منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الشيخ بوعمامــــة
عرض مشاركة واحدة
قديم 2007-09-26, 21:04   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
فقير
محظور
 
إحصائية العضو










Hot News1 الشيخ المجاهد أبوعمامة

[align=right]بسم الله الرحمان الرحيم .
تابع :

1) موقف السلطات الفرنسية من الشيـــــــــخ:
لا يخفى على كل عاقل حصيف المواقف المتعددة لسلطات الاستعمار تجاه الشيخ بوعمامة. فهي:
ـ من جهة كانت تريد استغلاله كورقة ضغط على المخزن المغربي لتحقق أقصى ما يمكن تحقيقه. ومن هنا كانت غالبا ما تسعى للتودد إليه لتستميله، الأمر الذي يفسر محاولات التفاوض السرية المتكررة معه، كما يفسر محاولة منحه الأمان.
ـ ومن جهة ثانية كانت تريد تنحيته لكونه يمثل العائق الأساسي أمام مخططاتها الاستعمارية التي كانت مهيأة منذ مدة، أي الاستيلاء على الأراضي الصحراوية المغربية، كتوات وتيديكلت.
ـ ومن جهة ثالثة كانت تريد التشهير به وبثورته التي أعلنها باسم الجهاد كي تقلل من قيمة الجهاد والطرق الصوفية أمام المواطنين، وبالتالي تقلل من قيمة الإسلام بالجملة ليقينها بقوة جانبه الروحي.
ونذكر هنا بعض الدلائل في هذا الاتجاه، منها ما أورده:
د. خليفي في ص 141 حول موقف بعض الجنرالات منه:
" ويقول عنه الجنرال سوزي قائد الفيلق التاسع عشر في رسالة إلى وزير الحربية الفرنسية بتاريخ 27/5/1900 ما يلي:
إنه ( أي الشيخ بوعمامة) ينتظر الظروف الملائمة للثورة مرة أخرى، وأنه وحسب ما نقله أحد الجواسيس العاملين لصالح الفرنسيين من فقيق، حيث بعث برسالتين للسلطان عبد العزيز وكبير وزرائه على يد قائد زناقة محمد بن مرزوق جاء في مضمونها ما يلي: لقد أعطاني الفرنسيون الأمان، والهدف منه أن أساعدهم على مرور فرقهم العسكرية في وادي زوزفانة، إنهم لا يثقون بي، كما لا أثق فيهم بدوري، ولو كنت أعلم أنني سأكون مدعوما من طرفكم لقمت بحركة جديدة."
( نقلا عن من أحمد العماري في كتابه مشكلة الحدود الشرقية ).
وبعد أن تحدث عن اتفاقية 20/7/1901 المتعلقة بالحدود الشرقية على لسان الفرنسيين أنفسهم:
يضيف في الصفحة 149
" ويذكر الفرنسيون أن الشيء الوحيد الذي أفادهم من هذه الاتفاقية هو إبعاد خطر بوعمامة الذي هاجر إلى فقيق، حيث أن وجوده هناك كون لنا القلق في كل حين، إذ أن كل محيطه هو السبب في كل الضربات التي أصابتنا. (نقلا عن مجلة القضايا الصحراوية لسنة 1905. ) "
أما ليوطي في رسائله الشهيرة من الجنوب الوهراني فكان في غاية الصراحة إذ يقول في إحداها:
" ما يزال بوعمامة هو العقبة الكبرى، وتتجه جهودي كلها إلى عزله ومحاصرته ووضعه تحت رحمتنا. فهل أفلح في ذلك كله؟ ولما أخفقنا في القبض عليه مدة 22 سنة، فإني لا أزعم إمكان القضاء عليه خلال ستة أشهر".
وكان أكثر دقة في تقريره المؤرخ يوم 14/11/1903 حيث يقول:
" يبدو أن بوعمامة هو الذي يجب أن نعزو إليه جميع همومنا وما نعانيه دائما من مضايقات، فموقفه موقف واضح العداء منذ مدة طويلة. إننا واجدون أثره في كل مكان، في غارة تاغيت، وفي قضية المنقار، وحتى في الجيوش التي تضايقنا في عين الصفراء، ويرى أنصارنا جميعا أنه هو العدو الألد، وأن الزوابع والفتن والاضطرابات هو الذي يقف رواءها جميعا، وهو الذي يجب أن نقضي عليه ونتخلص منه. وتتجه رغبتي في القيام قريبا في مهاجمته، وانتهاز أول فرصة لإطلاق كل رجال القوم المتوافرين في حميان والترافي والعمور مدعومين من الخلف ببعض مجموعات من القوات النظامية الباقية في ترابنا غير المنازع فيه قصد القبض عليه، وهو ما لم أعد مستيقنا من إمكان تحقيقه، أو تشتيت زاويته تشتيتا كليا على الأقل.
وبعد مضي 4 أشهر أخرى يعود ليقول:
" يجب ألا يغرب على البال، لا سيما وأن هناك بوعمامة، العدو الدائم ومنطلق كل الاعتداءات، إنه عقدة القضية، وللتخلص منه يجب أن تتجه جميع جهودي، وإذا ما سقط هو، سقطت معه تقريبا جميع المتاعب التي نعانيها على حدودنا في الجنوب الوهراني."
وفي النهاية أعلن عجزه صراحة قائلا أن الحل الوحيد هو انتظار وفاة الشيخ بوعمامة لأنه شيخ كبير السن.
( انظر رسائل ليوطي وكتاب مآثر قائد...).
2) رفض الشيخ التفاوض مع سلطات الاستعمــار:
كان الشيخ على بينة تامة من نوايا ومخططات الاستعمار، ولذلك كان يرى أن مجرد التفاوض معه يعتبر وصمة عار على جبينه يسجلها عليه التاريخ، ولذلك كان موقفه في هذا الصدد في غاية الوضوح والصرامة.
يتبين ذلك من:
ما أورده عبد الحميد زوزو بقوله:
" لكن لافريير( هو الحاكم العام آنذاك) فوجئ برفض بوعمامة المقابلة معه كان قد اقترحها عليه أثناء وجوده بجنان بورزق بمناسبة تدشينه لمحطة حديدية هناك في جانفيي1900، وما من شك في أن لهذا الرفض معنى سياسيا بعيدا يتلخص في رفض بوعمامة لسياسة التوسع الفرنسية التي ثار عليها سنة 1881.
ثم كانت هناك محاولة أخرى بتاريخ 25 سبتمبر 1901 عبر فيها بعض القادة الفرنسيين لسي الطيب بوعمامة عن رغبتهم في مقابلة والده بمدينة ديفيريي لكنها لم تتم لتصميم بوعمامة على أن تكون فجيج مكانا للقاء."
وحينما حاول الفرنسيون في وقت طوماسين أن يتفاوضوا مع الشيخ سرا وانتدبوا لهذا الغرض شخصا من أذنابهم يسمى أبي حفص، كان جواب الشيخ حاسما كما ورد في كتاب:
الشيخ بوعمامة مآثر قائد وتضحيات ثائر ص 16:
" إذا أراد الفرنسيون السلام فما عليهم إلا أن يغادروا هذه الأرض التي ليست لهم. "
وكان الجواب أوقع حينما أشار المفاوض إلى إمكانية إعدام ابنه السيد الطيب الذي كان معتقلا عندهم بقوله:
" فليقتلوه إن شاءوا، ولن يكون دمه المسفوح بالذي يثبط من عزيمتي أو يوهن إرادتي، بل سيكون حافزا آخر على مواصلة الكفاح ورفع راية الشرف عاليا."
وفي الصفحة 18 إشارة إلى أن ثورة الشيخ بوعمامة أخرت موعد احتلال الجنوب الوهراني بمدة عشرين سنة
3) معاملة الشيخ للأســـــــــــــــــرى:
وفي صدد معاملة الشيخ بوعمامة وتفقده للأسرى، ومنهم أسرى الإسبان الذين كانوا يعملون في الشركة الفرنسية الجزائرية للحلفة وتم إلقاء القبض عليهم أثناء رحلة الشيخ الشهيرة بجيوشه إلى الشمال الجزائري باعتبارهم غزاة مغتصبين لأراضي وخيرات المسلمين، ورد في كتاب:
الشيخ بوعمامة مآثر قائد وتضحيات ثائر خطابه التالي لهم في ص 12:
" لو أنكم جئتمونا رجالا مسالمين لشاطرناكم طعامنا لأننا نحترم دينكم كما لنا ديننا".
وقد شاركهم فعلا في طعامه قبل أن يطلق سراحهم ليضرب المثال الرائع في الحلم والصفح رغم أنهم كانوا معتدين.
وقد كان عدد الأسرى يصل أحيانا إللا المئات في يد الشيخ، فها هي جريدة التايمز اللندنية في عددها ليوم 11/5/1881 تقول في ص5:
" إنه لم يحدث قبل بوعمامة وأن زعيما ثائرا يستولي على ثلاثمائة أسير فرنسي وألف غرارة من الشعير والقمح وغيرها من الغنائم المتنوعة."
(نقلا عن أبي القاسم سعد الله الحركة الوطبية الجزائرية ج2 ص:656 )
4) التدعيم الدولي لموقف الشيـــــــــــــــــــخ:
وبما أن، ما كان لله دام واتصل، فإن موقف الشيخ بوعمامة كان يتدعم دوليا وإقليميا رغم أنف السلطات الفرنسية التي كان يغيضها ذلك إلى أبعد حدود. ونورد هنا بعض الشهادات التي تبين هذه الحقيقة الساطعة. من ذلك:
ما أورده د. خليفي في ص 131:
" وفي سنة1892 سعت كل من السلطات الفرنسية والمغربية إلى كسب ود الشيخ بوعمامة نظرا للنفوذ الذي أصبح يتميز به في المنطقة الصحراوية. ففي هذه السنة وصلته رسالة من القصر الملكي بالمغرب تعترف بمكانته وتطلب منه الانتقال إلى فجيج للاقتراب من زاويته الأولى في مغرار التحتاني، وكان هدف السلطان من ذلك هو الحفاظ على هذه المنطقة تحت إشرافه بمساعدة الشيخ بوعمامة. كما توصل الشيخ في السنة نفسها برسالة من المفوضية الفرنسية بطنجة تحمل وثيقة الأمان من الحاكم العام الفرنسي كامبون (91-1897)، ولكنها لا تترك له الحرية في ذلك، بل تطلب منه أن يكون تحت أوامر الحاكم العام الذي سيختار المكان الذي يريده له للاستقرار فيه. وهي بذلك تتقرب منه لتجد منه المساعدة على تنفيذ سياستها التوسعية في الصحراء."
ثم يضيف في الصفحة 138:
" لقد تدعمت قوات الشيخ خلال هذه العودة بانضمام عدد من القبائل إلى حرمته والتي كانت مستعدة للوقوف معه إلى أبعد الحدود، بحيث أصبحت له قوة بشرية وحربية ونفوذ روحي يشابه الوضع الذي كان سائدا سنة 1881. وكان يكفي أن يشير إليهم لينطلقوا نحو الجهاد في سبيل الأرض والدين. ولكن الشيخ لم يتعجل الأمور.
وفي هذه السنة نفسها (1896) دعم موقف الشيخ دوليا بوصول مبعوثين إليه من مختلف السلطات العربية والإسلامية يحملون إليه رسائل الاعتراف بمشيخته في الصحراء كخليفة لأبي بكر الصديق، من السلطان العثماني ومن السلطان المغربي ومن حاكم تافلالت. وقد اقترح عليه السلطان المغربي إنشاء مراكز في نخيلة عند مدخل العرق الكبير وفي الحقاق وعند مدخل العقلات.
أما السلطات الفرنسية فقد أقلقها هذه الوضع بسبب ازدياد نفوذ الشيخ والخطر الذي يمثله هذا التواجد بالقرب من المراكز الفرنسية وتهديده لسياسة التوغل نحو الجنوب، فعملت على الضغط على السلطان المغربي للتخلص منه."
(نقلا عن عبد الحميد زوزو * تقرير الجنرال بواتار قائد منطقة عين الصفراء إلى الحاكم العام في 14/4/1896.)
أما مكانة الشيخ العسكرية والسياسية والروحية فيتطرق لها:
الأستاذ إبراهيم مياسي في كتابه دور ثورة الشيخ بوعمامة في ص 127 قائلا:
" لا شك أن هذه القوة لا بأس بها في ذلك الوقت زادت من دعم الموقف العسكري للشيخ بوعمامة والذي عزز موقفه السياسي أيضا بزيارة الوفود الرسمية له، كزيارة شخصين له حاملين إليه رسالة من سلطان القسطنطينية وحامي الحرمين الشريفين، ومن سلطان المغرب مولاي عبد العزيز، ومن حاكم تافلالت مولاي الرشيد، يعبرون له فيها عن اعتبارهم له خلفا للخليفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، واعترافهم به كشيخ شيوخ المنطقة الصحراوية."
وعلى الرغم من موقفه المعروف من الشيخ بوعمامة جاء،
الأستاذ عكاشة برحاب ليأكد قضية تدعيم موقف الشيخ بتفصيل في الصفتين إذ يقول ص 111:
" ومن جانبه حاول السلطان استمالة الشيخ بوعمامة في منتصف سنة 1904 بعد أن تظاهر الشيخ بحسن النية وادعى أنه ليس عدوا له، فأوفد له السلطان الحاج محمد بن عبد الغني شيخ الزاوية القادرية بوجدة، غير أن هذه المحاولة آلت إلى الفشل بعد اغتيال المبعوث المخزني.
وقد حاول السلطان عبد العزيز مجددا استمالة الشيخ بوعمامة فطرق جميع الأبواب، وكان آخرها محاولة استمالة نجله الطيب..."
ويعود ليقول في ص 112:
" وفي هذا الوقت بالذات جدد السلطان اتصالاته بالشيخ بوعمامة بواسطة الأمين إدريس القماح، وجدد له ظهير الأمان وأكرمه بهدايا كثيرة، غير أن بوعمامة اشترط أن يكون اللقاء بينه وبين البعثة المغربية في مكان محايد ليضمن عودته إلى محله بكل حرية. وفي تلك الأثناء أيضا عبرت السلطات الفرنسية بالجزائر عن تذمرها بسبب إقصائها من هذه الاتصالات وعدم إشعارها بها... خصوصا بعد أن نجح السلطان في استقطاب نجل بوعمامة، فضلا عن استمالة عبد المالك بن الحاج عبد القادر الجزائري الذي كان يحارب بجانب الروقي، وظهر تفاؤل في استمالة الشيخ بوعمامة نفسه، وهو ما اخفقت السلطات الفرنسية بالجزائر في تحقيقه منذ ما يزيد عن عقدين من الزمن، فوقع تسابق بين السلطات المغربية والسلطات الفرنسية بالجزائر من أجل الفوز بثقة الشيخ...."

يتبع بحول الله
.[/align]










رد مع اقتباس