منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - بحث التخلف
الموضوع: بحث التخلف
عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-06-01, 10:11   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
yacine414
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










New1 بحث التخلف

خطة البحث


المقدمة :
الفصل الاول : ظاهرة التخلف
المبحث الاول : التخلف ظاهرة العالم الثالث
المبحث الثاني : واقع العالم الثالث
المبحث الثالث: خصائص التخلف
الفصل الثاني : المفاهيم التقليدية للتخلف
المبحث الاول : المفهوم التقليدي للتخلف
المبحث الثاني: النظرية الكلاسيكية وظاهرة التخلف ( التخلف هو مجرد تاخر في التنمية )
المبحث الثالث : النظرية الحدية ( الهامشية ) وظاهرة التخلف
الفصل الثالث : اسباب التخلف
المبحث الاول : اسباب التخلف
المطلب الاول : اسباب تاريخية
المطلب الثاني: اسباب سياسية
المطلب الثالث : اقتصادية
المطلب الرابع : اجتماعية
المبحث الثاني : مشاكل التخلف
الآفاق المستقبلية للتخلف
الخاتمة :









الفصل الاول : ظاهرة التخلف
المبحث الاول : التخلف ظاهرة العالم الثالث
شاع استعمال عبارة البلاد المتخلفة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية لحد اصبحت من التعبيرات الاكثرين اولا في كل المجالات وفي كل المجالات وعلى كل الصواعد تدل على اشهر مفهوم اقتصادي يهتم به الاختصاصيون ويدخله السياسيون والدبلوماسيون والفنيون في تحليلاتهم وفي دراستهم والواقع ان اهتمام العالم بمشكلة التخلف ناتج عن نوعية المرحلة التاريخية التي تعيشها البشرية والى اتسمت بتصاعد وعي سكان البلاد المتخلفة التي استطاعت ان تفرض مشكلاتها على الجميع خاصة بعد ان شعرت بكيانها وناضلت من اجل حريتها وان التفسيرات التي اعطيت في اول مرة لمفهوم التخلف والاوصاف التي اطلقت على وضع البلاد المتخلفة والتي والتي خرجت من تحاليل الاقتصاد بين في الدول الراسمالية وخاصة البلاد الانجلوساكسونية ومن دوائر الهيئة العامة للامم المتحدة والمنظمات التابعة لها لتعبر في الواقع عن نظرة تمثل امتداد الايديولوجية الاستعمارية القديمة التي تعبر عن ارادة كل هذه الاوساط في تكييف علاقاتها بالبلاد نتيجة التحولات التي فرضها بزوغ عهد الاستقلال السياسي .
لذلك سنحاول اول الامران تناقش مفهوم التخلف الاقتصادي ثم بين خصائصه ومشاكله على ضوء الوضعية الراهنة للبلاد المسماة المتخلفة .
















المبحث 2: التخلف وواقع العالم الثالث
التخلف واول من اهتم من الناحية الدراسية بمحتواه , ولقد فرضت هذه الكلمة وجودها على كل الاقتصاديين , لحد انه اصبح من الضروري فرض نفسها اليوم , بالرغم من اننا لانتفق مع التغيير الراسمالي لهذا المفهوم ولا نقبل بصفة خاصة الدوافع التي يرتكز عليها .

المبحث الثالث : خصائص التخلف :
أ –الخصائص الاقتصادية :
-انخفاض الدخل الفردي
- ضعف الانتاج الزراعي : بالرغم من ان الاغلبية من السكان العاملين , يشتغلون في هذا القطاع , , وهذا لاتباع طرق تقليدية في الانتاج
- ضعف التصنيع : معظم الصناعات الموجودة في هذه البلدان هي صناعات استخراجية لتصدير المواد الاولية الى الخارج
- انخفاض الانتاجية : نتيجة للتخلف التكنولوجي والعلمي , وضعف المستوى التاهيلي للايدي العاملة .

ب-الخصائص الاجتماعية :
-فوارق اجتماعية كبيرة :
حيث تسيطر فئة قليلة من السكان على معظم ثروات البلد حين تعيش الاغلبية في الفقر
-نقص الغذاء :
يعاني سكان العالم الثالث نقصا غذائيا , اذ لا يحصل الفرد في هذه البلدان على المعدل الضروري وهو 2700 حريرة وقد يصل هذا النقص الى درجة انتشار المجاعة التي تسبب في وفاة الملايين من السكان , وخاص اطفال منهم , يضاف الى ذلك سوء التغذية الناتج عن عدم التوازن في الوجبة الغذائية
-ضعف الخدمات الصحية :
وهي قلة الهياكل الاساسية كالمستشفيات والعيادات وضعف التجهيزات وانخفاض عدد الاطباء .
-انتشار الامية : خاصة الكبار الذين عاشوا الفترة الاستعمارية
-انتشار البطالة وارتفاع نسبة النمو الديمغرافي
ج-الخصائص السياسية :
كونها بلدان حديثة الاستقلال اذ معظمها تحصل على الاستقلال بعد ح ع 2

الفصل الثاني :المفاهيم التقليدية للتخلف
المبحث الاول : المفهوم التقليدي للتخلف
كانت الاوساط الراسمالية في الولايات المتحدة الامريكية في اوروبا , هي اول من استعملت مفهوم التخلف , الشيء الذي اخرج هذا المفهوم منحرفا من البداية , ذلك لان الاساط الاستعمارية قبل الحرب العالمية الثانية , كانت تخفي بؤس البلاد الافريقية والاسياوية بل وتظهر واقعها في صورة البلاد , التي كانت تتخبط في الظلمات الى ان مختلها الحضارة الغربية فاخذت تنير لها الطريق وتقودها نحو التقدم والازدهار , ولكن استقلال هذه الشعوب جعل نفس هذه الاوساط تبحث عن وسائل جديدة لضمان استهتار وجودها السياسي في هذه البلاد لتدعيم سيطرتها الاقتصادية عليها , ولقد اهتدت الى تحديد هذه الوسائل في المساعدات المالية التي توجهها الى الدول الحديثة العهد بالاستقلال وفي الاستثمارات الخاصة والمساعدات التقنية والثقافية التي ترتكز الوجود الاستعماري ولقد كان من الضروري لجعل الراي العام في البلاد المتخلفة يتقبل هذه السياسة الحديثة , تنظيم حملة واسعة لاعطاء صورة عن لتخلف لهذه البلدان وتاخرها واحتياجاتها الكبرى لمساعدات الدول المتقدمة , وهكذا جا مفهوم ليعبر عن ايديولوجية راسمالية تتناسب ومرحلة نهاية الاستعمار القديم ثم سرعان ما استعمل هذا المفهوم من طرف اوساط منهاضة للاستعمار بل من طرف اوساط عملت على تغيير محتواه وكشف وكشف اسبابه وهي اسباب تختلف عما يرد في دراسات المفكرين التقليديين .
ولقد سعى البعض الى رفض لفظة التخلف لانها تدل على وضعية تاخر بالمقارنة لوضعية البلاد المتقدمة , أي انها تاخذ بعين الاعتبار الفروق الموجودة بين الطرفين على صعيد الانتاج المادي , ولقد اقترح شارل بلتهيم عبارة البلاد المستغلة او الخاضعة للسيطرة محل البلاد المتخلفة لانه يغير سبب تخلف هذه البلاد ناتج عن ظاهرة الاستعمار بمعنى ان الاستعمار هو كان سبب التخلف , ويرى الاقتصاديون ان عبارة التخلف غير صحيحة لانها تشير الى ان الدول المتقدمة حاليا قد شاعت سابقا نفس الوضعية التي تعيشها الدول المتخلفة اليوم في حين ان الواقع التاريخي يكذب هذه المقارنة , كما يظهر عدم صحة عبارة التخلف من خلال صعوبة تحديد مقياس التخلف , فعلى أي اساس تعتبر الدول المتخلفة متخلفة حقا ؟ أي ما هي مقياس التقدم ؟ وهل يمكن اعتبار وضعية الدول المتقدمة وضعية يجب الاقتداء بها على احوال البلدان هي قيم الدول المتقدمة حاليا ؟ ذلك ان اعتبار مقاييس النمو مرتبطة بمعطيات التطور الاقتصادي للدول الراسمالية المتقدمة يؤدي في نفس الوقت الى اقتراح حلول معينة للرفع من المستوى الاقتصادي , وتتلخص هذه الحلول في 4 نقاط.
1-ضرورة العمل على تشجيع الفوارق الاجتماعية بين الطبقات وتضخيم انعدام المساواة بين المداخيل وزيادة على الاغنياء لان ذلك سيؤدي بالضرورة الى استخراج فائض من الادخار يساعد على اساس ان الاغنياء هم وحدهم القادرون على التوصل الى مرحلة الادخار .

2-ضرورة تشجيع ميلاد طبقة من المنظمين الراسمالية لتكون فائدة للنهضة الاقتصادية على غرار ما وقع بالدول الراسمالية في مراحل نموها الاولى
وان مفهوم التخلف يعتمد بالضرورة * اثنين :
-ضرورة وجود عنصر للمقارنة , لان كل مختلف يكون كذلك نسبة لاخر معين وهذا العنصر هو الدول المتقدمة حاليا معطيات تقدمها ولكن يجب الحذر من اعتبار ان عنصر المقارنة هذا له قمة مطلقة أي انه يكون الهدف الامثل الذي يجب السعي للوصول اليه بكل محتوياته .
-ضرورة الشعور بوضعية التخلف لان البلاد لا يمكن ان تحسب في اعداد البلاد المتخلفة , الا اذا شعرت بوضعيتها أي الا اذا وعت كل الوعي بالطابع الذي تتمم به المرحلة التاريخية التي تعيشها البلاد المتخلفة .
-يتمثل التخلف في ظاهرتين اثنين يمكن ملاحظة وجودها , في كل المراحل التي مرت بها بها البلاد المتخلفة سواء قبل بداية المرحلة الاستعمارية الكلاسيكية او اثناءها او بعدها لحد انه بالامكان اعتبارها , هاتين الظاهرتين اساس التخلف
-ضعف انتاجية كل القطاعات الاقتصادية وخاصة القطاع الفلاحي

وجود اقلية ستحوذ على اكبر قدر من المقدرات الاقتصادية يتمثل في الاقطاعيين قبل المرحلة الاستعمارية , وفي االقوة الاستعمارية وفئات المحظوين اثناء المرحلة الاستعمارية وبعدها
ويمكن تلخيص هاتين الظاهرتين في وجود حواجز ثقافية واجتماعية واقتصادية لم تتمكن هذه البلاد من اقتلاعها في استطاعت كل الدول التي تقدمت اعتبارها في فترات وظروف متخلفة













المبحث الثاني : النظرية الكلاسيكية وظاهرة التخلف :
التخلف هو مجرد تاخر في التنمية .
نتساءل اولا وقبل كل شيء هل يمكن ان نجد عند الكلاسيكيين مفهوما واضحا عن التخلف
الاستاذ " فوسينه: ليس على اتفاق تام ويلاحظ ان : الكلاسيكيون قد عاصر اولاده هذه الظاهرة " ظاهرة التخلف " حيث ان جذور التخلف تعود تعود الى القرن 18م(1750) وفي هذه الفترة كتبت المؤلفات الكلاسيكية الهامة " ثروات الامم" لآدام سميت وكتاب " المباديء " لـ"ميل" ويحلل التخلف في هذين المؤلفين على انه ظاهرة عرضية سوف تتجاوزها كل الامم , اما بالنسبة للاستاذ " ميردال " فانه يؤكد على ان التخلف كان بعيدا عن الاهتمامات الفكرية للمؤلفين الكلاسكيين , اذن فالمؤلفون الكلاسكيون لم يكونوا مهيئين لتحليل التخلف الذي بدأ يحدث تحت اعينهم , وانما كانوا يعتقدون بانه مجرد تاخر في طريق النمو الذي يجب ان يشمل الجميع , اذن يمكن ان نلخص اراء وتحاليل النظرية الكلاسيكية بالشكل التالي :
ان التخلف ظاهرة عرضية مؤقتة انه مجرد تاخر في النمو الذي يجب ان يشمل كل الامم .



















المبحث الثالث : النظرية الحدية (الهامشية ) وظاهرة التخلف :
قبل ان نشرح المفاهيم الحدية , لظاهرة التخلف لنتعرف قليلا عن النظرية الحدية في التحليل الاقتصادي , تتميز هذه النظرية بالخصائص التالية ا-انها نظرية الاقتصاد الخالص الصافي , بمعنى ان لعلم الاقتصاد استقلالا عن بقية العلوم الاجتماعية مثل علم الاجتماع وعلم النفس والحقوق وتبن الاقتصاد على التحليل والادوات التقنية الرياضيات والاحصاء .

ب-ان المبدا الاساسي لهذه النظرية هو مبدأ القيمة النسبية أي النفسية أي ان القيمة ليست قيمة موضوعية كما ذهب الى ذلك الكلاسيكيون ومنهم " ماركست " وانما هي نسبة تختلف من شخص لاخر
وبعد هذه النظرية الخاطفة على مباديء النظرية الحدية سوف نعرض مختلف تحاليل التخلف التي وردت والتي يمكن تصنيفها بشكل او اخر داخل النظرية الحدية وبالتالي سوف نطرق الموضوعات التالية :
1-الاقتصاد المتخلف هو شبكة من الحلقات المفرغة لـ نيرسكه
2-نظرية مراحل النمو والاقلاع الاقتصادي لـ: روبستوف
3-نظرية غياب صاحب المشروع او المستحدث لـ : ستومبيتر.
1-الاقتصاد المتخلف هو شبكة من الحلقات المفرغة:
اول من استعمل هذا المفهوم هو الاستاذ " نيركسه" وتبعه الاستاذ " ميردال" يعتمد هذا المفهوم على الاثر المتبادل بمختلف القوى التي تدخل في استمرار حالة التخلق .
حسب هذا المفهوم أي ان تغيير في العالم الاول يؤدي الى تغيير في العالم الثاني .
هذا التغيير يعود ويؤثر بدوره على العامل الاول وهكذا كما يوضح ذلك الشكل التالي :
العامل العامل
أ ب
العامل أ يؤثر في العامل ب ومن ثم بعد تاثر العالم ب فانه يعود ويؤثر وبعد شرح مبدأ الحلقات المفرغة لنرى الان مختلف الحلقات التي تتدخل في استمرارية التخلف :
1-الحلقة المفرغة للسكان :
يرى بعض المؤلفين ان مفهوم الحلقة المفرغة للسكان هو التاكيد للمباديء التي جاء بها " مالتوسط في اوضاع البلاد المتخلفة وتتالف هذه الحلقة من تاثير المتبادل لعاملين :
-العامل الاول : هو معدل نمو الدخل القومي
-العامل الثاني : هو معدل نمو السكان


ان كل زيادة في الدخل القومي تؤدي الى زيادة اكثر منها في السكان وهذه بدورها تمتد من زيادة الدخل وتمنعه من الارتفاع أي تحول دون الاستثمارات الجديدة في مجالات الانتاج وهكذا .... تغلق الحلقة

2-الحلقة المفرغة لراس المال والادخار :
يري بعض المؤلفين ان هذه الحلقة هي الاساسية في التخلف وفي الفقر . وذلك للعلاقة القوية بين تراكم راس المال والدخل الفردي , أي ما يصيب الفرد من الدخل القومي . تتالف الحلقة المفرغة لراس المال والادخار من العاملين التاليين :
-العامل الاول : تراكم راس المال الذي يؤدي الى الاستثمار
-العامل الثاني : يصيب الفرد من الدخل القومي .
يخلق الاستثمار الدخل وهذا بدوره ينتج التراكم والاستثمار .وبالتالي فان معدل استثمار ضعيف يؤدي الى دخل ضعيف وهذا بدوره يؤدي الى تراكم ضعيف واستثمار ضعيف وتنغلق بذلك الحلقة .وتبقى بالنهاية هذه الدول متخلفة

3-الحلقة المفرغة لتوزيع الدخل :
يعتقد الاقتصاد بين البرجوازيون ان العدالة في توزيع الدخل في البلاد المتخلفة ينتج عنها ضعف الادخار وبالتالي لاستثمار وهذ بدوره يؤدي الى تاخير التنمية الاقتصادية وبذلك تنغلق الحلقة التي يمكن ان نلخص فيما يلي :
ان اتجاه دول العالم الثالث نحو العدالة في توزيع الدخل يؤدي الى ضعف الادخار وهذا يؤدي الى ضعف الاستثمار الذي يؤدي بدوره الى ضعف الدخل ... وهكذا تنغلق الحلقة

4/ الحلقة المفرغة للتجارة الدولية :
تلعب التجارة الخارجية دورا هاما في نمو اقتصايات الدول المتخلفة ونذكر على سبيل المثال :
1-ان قطاع " التصدير " في زامبي يمثل في سنة 1967 (64./. مجمل الناتج المحلي ) وفي داخل هذا الرقم يشكل تصدير النحاس 93./.
2) –العراق: يمقل قطاع التصدير ( 35./. من مجمل الناتج المحلي في سنة 1967 )وان تصدير البترول وحدة يمثل 90./. من هذا الرقم
3)-بالنسبة لسوريا ومصر : يمثل قطاع التصدير (11./. من مجمل الناتج المحلي ويمثل تصدير القطن وحده حوالي 50./.

*ان ما يميز هذه الدول هو ما يلي :
أ-التبعية الكبيرة بالنسبة للعالم الخارجي وهذا يظهر بشكل خاص بالنسبة لزامبي والعراق .
ب- ظاهرة تصدير " مادة وحيدة " وهذا ما يزيد ايضا من التبعية وتخضع هذه الدول لتبدلات السوق العالمية.
بعد عرضي بين التصدير لنشرح الان الية الحلقة المفرغة للتجارة الدولية للخروج من التخلف , تحاول هذه الدول تصنيع البلاد وبالتالي فانها بحاجة الى قطع اجنبي لشراء الالات ووسائل الانتاج .ولذلك فانها تحاول زيادة صادراتها وزيادة الانتاج , ولكن هذه الزيادة في الصادرات تؤدي الى زيادة العرض في الاسواق العالمية .وبالتالي الى انخفاض الدخل الاتي من الصادرات وهذا بدوره يعيق نمو الصناعات ويحول دون تنمية وتبقى البلاد في حالة التخلف وبذلك تنغلق الحلقة من جديد .

*ان شرح ظاهرة التخلف واستمراره بمبدا الحلقات المفرغة غير مقنع وغير كاف للاسباب التالية :
1/انها لاتاخذ بعين الاعتبار احد الميزات الاساسية للاقتصاد المتخلف وهي الازدواجية الاقتصادية . ان الية الحلقات المفرغة لا يمكن ان تجري في اقتصاد يتالف من قطاعين :
 قطاع تقليدي وقطاع حديث ك مثال ذلك الزراعة واستخراج المعادن
 القطاع الحديث يرتبط باقتصاد المركز والقطاع التقليدي يتوجه نحو الدخل
2-ان هذه النظرية لا تاخذ بعين الاعتبار التفكك او عدم التفصيل الاقتصادي الذي يميز اقتصاديات الدول المتخلفة والذي يحول دون سيرورة الحلقات المفرغة

2)-نظرية مراحل النمو والاقلاع الاقتصادي :
توجد نظرية اخرى لشرح التخلف وهي نظرية " روستوف" يؤكد هذا المؤلف مايلي : تمر المجتمعات الانسانية : بخمس مراحل من لنمو وهي :
-مرحلة المجتمع التفليدي
-مرحلة توفر الشروط الاولية للتنمية
-مرحلة الانتقال او التاهب
-مرحلة النضوج
-مرحلة الاستهلاك الموسع للجماهير .



ان كل مرحلة من المراحل معرفة بشكل محدد حسب مستوى الادخار في المرحلة الاولى يشغل انتاج المواد الغذائية 75./. من الايدي العاملة والمستوى الفني فيها ضعيفة ولا يوجد هناط تراكم لراس المال يسيطر على المجتمع في هذه المرحلة كبار المالكين الإقطاعيين.
وفي الرحلة الثانية بدأ تحقيق الشروط للتنمية وذلك في طريق اصلاحات جدية في الاقتصاد والادارة وهنا يقارن ط روستوف" بين الاقتصاديات المتخلفة قبل تقدمها
ويعتقد ان التنمية تمر بالمراحل التالية:
-المرور من الاقتصاد الزراعي الى اقتصاد يرجع فيه القطاع الصناعي
-المرور من الاقتصاد المنظم على اساس اقليمي الى اقتصاد ينظم على اساس وطني
-اعادة توزيع الدخل وتفضيل " المستحدثين على حساب المالكين "

*ان تحليل روستوف هو تحليل ميكانيكي أي الي يريد ان يطبق علي جميع المجتمعات طريقة واحدة هي التطور علما بان المشاكل الفنية للتنمية قد تختلف حسب المجتمع الذي توجد فيه و كما لا يؤخذ بعين الاعتبار العلاقة بين الدول المتخلفة والدول المتقدمة , وكيف اعاقت الدول المتقدمة الدول المتخلفة وحطمت بناها الاجتماعية والاقتصادية وحطمت توازنها الطبيعي .
-كما ان الانتقاد الاساسي الذي يمكن ان نوجه "تروستوف" هو اعتقاده بان الدول المتخلفة سوف تمر وتنهج نفس الطريق الذي مرت به الدول المتقدمة . أي انه يشبه حاضر الدول المتخلفة بماضي الدول المتقدمة وبالتالي فانه يعتقد ان التخلف ليس الا تاخرا عن النمو وهذا هو نفس الخطأ الذي وقع فيه المؤلفون الكلاسيكيون .
3/نظرية غياب " صاحب المشروع " او المستحدث
بالنسبة لاستاذ شومتر . ان سبب واستمرار التخلف يكمن في غياب طبقة من اصحاب المشروعات او المستحدثين " حسب شومبز ان للمستحدث وظيفة هامة جدا لانه يحقق تجميعا جدا لعناصر الانتاج . ويحدث تجديدا في الاساليب التقنية المستعملة ويرى في التجديد احد العوامل الرئيسية للتنمية وبالتالي فان غياب التجديد هو اصل واسباب التخلف ان غياب المستحدث "صاحب المشروع" يبقى الاقتصاد في حالة السكون " ستاتيك static ولكن عندما يدخل المستحدث المجدد استثمارات جديدة فانه يخرج الاقتصاد منى حالة السكون هذه .لان الاستثمارات الاولية تتبعها استثمارات اخرى لاحقة هي استثمارات المقلدين
ان التجديد لايظهر بشكل عفوي ولكنه تابع لعاملين :


-ارادة المستحدث :
-امكانية المستحدث :
محمد يحي الربيع : تعريف التخلف , جامعة سيدي عاشور .النادي الثقافي العلمي 1979 ض ص 65-66
يرتبط العامل الاول بالبحث عن الربح اما العامل الثاني فانه يتعلق بالوضع الاجتماعي النفسي والسياسي وهكذا فان هناك عددا من الاقتصاديين الذين يرون في غياب طبقة المستحدثين سببا في وجود واستمرار التخلف.
*ليس التجديد ثمرة لجهود المستحدث . وانما هو نتيجة لترام راس المال لان ابسط انواع التجديديتطلب استثمارات هامة .بناء المخابر ومراكز البحوث واجراء التجارب وتوظيف الاختصاصيين , وكل هذا يكلف غاليا ولا يمكن تحقيقه الا عندما تكون هناك امكانية ضخمة , لذلك فان التجديد لا يرتبط بالمستحدث ولكنه يرتبط بالتقدم التقني الذي ينتج عن تراكم راس المال .




















*الفصل الثالث : اسباب التخلف :
لقد بدأت ظاهرة التخلف واخرجت في العالم الثالث بعد الحرب العالمية الثانية , وسادت نحو 2/3سكان العالم , وطبعتهم بطابع خاص , ويمكن اجمال اسباب تخلف العالم الثالث في سببين رئيسيين هما

*المبحث الاول : اسباب التخلف

-المطلب الاول : اسباب تاريخية :
-العالم الثالث هو الذي تعرضت غالبية دوله للاستعمار , لعشرات السنين , سواء بطريق مباشر او غير مباشر وقد عرفت دوله خلال هذه نفس الطويلة والمظلمة من تاريخها انواعا مختلفة من النهي والاستغلال لثرواتها الطبيعية التي كانت احدى العوامل التي ساعدت البلدان الأوروبية في تحقيق نهضتها وتطورها على حساب افقار بلدان العالم الثالث , كذلك شهدت بلدان العالم الثالث تشويه البنية الاقتصادية كانتشار زراعات تجارية تحتاجها البلدان الاستعمارية _مثل : زراعة الكروم في الجزائر لانتاج الخمور ,
-كذلك التقسيم العالمي للعمل ا لذي فرضته الدول الاستعمارية , حيث جعلت بلدانالعالم الثالث تتخصص في انتاج المواد الاولية , وتصديرها الى العالم المصنع باثمان رخيصة

المطلب الثاني : اسباب اجتماعية
كما نبد حرمان السكان من الحدود الادنى من الخدمات الضرورية كالصحة , والتعليم الذي يعد العامل الاساسي لكل نهضة اجتماعية واقتصادية

المطلب الثالث : اسباب سياسية :
وهي ارتباط الطبقة الحاكمة في كثير من دول العالم الثالث بالامبريالية , كما ان الطبقة كانت تسعى دائما الى عدم تثقيف شعوبها وبقاءها جاهلة , تعيش في فقر مدفع من اجل المحافظة على مصلحتها , وعلى الرغم من الاضافات الكثيرة بين دول العالم الثالث من حيث الظروف الطبيعية والبشرية ومتوسط الدخل الفردي , فليس من شك في ان التشابه بينها كبير جدا وقد دعى ذلك الى تكاتفها وتساندها , فعقدت عدة مؤتمرات قمة لرؤساء هذه الدول وحكوماتها هي : مؤتمر باندونغ 1955 م- مؤتمر بلفراد 1961م-مؤتمر القاهرة 1964 م مؤتمر الجزائر 1973 م , واخيرا كولومبو1976م



المطلب الرابع : اسباب اقتصادية :
وتتمثل في تبعية البلدان السائرة في طريق النمو الي البلدان المتطورة في مجالات عديدة مننها
1-تبعية للاسواق العالمية :
التي تتحكم فيها البلدان المصنعة , بحيث ان دول العالم الثالث تنتج حسب طلب وارادة هذه البلدان التي تفرض اسعارا مجحفة في حق بلدان العالم الثالث التي تستورد المواد المصنعة باسعار باهضة
2-تبعية للمؤسسات العالمية :
التي تفرض شروطا قاسية وصعبة لا تخدم مصلحة البلدان السائرة في طريق النمو , فصندوق النقد الدولي مثلا , يقدم فروضا لهذه البلدان بشرط استثمارها في مشاريع يوافق عليها مسبقا واذا كانت خارج نطاق الاولويات بالنسبة للبلد المقترض , مع العلم ان المؤسسات المالية العالمية تسيطر عليها البلدن الراسمالية
3-ارتفاع مديونية بعض دول العالم الثالث




















المبحث الثاني : مشكلة التخلف :
تشترك دول العالم الثالث في عدة خصائص كما تواجهها عدة مشاكل تميزها عن بقية الدول وبالرغم من اختلاف درجات هذه الخصائص والمشاكل من دولة لاخرى , الا ان التشابه كبير بين هذه المجموعة من الدول وفما يلي واهم الخصائص ومشاكل العالم الثالث
1-مشكلة الغذاء يواجه العالم , وخاصة العالم الثالث , مشكلة الغذاء التي تعد من اهم مشكلات العصر بعد مشكلة الطاقة , ويقرر كثير من خبراء الزراعة والتغذية والاقتصاد بان ازمة الغذاء ستتضح اكثر فاكثر بعد حوالي عشر سنوات والسبب في ذلك ظاهرة الانفجار السكاني التي يشهدها العالم في الوقت الحالي , ومع الزيادة المطردة في السكان فانه لا يتوقع ان يساير انتاج الغلات الغذائية هذه الاعداد الكبيرة المتزايدة من البشر في( 25 سنة القادمة )وربما تحدث الجماعات مالم يحدث توسع في انتاج المحاصيل الغذائية , اما العلماء المتفائلون , فيرون بان في ظل الثورة التقنية المعاصرة سيزداد انتاج المواد الغذائية وتتحسن نوعية الغذاء لفترة قد تصل الى ربع قرن .
وعموما فان هذه المشكلة تظهر بوضوح في كثير من دول العالم الثالث .
فالملاحظ ان الانتاج الزراعي قليل اذا قورن بالاعداد الهائلة من الفلاحين الذين يعتمدون عليه في حياتهم .ولذلك فمازالت اكثرية العالم الثالث تعتمد على استيراد الغذاء من الدول المتقدمة وان هذا الاعتماد يتزايد عاما بعد اخر ويتضح ذلك بجلاء في كل كل من . الهند وباكستان و وماليزيا ومصر ...الخ , وانه لا يمكن القضاء على هذه المشكلة الا باحداث تغييرات جذرية في اساليب الانتاج الزراعي بالعالم الثالث واستصلاح اراضي البور ...

2-الانفجار السكاني : لقد بلغ عدد سكان العالم في اوائل هذا القرن 1500 مليون نسمة واليوم يقدر عدد سكان العالم بنحو 3700 مليون نسمة ويتوصل ان يصل عدد السكان الى 7200 مليون نسمة في نهاية القرن 21 م . اذ استمرت زيادة السكان بنفس المعدل .ويطلق على ظاهرة الزيادة السريعة للسكان (بالانفجار السكاني ) وتتضح هذه الظاهرة بصفة خاصة في دول العالم الثالث .وتبلغ زيادة السكان السنوية ما به ما بين 20الى 30في الالف او اكثر من ذلك , بينما تتراوح هذه الزيادة في شمال غرب اوروبا ما بين 7-10 في الالف .ويرجع الانفجار بالعالم الثالث الى تقدم الخدمات الصحية مما نتج عنه انخفاض نسبة الوفيات بينما نسبة المواليد في ارتفاع .وهذه محاولات ضئيلة في بعض دول العالم الثالث من اجل تنظيم زيادة السكان.
ويكون من الواضح ان ظاهرة الانفجار السكاني من الخصائص البارزة في دول العالم الثالث حيث تمتص الزيادة السكانية الكبيرة ما تحققه مشروعات التنمية من زيادة في الدخل القومي .

3)-زراعة قليلة الانتاج
تختلف نسبة عدد سكان الريف من دولة لاخرى في العالم الثالث .ولكن عموما نجد ان هذه النسبة تتراوح بين 60./. 90./.وهذه الفئة من السكان لا تتوصل غالبا الى انتاج ما يكفيها من الغلات الغذائية وباستثناء بعض المساحات الممتازة ذات الانتاج الزراعي الكبير فان الانتاج الزراعي ضعيف .فبالنسبة للقمح مثلا نجد متوسط انتاج الهكتار يبلغ 16 قنطارا في اوروبا .12 قنطار في الولايات المتحدة الامريكية وكندا , بيتما يصل الانتاج الى 7 قناطير لكل هكتار في افريقيا وقناطير في اسيا وامريكا اللاتينية , وقد نتج عن ذلك اعتماد معظم دول العالم على استيراد الغذاء من العالم المتطور , وبالرغم من محاولة بعض دول العالم الثالث الى زيادة انتاج المواد الغذائية حى تقلل من اعتمادها على الغذاء المستورد الا انه حتى الان توجد دول نامية كثيرة تعاني كثيرا من الاعتماد على استيراد الغلات الغذائية لاطعام شعوبها ومن بين هذه الدول الهند وباكستان وماليزيا ومصر ....الخ
وترجع قلة الانتاج الزراعي في العالم الثالث بصفة عامة الى ما ياتي
-نقص الوسائل التقنية الفلاحية واتباع الطرق التقليدية في زراعة الاراضي
-الظروف الطبيعية وما ينجم عنها من مشكلات : جرف التربة و نقص المياه
-تنظيم اجتماعي مورث عن الاستعمار اوجد نمطين من الزراعة .
*زراعة تقليدية يعمل بها معظم الفلاحين وهي ذات عائد قليل وتعرف بالزراعة المعاشية
*-زراعة حديثة توجد في مساحات محدودة وتستخدم فيها الوسائل التقنية الحديثة ويعرف هذا النوع من الزراعة بالزراعة التجارية وهي من اجل التصدير ومن اهم منتجاتها الكروم , الكاوكاو , القطن ....
4)-اعتماد اقتصاد العالم الثالث على المواد الاولية
والمواد الزراعية اما زراعية كالقطن وقصب السكر والمطاط ...او معدنية كالحديد والفوسفات والبترول... وقد كان الاستعمار هو السبب الرئيسي في توجيه اقتصاد بلدان العالم الثالث نحو انتاج المواد الاولية اللازمة لسد حاجة مصانعة .وقد تدفقت رؤوس الاموال الاستعمارية على بلدان العالم الثالث واقامت المشروعات التي تخدم مصالحه الخاصة , واذا كانت بعض الاستثمارات قد اتجهت الى طرق المواصلات وانتاج فروع محلية للبنوك الاجنبية فلم بكن ذلك في الواقع الا لخدمة مصالحها وتسهيل عملية نهب ثروات هذه البلاد
ولذلك فان الاستعمار كان وما زال يهمه ابقاء هذه الاوضاع على ماهي عليه من اجل مصالحه وحتى تظل دول العالم الثالث البقرة الحلوب للعالم المتطور الذي المواد الخام باسعار منخفضة ثم يصنعها ويعيد تصديرها الى العالم الثالث باسعار خيالية واذا اخذنا قارة افريقيا كمثال للعالم الثالث نجد انتاجها من المواد الخام بالنسبة للانتاج العالمي كالاتي : 54,5 ./. من الزيوت , 10,2 ./. من القطن , 6.5./. من المطاط , 77,5./. من الفضة , 59,2./.من الذهب , 20./.من الجلود , 31,5 ./. من المنغنيز , 26./. من الفوسفات , 21,9./. من الاورانيوم , 10و6 ./. من البترول .
وبالرغم من هذه الكميات الهائلة من المواد الاولية والتي تؤخذ بها القارة الافريقية فان غالبية شعوب هذه القارة تعيش في بؤس وفقر بسبب استغلال الشركات الاستعمارية لهذه الثروات .
5)-قلة الانتاج الصناعي :
لا يكاد ينتج مجموع العالم الثالث 1/10 من قيمة الانتاج الصناعي العالمي , كما ان هذه الصناعة الضعيفة تعاني الكثير من اختلال التوازن في الامتداد المكاني والتنظيم الاقتصادي فنجدها تتركز في بضعة مدن كما ان غالبيتها صناعات استهلاكية وكذلك صناعات استخراجية . كما تتميز المنتجات الصناعية في العالم الثالث بانه ذات مستوى تقني منخفض نسبيا .

وقد اصبح التصنيع يشغل بال كثير من دول العالم الثالث بالرغم من الصعوبات العديدة التي تواجهه-لانه خير وسيلة للخروج بهذه الدول من حالة التخلف الى التقدم والرقي وقد ادركت الجزائر المستقلة هذه الحقيقة وبدأت الانطلاقة الكبرى الصناعية , واليوم تشهد بلادنا نهضة صناعية كبيرة ولن يمر وقت طويل حتى تصبح الجزائر من البلدان المتطورة , كما خطت دول اخرى من العالم الثالث خطوات لا باس بها في التصنيع مثل: الصين, الهند , مصر ....

6-نقص الاطارات الفنية :
تحتاج التنمية في بلدان العالم الثالث الى الاطارات الفنية من علماء ومهندسين واطباء واقتصاديين وعمال ..... فكما ان هذه البلدان في افتقار الى رؤوس فانها في احتياج كبير الى العقول المستنيرة المثقفة والتي تعد احدى الدعمات الاساسية للتنمية وتعد دول العالم الثالث هذه الاطارات مستعينة في ذلك بالعالم المتطور ولكن هناك عقبات كثيرة تواجه هذا الاعداد .كما ان هناك فئات فنية بعد ان تم تعليمها وتدريبها في البلاد المتطورة اثرت البقاء في هذه البلاد تحت الاغراءات المادية الكبيرة التي تمنحها دول العالم المتقدم للتخصصات النادرة وللعلم فان هناك الالوف من العلماء الذين ينتمون الى العالم النامي يعملون في الولايات المتحدة الامريكية وفي غرب اوروبا
كما ان العالم النامي يعاني من مشكلو الامية والتي تعد من اكثر العقبات التي تواجه هذا العالم , فالامية تزيد من 60./. من امريكا اللاتينية واكثر من 80./. من سكان افريقيا , وبدلا من تناقص معدلات الامية في العالم الثالث فانها تنزع فيما يبدوالى الزيادة .هذا باستثناء بعض الدول التي واجهت هذه المشكلة بشجاعة وحاولت القضاء عليها ومنها كوبا .


7)-تضخم القطاع الثالث :
يعتبر التضخم في القطاع الثالث ( التجارة , الادارة ) احد الخصائص الواسعة الانتشار في العالم الثالث , ويلاحظ ذلك في التكاثر الملحوظ في الموظفين العاملين بالادارة , وكذلك العدد الكبير من الاعمال والنشاطات الغير منتجة , وهذا التضخم يثقل كاهل اقتصاد العالم الثالث ويعرقل نموه الاقتصادي , فتوظيف اعداد كبيرة في عمل ما ولا يستحق هذا العمل هذه الاعداد فان ذلك يعرقل العمل ولا يساعد على دفعه الى الامام , ولذلك فان ازدحام الادارات بالموظفين الزائدين عن حاجة العمل يعوق الانتاج , وفي ظل هذه الاوضاع غالبا ماتتركز السلطات الادارية والمالية في ايدي فئة قليلة محظوظة تسيطر على الغالبية من اصل الريف والمدن الذين يعيشون في ظل تنظيمات اجتماعية عتيقة

8)-مشكلة البطالة
وتبدو هذه المشكلة واضحة في العالم الثالث , وتظهر هذه المشكلة سواء في المدينة او القرية على حد سواء , وقد يتجاوز حجم البطالة نصف القوى العاملة في كثير من الدول النامية وهذه الفئة المتعطلة التي يتضخم عددها من عام لاخر بما يضاف اليها من مواطنين بلغوا سن العمل المنتج من ان يتمكنوا من الحصول على مؤهل يتواف افرادها على سوق عمل مناق مجاله وكثير ا من الايدي العاملة تمارس اعمالا لا تتناسب وقدراتها و ويترتب على ضخامة عدد المتعطلين انخفاض محسوس في الاجور مما يعوق بالتالي تنفيذاي قانون تشريعي للعمل , وقد يستخدم الاطفال الصغار بسوق العمل ظاهرة واضحة وعلامة من علامات التخلف , ويرجع ذلك الى سوء تنظيم سوق العمل هذا الى جانب عدم توافر المدارس التي تستوعب هؤلاء الاطفال

9-اعتماد العالم الثالث على العالم المتطور :
ان تبعية العالم الثالث للبلاد المتقدمة لم تنته بزوال السيطرة الاستعمارية ولكنها على العكس ازدادت حدة في حالات كثيرة بسبب الاساليب الماكرة الملتوية التي عمد اليها الاستعمار الجديد وكذلك بسبب تنوع اشكال التبعية في المجالات التجارية والمالية والتكنولوجية فهناك تبعية في المجال التجاري حيث وجدت اغلبية الدول النامية ميزانها التجاري واقعا تحت رحمة تقلبات الاسعار في السوق عالمي تهيمن عليه حفنة من القرى الكبرى تتحكم فيها هذه الاسعار وهذه القوى الكبرى في المنافذ الوحيدة التي يمكن للدول النامية ان تصدر اليها السلع القليلة التي تنتجها من المواد الخام ومصادر الطاقة (قطن , مطاط , كاوكاو , بترول ...) ويستورد منها التجهيزات والاسلحة وغيرهما من المنتوجات الصناعية وكذلك المواد الغذائية , وقد ادت سيطرة القوى الكبرى هذه الى عجز في موازين المدفوعات في البلدان النامية وسيبقى هذا العجز ما دام النظام الاقتصادي الحالي ساري المفعول .

وهنا ايضا تبعية مالية طالما كانت التنمية في كثير من بلدان العالم الثالث باقية رهن الاستثمارات والقروض او المساعدات التي تقدمها الدول المتطورة , هذا فضلا عما تسمح هذه الدول بتحويل من اجور العمال التابعين للدول النامية والذين هاجروا اليها سعيا وراء كسب معاشهم
وهناك تبعية تكنولوجية طالما ان متطلبات الدول النامية من التجهيزات الصناعية والزراعية والصحية والمدرسية تعتمد اعتمادا وثيقا على ما تقدمه لها وذلك من اجل بناء اقتصادها والعمل على زيادة الانتاج ورفع مستوى معيشة .

تضاؤل نصيب العالم الثالث من التجارة الدولية وتفسير ذلك ان صادرات العالم الثالث عبارة عن مواد اولية ومصادر طاقة وتشتري الدول المتطورة هذه المواد باثمان منخفضة وتبيع مصنوعاتها الى دول العالم الثالث باثمان مرتفعة ولذلك فان قيمة نصيب العالم الثالث من التجارة الدولية اقل بكثير من نصيب العالم المتطور من التجارة الدولية وللجزائر دور كبير في علاج هذه المشكلة فقد دعت الى عقد دورة استثنائية للامم المتحدة عام 1974 لمناقشة تغيير النظام الاقتصادي الدولي الحالي بنظام جديد يقوم على المساواة في التجارة الولية , كما ان هناك حوارا ما بين الشمال والجنوب (بين الدول الغنية والدول الفقيرة ) وقد اجتمع مؤتمر في باريس لمناقشة هذا الحوار في ديسمبر 1976 واشتركت فيه ثماني دول غنية هي و.م.ا , السوق الاوروبية المشتركة استراليا , كندا , اليابان , السويد , اسبانيا , سويسرا و19 دولة نامية منها الجزائر ومصر والهند والبرازيل .... ويهدف هذا المؤتمر الى تطوير الجهود المشتركة لتحسين اوضاع الدول النامية ويتفرع عن هذا المؤتمر عدة لجان من اهمها : لجنة الطاقة , المواد الخام ,التنمية والتمويل , وتعقد اجتماعات هذه اللجان على مدار السنة .









المبحث الثالث : الافاق المستقبلية :
تعرضنا في الفصول السابقة الى اهم التعريفات التي وجهت الى التخلف مع خصائص ومشاكل العالم الثالث وقد نتج عن هذه المشاكل انخفاض ملموس في مستوى المعيشة , وبالرغم من اختلاف متوسط داخل الفرد من دولة اخرى في العالم الثالث , نرى بوضوح انه اقل بكثير من دول العالم المتطور وكان لزاما على دول العالم الثالث ان تسعى جاهدة الى تنمية اقتصاها من اجل اللحاق بركب التطور والتقدم فتعددت اساليب التنمية في العالم الثالث واهمها .

1/ تاميم الثروات الطبيعية :
ان الاستقلال السياسي ماهو الا استقلال شكلي مادامت الثروات الوطنية لا تستغل لصالح الوطن وانما تستغل هذه الثروات شركات راسمالية اما ان تكون تابعة للدولة الاستعمارية التي كانت تحتل هذا الوطن او انها شركات راسمالية عالمية وبقاء الثروات الطبيعية في ايدي الشركات الراسمالية الاستعمارية يضر كثيرا بمصلحة الدولة صاحبة هذه الشركات الراسمالية الاستعارية يضر كثيرا بمصلحة الدولة المستقلة حديثا , فقد تتدخل الدولة صاحبة هذه الشركات في سياسة هذا البلد وهذا شكل جديد من اشكال الاسعمار وقد سارعت بعض دول العالم الثالث الى تاميم كافة الموارد والمصادر الاساسية في البلاد مقتنعة بان الاستقلال السياسي بدون الاستقلال الاقتصادي يعد ضربا من الاوهام لان كلا منهما يكمل الاخر , ولذلك فقد سارعت الجزائر الى تبني هذه السياسة الاقتصادية , عقب الاستقلال السياسي واممت ثرواتها المنجمية ( ماي 1966 / والمحروقات ( فيفري 1971 ) وتاميم هذه الموارد يساعد على خلق صناعات وطنية تقوم على دعائم قوية .
2/التحرر من التبعية الاقتصادية :
تؤدي سياسة تاميم الثروات الطبيعية الى التحرر من التبعية الاقتصادية للدول الراسمالية الاستعمارية التي ضلت فترات طويلة ومازالت تنهب ثروات العالم الثالث من الموارد الطبيعية باثمان رخيصة وتصدر اليها مصنوعاتها باثمان باهضة
وقد ادي ذلك الى اثراء هذه الدول الاستعمارية على حساب حول دول العالم الثالث الذي يعيش معظم شعوبه في بؤس وفقر , فهذه التبعية الاقتصادية لا يزال الكثير من الدول السائرة في طريق النمو يعاني منه رغم معرفة هذه الدول باضرار هذه السياسة .
وتعد التبعية الاقتصاية من العوائق الاساسية التي تقف حجر عثر امام تطور العالم الثالث ككل . ولذلك فالقضاء على هذه التبعية ضرورة حتمية. وبدون هذا التحرر الاقتصادي ليس في قدرة أي بلد نامي ان

يفرض شروطه فيما يتعلق بالمبادلات التجارية مع غيره من البلدان الغنية وان هذه الاخيرة تستغل بطريق مباشر ( الشركات الاستعمارية ) وغير مباشر ( الامبريالية العالمية ) موارد العالم الثالث , وتبذل ما في وسعها للابقاء على هذه الوضعية .
كما قامت بعض دول العالم الثالث بفتح اسواق جديدة في حركة التبادل التجاري حتى لاتصبح عرضة للضغوط الاقتصادية , وقد تعرضت الجزائر عقب الاستقلال الى هذا النوع من السياسة من قبل فرنسا بشان تسويق الخمورله , كما تعرضت مصر لهذا النوع من السياسة الاقتصادية عقب عدوان 1956 حيث امتنعت انجلترا من شراء القطن المصري , وتعاقدت الحكومة المصرية مع الاتحاد السوفياتي وغيره من الدول على بيع القطن لها .

3/ التصنيع:
تخوض بعض دول العالم الثالث معركة اقتصادية تهدف الى رفع مستوى معيشة شعوبها بخلق قاعدة صناعية متينة , ولذلك فان صناعات اخذت تنمو في بلدان العالم الثالث و وتتمثل هذه الصناعات في الصناعة الخفيفة ( صناعة غذائية +صناعة المنتوجات +صناعة تركيبية ....)
وبالرغم من اهميتها فانها تعتمد في غالبيتها على المنتوجات المستوردة من البلدان المصنعة وهذا ما يزيد من تبعية العالم الثالث للدول المصنعة و كما ان هذه الصناعات لا تسمح الا بتوظيف عدد محدد من اليد العاملة التي تشكو منة حدة البطالة والى جانب الصناعات الخفبفة فقد اهتمت بعض بلدان العالم الثالث بالصناعات الثقيلة ( صناعة الحديد والصلب , الصناعة التعدينية , الصناعات الكيميائية الكبرى ...) وقد انتهجت الجزائر في في تنميتها الصناعية الاهتمام بالصناعات الثقيلة ( الحديد والصلب ) الى جانب الصناعات الخفيفة

4/ الزراعة
يتم تطبيق الاصلاح الزراعي في كثير من بلدان العالم الثالث بطرق متفاوتة والهدف من وراء ذلك :
-وقف الهجرة القروية
-هيكنة الزراعة
-القضاء على الفروقات الجهوية وبالتالي الاختلاف الموجود بين القطاع التقليدي والحديث
-زيادة الانتاج الزراعي
-مراعاة العدالة الكاملة في توزيع الاراضي , ونظرا للخوف وعدم الجراة الكافية التي انتابت معظم هذه البلدان فقد لاقى هذا الاصلاح عراقيل كثيرة من ابرزها انعدام بذل المجهودات التي يتطلبها تطوير القطاعات المرتبطة مباشرة بالزراعة ويتمثل ذلك فيما يلي:
*-الاجهزة الادارية الخاملة
*-النقص في تطوير وسائل الري
*-مشكلة الاسواق وبالتالي الامور المتعلقة بصيانة العتاد الزراعي وتوزيعه

5/ التخطيط
ان تخيير الهيكل الاقتصادي في الدول السائرة في طريق النمو يجب ان لا يترك ليتم تلقائيا , لان ذلك يعد نوعا من سياسة غير واعية ازاء سير الحياة الاقتصادية فيجب على حكومات هذه الدول ان ترسم خطة للسير عليها وان لا يترك التنفيذ للجهود الفردية , فالسير في التنمية دون تخطيط لا ياتي بالنتائج المرغوبة , كما ان رؤوس اموال الافراد لا تحتمل المشروعات الانتاجية التي تحتاج الى ملايين الدينارات , واذا قامت بهذا العمل شركات غير وطنية فانه يضر باقتصاد البلاد وبهذا يصبح تدخل الدولة ضرورة حتمية لتحقيق مشروعات التنمية عن طريق التخطيط , وقد انتهجت كثير من دول العالم الثالث هذا الاسلوب وسارت الجزائر على نفس هذه السياسة الاقتصادية ( التخطيط )واعدت المخطط الثلاثي والرباعي الاول والرباعي الثاني واقامت الجزائر الكثير من المشروعات الانتاجية خلال هذه المخططات ومنها مصنع الحدي والصلب بعناية ومعامل تكرير البترول وتمييع الغاز الطبيعي ومصانع للآلات والجرارات وتهدف من وراء ذلك تنمية البلاد والقضاء على التخلف