2010-03-15, 11:21
|
رقم المشاركة : 8
|
معلومات
العضو |
|
إحصائية
العضو |
|
|
الأخلاق بين النسبي و المطلقهل القول بنسبية القيمالخلقية يستبعد بالضرورة العوامل الموضوعية؟ المقدمة
: إن فلسفة الأخلاق تهتمبالمعايير التي يضيفها الإنسان إلى السلوك , فتحكم على أفعالنا ذاتها بأنها خيرة أو شريرة , فعندما نقول إن الأمانة أو العدل خير ’ فان هذه القيم المضافة إلى تلك الأفعال قد تتسم بالنسبية , أي التغير بتغير الزمن و المجتمع , لكن المطلقية تعني أنها واحدة لدى الجميع .
هلترى أن القيمة الخلقية نسبية أو مطلقة
عرض الموقف الأول
:اختلفت وجهات نظر الفلاسفةوعلماء الأخلاق حول هذه القضية , حتى أخذت حيزا واسعا من الجدلبينهم لازال مستمرا صداه في الأكسولوجيا إلى اليوم , إذ يرى علماء الاجتماع , أن القيمة الخلقية نسبية إنها خاضعة لأطر المجتمع) اللغة, العادات, التقاليد( إذ ينظرإميلدوركايم-توفي- 1917م- إلى أن الإنسان اجتماعي بالضرورة , ولذى فالفعل الأخلاقي يكونإلزاما اجتماعيا وليس اختيارا فرديا أو عقليا فتكون الأخلاق عبارة عن جملة العاداتوالتقاليد والقوانين التي يتلقاها الفرد من بيئته الاجتماعية , وما مشاعرنا الأخلاقية ) الخير والشر( إلا صدا لأوامر الجماعة . يقولدوركايم'' نحن نعرف اننا لسنا سادة تقويمنا فنحن بهذا ملزمونومقيدون ومجبرون, أن الذي يقيدناويلزمنا ويجبرنا هو الضمير الاجتماعي''ويقول أيضا" الظاهرةالاجتماعية آمرة قاهرة" , ويذهبليفي برولإلى اعتبار الأخلاق ظاهرة اجتماعية وليست القيم سوىمظهر للجماعة تابع لمعتقداتها وعلومها , ولهذا اختلفت الأخلاق منمجتمع إلى آخر .
النقد
: إن هذه الأخلاق التي يدعوالهادوركايمومن تابعه دعت إلى ضرورةإعادة النظر في ركائزها ذلك انه من جهة نجد أن الفرد لا يخضع لأوامر المجتمع في كلالأحيان , يؤيد ذلك ثورة الزعماء والمصلحين وتغييرهم عاداتوتقاليد مجتمعاتهم رأسا على عقب , ثم إن الأخلاق ليست واحدةداخل المجتمع الواحد , ومدام كذلك رأى بعض فلاسفة الأخلاق أنه لابد من تنزيهفعل خلقي عن هذا الاختلاف والتغير .
عرض الموقف الثاني
:ولهذا يرى أنصار الاتجاهالعقلي وعلى رأسهمأفلاطون –توفي347 ق.م- "إنالخير فوق الوجود شرف وقوة" والخير عنده هو القيمة العليا التي نبحث عنها ومعرفتهاوتكون عن طريق العقل" إن الخير موجود في ذات الفعل فهومطلق"حسب أفلاطون, وفي هذا السياق يرى إيمانويلكانط– توفي 1804م-, الذي يذهب إلى إن الأوامر الأخلاقية مصدرها العقل إذيقول " إن الخير الوحيد الذي يجمع البشر عليه جميعا هو الإرادة الخيرة "الإرادة التي تقوم بالفعل انطلاقا من أنه فعل في ذاته , ونجدكانطينزه الفعل الخلقي عن كلتغير أو نسبية , فيبعده عن الشهوات . يقول " اعمل كما لو كنت تعامل الإنسانيةفي شخصك"..
النقد
: إن الاعتقاد أولا بأن الأخلاق تستند إلى عالم مثالي , غير موجود إلا في ذهنأفلاطون, ثم إن تنزيه الأخلاق عن التجربة الحسية لا يمكن التسليمبه , فالإنسان مهما كان لابد أن يتدخل في وضع هذه القيمة و بالتالي قدتكون نسبية خاضعة للرغبة و العاطفة التي حاولكانطتجريده منها .
الخاتمة
: مما سبق يمكن القول أنالأخلاق سواء كانت خاضعة لأطر المجتمع أي نسبية متغيرة , أو كانت موضوعية و واحدة لدى جميع الناس ثابتة رغم تغير العصر و المجتمعفنها تبقى ضرورية لوجود الإنسان , باعتباره كائن ذو ثنائيةتمثلها الغريزة و العقل .
|
|
|