منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الشيخ بوعمامــــة
عرض مشاركة واحدة
قديم 2007-09-26, 20:54   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
فقير
محظور
 
إحصائية العضو










Hot News1 الشيخ المجاهد أبوعمامة

[align=right]
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد وصحبه وسلم .
ترجمة الشيخ سيدي أبوعمامة بالتفصيل

تحقيق أحد أحفاده مصطفى البوشيخي

3) كتبوا عنـــــــــه:
كثيرون هم الذين كتبوا عن الشيخ بوعمامة، من مختلف الجنسيات والمشارب، ولمختلف الأغراض والمقاصد:
* فأما الكتاب الجزائريون فقد وقع الإجماع منهم على عظمة الرجل وعظمة ثورته وعظمة الخدمات التي أسداها لبلدهم المسلم. ولم يشرد منهم إلا شخص واحد، صاحب طلعة سعد السعود، كتب عنه وهو تحت راية فرنسا، وباسم فرنسا، وكان طبيعيا أن يكتب عنه ما كتب.
* وأما الفرنسيون، وما أكثر من كتبوا عنه، فكانت أغراض الكتابة حوله تختلف من شخص لآخر. ومهما كانت النوايا والأهداف فإن الإجماع كان قائما منهم على عظمة الرجل واستحالة تركيعه أو حتى مجرد استمالته.
* وأما الكتاب المغاربة:
ـ فإما أن يكونوا قد كتبوا من مواقع مسئولة، وهؤلاء معروفة مواقفهم سلفا وهم معذورون في ذلك، حتى وإن كانوا يلوحون بين الفينة والأخرى بإشارات تفيد اعترافهم بعظمة الرجل.
ـ وإما أن يكتبوا من منابر حرة وينصفون التاريخ، خصوصا المعاصرون منهم، فهؤلاء لا شك أن شهادتهم تكون أبلغ. بيد أن الذين كتبوا عنه قبل ذلك ما كتبوا، لا تخلوا كتاباتهم أيضا من شهادات حق على كل حال.
4) شهادة قاطعــــــة:
فلنترك أحد المغاربة الشرفاء، يتحدث من منبر رسمي، من الأكاديمية المغربية في الندوة التي أقيمت حول حركات المقاومة ضد الغزو الاستعماري خلال القرن 19، مقاومة الشيخ بوعمامة في المصادر المغربية، لنترك:
الدكتور الفاضل عبد الهادي التازي يتحدث في عرضه الموضوعي الشيق حيث يقول:
" يحتل المجاهد بوعمامة مكانة ملحوظة في المصادر التاريخية المغربية المعاصرة، المطبوعة منها والمكتوبة، وخصوصا تلك التي اهتمت بدراسة مراحل التدخل الأجنبي للمغرب، وحركات المقاومة التي تصدت له.
لقد فوجئت بما تكتنزه المكتبات الوطنية المغربية من مؤلفات ودراسات عن المجاهد بوعمامة والتي ألفها العديد من المؤرخين والجغرافيين والأطباء والعسكريين ورجال الأعمال والسياسيين والدبلوماسيين الأجانب واصفين إياه تارة بالثائر، وتارة بالفتان ومجموعته قطاع الطرق، وتارة أخرى بالفاناتيك: أي الزعيم الديني المتعصب. إن هذه النعوت ألفناها في كتابات المؤرخين الاستعماريين وغيرهم من الصحفيين والسياسيين والدبلوماسيين ذوي النزعة الاستعمارية، فإلى البارحة فقط كانت المقاومة المغربية ورجال جيش التحرير الجزائري تصفهم نفس الاتجاهات بالإرهابيين وجماعات قطاع الطرق، والخارجين عن القانون، كما أن إسرائيل اليوم تعتبر الثوار الفلسطينيين مجرمين خونة.
وبما أن نوع ونوعية هذه الكتابات كثيرة، فقد تركتها جانبا اقتناعا مني بأن الزملاء الباحثين الجزائريين سيولونها عناية خاصة ويتعاملون معها بما يفرضه الحس الوطني.
لعل هذه الأسباب كلها هي التي حدت بي إلى البحث عن مساهمة تكون في نظري أكثر إيجابية للتعريف بهذا المجاهد الذي كانت لانتفاضته الشعبية ضد الوجود الفرنسي في الجزائر، وضد زحف الجيوش الفرنسية نحو الحدود الشرقية، انعكاسات سياسة في المغرب..."

وبعد ما يحدد قائمة المراجع التي اعتمد عليها في عرضه يقول:
" هذه المصادر التاريخية المخطوطة منها والمطبوعة، تجيب على الأسئلة التي طرحتها الورقة التوجيهية التي تقدمت بها اللجنة المنظمة لهذه الندوة التاريخية المتعلقة بحركات المقاومة ضد الغزو الاستعماري خلال القرن التاسع عشر، وفي طليعتها حركة أبي عمامة التي اندلعت بالجنوب الشرقي الجزائري سنة 1881 م."
ويضيف قائلا:
" فما هي الصورة التي تعطينا هذه المصادر عن المجاهد أبي عمامة وعن حركته الجهادية، أو ما هي الصورة التي نأخذها عنه من خلالها. فهناك أولا وقبل كل شيء الرجل وحركته الجهادية، ثم مدى هذه الحركة وأبعادها السياسية في المغرب، وأخيرا علاقة بوعمامة بالجيلالي الزرهوني بوحمارة لأن هذه العلاقة هي التي جعلت المجاهد بوعمامة يحتل مكانة ملحوظة في هذه المصادر بل وفي التاريخ المغربي المعاصر..."
وأثناء تطرقه للنقطة الثانية، وبعد سرده لعدد من الثورات التي قامت بالجزائر يقول:
" إن ثورة أبي عمامة البوشيخي امتداد لهذه الثورات وفصيلة من فصائلها التي انطلقت من نفس العقيدة وتستهدف تحقيق نفس الأهداف الرامية أساسا إلى وقف الزحف الاستعماري داخل التراب الوطني والتصدي لمسيرته التوسعية وضرب مصالحه، وعرقلة مخططاته الاستغلالية."
وبعد أن يتطرق لسرد مجموعة من الرحلات الاستكشافية والتنصيرية التي قام بها الاستعمار يعود ليقول:
" لقد وجه بوعمامة رسائل وبعث برسله إلى كافة القبائل المغربية والجزائرية يناديها بالجهاد وإعلاء كلمة الحق والوقوف في وجه التوسع النصراني وجيوشه الغازية، وسرعان ما لقي نداؤه صدى حسنا لدى القبائل الجزائرية والمغربية. ومما يثبت ذلك صدى هذه الحركات داخل المغرب. فمنذ هزيمة الجيوش المغربية بمعركة إيسلي ووقوف الجيوش الفرنسية على عتبة المغرب، واتفاقية لالة مغنية التي أبرمها المغرب مع فرنسا، وبوادر يقظة تضامنية مع المجاهدين الجزائريين تتبلور داخل المغرب، وخصوصا في صفوف العلماء والفقهاء وشيوخ الطرق التي لها امتدادات روحية في الجزائر. ففي رسالة أحد هؤلاء الفقهاء نجده يطالب المغاربة بضرورة تنظيم الجيش المغربي والاستعداد للجهاد للوقوف في وجه التوسع الثم يضيف بعد ذلك مع إشارته لفتوى لعالم مغربي آخر قال فيها:
"...(إذا نزل عدو الدين بأرض الإسلام أو قريبا منها مريدا الدخول إليها فإن الجهاد فرض عين على أهل ذلك البلد وعلى إمامهم، شيوخا وشبانا، أحرارا وعبيدا...)، من هذه المنطلقات الدينية، كانت القبائل المغربية والجزائرية التي لم تكن تقيم للحدود وزنا، لأن دار الإسلام لا حدود لها، تتعاون في ما بينها لتصد الغزو النصراني وتقاتل جيوشه الغازية. ولما كانت أهداف الاستعمار الفرنسي واضحة، ومخططاته التوسعية مكشوفة، فإن الحركات الجهادية، سواء انطلقت من داخل الجزائر أو من الحدود الشرقية المغربية، تعرقل زحفه وتوقف نشاطه في كل الميادين. إن التضامن الجهادي بين القبائل المغربية والمجاهدين الجزائريين لعب دورا أساسيا في تأجيل الاحتلال الكلي للبلدين، واستغلال خيراتها بفضل المقاومة التي أبداها السكان في وجه الغزو الاستعماري، هذه المقاومة التي أخذت أبعادا عميقة داخل المغرب، خصوصا في المرحلة الثانية من كفاح المجاهد أبي عمامة عندما لجأ إلى المغرب وأخذ يوجه من هناك كفاحه. وقد استجاب إلى دعوته سكان بعض القبائل الصحراوية المجاورة لإقليم تافلالت وفي طليعتهم أحد القادة الفلاليين محمد العربي بن محمد الهاشمي العلوي المدغري.."
وبعد ما تحدث عن المشاكل التي سببتها تلك الحركات للمخزن المغربي مع الاستعمار الفرنسي، وعن ثورة بوحمارة يضيف قائلا:
" ونظرا لما كان للمجاهد بوعمامة من نفوذ، وجه رسالة إلى السلطان مولاي الحسن يطالبه فيها بمؤازرته وإمداده بالمال والسلاح للوقوف في وجه الزحف الاستعماري" ويورد رد الحجوي بقوله(ولكن السلطان كان أذكى من أن يقع في حيالته ويغتر بخزعبلاته لأنه أعرف بالوضع الدولي فلم يلتفت إليه.)
ويضيف في مكان لاحق: " لعل هذه التطورات وما خلفته من ردود فعل مختلفة داخل المغرب وعلى الحدود الشرقية، هي التي جعلت السلطان عبد العزيز يكتب إلى أبي عمامة يدعوه إلى مغادرة الحدود الشرقية ويغريه بتولي المناصب والتمتع بالامتيازات السخية كما فعل مولاي الحسن مع رؤساء زاوية سيدي الشيخ حينما دعاهم إلى مكناس. كما كتب مولاي عبد العزيز إلى قبائل الناحية يدعوهم إلى عدم التعامل مع أبي عمامة..."
ثم يأتي إلى الخلاصة ليقول:
"من الشيخ أبي عمامة المجاهد والمقاوم والثائر مع مقاوميه الأحرار، إلى الفتان والمسخر والمتعامل..
هذا التسلسل في الصفات والنعوت التي تضمنتها المصادر المغربية التي تناولناها لدراسة الحركة الجهادية البوعمامية، نجد ما يبرره ويفسره من خلال مواقف المجاهد أبي عمامة عبر مختلف مراحله الجهادية من جهة، ومن جهة أخرى من خلال علاقاته بالمخزن المغربي وعلاقات المخزن المغربي بالسلطات الفرنسية الاستعمارية أو تنافس الدول الأوروبية على المغرب، كما يفسر من جهة ثالثة بظهور حركة أبي حمارة وتعاونه العملي والفعلي مع أبي عمامة والطيب ابنه ومحيي الدين بن عبد القادر الجزائري.
ولعل إلقاء القبض على ابنه الطيب ورميه في السجن بفاس، وعدم استجابة مولاي الحسن لطلب أبي عمامة المتعلق بمده بالسلاح والعتاد لأسباب سياسية ودولية، عوامل من شأنها أن تعمق الثقة التي كانت موجودة بين المجاهد الثائر في وجه الزحف الأجنبي وقواته الاستعمارية، وبين مخزن يحاول بكل الوسائل الممكنة المحافظة على الأمن على حدود بلاده الشرقية وعدم إعطاء فرصة للاستعمار للتوغل داخل البلاد بحجة مطاردة الثوار المجاهدين."
نص في غاية الوضوح من منبر الأكاديمية المغربية، صحح الصورة التي سبق وأن رسمها كتاب مغاربة سابقون، لهم أعذارهم الخاصة، لكن التاريخ أبى إلا أن يظهر الحقيقة بادية للعيان. فالشيخ بوعمامة كان قد أعلن الجهاد للجهاد ليس غير، وما كان له أن يتنازل أو يخضع للمساومات حتى عندما ألقي القبض على ابنه سيدي الحاج الطيب في الظروف الغامضة التي تنتظر بزوغ فجرها (سنرى رده على هذه القضية). هذه الصورة التي رسمها الدكتور الفاضل عبد الهادي التازي، والذي ما فتئ يردد " المجاهد بوعمامة " كلما ذكر اسمه، هي ذاتها التي يساهم في رسمها اليوم كتاب نزهاء مغاربة آخرون كالأستاذين الكريمين زكي مبارك وأحمد العماري وغيرهما، كل حسب ما وصل إليه مبلغه من العلم.



ثانيا العلاقات بين الشيخ وبين المخزن المغربـــي:
1) موقف الشيخ من المخــــــــــزن المغربــــــي:
كان موقف الشيخ بوعمامة مع المخزن المغربي يتسم في الغالب بالتفاهم والتعاون والتقارب، كما سنرى في الوثائق والشهادات اللاحقة، وإن كانت بعض الظروف الاستثنائية تعكر صفو الجو أحيانا. وليس في ذلك من غرابة، ما دام العدو يتربص بالطرفين معا ويحبك المكايد المتنوعة للفتك بالجميع. ومعلوم أن الشيخ بوعمامة كان يوجد في خضم صراع مستمر بين المخزن المغربي الذي كان يدافع في موقف استضعاف، يحاول تفادي الاحتكاك والمواجهة مع القوات الفرنسية، وبين سلطات الاستعمار التي كان نهمها شديدا في الاستيلاء على خيرات المسلمين ورقابهم، وكان همها الأساسي كيف تستولي تباعا على أراضي المسلمين. ومن هنا كانت مواقف الطرفين تتلون مع الشيخ حسب الظروف المصلحية السياسية لكل منهما. فالمخزن المغربي لم يكن خافيا عليه أن موقف الشيخ كان صحيحا وأنه قد رفع راية الجهاد من أجل الجهاد، وأنه ما كان ليلين أو يستكين، ولكن المخزن كان مضطرا أن يتعامل معه حسب الظروف والملابسات التي تجري في الميدان.
أما السلطات الفرنسية فكانت تغتنم جميع الفرص لتمارس الضغوط على المخزن المغربي لتجعل مواقفه أمام الناس تبدو عدائية مع الشيخ لسحب الشرعية على ثورته، لأن هذا الأخير كان يقف حجر عثرة أمام مخططاتها.
ولكي تتوضح هذه الحقيقة، نتناول شهادات تؤكد أن ولاء الشيخ بوعمامة لسلاطين المغرب كان قائما باستمرار.
نتناول بداية شهادة قيمة من أحد الذين كتبوا عنه ما كتبوا لظروف خاصة، لنأخذ منهم مثلا:
ـ الدكتور الفاضل إسماعيلي مولاي عبد الحميد، كتاب وجدة وأنجاد، ج/ 1 يقول في ص 226ما يلي:
" ونستشف من العبارات الأخيرة، وبدون عناء ولا تأويل، أن بوعمامة كان يعتبر نفسه مغربيا وتحت إمرة السلطان مولاي الحسن الأول إذ جدد مبايعته لأمير المؤمنين في عدة مناسبات، بل التمس من الممثل الدبلوماسي الفرنسي بطنجة، لينارس، أن يتوسط له لدى الحكومة المغربية ويسلم لها رسالة مؤرخة في يوم الأحد 20 رمضان 1312/17 مارس 1895 تؤكد ولاءه للدولة الشريفة وانتماءه للأمة المغربية، وذلك في مطلع عهد الملك المولى عبد العزيز."
ويزكي نفس الحقيقة، مع سرد نص الرسالة التي بعث بها الشيخ بوعمامة للسلطان مولاي عبد العزيز:
ـ الأستاذ الفاضل عبد الحميد زوزو في هامش الجزء الثاني من كتابه ثورة بوعمامة ص 25 إذ يقول:
" إن خادمكم المتواضع يلتمس حمايتكم ويترجى عطفكم في الحاضر كما في السابق ليعم كامل المتوجهين إلى بلدكم الكريم ( كما يترجى) معاملتهم بكل تقدير، وتوصية جميع من هو تحت أمركم بهم خيرا في أرجاء المملكة. ويرغب في تجديد مع جلالتكم روابط المحبة القائمة منذ عهد سيدنا مولاي الحسن رحمه الله، وذلك لأننا لكم وليس لدينا ملجأ إلا عندكم، كما يرجوا أن توصوا بنا القوة المجاورة لتعاملنا بالتقدير المتناسب للعلاقات بين الدولتين."
( نقلا عن أرشيف وزارة الحربية الفرنسية 30/ح/79).

أما بخصوص موقفه الصريح من الجهاد ضد الفرنسيين فيقول الأستاذ:
أحمد العماري في ص 83 من كتاب توات:
" ... رجع سنة 1882 إلى دلدول، وهي واحة في قورارة الجنوبية وسط توات حيث أسس زاوية هناك، وبدأ ينظم دروسه الدينية ليكتسب بها مزيدا من الأنصار ويحرض السكان على اللجوء إلى فاس لمطالبة السلطان المغربي بإرسال قوة كافية لحماية الأهالي وصد الاعتداءات الفرنسية، وقد اعتبرت بعض المصادر الفرنسية أن بوعمامة هو الذي دفع السلطان المغربي الحسن الأول إلى التحرك سياسيا ضد فرنسا، وإلى العمل على تدعيم النفوذ المغربي عسكريا وإداريا بتوات..."
[/align]










رد مع اقتباس