[السيدة كرمين]

بيت صغير يحويها وابنتها
جدرانه باردة وألوانه كئيبة حزينة
بيت لم تعرفه ولاذكرى عاشتها مع زواياه
ليس لها فيه غير البكاء وقلب مكسور بل مطعون
اخذت من بيت والدها جهازها
الذي خزن في gراج
ربما ذلك الجهاز الذي يحمل
رائحة الخيانة وعبق الدناءة
تعيش يومياتها بين العمل
وبيتها تشتري بعض احتياجاتها من دكان الجار





في يوم من ايام الخريف كعادتها
وهي عائدة من العمل مرت على محل الجار
لتشتري الخبز وبعض احتياجاتها اليومية
لتلتقي مع زميل لها في العمل
يشتري من نفس المحل
وضحكاته تتعالى مع صاحب المحل
ردت تحيته و دفعت ما عليها لتذهب الى بيتها
وهي تلتفت ورائها وكأنها مجرمة ملاحقة
او خائفة من شئ ما







ربما قلبها الدامي كان صادقا فثاني يوم
لاحظت تغير في نظرت صاحب المحل
يرمقها بنظرة من فوق لتحت اشعرها وكأنها مكروب
او ربما شئ يعاف الناظر مجرد نظرته
انتشر الخبر كما تنتشر النار في الهشيم
ماهي الا ايام قليلة
حتى طلبت منها صاحبة الروضة ألا تجلب ابنتها
لأن اهالي بعض الأطفال خافوا على أطفالهم وهددوها
بأنهم لن يحضروا أبنائهم بعد الآن ويتسببوا لها بخسارة
أخذت ابنتها وصعدت بيتها






فكرت في الانتحار لكن بكاء ابنتها منعها في اللحظة الأخيرة
قالت في نفسها لمن اتركها ؟
صلت ودعت ربها عسى يفرج همها
ولم تذهب مساء للعمل وكذلك في اليوم الذي يليه
بقيت مع ابنتها وتفكر في حل
وفي صباح اليوم الثالث وجدت رسالة تحت الباب
من مجهول او الأصح مجهولين
يطالبونها بالرحيل أو إحراق البيت وهي فيه
وكأنها ...... بعيد الشر
حملت ابنتها وسارت في الشوارع تبكي
وتبكي وتبكي .......................
سارت حتى صارت تنزف قصدت المستشفى
ولما اخبروها انها اجهضت الجنين اتصلت بأخيها
ليبيت الطفلة عنده لكن لم يرد عليها مرة ومرتين و1000
اخبرت الممرضة انها غريبة
واهلها في مدينة اخرى
تعهدت لها الممرضة ان تبقي البنت عندها
وفعلت جزاها الله الخير كله





باتت ليلتها وفي الحقيقة كانت في قرارة نفسها
سعيدة فلم ترد ان يولد ابنها وهو مريض ووسط مجتمع مريض
ارتاحت ايام ثم قررت ان تتحول لولاية اخرى
طلبت منها ان تأتي الى هنا لكن المجتمع هنا ايضا
الكل يعرف بعضه وبحكم تبعية دائرتها لولايتي أكيد يجي يوم
ويعرفوها
ماكان عليها الا السفر للعاصمة وتسافر لولاية أخرى للعلاج
وبالفعل كرات بيت في منطقة بعيدة عن سكناها
حتى تستكمل إجراءات بيع بيتها و تحويل ملفها
وساعدها مديرها باتصالاته في تحويل ملفها
سافرت دون ترك عنوان يستدل اليه اهلها
سافرت ولم تحمل في حقيبتها إلا بقايا إنسان اقسم ان يعيش
ويتحدى ،بقايا انسان كل وصيته ابنتها التي تخاف عليها ان
هي ماتت وكيف تتركها بين ذئاب المجتمع التي لم ترحمها
وحتى أقرب اقربائها
سافرت وهي تقسم انها ستغير لقبها واسمها
سافرت بعييييييييييييييييييدا عن اشباه البشر
سافرت ولا استبعد هجرتها







عندما نمرض نحتاج صدر الأم ويد الأب وشهامة الأخ
وعطاء الأخت وكرم وموقف الصديقة
لكن هؤلاء الذين هم بشر مثلنا لما نجحدهم ونهرب منهم
وكأنهم وباء قاتل ..
هؤلاء ممن ظلموا هم اكثر حاجة لنا
بينما نبعدهم اكثر واكثر عنا
لما نستمر في الظلم وجميل انهم ليسوا بالسوء الذي نحن عليه
والا انتقموا منا بشتى الطرق خاصة وان الرجال والنساء
فضلوا الانغماس في شهواتهم ونسوا رب العزة

ربي اين قلوبنا؟
كيف واين اضعناها؟
اين عقولنا ؟
كيف ولما اغلقناها؟







مرض الايدز ليس مرض ينتقل بالتحية والابتسامة
مرض الايدز لا ينتقل للقلوب الرحيمة
هذا المرض قد ينتج عن اهمال طبي
او اهمل ممرض
أو اهمال وخيانة زوج او زوجة
المريض ليس وباء
بل هو كغيره من المرضى
له الحق في العيش بكرامة وليس علينا ان نحكم عليه
لأننا معرضون لذلك ومن يستطيع ان لا يكون عرضة له
مريض الايدز يستطيع العيش مثلنا
ويستطيع الزواج - بحماية - لكنه يحرم من الانجاب





ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء