إذا كان من أهم أسباب تقدم الغرب هو التخلص من الدين المحرف وإزاحته من طريق التفكير،
فإنه على العكس من ذلك،
قد كان من أهم أسباب تأخر المسلمين هو ضعفهم في أخذهم دينهم بقوة،
كما أمر الله تعالى:
{خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون}.
إن الإنسان هو الإنسان في كل مكان في الأرض،
فالإنسان العربي أو المسلم ليس أقل من نظيره الغربي،
من حيث ملكة التفكير والعقل...
فكل ما في الأمر أن الغرب من سياسته تبني العقول الذكية،
بفتح المجال لها لتبدع وتنتج، على العكس من سياسة الدول العربية ،
خاصة بلاد الإسلام،
إلا ما ندر،
الغارق في مشاكله الخاصة،
الذي لا يفكر في تبني العقول الموهوبة،
مما يدفع بكثير منها إلى الهجرة إلى حيث الاحتضان والرعاية العلمية (= الغرب)،
وليس من العسير أن نبحث عن أعداد ليست بالقليلة من العلماء العباقرة من المسلمين
يديرون مراكز علمية غربية، طبية وفلكية وصناعية، وغير ذلك..
هناك محاولات جادة من بعض الدول الإسلامية،
مثل دولة ماليزيا، للتقدم،
وقد قطعت شوطا مهما في هذا المجال،
فتحررت من هيمنة الغرب، إلى حد ما،
واستفادت من الطاقات في الداخل،
فبدأت عملية التطوير تؤتي ثمارها،
فذلك يعلمنا أن التقدم الإسلامي غير محال،
وأن التحرر من الهيمنة الغربية ممكنة،
بشرط:
صدق العزيمة، والقوة في العمل،
والتميز في الأداء، حتى تكون الصبغة إسلامية،
والتخلص من المصالح الشخصية،
و لكن واقعنا و حالنا اليوم كحال
أبو عبد الله آخر ملوك غرناطة حين سلم المفاتيح و ذهب لأمه "عائشة الحرة "و هو يبكي.
فقالت له
" ابكي كالنساء على ملك لم تحافظ عليه كالرجال " -