منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - مسآآآعدة ( بحث )
الموضوع: مسآآآعدة ( بحث )
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-11-24, 23:06   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
you92cef
عضو محترف
 
إحصائية العضو










افتراضي

كتاب الغربال للأديب والناقد اللبناني مخائيل نعيمة
القضايا النقدية التي يعالجها
تصميم الموضوع:
1- مكانة الأدب المهجري في الأدب العربي الحديث ووسائل تطوره
2- التعريف بحياة ميخائيل نعيمة وثقافته وآثأره
3- التعريف بالكتاب وأهم القضايا النقدية التي تناولها
4- منهجه النقدي:
5- القضية المحورية في الكتاب
6- الإضافات التي قدمها الكتاب للنقد العربي الحديث
7- خاتمة:

1- مكانة الأدب المهجري ودور الرابطة القلمية في تطويره:
يعتبر أدب المهجر جزءا لا يتجزأ من الأدب العربي، وأحد معالمه الرئيسية. وإذا كان هذا الأدب قد نشأ بالمهجر بأمريكا الشمالية والجنوبية، فإنه قد ارتبط منذ البداية ارتباطا وثيقا من حيث بواعثه وغاياته بالوطن الأم، وبالانتماء إلى العروبة، وفي نفس الوقت اكتسب طابعا إنسانيا بفضل احتكاك وتأثر أدباء المهجر بالثقافة وبالآداب الغربية.
لقد أسهم الأدب المهجري إسهاما وافرا في حركة تطوير وتجديد الأدب العربي، وحمل لواء هذا التجديد أدباء وشعراء نزحوا إلى العالم الجديد ابتغاء للرزق وبحثا عن الحرية، وفرارا من الاضطهاد العثماني وجحيم الفتن الطائفية التي تفجرت في بلاد الشام. وقد لعب الأدباء الذين نزحوا إلى المهجر دورا لا يستهان به في تأسيس حركة أدبية نشيطة عن طريق إصدار الصحف والمجلات الأدبية والدواوين والجمعيات الأدبية والقصص والمؤلفات الأدبية والنقدية.
ومن الطريف – كما يقول أدونيس – أن المرحلة الأولى التي صادفت هجرة الشعراء العرب اللبنانيين والسوريين إلى أمريكا قد سميت بالمرحلة الرومانسية (وهي تمتد من سنة 1878 – نهاية القرن، بل امتدت إلى ما بعد نهاية القرن بسنوات طويلة). وهي مرحلة تجسد مختلف الصعوبات التي عاناها المهاجرون في المهجر. يقول الشاعر مسعود سماحة في هذا الصدد، مصورا جانبا من هذه المعاناة:
كم طويت القفر مشيا وحملي ** فوق ظهري، يكاد يقصم ظهري
كم قرعت الأبواب غير مبال ** بـكــــلال وكــــر فـصــل وحـــر
كم توسدت صخرة وذراعي ** تحت رأسي، وخنجري فوق صدري.
وقد اتخذ هذا النشاط الأدبي والثقافي الذي مارسه المهاجرون الشوام في البداية طابعا عفويا، لكنه سرعان ما اتخذ شكلا تنظيما بظهور الصحافة العربية حوالي 1892، حيث أنشئت أول جريدة عربية في أمريكا باسم "كوكب أمريكا"، ثم توالت عملية إصدار الصحف تباعا، فأنشئت جريدة "الهدى" سنة 1898 (وقد استمرت هذه الجريدة في الصدور حتى سنة 1971). وكانت تعنى بالشؤون الاجتماعية والأدبية والثقافية، ثم تأسست جريدة "مرآة العرب" سنة 1899، وتميزت بكونها منبرا للدفاع عن القضايا العربية ومهاجمة الحكم العثماني. وفي سنة 1912 أنشأ كل من عبد المسيح حداد ونسيب عريضة على التوالي جريدتي "السائح، والفنون"، كما أنشئت بعد ذلك صحيفة "المهاجر" لأمين الغريب، والسمير لإيليا أبي ماضي سنة 1929 . لقد خلقت هذه الجرائد والمجلات جوا ثقافيا عربيا ألف بين المهاجرين من جهة، وحافظ على صلاتهم بالثقافة العربية والقضايا الوطنية والقومية من جهة ثانية، ونقل الآثار الأدبية المهجرية إلى الوطن الأم من جهة ثالثة.3.
ووصل النشاط الأدبي والثقافي إلى أوج نضجه واكتماله بتأسيس الجمعيات الأدبية والثقافية التي احتضنت هذا النشاط وتولته بالرعاية والعناية. وأهم هذه الجمعيات "الرابطة القلمية" التي تأسست بنيويورك عام 1920، و"العصبة الأندلسية" التي تأسست بالجنوب الأمريكي (أمريكا الجنوبية) سنة 1933.
أما الرابطة القلمية فقد أسسها وتزعمها جبران خليل جبران (1883 – 1931)، ومن مؤسيسها إيليا أبو ماضي وميخائيل نعيمة ونسيب عريضة وعبد المسيح حداد وعبد الرشيد أيوب، في حين أن العصبة الأندلسية قد أسسها عدد آخر من الشعراء في أمريكا الجنوبية، ومنهم الشاعر القروي (رشيد سليم الخوري)، وإلباس فرحات ورياض معلوف وغيرهم من الشعراء والأدباء.
وإذا كانت الرابطة القلمية قد تميزت بنزعة قوية إلى التجديد متأثرة بآداب الغرب، فإن العصبة الأندلسية قد تميزت بنزعة محافظة واشتهرت بغيرتها على التراث العربي. ونتيجة لذلك، كان أدباء الرابطة القلمية أكثر تأثرا بالآداب الغربية من إخوانهم في الجنوب الأمريكي، وبذلك كانوا أكثر تجديدا. ومن أشهر هؤلاء المجددين جبران خليل جبران، ونسيب عريضة، وإيليا أبو ماضي ، وميخائيل نعيمة ، الذي سنفرد لكتابه الغربال (وهو كتب نقدي) دراسة مفصلة.
2- التعريف بحياة ميخائيل نعيمة وآثاره:
يعد ميخائيل نعيمة أحد أقطاب الرابطة القلمية ومن بين مؤسسيها. ولد بإحدى القرى اللبنانية، وهي قرية "بسكنتا" التي تقع على هضبة صنين، أحد جبال لبنان المشهورة سنة 1889 في عائلة مسيحية أرثوذكسية عربية. وهناك في مدرسة روسية ابتدائية بتلك القرية تلقى ميخائيل نعيمة دروسه الابتدائية. وقد أظهر في دراسته تفوقا ملحوظا بين أقرانه، أهله لأن يحظى ببعثة إلى مدرسة المعلمين الروسية بمدينة الناصرة بفلسطين. وفي تلك المدرسة أتيحت له الفرص لتوسيع آفاق معرفته باللغة الروسية، كما ازداد تضلعا وتمكنا من اللغة العربية وعلومها وآدابها، وأحرز من التفوق والتألق على أقرانه ما أحرزه في قريته "بسكنتا"، وكوفئ على هذا التفوق بإرساله في بعثة دراسية لمواصلة الدراسة في مدينة "يالتافا" بأوكرانيا، وكان ذلك سنة 1906، حيث التحق بأحد المعاهد هناك. وقضى ميخائيل نعيمة بروسيا حوالي خمس سنوات حتى سنة 1911 حصل خلالها على ألوان مختلفة من الآداب العالمية، وتزود بحظ وافر من الأدب الروسي، حتى برع في الكتابة بالغة الروسية ونظم الشعر بها. وما قصيدته المشهورة "النهر المتجمد" إلا أثر من آثاره الأدبية باللغة الروسية والتي نقلها بعد حين إلى اللغة العربية.
ولم يعد ميخائيل نعيمة من روسيا إلى وطنه لبنان سنة 1911، إلا ليستأتف الرحلة والهجرة، وكانت الرحلة في هذه المرة إلى العالم الجديد (أمريكا). وقد كان في نيته الهجرة إلى باريس، "مدينة العلم والنور". لكن شقيقه ثناه عن عزمه، واصطحبه معه إلى الولايات المتحدة، حيث درس الحقوق بجامعة واشنطن وظفر بإجازتها العلمية سنة 1916.
ولم يشغله طلب العلم عن الكتابة الأدبية والنقدية في المجلات العربية بأمريكا، وخاصة مجلة "الفنون" وجريدة "السائح" اللتين أصدرهما على التوالي "نسيب عريضة" و "عبد المسيح حداد" وهما من رفاق ميخائيل نعيمة ومن زملائه في مدرسة المعلمين الروسية بمدينة الناصرة بفلسطين، فكانتا – هاتان المجلتان – منبرا للكاتب ورفاقه المجددين من مؤسسي الرابطة القلمية. وافتتح نعيمة حياته الأدبية والنقدية بنقد رواية "الأجنحة المتكسرة" لجبران خليل جبران في مقال عنوانه " فجر الأمل بعد ليل اليأس". وفي هذا النقد ظهرت بوادر ثورته على الجمود والتقليد في اللغة والأدب. وكان هذا النقد سبيله إلى التعرف على جبران، فانتقل إلى نيويورك، وفيها تعرف أيضا على الشاعر إيليا أبي ماضي ورشيد أيوب وغيرهما من مؤسسي الرابطة القلمية التي كان جبران عميدها وميخائيل نعيمة مستشارها.
وفي سنة 1917 قررت أمريكا التخلي عن حيادها في الحرب العالمية الأولى، فخاضت غمارها، وكان ميخائيل نعيمة واحدا من آلاف الجنود الذين شملهم قانون التجنيد الإجباري الأمريكي، وألقت به الأقدار في جبهة الحرب بفرنسا. وأتيحت له الفرصة بعد انتهاء الحرب للانخراط في بعثة تعليمية إلى جامعة "رين" الفرنسية، فدرس فيها تاريخ الآداب والفنون، ثم عاد إلى أمريكا سنة 1919. وظل بها حتى سنة 1932، ثم غادرها إلى بلاده لبنان ليعيش في مسقط رأسه بقرية "بسكنتا"، حيث تعهد مزرعة له ورثها عن آبائه، وظل مقيما بها مواصلا نشاطه الأدبي حتى وافته المنية سنة 1988 عن عمر يقارب مئة سنة.
ويتضح من تفاصيل حياته التي أوردنا بعضا منها أن ميخائيل نعيمة قد حاز ثقافة أدبية واسعة بفضل تمكنه واستيعابه للثقافة العربية واطلاعه الواسع على الثقافات الأجنبية الروسية والفرنسية والانجليزية ، يدل على ذلك نظمه لأشعار وقصائد باللغة الروسية، وتأليفه لكتاب "مرداد" باللغة الإنجليزية؛ ذلك أنه كان شديد الشغف بالفكر والأدب، وكان لا يترك الوقت يمر دون الإفادة من ثمرات الفكر الغربي وأدبه وثقافته. ومما يدل على سعة ثقافته ما خلفه وما أبدعه من آثار فكرية وأدبية تجمع بين مختلف فنون الأدب والنقد من الشعر إلى الرواية إلى القصة إلى التراجم والسير، إلى البحوث الأدبية والنقدية ... الخ.
وبالنسبة لإنتاجه الفكري والأدبي، يمكن التمييز فيه بين مرحلتين متمايزتين: المرحلة الأولى، غلب على تفكيره الاهتمام بمشاكل الإنسان العربي الاجتماعية والأدبية، منطلقا من واقعه المتخلف ثائرا على أوضاعه ومفاهيمه البالية، مريدا لها تغييرا وتجديدا وإصلاحا. وهذه المرحلة، تأخذ جزءا كبيرا من حياته في المهجر بأمريكا، وتمثلها ثلاثة كتب من بين ستة كتب ألفها هناك، ابتداءا من سنة 1913 إلى ما قبل عودته إلى قريته بسنوات سنة 1932. والكتب الثلاثة هي: 1- كان ما كان (قصة) 2- الآباء والبنون (رواية) 3- كتاب الغربال (وهو كتب نقدي يتصل في مضمونه وروحه العامة بالمرحلة الثانية من حياته، ولكنه من حيث الزمن ينتمي إلى المرحلة الأولى).
أما المرحلـة الثانيـة، وتشمـل كـل إنتاجـه بعـد ذلـك، فتمثل نزعـة روحيـة تصوفية مثالية، وفي هـذه المرحلة نـرى
ميخائيل نعيمة يهتم بالإنسان المطلق، ويبدو من خلالها مقتنعا راضيا بالنظام الكوني، حلوليا (من نظرية الحلول، أي حلول الله في مخلوقاته، وهي إحدى النظريات الصوفية، ورمزها المشهور في تراثنا العربي الحلاج)، متوحدا (من نظرية وحدة الوجود الصوفية)، مناديا بالإنسان المتغلب على شهواته وأهوائه، التواق (المتطلع) إلى المعرفة القصوى للحرية. وتمثل هذه النزعة أغلب أعماله في المرحلة الثانية مثل مؤلفاته: المراحل، ومذكرات الأرقش، وديوان همس الجفون، وزاد المعاد، والبيادر، وكرم على درب، ولقاء، والأوثان، وصوت العالم، وكتاب جبران خليل جبران (ترجمة له) الذي يعد بدعا في كتابة التراجم في الأدب العربي، ومذكرته: سبعون بأجزائها الثلاثة الضخام، وهي عبارة عن سيرة ذاتية صريحة رائعة لمخائيل نعيمة. وله باللغة الإنجليزية كتاب "مرداد"، كما ذكرنا آنفا، وقد نقله هو نفسه إلى اللغة العربية. ويمكن اعتبار كتاب الغربال وكتاب "في الغربال الجديد" أهم أعماله النقدية. .
3- التعريف بالكتاب وأهم القضايا النقدية التي تناولها:
كتاب الغربال هو كتاب نقدي نظري وتطبيقي، وهو عبارة عن مجموعة مقالات نقدية (21 مقالة نقدية) نشرها الناقد في الفترة ما بين 1913 / 1923. ثم جمعها في كتاب نشره سنة 1923. وقد صدرت له عدة طبعات من بعد وصلت إلى ست طبعات "مما يدل على صلابة هذا الكتاب وقوة مقاومته لطوفان الزمن، فهو لا يزال يقرأ (ويدرس)، ولا يزال يؤثر في الأدباء والنقاد والمفكرين". .
وإذا كان الكتاب لم يؤلف وفقا لمنهج مرسوم سلفا، وإنما هو مجموعة من المقالات النقدية، فليس في ذلك ما ينقص من قيمة الكتاب وأهميته كما يقول الدكتور محمد مندور "فإن عددا كبيرا من روائع إنتاجنا الأدبي المعاصر ليس إلا مجموعة من المقالات التي نشرها رواد أدبنا ونقدنا المعاصر في الصحف والمجلات من أمثال "في أوقات الفراغ" للدكتور محمد حسين هيكل، و"الفصول"، و"ساعات بين الكتب" و"مطالعات في الكتب والحياة" .. للأستاذ عباس محمود العقاد، و"حصاد الهشيم" و "قبض الريح" ... الخ، للأستاذ إبراهيم عبد القادر المازني، و "حديث الأربعاء" بأجزائه الثلاثة ... للدكتور طه حسين، و "في الميزان الجديد" و "نماذج بشرية" و "قضايا جديدة في أدبنا الحديث"، للدكتور محمد مندور...". . ونجد مثل هذه الظاهرة في الآداب الأجنبية الأخرى كالأدب الفرنسي والأدب الإنجليزي والألماني والروسي وغير ذلك.
ويذكر الباحثون أن هذه المقالات التي جمعها ميخائيل نعيمة في كتاب واحد هو "الغربال" والتي تنتمي زمنيا إلى المرحلة الأولى من حياته، حيث لم يكد يتجاوز فيها الثلاثين من عمره، تنم، رغم ذلك، عن ثقافة واسعة وخبرة عميقة بالحياة واستقرار فكري في نظرته إلى وظيفة الأدب ومنهجه النقدي ، وهذه الخصال تثير في القراء والمطلعين على غرباله أعمق التأمل وخاصة في تلك الحملات القوية العنيفة على أنصار الأدب التقليدي ومن يسميهم "ضفاضع الأدب" الذين كانوا ولا يزالون أحيانا يواصلون النقيق كلما عثروا على تجديد في اللغة ووسائل تعبيرها. وبهذه النظرة نستطيع التأكيد على عودة صاحب "الغربال" إلى النقد الأدبي الصحيح. . وبالإضافة إلى هذا يثير ميخائيل نعيمة إعجاب القراء والنقاد بسبب جرأته – آنذاك- في شنه حملة عنيفة على أغراض الشعر العربي التقليدية من مدح وفخر وهجاء، يحمل حملة شعواء على لغة هذا الشعر وجزالته ورصانته، داعيا إلى أن يكون الشعر تعبيرا عن الأحاسيس النفسية والانفعالات الذاتية، وتصويرا لمثل الحق والخير والجمال، مجسدا خلجات الكون وخفقات الوجود؛ لذلك يعد كتاب الغربال من أهم كتب النقد الأدبي الحديث التي لا يغفلها مؤرخ للأدب العربي المعاصر، فقد صدر بعد كتاب "الديوان" للعقاد والمازني الذي نشر سنة 1921، ويعتبران معا من الدعائم الأولى للنهضة الأدبية والنقدية المعاصرة.
وتجدر الإشارة إلى أن هذين الكتابين (الغربال والديوان) المتقاربين في النشر، يرميان إلى هدف واحد هو الهجوم
العنيف على مدرسة الأدب التقليدي، أي مدرسة البعث (التي ينتمي إليها شوقي)، والدعوة إلى أدب جديد، مما يوحي بتأثير أحدهما على الآخر (بشكل غير مباشر)، على الرغم من نفي الناقدبن، نعيمة والعقاد، التأثر المباشر بينهما. ومهما يكن فقد ظهر الكتابان ضمن ظروف متشابهة تتمثل في اتصال الجانبين المشرقي والمهجري بالآداب والثقافات الأوربية. ومع ذلك، وتأكيدا لوحدة الهدف بينهما، فقد حيا كل منهما الآخر تحية حارة، وهي تحية موجودة في كتاب الغربال نفسه، حيث كتب الأستاذ ميخائيل نعيمة مقالا حماسيا حارا استهله بقوله "ألا بارك الله في مصر، فما كل ما تنثره ثرثرة، ولا كل ما تنظمه بهرجة. وقد كنت أحسبها وثنية تعبد زخرف الكلام، وتؤله رصف القوافي ... غير أني عرفت أن مصر مصران لا واحدة: مصر ترى البعوضة جملا والمدرة (قطعة من الطين المعلك) جبلا، ومصر أخرى ترى البعوضة بعوضة والمدرة مدرة ...إن مصر الثانية هذه، قد قامت اليوم تناقش الأولى الحساب، فانتصبت وإياها أمام محكمة الحياة، وسلاحها الوجدان ، ومحكها (معيارها) الحق .. ومغزى ما يريد نعيمة قوله في هذا المقال هو "إن مصر نهضت تصفي حسابها مع ماضيها". والذي يقوم بهذه التصفية هم جماعة "الديوان".
وقد رد الأستاذ العقاد هذه التحية بمثلها في مقدمة كتبها لكتاب الغربال، ومما جاء فيها "لو لم يكتب قلم نعيمة هذه الآراء التي تتمثل للقارئ ، في هذه الصفحات لوجب أن أكتبها أنا، فأما وقد كتبها وحمل عبئها، فقد وجب على الأقل أن أكتب مقدمتها"، ثم يقول عن مضمون الكتاب "والحق أني قد وقعت من قراءة هذه الصفحات على قرابة صحيحة وجوار ملاصق في الحي الذي أسكنه في هذه الدنيا الأدبية الجديدة. ورأيت قلما جاهدا في طلب الشعر الصحيح، شعر الحياة لا شعر الزحافات والعلل، ورأيته ينعى على الشعر الرث الذي تركنا بلا شعر ولم يبق في حياتنا ما ليس منظوما سوى عواطفنا وأفكارنا ، ورأيته يريد من الشاعر أن يكون نبيا وينكر أن يكون بهلوانا، ويريد من الشعر أن يكون إلهاما وينكر أن يكون ضربا من الحجل والجمز والمشي على الأسلاك والانتصاب على الرأس ورفع الأثقال بالأسنان ولف الرجلين حول العنق، إلى ما هنالك من الحركات التي يجيدها القردة أيما إجادة". .
وقد نوهنا آنفا أن الكتاب ليس دراسة أكاديمية، ولم يؤلفه نعيمة على منهج مرسوم، بل هو عبارة عن جملة مقالات تبلغ إحدى وعشرين مقالة. ويحسن التنويه بالقضايا النقدية التي تناولتها أغلب هذه المقالات. فمنها مقالتان خصصهما الناقد للهجوم العنيف على الأدب العربي التقليدي المتزمت والمتحجر مثل مقالتي "الحباحب" و "نقيق الضفادع"، ثم مقالة أخرى أفردها لنقد العروض التقليدي وذلك في مقالة "الزحافات والعلل". بالإضافة إلى ما تناول فيه بالنقد التطبيقي بعض المؤلفات الأدبية التي كانت قد ظهرت في تلك الفترة، مثل مقالة عن "القرويات"، وهو ديوان لرشيد سليم الخوري الذي نشر بسان باولو في البرازيل بأمريكا الجنوبية سنة 1922، ومقالة أخرى عن "الريحان في عالم الشعر"، وثالثة عن ديوان "الساق" الذي نشره جبران خليل جبران بالإنجليزية في سنة 1920، ورابعة عن قصة "ابتسامات ودموع" التي عربتها الآنسة مي زيادة عن كتاب "الحب الألماني" لماكس مولر، ومحاضرة للآنسة مي أيضا التي ألقتها في الجامعة المصرية الأهلية بدعوة من جمعية مصر الفتاة عن "غاية الحياة"، وخامسة عن ديوان "أغاني الصبا" الذي نشره محمد الشريفي سنة 1921، وسادسة عن كتاب "النبوغ" الذي صدر لمؤلفه لبيب الرياشي سنة 1921، وسابعة عن ترجمة الشاعر خليل مطران لمسرحية "تاجر البندقية" لشكسبير، وقد صدرت عن دار الهلال سنة 1922، وثامنة عن الجزئين اللذين صدرا من كتاب "الديوان" للأستاذين العقاد والمازني، وتاسعة عن "العواصف" لجبران خليل جبران، وعاشرة عن كتاب "الفصول" الذي صدر عن مطبعة السعادة سنة 1922 للأستاذ عباس محمود العقاد، والمقالة الحادية عشرة عن ديوان كان لا يزال مخطوطا للشاعر نسيب عريضة، وهو ديوان "الأرواح الحائرة"، ثم مقالة عنيفة (المقالة 12)بعنوان " الدرة الشوقية"، وفيها ينقد نقدا لا ذعا قصيدة طويلة كانت مجلة الهلال قد نشرتها في عدد أفريل 1922 للشاعر أحمد شوقي بعد أن أنشدها في احتفال أقيم في دار "الأوبرا" السلطانية بمناسبة إنشاء جمعية تعاون لمساعدة الفقراء في مصر. .
وبعد ذكر هذه المقالات النقدية التطبيقية نتبعها بالمقالات النظرية التي ذكرنا بعضا منها سالفا، ومنها مقالاته عن "النقد البناء" والتي يتحدث فيها عن "الغربلة" و"محور الأدب و"الرواية التمثيلية العربية" و "المقاييس الأدبية، و"الشعر والشاعر"، ثم مقال قصير يدعو إلى ضرورة الترجمة عن الآداب الأجنبية بعنوان "فلنترجم". .
4- منهجه النقدي:
يتجلى من تعرفنا على العديد من القضايا النقدية التي تناولها ميخائيل نعيمة في كتابه وآرائه الجديدة في هذه القضايا برؤية نقدية صريحة أن المنهج الذي تبناه في هذه الأبحاث والدراسات هو المنهج التأثري فهو يقول " إن لكل ناقد غرباله، ولكل موازينه ومقايسه، وهذه الموازين والمقاييس ليست مسجلة لا في السماء ولا في الأرض، وقوة الناقد هي ما يبطن به سطوره من الإخلاص في النية والمحبة لمنته والغيرة على موضوعه ودقة الذوق ورقة الشعور وتيقظ الفكر ... فالناقد الذي توفرت له مثل هذه الصفات لا يعدم أناسا ينضوون، تحت لوائه ويعملون بمشيئته فيستحبون ما يحب، ويستقبحون ما يقبح، وهو وراء منضدته سلطان تأتمر بأمره وتتمذهب بمذهبه، وتتحلى بحلاه وتتذوق بذوقه ألوف من الناس، إذا طرق سبيلا سلكوه، وإذا صبر نقمته على صنم حطموه، وإذا أقام لهم إلها عبدوه وخروا له، وسبحوه". .
ويضيف ميخائيل نعيمة في نفس مقالته (الغربلة) أن الناقدين طبقات مثل الشعراء والكتاب، فهم يختلفون في العديد من الصفات، ولكن مهما اختلفوا هناك خلة أو صفة مشتركة هي التي تمنحهم صفة الناقد، وهذه الخلة (الصفة أو الخصلة) هي قوة التمييز الفطرية التي تبتدع مقايس لممارسة عملها النقدي . وهذه الخلة إن كانت مشتركة من حيث الوجود إلا أن لكل ناقد قوته الفطرية، فلاتنفعه مقاييس الآخرين، بل لابد أن يعتمد على مقاييسه الخاصة، كذلك من سمات هذه المعايير أنها غير ثابته، وإلا كان في مقدور كل إنسان يستعمل مقاييس ثابتة أن يقوم بالعمل النقدي.
وإذا كان الأمر كذلك، فلماذا نحتاج إلى النقاد؟. ويجيب نعيمة بأن أذواق أغلب الناس مشوهة تحتاج إلى الصقل والتهذيب ، والذي يقوم بعملية الصقل هو الناقد وهو الرائد الذي سنتبعه، والحادي الذي سنسير على حدوه. .
ومن الواضح أن مثل هذا المنهج النقدي لا يكتفي بالتفسير والتقييم، بل يسعى إلى خلق أدبي مبتكر على نحو ما يؤكده ميخائيل نعيمة في نفس المقال وذلك بقوله "إن الناقد مبدع عندما يرفع النقاب في أثر ينقده، عن جوهر لم يهتد إليه أحد حتى صاحب الأثر نفسه .. ليت شعري هل درى شكسبير يوم خط رواياته وأغانيه أنها ستكون خالدة؟ أم تراه وضعها ليقضي بها حاجة وقتية ظن أنها ماتت بموته؟. إنني من الذين يرجحون الرأي الثاني، لذلك يجلون الناقدين الذي اكتشفوا شكسبير بعد موته إجلالهم للشاعر نفسه، إذ لولاهم ما كان لنا شكسبير. وفي اعتقادي أن الروح التي تتمكن من اللحاق بروح كبيرة في كل نزعاتها وتجوالها، فتسلك مسالكها وتستوحي موحياتها وتصعد وتهبط صعودها وهبوطها لروح كبيرة مثلها. ثم إن الناقد مولد، لأنه فيما ينقد ليس في الواقع إلا كاشفا نفسه، فهو إذا استحسن أمرا لا يستحسنه لأنه حسن في ذاته، بل لأنه ينطبق على آرائه في الحسن. وكذلك إذا استهجن أمرا، فلعدم انطباق ذلك الأمر على مقاييسه الفنية. فللناقد آراؤه في الجمال والحق، وهذه الآراء هي بنات ظروف جهاده الروحي ورصيد حساباته الدائمة مع نفسه تجاه الحياة ومعانيها.
5- القضية المحورية في الكتاب:
لا نستطيع تناول كافة القضايا التي احتواها الكتاب بالتفصيل، لأن البحث سيأخذ حجما أطول، لا مجال لمعالجته في هذا المقام، ولذلك نكتفي بتحليل مقالة من مقالاته النقدية ونتعرف على العناصر والأفكار التي طرحها وأبدى رأيه فيها. ولكن الكتاب كما رأينا يتناول في كتابه قضايا نظرية ومسائل تطبيقية. فالقضايا النظرية يتوخى فيها وضع أصول ونظريات النقد الأدبي ومقاييسه، والقضايا التطبيقية يهتم فيها بتطبيق تلك الأصول والقواعد من خلال الآثار والمؤلفات التي عالجها.
والحق أنه يلزمنا أن نعالج نموذجين في كتابه: أحدهما نظري والآخر تطبيقي، ولكن مثل هذا العمل لا يتأتى لنا أيضا؛ ولهذا نقتصر على نموذج واحد، ويمكن دراسة أثار الكتاب بشكل أكثر اتساعا بالرجوع إليه في ظروف ملائمة.
تبقى القضية موضوع الاختيار للدراسة، هل نختار نموذجا نظريا أم تطبيقيا؟. من الناحية المنهجية يجب أخذ نموذجين معا: نظري وتطبيقي، ولكن إذا كان لا بد من الاختيار بينهما، نفضل اختيار النموذج النظري، أو النقد النظري حتى نتعرف على جملة وظائف الناقد والمقاييس التي يستعملها في نقد الأثر الأدبي. وبطبيعة الحال نختار المقالة ذات الطابع العام من حيث تضمنها قواعد النقد وأصوله، وهذا ما يتوفر في مقالته الغربلة (المقالة الأولى ص 13 – 22.).
إن القضية المحورية التي يتناولها الناقد في هذه المقالة هي غربلة العمل الأدبي، وهذه الغربلة ينهض بها الناقد، ومن ثم فالقضية تتمثل في الوظيفة التي ينهض بها الناقد الأدبي والدور المنوط به في إنارة القارئ في فهم الأثر الأدبي وتذوقه وإثراء مضمونه أو إعطائه معنى جديدا. ومن خلال تحليله لوظيفة الناقد يتطرق إلى الجوانب والأفكار التالية:
1- إن ملكة الناقد وقوته الفطرية هي المنبع أو المصدر الذي تستمد منه الموازين والمعايير النقدية.
2- إن الناقد الأدبي يمارس تأثيره على القراء أو جمهور القراء بفضل الصفات والخصال التي تتميز بها ملكته الفطرية.
3-إن الملكة أو قوة التمييز هي أساس النقد الأدبي، وهي علة المقياس أو المعيار الذي بدونه لا يمكن للناقد أن يتسم بهذه السمة.
4- إن وظيفة الناقد الأدبي لا تتمثل فقط في الكشف عن قيمة الأثر الأدبي، بل لها وظائف أخرى تتجلى في التوجيه والإبداع والتنظير.*.
وهكذا يصل الناقد من خلال مقالته "الغربلة" إلى الهدف الذي ينشده: وهو تحديد وتعيين وظيفة الناقد الجوهرية. فعلى الرغم مـن إلحاحه في ثنايا المقالة على وظيفة التمييز بين الآثار الأدبية الجيدة والرديئة التي ينهض بها الناقد، إلا أنـه يرى أن وظيفة الناقـد لا تقـف عنـد هـذا الحـد : أي وظبفة التمحيص والتثمين والترتيب، بل تتجاوزها إلى الإبـداع
والاكتشاف والتوجيه، لذلك نجده يؤكد على أن الوظبفة الجوهرية للناقد الأدبي تجمع بين التحليل والتفسير والتقييم والإبداع والتوجيه. فمهمة الناقد ليست عملية تحليلية تقييمية فقط، بل هي في جوهرها عملية إبداعية.
6- الإضافات التي قدمها الكتاب للنقد العربي الحديث:
يجب أن نلاحظ في البداية بأن العديد من القضايا النقدية التي عالجها الناقد قديمة وجديدة في آن واحد، هي قديمة من حيث الموضوع، لأن النقد ومقاييسه ووظيفته، على سبيل المثال من القضايا التي تناولها النقاد القدامى، فضلا عن نقاد مدرسة البعث (أو المدرسة الكلاسيكية)، فلا يكاد يخلو منها أي كتاب من كتب النقد العربي القديم أو مرحلة البعث، وهناك نقاد قدامى عديدون تطرقوا إليها كابن سلام الجمحي وابن قتيبة الدينوري والجاحظ والآمدي والجرجاني وابن رشيق وابن الأثير وغيرهم كثيرون؛ غير أن الجديد في القضية يتمثل في نظرة الناقد إلى طبيعة النقد ووظيفته، فهو يرى أن النقد ملكة فطرية قبل كل شيء، وليس مجرد قواعد أو مقاييس تستعمل لتقييم الآثار الأدبية. نعم لا بد للناقد من مقايس يستخدمها في عمله النقدي، ولكن تلك المقاييس لا يستعيرها من غيره، بل يبتدعها هو. والناقد الحق لا يمكنه أن يمتلك مقاييس خاصة به، إذا لم تتوفر لدية الملكة النقدية التي بها يبتدع مقاييسه. فالثقافة والدربة والممارسة تصقل الملكة وتهذبها وتعززها، لكنها لا تخلقها . ويتمثل الجديد الذي أتى به الناقد أيضا في نوعية الوظيفة النقدية، فهو يرى أن هذه الوظيفة في غاية التنوع والثراء، فهي لا تقتصر على التمييز بين الآثار الأدبية وإبراز قيمتها، على الرغم من أنها وظيفة أساسية، بل إن وظيفة الناقد تتجاوز ذلك، إذ أنه يكتشف المواهب الأدبية ويوجه المبدعين إلى تيارات ومناهج أدبية جديدة، ويثري الأعمال الأدبية بتأويلها تأويلا جديدا ...الخ. ومن هنا ينتهي ميخائيل نعيمة إلى ما مؤداه أن الناقد الأدبي ليس متطفلا على الأدب، بل هو "مكتشف ومولد ومبدع، مثلما هو ممحص ومثمن ومرتب" .
ومظاهر التجديد في كتاب الغربال نجدها في كل مقالة دبجها وفي كل قضية طرحها، كانت إضافته التجديدية في اللغة وفي العروض وفي التجربة الذاتية والنفسية وفي كل القضايا التي يعج بها النقد العربي في هذه المرحلة التي تتميز بأنها مرحلة انتقالية أو مزج بين تيارين: تيار البعث والإحياء عند البارودي (أو الكلاسيكية) والتي وصلت إلى أعلى ذروتها عند شوقي، والتيار الرومانسي علي يد جماعة الديوان وأدباء المهجر ثم جماعة "أﭙولو" فيما بعد، هذا التيار كان يشق الطريق ويعبد الأرضية التي يقوم عليها الاتجاه الجديد وهو الاتجاه الرومانسي وقد ناضل ميخائيل نعيمة إلى جانب أنصار هذا التيار نضالا عسيرا يستهدف أولا القضاء على هيمنة الاتجاه الكلاسيكي على الساحة الأدبية ممثلا في عدد من الشعراء على رأسهم أحمد شوقي.
ولذلك نعتبر أن من أهم الجديد الذي أضافه ميخائيل نعيمة إلى التراث الرومانسي في الأدب هو تعزيزه لهذا التيار وفرض وجوده على الساحة الأدبية التي كانت تهيمن عليها مدرسة شوقي وحافظ وغيرهما من الشعراء الكلاسيكيين. وينجم عن هذا، طبيعة المنهج النقدي الذي اتبعه نعيمة في المعارك التي خاضها لتدعيم الاتجاه الرومانسي في الأدب العربي، هذا المنهج النقدي هو المنهج التأثري. وهو من جملة المناهج التي اعتمدت عليها المدرسة الرومانسية في تسييد وجودها، سواء في مرحلة التبشير بها وبتلبيتها لحاجيات المجتمع العربي في تلك الفترة في الشرق وفي المهجر وفي المغرب، أو في مرحلة التمكين لها وتعزيزها على الساحة الأدبية في مختلف أقطار الوطن العربي.
7- خاتمة:
لا يسعنا إلا أن نختم هـذا البحث، بإعادة التأكيد على أهميته وعلى دوره الريـادي إلى جانب كتب "الديوان" للعقـاد
والمـازني، وأنه لـعـب دورا قيـمـا في تـرسـيـخ التيار الرومانسي في الأدب العربي الحديث ليس في الأدب المـهـجري
فحسب، بل في الأدب العربي برمته.
والكتاب يعكس شخصية الأديب الناقد الذي يمكن اعتباره من جيل العمالقة في الأدب العربي الحديث، وينم عن اتجاهه الأدبي والنقدي بصورة صريحة، فمن خلال الكتاب نتعرف على اتجاه الناقد الأدبي، وتبدو شخصيته رزينة، رغم عنفها في بعض المقالات، وهو يصدر آراءه وأحكامه النقدية في تأن وروية، مشفوعة بما يدعمها من حجج وبراهين. وبكل هذه الخصال وبالإضافات التي قدمها إلى النقد العربي الحديث استحق ميخائيل نعيمة أن يكون عملاقا من عمالقة الأدب العربي وعلما من أعلام النقد العربي الحديث.
الأستاذ / علي سعيد
31 أكتوبر 2011
المراجع:
1- أدونيس (علي أحمد سعيد(: الثابت والمتحول، بحث في الاتباع والإبداع عند العرب، الجزء الثالث (صدمة الحداثة)، دار العودة بيروت ط 1 1978.
2- الحبيب محمد علوان: طبيعة التفكير الأدبي لميخائيل نعيمة وعلاقته بالعصر:
عن مجلة الحياة الثقافية العدد 31/ 1984 ص 15 – 21.
3- محمد مندور النقد والنقاد المعاصرون، مكتبة نهضة مصر، بدون تاريخ.
4- ميخائيل نعيمة: الغربال، مؤسسة نوفل، بيروت، لبنان، بدون تاريخ.
5- شوقي ضيف: فصول في الشعر ونقده، دار المعارف بمصر، بدون تاريخ.