منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - توقعات بكالوريا 2015
عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-05-28, 18:14   رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
abdelkader03
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية abdelkader03
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

قيل إن" الأسرة مؤسسة ضرورية لا يمكن الاستغناء عنها"
دافع عن صحة هذه الأطروحة
طرح المشكلة
إن الأسرة من أقدم المؤسسات الاجتماعية وأشدها تأثيرا في حياة الأفراد تتكون من الأب والأم وأطفالهما تقوم بوظائف مختلفة في المجتمع ، أوكلت إليه ضمن النسق الاجتماعي العام، غير أن التطور الذي طرأ على مستوى الحياة الاجتماعية للإنسان أدى إلى فقدان الأسرة للكثير من وظائفها، وصارت من الوظائف التي تقوم بها الدولة، وقد شاع الاعتقاد منذ القديم لدى البعض أن الأسرة لم تعد ضرورية للوجود الإنساني الا أن هناك فكرة تناقضها يرى أنصارها أن الأسرة مؤسسة ضرورية لحياة الفرد والمجتمع وعليه كيف يمكن الدفاع عن صحة هذه الأطروحة؟وكيف يمكن تبني هذا الطرح والأخذ برأي مناصريه ؟

عرض منطق أنصار الأطروحة
يرى أنصار هذه الأطروحة أن الأسرة مؤسسة اجتماعية ضرورية لا يصلح المجتمع ويستقيم إلا بها. ولأهميتها جعلت علماء المجتمع في العصر الحديث يولونها أهمية، فهي تعتبر مصدر الأخلاق وتهذيب السلوك وهي التي تزود المجتمع بأفراد صالحين, أنها مؤسسة ضرورية تحتمها طبيعة الإنسان ذاته وهذا ما يراه كل من دور كايم, روني سبنسر, مارغريت ميد.
و يستدلون على ذلك بما يلي:
-الوظيفة البيولوجية: التخلي عن الأسرة يؤدي إلى الحياة البوهمية بمخاطرها على المجتمع والدولة. إذ يصير المجتمع الإنساني حيواني ولنا أن نتصور غياب الأسرة وأثره السلبي.
الوظيفة التناسلية: التخلي عن الأسرة يؤدي إلى سوء تنظيم النسل ومراقبته والاعتناء به.
الوظيفة التربوية: التخلي عن الأسرة يحرم الأفراد من التنشئة الاجتماعية السليمة لأن :
أولا: طفل الإنسان هو أحوج الكائنات الحية إلى الرعاية والتربية وثانيا لأن طفولته أطول طفولة مما يجعل الأمومة والأبوة أمرا ضروريا بالنسبة له، وثالثا لأن التربية بجميع أشكالها تقوم على التربية العاطفية وهذه الأخيرة لا يمكن توفرها إلا داخل الأسرة لذلك يقول دوركايم:" في الأسرة وحدها نتذوق حلاوة الحياة مع من نحبهم وعذوبة حب من نعيش معهم" يقول "و يقول كذلك أوغيست كونت:" إن المجتمع الإنساني يتكون من الأسر لا من الأفراد" فكما أن المساحة الهندسية لا تنحل إلى خطوط أو خط من النقاط كذلك المجتمع البشري لا ينحل إلى أفراد وبالتالي فإن وجود الأسرة ضروري لوجود الدولة حتى تقوم هذه الأخيرة بوظائفها ولا يوجد تعارض بينهما، لأن الأسرة تنمي الأفراد على الأخلاق ومحبة الوطن وهذا ما تصبو إليه الدولة ثم أن غياب الأسرة لا يساعد على التربية النفسية والأخلاقية السليمة مما يحافظ على توازن المجتمع والدولة. ولا يمكن لأية مؤسسة في الدولة أن تعوض الأسرة.
- لقد اهتم العديد من الأطباء بالبحث في آثار ابتعاد الطفل عن أسرته خاصة الطبيب روني سبنسر فقد أثبت أن الطفل يعاني آلاما جسدية و نفسية بسبب إبعاده عن أمه. أما عن الأطفال الذين يبقون تحت رعاية المؤسسات الاجتماعية مثل روضات الأطفال و دور الحضانة فنموهم يعادل نمو المقتوهين و في مقابل ذلك يرى أن الأطفال الذين يترعرعون في وسط أسرهم يكون نموهم سويا و قد أكدت مارغريت ميد هذا في قولها:"إن أسوء بيت يعادل أو أحسن من روضة أطفال". و قالت أيضا أن الأسرة الصالحة لا تقدم إلى المجتمع سوى أفراد صالحين و الأسرة الفاسدة لا تقدم الا أفراد فاسدين. و منه فإن الأسرة مؤسسة ضرورية و لا يمكن الاستغناء عنها.

الدفاع عن الأطروحة بحجج وبراهين.
يمكن الدفاع عن هذه الأطروحة بحجج وبراهين منها أنه لا من شك أن الأسرة لها الأثر الذاتي والتكوين النفسي في تقويم السلوك الفردي، وبعث الحياة، والطمأنينة في نفس الطفل، فمنها يتعلم اللغة ويكتسب بعض القيم، والاتجاهات، وقد ساهمت الأسرة بطريق مباشر في بناء الحضارة الإنسانية، وإقامة العلاقات التعاونية بين الناس، ولها يرجع الفضل في تعلّم الإنسان لأصول الاجتماع، وقواعد الآداب والأخلاق، كما أنها السبب في حفظ كثير من الحِرف والصناعات التي توارثها الأبناء عن آبائه
ومن الغريب أن الجمهورية التي نادى بها أفلاطون، والتي تمجّد الدولة، وتضعها في المنزلة الأولى قد تنكرت للأسرة، وأدت إلى الاعتقاد بأنها عقبة في سبيل الإخلاص والولاء للدولة، فليس المنزل - مع ما له من القيمة العظمى لدينا - سوى لعنة وشر في نظر أفلاطون، وإذا كان من بين أمثالنا أن بيت الرجل هو حصنه الأمين

عرض منطق الخصوم ونقده
لهذه الأطروحة خصوم يعتقدون أن الأسرة مؤسسة غير ضرورية وهي في طريقها إلى الزوال في الوقت الذي اتسعت فيه وظائف الدولة داخل المجتمع والتي كانت من الوظائف التي تقوم بها الأسرة، ولم يعد لهذه الأخيرة دور في المجتمع فالوظيفة البيولوجية والتناسلية ليس وجود الأسرة شرطا ضروريا للقيام بهما. كما أن الوظيفة التربوية تقوم بها الأسرة بشكل سلبي وهي غرس الأخلاق الأنانية في الأطفال، بل كثيرا ما كانت واجبات الفرد تجاه الأسرة تتعارض مع واجباته تجاه الدولة و هذا ما يذهب إليه, مورغان , كارل ماركس, إنجلز
و يستدلون على ذلك بما يلي:
- إن وظائف الأسرة في أقدم صورها كانت واسعة كل السعة شاملة لمعظم شؤون الحياة الاجتماعية و لكن المجتمع أخذ ينقص منها و يسلبها وظائفها الأساسية ( الوظيفة الاقتصادية , الاجتماعية...). مثال ذلك: فبعدما كانت الأسرة تعمل على تنشئة الأطفال دينيا و أخلاقيا و فكريا أصبح هناك معاهد دينية و مؤسسات تربوية و كذلك أصبح هناك المصانع و الورشات التي تنجز الأعمال التي تتعلق بالمأكل و المشرب و الملبس و الإنارة بعدما كانت هذه المهام تقوم بها الأسرة.
- أكد أنصار النظرية التطورية أمثال: مورغان, سبنسر أن الأسرة بحكم التطور من الحياة الطبيعية إلى المدينة سيحكم عليها بالزوال فهم يرون أن الأسرة انتقلت عبر العصور من النظام العشائري إلى الأسرة الأمومية إلى الأسرة الأبوية فالحياة الزوجية و يرون أيضا أن نظام الزواج تطور من الشيوعية الجنسية إلى تعدد الأزواج و الزوجات فالزواج الوحداني و تميل الأسرة اليوم إلى العلاقات الحرة و كما أن الأسرة تطورت من العشير إلى الحياة الزوجية و من الشيوعية الجنسية إلى العلاقات الحرة كذلك تتطور من الوجود إلى التلاشي.
- ان التوفيق بين الطبقات أو محورها يدعو إلى إلغاء الأسرة لأنها تعوق محور الفوارق الموجودة بين الأفراد و لقد دافع عن هذا الرأي كل من ماركس, أنجلز و أنصار النزعة الاشتراكية خاصة بيبال بلور لأن الأسرة تتأسس على الملكية الخاصة و توريثها و بذلك فهي من الناحية الاجتماعية تغذي البنية الرأسمالية و لهذا فبقاء الأسرة يعزز الصراع الطبقي كما يقول أنجلز: "يوم تنتقل وسائل الإنتاج إلى الملكية المشتركة فالأسرة لا تعود الوحدة الاقتصادية للمجتمع". إذن الأسرة مؤسسة غير ضرورية لابد من زوالها.

نقده

غير أن هذه النزعة التي تنكر الأعمال التي تقوم بها الأسرة على الرغم من أن الواقع يشهد أن الأسرة هي الخلية الأولى لتكوين المجتمع هذا من جهة. و من جهة أخرى الفرد الذي يتحرر من أسرته يخرج كالحيوان "لا حول و لا قوة له" فيغرق في الهوة من التمرد و التشرد فلا يتعلم السلوك و التربية و لا اللغة كما أن الواقع يشهد أن الأمم التي نادت بأفكار هذه النزعة انتهت في الأخير إلى الاعتراف بدور الأسرة في الأخلاق و التربية و الغذاء الروحي.إذن الأسرة مؤسسة ضرورية.

حل المشكلة
وفي الأخير نستنتج مما سبق أن الأسرة ضرورية للوجود الإنساني لا يمكن الاستغناء عنها فلها أهمية بالغة و عليها يتوقف إلى حد بعيد قوة المجتمع و مناعته و قد نوه بعض المفكرين و علماء التربية بأهميتها و دورها الإيجابي فقال أحدهم:" لقد نال المجتمع البشري حضارته بفضل الأسرة و إن مستقبله يتوقف على هذه المؤسسة أكثر من أي مؤسسة أخرى". وبالتالي الأطروحة التي نحن بصدد الدفاع عنها صحيحة يمكن تبنيها والأخذ برأي مناصريها









رد مع اقتباس