسبة و الكفاءات المأمـول اكتسابها تحصــــــل في إنجاز المشروع.
- وظيفة اجتماعية: ضمن منظــور إسهام نشيــط في إنجــاز مشاريــع ذات طابع اجتماعي يحصل المتعلم على تكوين يهيئه لممارسة الحياة المدنية- مستقبلا- بصفته راشدا و مواطنا. و على العمـــوم، إن بيداغوجيا المشروع تقوم على أساس وضعيات تعلمية تدور حول ظاهرة معينة واضحة تجعل المتعلمين يشعرون بميل حقيقي لبحثها و حلها حسب قدرات كل منهم، وهذا هو المبدأ الذي روعي في تحديد المشاريع بالنسبة إلى السنة الأولـــى من التعليم الثانوي العام و التكنولوجي. وما هو جدير ذكره أن هذه المشاريع موضوعة من باب الاستئنــــاس بهــا و يمــكن للأستاذ الاجتهاد في تنشيط مشاريع أخرى يراهــا أنســـب لاستعدادات المتعلميــن و أكثــر ملاءمـــة لانشغالاتهم و اهتماماتهم. و يتم إنجاز المشاريع بتوجيـه المدرس وإشــرافه – لكونه يمثل الشخصية المرجعية للمتعلمين –و ذلك اعتمادا على ممارسة أنشطــة ذاتية متعـددة في مجالات متنوعة، وينطلـــق هـــذا التوجــه من ممارسة تتجاوز الحدود الفاصلة بين النشاطات الدراسيــــة حيث تتداخل هذه النشاطــــات لتتمـــحور حول مجموعــة من الأفعال الهادفة بحيث تصبح المعلومات و المعارف مجرد وسيلة لا غاية في حد ذاتها

وفقكم الله جميعا










رد مع اقتباس