منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - موضوع مميز امازيغ جزائريون يدافعون عن العربية و عن اصول الامازيغ العربية
عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-11-22, 17:40   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
احمد الطيباوي
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي



البربر أول من صنع الوحدة العربية .
سهيل الخالدي

وصلني على البريد الإلكتروني سؤالان، أحدهما من قارئ مصري يقول فيه: كيف تفسر سرعة استجابة شباب مصر لحركة شباب تونس مطلع هذا العام 2011. وأما الثاني فمن قارئ كويتي يقول فيه: على أي شيء تستند في قولك أن القومية العربية تتجدد في المغرب العربي، بينما دعوات ''البربرست'' من أمثال سعدي ومهني وكل جماعة المؤتمر الأمازيغي تسعى للانفصال؟

وقد أسعدتني هذه المتابعة من القراء للنسخة الإلكترونية لجريدة ''الجزائر نيوز''، كما أسعدني هذا التفاعل مع هذه الزاوية· وقد أجبت الأخوين السائلين كلا على حدة إجابة مطولة في نقاش مفيد·

ورأيت اليوم تعميماً للفائدة أن أنشر الإجابتين مختصرتين ومدمجتين·

من الواضح في تاريخ منطقة جنوب غرب آسيا وشمال إفريقيا المعروفة باسم الصفيحة العربية، أن شعوبها ناضلت طويلاً لتحقيق وحدة ثقافية ووحدة سياسية، ففي الوحدة الثقافية كانت البداية من الفرعون المصري أخناتون الذي نادى بالتوحيد الديني بل وحد كل آلهة وأديان مصر التي كانت سائدة في مصر والشام والجزيرة وشمال إفريقيا في شخصه· وقد حاربه كهنة الأديان الأخرى حرباً شديدة وقد أخذ اليهود فكرة التوحيد عن أخناتون هذا وادعوها لأنفسهم ولعل مراجعة أي من توراتات اليهود تثبت ذلك لأن فيها الكثير من النصوص المأخوذة بالحرف من نصوص أخناتون وتسابيحه·
وأما الوحدة السياسية فقد حققها على أرض الواقع الفرعون البربري شيشنق حيث أخضع الرجل تحت حكمه كلاً من الجزء الإفريقي من الوطن العربي مصر وشمال وجنوب العراق، وهو الذي قتل رحبعام ابن الملك النبي سليمان وهدم الهيكل من أساسه كما تقر بذلك التوراة نفسها حتى في الأسفار الخمسة التي يعترف بها نصارى العالم اليوم· وتكرر هذا الإقرار في أكثر من إصحاح·

و شيشنق البربري الذي أسس أسرتين فرعونيتين حاكمتين هما من قبيلة مشوش البربرية التي لا تزال موجودة في ليبيا وتونس والجزائر، بل إن بلدة من ضواحي بسكرة الجزائرية تسمى صراحة مشونش· ولم يقف شيشنق عند التوحيد السياسي بل إنه خطا خطوة نحو التوحيد الثقافي حيث وحد التقاويم السنوية الفرعونية والبالية في تقويم جديد والذي يسعى البعض اليوم لتزييف أسبابه وأهدافه·

وأما في العصور الإسلامية، فإن كانت الدولة الأموية هي دولة العرب·· ودولة العباسيين دولة الفرس، فإن البربر في شمال إفريقيا هم الذين جددوا دولة بني أمية وأقاموا الحضارة العربية الإسلامية، بل أن هؤلاء البربر بقيادة المعز الصنهاجي هم الذين أنهوا المذهب الشيعي في المغرب العربي بعد أن رأوه ودولته الفاطمية أكثر ميلاً للفرس·

أما في العصر الراهن فإن الذي جدد الفكر القومي العربي الحديث الشيخ طاهر الجزائري أصيل بني وغليس في بجاية على أرضية رفض أستاذه الأمير عبد القادر الجزائري الفتنة بين مسلمي العرب ومسيحييهم عام 1860. وكان ابن أخيه سليم السمعوني هو أول من وضع نشيد القومية العربية وقد شنقه الترك·

أما قيادة حزب نجم شمال إفريقيا أول من نادى بوحدة المغرب العربي وأكد على عروبة المنطقة قومية وثقافة هم زعماء من تونس والجزائر والمغرب·

ولا يعرف كثير من الجزائريين أن أحد كبار المدافعين عن عروبة فلسطين وأحد كبار المدافعين عن القومية العربية هو الشيخ الإباضي إبراهيم اطفيش وتلميذه سليمان الباروني الليبي الذي توفي بالهند عام 1940,

وكان تجار ميزاب ''البربر'' هم الذين يمولونه في منافيه العديدة وهو يدافع عن العروبة· ولا أريد الاسترسال في إيراد الأمثلة فهي أكثر من أن تعد في التاريخ قديمه ووسطه وحديثه وغير ذلك، فما هو المدهش في أن يجدد البربر أنفسهم وفكرهم القومي العربي الإسلامي على يد شباب تونس وهم يرون أن الغرب الاستعماري يريد استعبادهم من جديد ويحتلهم من جديد تحت عناوين جديدة لا تختلف عن عنوان ''التحضير'' الذي جاء به ذات يوم ليدمر حضارتهم ويحتل بلادهم ونفوسهم، ولفظة بربر عنده تعني الهمجية بينما تعني عند العرب أبناء، ما الذي يمنع هذا التجديد إذن؟·










آخر تعديل احمد الطيباوي 2014-11-22 في 17:44.