منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - القصاص حق للعبد و الحدود حق لله سبحانه
عرض مشاركة واحدة
قديم 2023-12-16, 12:31   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
محمد محمد.
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المانجيكيو مشاهدة المشاركة
نتمنى أن يصلح الله الأحوال و أن تنظر الأنظمة القضائية و السياسية بعين الرحمة للضعفاء و الأبرياء و أن لا تصنع مزيدا من الهموم و الأثقال و الذنوب و الأعباء التي تسجل في تاريخها .. و أعتقد أن الوضع سيتحسن و يتطور و هناك كثير من الشباب أصبحوا على وعي و بصيرة بأمور دينهم ... و إنما مشكلتنا كلها في تغييب دور العلوم النافعة للأمة و تغييب دور المدرسة في التربية و توجيه الأطفال بشكل سليم .. و كذلك ترشيد و تنظيم النسل بما يتماشى مع موارد الأرض .. و السعي إلى بناء عدالة و علاقة طيبة بين الطبيعة و البشر لأن الأرض و الطبيعة لها حق عظيم علينا كذلك فهي مصدر رزقنا بما في ذلك الحماية من الصيد غير المرخص به و حرائق الغابات و الحماية من تبذير و اهدار المياه و من التلويث .. الخ ، أعتقد أننا سنكون بخير إذا كانت أرضنا و طبيعتنا بخير .. و إذا لم يجد الإنسان ما ينصفه بين بني نوعه فإن الله ينثر رزقه في الطبيعة و سيعيش و يتمازج مع الحيوانات .. فإن الرزق موجود في كل مكان و لا ينبغي اليأس و اللجوء إلى ما حرم الله .. طالما أن الإنسان بصحة و عافية و يتنفس فإن رزقه لا ينقطع ... و لو سعى إليه بقلب صادق صبور و لسان طيب و سعي محمود لا ضرر فيه و لا خبث و لا خداع .. فإنه سيناله برضى الصالحين و مباركتهم و بمباركة الله و الأنبياء و العلماء الأتقياء ..

و لكن بما أن هناك من يسعى إلى تغليب المصالح الضيقة الخاصة بالقوة و القهر فإنه سينتصر في الدنيا نعم و لكنه سيخسر مع الله ..

لكن الخبث و الاعتداء و السرقة و التغفيل و الانتهاز و المكائد كلها أساليب محرمة شرعا و يكشفها الله لعباده الصالحين .. و هي من الأسباب التي جعلت نبي الأمة صلى الله عليه و سلم الطاهر الصفي الأمين يعادي و يكره اليهود الظالمين و ليس الأبرياء ( فعلى ما أظن أن هناك رواية تقول أنه كان للنبي جار يهودي غير مسلم كان يعوده النبي في مرضه و يرجو له أن يسلم و يموت على الحق حتى يلقى الله على الفطرة ) .. فهو النبي الذي لم يحب و لم يكره من هوى نفسه .. بل إنه كره الظلم و الفساد و انتهاك الحدود ... و علينا أن نستن بسنته و نقتدي به ... لم يترك لنا الحبيب المصطفى شيئا من مكارم و فضائل الأخلاق إلا و بينه و قد وضح بمن سيسلكون طريقه و بمن سيزيغون ... الخ

و قد بين لنا علماء الإسلام السابقون أن الدين سيكون مستهدفا و سيتم انتحاله و تشويهه .. و بالفعل رأينا أن هناك من انتحله و استغله في الاستدراج و الخداع و في تبرير القتل و الاعتداء و في ما لا يرضي الله ... رأينا كذلك من يستغله في تحقيق مطامع سياسية .. رأينا من استغله في السيطرة على الوعي الجمعي و اضعاف التعليم .. و كل طائف يستغل و يبرر لنفسه لتحقيق مكاسب دنيوية .. و هؤلاء لا يمثلون الإسلام و لا ينظر إليهم الناظرون حتى لو لبسوا عباءة و طربوش الدين .. فالإسلام الذي نعرفه مخصص للصادقين و هو ( تصديق سليم بالقلب + قول + عمل + إلتزام ) .. و ما عدا هذا فهو مجرد عادات متوارثة .. لأن حصر الإسلام في الشعائر التعبدية فقط هو إفراغ من معناه و من روحه .. فالإسلام هو تطبيق و إثبات للأخلاق و للفضيلة على أرض الواقع و ليس مجرد تلاوات و حلقات و أذكار مسجلة تردد بلا تدبر و بلا معنى .... فإذا لم يظهر أثر الإسلام على المسلم من حيث تحسن أخلاقه و من حيث حرصه على حقوق الناس و حقوق الله .. فعلى الارجح سيكون هناك مشكلة و لكنها لا تخرج عن نطاق و إطار الإسلام النظري الطقوسي الخالي من الأثر الواقعي و من النتيجة المرجوة في تحسين و ترقية أخلاق المجتمع ...

و العلمانية لم تظهر سوى كحل مؤقت لتطهير الفساد الذي جلبه السياسيون الإسلاميون للإسلام ... و حين يتطهر الإسلام و تعاد الحقوق لأصحابها ستختفي العلمانية .. و سيحكم بالإسلام رجال صالحون عادلون و هم الممثلون الوحيدون الذين يعترف بهم العالم بأسره .. سيظهرهم الله و ينصرهم و يمكن لهم و يعطي لهم النصرة و التأييد الشعبي كما أعطى لمن قبلهم ... لذلك الإسلاميون المزيفون السابقون و ما شابه خبثهم و ثعلبتهم و مكرهم لقد انتهوا إلى مزبلة التاريخ ... و التعويل الآن سيكون على مسلمين جدد فضلاء نزهاء طيبون معتدلون يرون الحق بوضوح و جلاء تام أكثر مما سبق ...

الدعوة إلى الله على بصيرة هي الأصل

أما العلمانية فلم تكن يوما وليدة المجتمعات الإسلامية بل هي عقيدة أجنبية جاء بها الغزو الكافر لبلدان الإسلام.









رد مع اقتباس