منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - دروس هامة في الفلسفة
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-01-02, 16:44   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
الواجهة الذهبية
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

الفلسفة والدين
هل الدين يعارض الفلسفة هل الفلسفة تتضاد مع الدين والتشريع هل التشريع يكفر الفيسلوف كل هذه الاشكالات تطرح منذ قرون عدة بين الناس عامة وخصوصا البسطاء في العلم والمعرفة اذ انهم يجدون دائما صراع بين الفلاسفة والمتكلمين من جهة والفقهاء من جهة .وكأن الفلسفة أنشأت ضد الدين وتخالف الدين في المبدأ والمقصد. ولايوجد من يجيبهم ويعرض الحقيقة التي تكمن خلف الصراع هل هو صراع فكري ام شخصي ام هل هو صراع تجاه حقيقة الدين اما صراع مع فقهاء الدين. كل هذه التساؤلات تطرح للوصول للمعرفة الحقيقة التي تكمن وراء هذا الصراع .في الحقيقة لو نرجع التاريخ قليلا للوراء سوف نجد ان اول من تصادم واعلن كفر الفلاسفة هو العلامة الغزالي وقام بوضع كتاب اسمه تهافت الفلاسفة واعلن فيه كفر الفلاسفة سبقه بكتاب اسمه مقاصد الفلاسفة وكان من الاسباب التي جعلت الغزالي يتخذ هذا الموقف هو قول الفلاسفة بقدم العالم وعدم انفكاك العالم عن الخالق اذ انه مادام وجود الخالق وجود قديم غير مبتدا وغير متناه فهنا ايضا يكون العالم غير مبتدا والماضي غير متناه وقد ذهب الى هذا الرأي ارسطو الذي خالف به افلاطون الذي يقول بتناهي الماضي .وهنا بدأ الجدل بين الفلاسفة انفسهم والمتكلمين من جهة وفقهاء الدين من جهة اخرى .الى ان ضهر الفيلسوف العربي ابن رشد ليضع كتابا يرد فيه على الغزالي وسماه تهافت التهافت ليبين الأشكالات التي وقع بها الغزالي والمتفقين معه في الراي تجاه الفلاسفة.بيد ان الاشكال الذي بدا لي من خلال قرائتي لكتب المتقدمين من الفقهاء انهم قد وقعوا في خلط بين اراء الفلاسفة. وبعضهم قد انفق رايه السلبي تجاه الفلاسفة بدون قراءة مسبقة وهذا الحال وقع به ابن تيمية عندما قام بتكفير كل من يذهب الى القياس الارسطوي والسبب برأيه هو ان ارسطو كان يعبد الأصنام وفي الحقيقة هذا كلام يدل على ان ابن تيمية لم يطلع على حياة ارسطو ولو لوهلة من الزمن لانه ارسطو كان من الموحدين والذي يؤمنون بوجود الخالق وانه كان من المنزهين لصفات الخالق واول من وضع البرهان لاثبات وجود خالق للكون.لكن المصيبة التي غفل عنها متبعي ابن تيمية هو ان ابن تيمية ومن معه لم يطلعوا اصلا على فكر ارسطو واعطوا راي خاطئا تجاهه وتجاه منطقه وتجاه الفلاسفة من عدة اوجه والوجه الاخر هو الخلط بين مفاهيم الفلاسفة وان شذ قائل منهم بقول لاينسجم مع الباقين وهذا الشذوذ يعبر عنه الفيلسوف ابن رشد في كتابه فصل المقال على انه حاله حال من شهق بالماء ومات ويتسأل هل لنا ان نترك شرب الماء اذ ان احدهم شهق به ومات.والقضية الاخرى هي عدم فهم مقصد الفيلسوف في رايه اذ انه الفيلسوف هو شخص باحث عن اشياء مجهولة في العالم ولكن البعض اعتبر البحث كقضية تجاوز وفي الحقيقة هذا الكلام لا ينسجم مع الحقيقة العلمية التي يطرحها القران الكريم اذ ان الله سبحانه تعالى يامرنا بالبحث والتوصل الى المجهولات والمعرفة الحقيقة التي تكمن وراء الاشياء فيقول الفلاسفة انه كلما بحثنا عن علل الاشياء كلما علمنا عظمة الخالق وهذا شي لا يصطدم مع الدين والتشريع .وهنا اقول ان الفلسفة لاتصطدم مع الدين اصلا على العكس بل الدين والتشريع يامرنا بالبحث لكن القضية وقعت اشكالاتها في فقهاء الدين الذين فهموا الدين على مزاج او هوى نفس فاخذوا هذا الاتجاه المعاكس والمتشدد ومنهم الغزالي وابن تيمية ومن معه .لان الفلسفة تعارض فكر ابن تيمية الذي يقول بالجسمية للخالق والحركة وهذا مالا يقبله العقل والمنطق الذي يصطدم مع هذا الفكر فهنا نقول ان تصادم الفلسفة لم يكن مع الدين اصلا ولا مع التشريع بل التشريع والدين يحث على العلم والمعرفة لكن الفلسفة اصطدمت مع فكر الهوى الذي اتبعه بعض الفقهاء وزجوا بأرائهم الشاذة هنا وهناك