منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - *«•¨*•.¸¸.»منتدى طلبة اللغة العربية و آدابها «•¨*•.¸¸.»*
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-02-11, 13:44   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
**د لا ل**
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

مراجع عن الشعر الجاهلي
الشعر الجاهلي


ما هو الشعرالجاهلي ؟!
الشعر عند العرب هو الأثر العظيم الذي حفظ لناحياة العرب في جاهليتهم، وإذا كانت الأمم الأخرى تخلد مآثرها بالبنيان والحصون فإنالعرب يعولون على الشعر في حفظ تلك المآثر ونقلها إلى الأجيال القادمة. يقول ابنسلام: "وكان الشعر في الجَاهلية عند العرب ديوان علمهم ومنتهى حكمهم به يأخذونوإليه يصيرون" [1]. فالشعر عند العرب له منزلة عظيمة تفوق منزلة تلك الأبنية .
وقد احببت ان اكتب عن الشعر الجاهلي لأن في حياتنا المعاصرة ندرك الكثير منوسائل الاعلام و اصبحنا ندرك خطرها فقد تحولت لاداة ضغط،و تشويه مختلفة عن تلك التيشهدت نهضة واضحة في خضم تفاعل لغتنا العربية و مبدعينا العرب، حيث كان الشعر هوالواجهة العربية التي تبرز قوة وشجاعة و نبل أخلاقنا العربية تمثلت بابداع شعرائنافي العصر الجاهلي، و مما زاد في ازدهار لغتنا الغناء في تلك الفترة ان الكلمة كانتهي الطريقة الاولى للاعلام ، وتواجد الكثير من الشعراء المبدعين ، حيث كان الشعر فيالعصر الجاهلي يعطي الصورة الادق و الاجمل و قادر على الوصول بسهولة و يسر إلىمبتغاه .ولكننا نرى الآن بعض من التخاذل عن هذا الشعر الرائع وقد اكدت الآيةالكريمة ما آل إليه الشعر قال تعالى :
"
والشعراء يتبعهم الغاوون * ألم تر أنهمفي كل واد يهيمون * وأنهم يقولون ما لا يفعلون "[2]

أما بعد ؛ فإني أرغببتقديم تقريري هذا راجية من الله ان اوفي حق الشعر والشعراء
وقد أردت أن أعرضفيه كل من : قيمة الشعر الجاهلي ، خصائص الشعر الجاهلي ، النثر الجاهلي ، أسلوبالشعر الجاهلي ، أغراض الشعر الجاهلي ، من أبرز شعراء العصر الجاهلي.
الموضوع :
قيمةالشعر الجاهلي:
1- القيمة الفنية: وتشمل المعاني والعاطفة والموسيقى الشعرية ،حيث نظم الشاعر الجاهلي اكثر شعره على اوزان طويلة التفاعيل .
2-
القيمةالتاريخية: كان الشعر وسيلة نقل معاناة الناس وشكواها الى السلطة ، فالشعر الجاهلييعتبر وثيقة تاريخية بما يخص احوال الجزيرة واحوال العرب الاجتماعية .
خصائصالشعر الجاهلي:
_1 الصدق: كان الشاعر يعبر عما يشعر به حقيقة مما يختلج في نفسهبالرغم من انه كان فيه المبالغة _2 البساطة: ان الحياة الفطرية والبدوية تجعلالشخصية الانسانية بسيطة ، كذلك كان اثر ذلك على الشعر الجاهلي .
_3
ذكر المرأة : جعل الشاعر للمرأة سمو الكواكب وبهاءها، ونضارة النبات وألوانه وأريح العطر،وخصوبة الأرض، وأصبحت المرأة فردوسة فى تلك الصحراء الواسعة وقد صنع الشاعر هذاالفردوس أو العالم الجميل وفق هواه، فجمع فيه بين الجمال والجلال والنفع والمتعة. وقد حاولت الكشف عما وجدته من ظواهر تتصل بهذه الموضوعات في الشعر الجاهلي، وحاولتمن ناحية أخرى الكشف عما وراءه هذه الظواهر وهي محاولة محفوفة بالصعوبة، لبعد الشقةبيننا وبين ذلك العصر، ولخصوصية ذلك الشعر وطبيعته التى تجعل من الدراسة نوعاً منالإبحار فى عالم كلما ازددنا معرفة به ازدادت أبعادة عمقاً وتعدداً[3]
_4
القولالجامع: كان البيت الواحد من الشعر يجمع معاني تامة ، فمثلا قالوا في امرئ القيسبقصيدته «قفا نبك‏» انه وقف واستوقف وبكى واستبكى وذكر الحبيب والمنزل في بيت واحد[3] .
_5
الاطالة: كان يحمد الشاعر الجاهلي ان يكون طويل النفس ، اي يطيلالقصائد واحيانا كان يخرج عن الموضوع الاساسي ، وهذا يسمى الاستطراد .
_6
الخيال: هو ان اتساع افق الصحراء قد يؤدي الى اتساع خيال الشاعر الجاهلي .
النثر الجاهلي:
النثر هو كلام اختيرت ألفاظه وانتقيت تراكيبهوأحسنت صياغة عباراته بحيث يؤثر في المستمع عن طريق جودة صنعته. فهو يختلف عنالكلام العادي الذي يتكلم به الناس في شؤونهم العادية. وأنواع النثر الجاهلي هي: الخطابة والأمثال والحكم والقصص وسجع الكهان. وسجع الكهان يتصف بقصر جمله وكثرةغريبه والتوازن في عباراته، ويحرص الكاهن على إخفاء كلامه باتباع هذا الأسلوب،والخطابة من أبرز أنواع النثر في العصر الجاهلي، وتتلوها من ناحية الأهمية: الأمثال؛ لسيرورتها بين عامة الناس وخاصتهم .

أسلوب الشعرالجاهلي:
ينتقل الشاعر الجاهلي إلى وصف الطريق الذي يقطعه بما فيه من وحشة، ثميصف ناقته، وبعد ذلك يصل إلى غرضه من مدح أو غيره، وهذا هو المنهج والأسلوب الذيينتهجه الجاهليون في معظم قصائدهم ولا يشذ عن ذلك إلا القليل من الشعر.
وإذاأردنا أن نقف على أسلوب الشعر الجاهلي فلابد لنا من النظر في الألفاظ والتراكيبالتي يتكون منها ذلك الشعر ، فألفاظ الشعر الجاهلي قوية صلبة في مواقف الحروبوالحماسة والمدح والفخر، لينة في مواقف الغزل، فمعظم شعر النابغة الذبياني وعنترةالعبسي وعمرو بن كلثوم من النوع الذي يتصف بقوة الألفاظ ،وهناك نوع من الألفاظ يتصفبالعذوبة؛ لأنه خفيف على السمع ومن ذلك قول امرىء القيس:
وما ذَرَفت عيناكِ إلالِتَضْرِبِي بسَهْميك في أعشار قَلْبٍ مُقَتل

اغراض الشعرالجاهلي:
أغراض الشعر الجاهلي هي الموضوعات التي نظم فيها شعراء الجاهلية شعرهم؛فإذا كان قصد الشاعر وغرضه من الشعر الاعتزاز بنفسه أو قبيلته فشعره فخر، وإذا كانقصد الشاعر التعبير عن الإعجاب بشخص ما في كرمه أو شجاعته أو غير ذلك فشعره مدح،وإذا كان قصده وغرضه النيل من شخص ما وتحقيره فذلك الهجاء :
)
لَيَأتِيَنّـكَمنِّي مَنْـطِقٌ قَـذعٌ باقٍ كما دَنَّسَ القَبْـطِيَّة الوَدكُ(
وإذا كانالشاعر يهدف إلى إظهار الحزن والأسى فذلك الرثاء :
)
أَيَّتُهَا النّفْسُأَجْمـِلِي جَزَعـَا إنّ الذي تَحْذَرين قد وَقَـع(
وإذا حَلَّقَ الشاعر فيالخيال فرسم صوراً بديعة فذلك الوصف :
(فلما علا مَتْنَتَيْهِ الغُـلامُ وسَكَّنمن آلهِ أن يُطـَارا)
وإذا عَبَّر عن حديثه مع النساء فذلك الشعر هو الغزل :
(أفاطِمُ قبْلَ بَينِكِ مَتَّعـيني ومَنْعُكِ مَا سَألتُ كأنتَبِيني)
وإذا استعطف بشعره أميراً أو غيره فهو الاعتذار:
(ما قُلْتُ منسَيء مِمّا اُتِيْتَ بِه إذاً فَلاَ رَفَعَتْ سَوْطِي إلَيَّ يَدِي(
وإذانظر في الكون وحياة الناس فتلك الحكمة:
)
ومَنْ هَابَ أسْبَابَ المَنَايَايَنَلْنَهُ ولَوْ رامَ أَسْبَابَ السمَاَءِ بِسُلَّم(
وأغراض الشعر الجاهليالتي نريد بسط القول فيها هي:
"
المدح، الهجاء، الرثاء، الفخر، الوصف، الغزل،الاعتذار، الحكمة "
مع أن القصيدة العربية الواحدة تشمل عدداً من الأغراض؛ فهيتبدأ بالغزل ثم يصف الشاعر الصحراء التي قطعها ويتبع ذلك بوصف ناقته، ثم يشرع فيالغرض الذي أنشأ القصيدة من أجله من فخر أو حماسة أو مدح أو رثاء أو اعتذار، ويأتيبالحكمة في ثنايا شعره فهو لا يخصص لها جزءاً من القصيدة.
المنتخبات العامة:
لأن هذه المنتخبات هي أقدم وأهم مصادر الشعرالجاهلي ،اسمحوا لي أن أفصل الحديث عنها قليلاً..
المعلقات: يقال بأن أول منرواها مجموعة في ديوان خاص بها هو حمّاد الرواية وهي عنده سبع معلقات .
المفضليات: نسبة للمفضل الضبي أوثق رواة الكوفة، وشرحها بن الأنباري وهي مائةوست وعشرون قصيدة لسبعة وستين شاعراً وهي من أوثق مصادر الشعر الجاهلي.
الأصمعيات: نسبة للأصمعي روايها، وعدد قصائدها مقطعاتها اثنتين وتسعين موزعةعلى واحد وسبعين شاعراً منهم أربعون جاهلياً، ولم تصل إلينا مشروحة ولم تشتمل علىقصائد كاملة وإنما مختارات منها.

إضافة :
ولم يتوقف مبدأ أخذ الشعراء منبعضهم ، على المعاني فقط بل تعدى إلى الالفاظ والابيات والصور الجمالية والمواقفالانسانية ، وقد سجل بعضهم هذه الحقيقة في شعرهم مثل امرؤ القيس قوله :
"
عُوجاًعلى الطَّلل المحُيل لأننا نبكى الديار كما بكى ابنُ خِذامِ "[4]

أبرز شعراءالعصر الجاهلي :
امريء القيس بن الحارث الكندي توفي عام 74 قبل الهجر
طرفة بنالعبد البكري توفي سنة 70 قبل الهجرة
زهير بن أبي سلمى المزني توفي سنة 14 قبلالهجرة
لبيد بن ربيعة العامري وهو صحابي توفي سنة 40 هـ
عمرو بن كلثومالتغلبي توفي سنة 52 قبل الهجرة
عنترة بن شداد العبسي توفي سنة 22 قبل الهجرة
الحارث بن حلزة اليشكري توفي سنة 52 قبل الهجرة
الأعشى ميمون البكري توفيسنة 7 هـ ولم يسلم
النابغة الذبياني توفي سنة 18 قبل الهجرة
عبيد بن الأبرصالأسدي توفي سنة 17 قبل الهجرة
ــــــــــــــ
[4]
ديوان امرؤ القيس (طبع دارالممعارف)

**************************

العصر الجاهلي دراسة وتحليلا



اتفق الناس تسمية على تسمية العصور التي سبقت الإسلام بالعصر الجاهلي وهو في الحقيقة حقبة طويلة من الزمن قد يكون من الممكن تسميتها بالعصور الجاهلية(وليس عصرا واحدا)وسنتحدث عن هذا العصر وعن الشعر متناولة الأدب في تلك الحقبة وخصائص هذا الأدب وقيمته ثم سأعرج على شعراء هذ العصر وبعض من قصائدهم.
وكانت للعرب أسواق تجارية معروفة كسوق عكاظ لها مواسم معروفة يتوافد إليها الشعراء من كل فج ليطرحوا مالديهم من أبيات وقصائد وليستمعوا للقصائد الأجرين وكان يحدث في هذا التجمع الكثير من المسابقات والحوارات الهادفة وكثير مايحدث تحدي بين شاعرين ومباهاه وفخر .

قيمة الشعر الجاهلي:
1- القيمة الفنية: وتشمل المعاني والأخيلة والعاطفة والموسيقى الشعرية ، حيث نظم الشاعر الجاهلي أكثر شعره على أوزان طويلة التفاعيل .
2-
القيمة التاريخية: كان الشعر وسيلة نقل معاناة الناس وشكواها إلى السلطة ، فالشعر الجاهلي يعتبر وثيقة تاريخية بما يخص أحوال الجزيرة وأحوال العرب الاجتماعية.
القيمة الفنية: وتشمل المعاني والأخيلة والعاطفة والموسيقى الشعرية ، حيث نظم الشاعر الجاهلي أكثر شعره على أوزان طويلة التفاعيل .

2-
القيمة التاريخية: كان الشعر وسيلة نقل معاناة الناس وشكواها الى السلطة ، فالشعر الجاهلي يعتبر وثيقة تاريخية بما يخص احوال الجزيرة واحوال العرب الاجتماعية .

الوزن و القافية:
الوزن: هو التفعيلات الشعرية الموسيقية الرتيبة التي تتكون منها الابيات ، وتسمى البحور الشعرية .

القافية: وهي ما ياتي به الشاعر في نهاية. كل بيت من ابيات القصيدة ، وابرزها الحرف الاخير الذي يختم به البيت وضبطه النطقي


أنواع الشعر
الشعر العمودي والشعر التقليدي: لقد احتفظ بخاصيته التقليدية بالالتزام بنظام الاوزان والقافية .

2
- الشعر المرسل: احتفظ بنظام الاوزان في الشعر وتحرر من نظام القافية الموحدة .

3- الشعر الحر: وهو الشعر الذي تحرر من نظام الاوزان والقوافي معا .

طبقات الشعراء:1-

الشعراء الجاهليون: وهم الذين لم يدركوا الاسلام كامرئ القيس .

2-
الشعراء المخضرمون: وهم ادركوا الجاهلية والاسلام حسان بن ثابت .

3-
الشعراء الاسلاميون: وهم الذين عاشوا في صدر الاسلام وعهد بني امية .

4-
الشعراء المولدون او المحدثون: وهم من جاءوا بعد ذاك كبشار بن برد وابي نؤاس




خصائص الشعر الجاهلي:

1- الصدق: كان الشاعر يعبر عما يشعر به حقيقة مما يختلج في نفسه بالرغم من انه كان فيه المبالغة ، مثل قول عمرو بن كلثوم .

2-
البساطة: ان الحياة الفطرية والبدوية تجعل الشخصية الانسانية بسيطة ، كذلك كان اثر ذلك على الشعر الجاهلي .

3-
القول الجامع: كان البيت الواحد من الشعر يجمع معاني تامة ، فمثلا قالوا في امرئ القيس بقصيدته «قفا نبك‏» انه وقف واستوقف وبكى واستبكى وذكر الحبيب والمنزل في بيت واحد .

4-
الاطالة: كان يحمد الشاعر الجاهلي ان يكون طويل النفس ، اي يطيل القصائد واحيانا كان يخرج عن الموضوع الاساسي ، وهذا يسمى الاستطراد .

5-
الخيال: هو ان اتساع افق الصحراء قد يؤدي الى اتساع خيال الشاعر الجاهلي .
شكل القصيدة الجاهلية:

تبدأ القصيدة الجاهلية بذكر الأطلال ثم وصف الخمر وبعدها ذكر الحبيبة، ثم ينتقل الشاعر إلى الحماسة

حتى ما ثبت من الشعر الجاهلي .
__________________
أغراض الشعر العربي الجاهلي:
أولاً: الوصف:

لقد أحاط الشاعر الجاهلي في أوصافه بجميع مظاهر البيئة، فوصف كل ما يخطر على باله وما يتراءى أمامه من مولدات شعورية، فحين يصف "عميرة بن جُعل" ديار الحبيبة الداثرة يبدع فيقول:

قِفارٌ مَروراةٌ يَحَارُ بهـا القطـا

يظلّ بها السبعـان يعتركـان

يثيران من نسج التراب عليهما

قميصيـن أسماطًا ويرتديـان

وبالشَّرف الأعلى وحوش كأنها

على جانب الأرجاء عُوذُ هجان


ثانيًا: الغزل:

وقد اختص الشاعر قصائد بعينها وأوقفها على الغزل وذكر النساء، وفي أحيان أخرى كان يجعل الغزل في مقدمة القصيدة بمثابة الموسيقى التمهيدية للأغنية، توقظ مشاعر المبدع والسامع فتلهب الأحاسيس، وتؤجج العواطف، ورغم السمة العامة للغزل وهو الغزل الصريح المكشوف الذي يسعى للغريزة أول ما يسعى، فإن المثير أن يعجب بعض الشعراء الصعاليك (الشنفرى) بحسن أدب المرأة وأخلاقها العالية فيصفونها:

"لقد أعجبتني لا سقوطًا قناعهـا * إذا ذكرت ولا بذات تلفت

كأن لها في الأرض نسيًا تقصه * على أمها وإن تكلمك تبلَّت

تبيت بُعيد النوم تهدي غبوقهـا * لجارتها إذا الهدية قلت

تحل بمنجـاة من اللـوم بيتهـا * إذا ما بيوت بالمذمة حلت

ثالثـًا: الرثاء:

وعاطفة الشاعر البدوية الفطرية كانت شديدة التوهج، فإن أحب هام وصرَّح وما عرف للصبر سبيلاً، وإن حزن فبكاء ونحيب حتى يملأ الدنيا عويلاً، وكلما جفت الدموع من عينيه استحثها لتسح وتفيض.

ومضرب المثل في الرثاء صخر أخو الخنساء الذي رثته أبياتًا، وبكته أدمعًا ودماءً، تقول الخنساء:

أعيني جـودا ولا تجمـدا ألا تبكيان لصخر الندى؟

ألا تبكيان الجريء الجميل؟ ألا تبكيان الفتى السيـدا؟


وهي ترجو (صخرًا) ألا يشعر بألم تجاه عينيها الذابلتين من البكاء وتلتمس لهما العذر:

ألا يا صخر إن بكَّيت عينـي لقد أضحكتني زمنًا طويـلاً

دَفَعْتُ بك الخطوب وأنت حي فمن ذا يدفع الخطب الجليلا؟

إذا قبح البكـاء علـى قتيـل رأيت بكاءك الحسن الجميلا


رابعًا: الفخر:

كان الجاهلي إذا فخر فجر … هكذا قالوا…

فانتماء الجاهلي لعشيرته وعائلته أمر مقدس، وعوامل ذلك متعددة منها: طبيعة الحياة القاسية التي عاناها العربي مما جعله يعتصم بقوة أكبر منه ويتحد معها؛ ليتحصن من صراع الحياة البدائية المريرة، مما جعل عمرو بن كلثوم يقول بملء فيه:

وأنـا المنعمون إذا قدرنا وأنا المهلكون إذا أتينا

وأنـا الحاكمون بما أردنا وأنا النازلون بحيث شينا

وأنـا النازلـون بكل ثغـر يخاف النازلون به المنونا

ونشرب إن وردنا الماء صفوًا ويشرب غيرنا كدرًا وطينًا

ألا لا يجلهن أحد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلينا

ملأنا البر حتى ضاق عنا كذاك البحر نملؤه سفينًا

إذا بلغ الرضيع لنا فطامًا تخر له الجبابر ساجدينا

لنا الدنيا وما أمسى علينا ونبطش حين نبطش قادرينا


خامسًا: الهجاء:

والهجاء المقذع عندهم يزكم الأنوف، ويعشو العيون، ولكنَّ لهم هجاء طريفًا ومنه التهديد والوعيد بقول الشعر الذي تتناقله العرب، فيتأذى منه المهجو أكثر من التهديد بالقتل، وكان الهجاء سلاحًا ماضيًا في قلوب الأعداء فهم يخافون القوافي والأوزان أكثر من الرماح والسنان.



يقول مزرد بن ضرار:

فمن أرمه منها ببيت يَلُح به كشامة وجه، ليس للشام غاسلُ

كذاك جزائي في الهدى وإن أقل فلا البحر منزوح ولا الصوت صاحل


سادسًا: المدح:

ومن رواده زهير بن أبي سلمى وكان لا يمدح إلا بالحق، وكذا النابغة الذبياني الذي تخصص في مدح العظماء والملوك راغبًا في العطاء السخي، ومنهم "الأعشى" وكان سكيرًا مغرمًا بالنساء لا يهمه من يمدح ما دام يعطيه، وقد أنفق كل ما أعطى على خمره ونسائه.

قال زهير في مدح حصن بن حذيفة:

وأبيض فياض يداه غمامـة على معتفيه ما تغب فواضـله

أخي ثقة لا تتلف الخمر ماله ولكنه قد يهلك المال نائلــه

تراه إذا ما جئتـه متهلـلاً كأنك تعطيه الذي أنت سائله

ظهور الشعر الجاهلي:و يشمل:

1- شعراء الفرسان .

2- شعراء الصعاليك .

3- شعراء آخرون .

1- شعراء الفرسان: نحن نعلم بان شاعر القبيلة هو لسانها الناطق وعقلها المفكر والمشير بالحق والناهي الى المنكر ، فكيف اذا جمع له الشعر والفروسية فهو صورة صادقة لتلك الحياة البدوية ، حيث كان يتدرب على ركوب الخيل ، ويشهر سيفه ، ويلوح برمحه ، فمن هؤلاء الشعراء:

- المهلهل .

- عبد يغوث .

- حاتم الطائي .

- الفند الزماني (فارس ربيعة) .



المهلهل
هو عدي بن ربيعة التغلبي ، خال امرؤ القيس ، وجد عمرو بن كلثوم . قيل أنه من أقدم الشعراء الذين وصلت الينا أبارهم واشعارهم ، وأنه أل من هلهل الشعر ولذلك قيل له المهلهل .

كان له أ اسمه كليب رئيس جيش بكر وتغلب . كليب قتل ناقة البسوس ثم قتل كليب ، ونشبت‏ حرب البسوس بين بكر وتغلب، دامت اربعين سنة .

المختار من شعره: واكثر شعر المهلهل هو في رثاء أخيه كليب، حيث‏يقول:

كليب لا خير في الدنيا و من فيها

ان انت‏خليتها في من يخليها

نعى النعاة كليبا لي فقلت لهم

سالت‏بنا الارض او زالت رواسيها

ليت السماء على من تحتها وقعت

وحالت الارض فانجابت‏بمن فيها

ومن مراثيه المشهورة في اخيه:

اهاج قذاء عيني الادكار

هدوءا فالدموع لها انحدار

و صار الليل مشتملا علينا

كان الليل ليس له نهار

دعوتك يا كليب فلم تجبني

و كيف يجيبني البلد القفار

وانك كنت تحلم عن رجال

وتعفو عنهم ولك اقتدار

توفي المهلهل عام 92 ق . ه / 530م .
الفند الزماني

اسمه شهل بن شيبان ، احد فرسان ربيعة المشهورين ، شعره قليل ، سهل ، عذب ، واكثره في الحماسة التي يتخللها شي‏ء من الحكمة ، وحينما اضطر الى الخوض في حرب البسوس ، قال:

صفحنا عن بني ذهل

وقلنا القوم اخوان

عسى الايام ان يرجعن

اقواما كما كانوا

فلما صرح الشر

وامسى وهو عريان

ولم يبق سوى العدوان

دنا لهم كما دانوا

وفي الشر نجاة حين

لا ينجيك احسان
توفي الفندالزماني سنة 92ق .

2- شعراء الصعاليك: جمع صعلوك ، وهو - لغة - الفقير الذي لا مال له . اما الصعاليك في عرف التاريخ الادبي فهم جماعة من شواذ العرب وذؤبانها ، كانوا يغيرون على البدو والحضر ، فيسرعون في النهب; لذلك يتردد في شعرهم صيحات الجزع والفقر والثورة ، ويمتازون بالشجاعة والصبر وسرعة العدو ، وحين نرجع الى اخبار الصعاليك نجدها حافلة بالحديث عن الفقر ، فكل الصعاليك فقراء لا نستثني منهم احدا حتى عروة بن الورد سيد الصعاليك الذين كانوا يلجئون اليه كلما قست عليهم الحياة ليجدوا ماوى حتى يستغنوا ، فالرواة يذكرون انه كان صعلوكا فقيرا مثلهم ، ومن هؤلاء:

- الشنفري الازدي .

- تابط شرا .

- عروة بن الورد .



‘، الشنفري ،‘،
? - 70 ق. هـ / ? - 554 م


شاعر جاهلي ، يماني ، من فحول الطبقة الثانية وكان من فتاك العرب وعدائيهم ، وهو أحد الخلعاء الذين تبرأت منهم عشائرهم . قتلهُ بنو سلامان ، وقيست قفزاته ليلة مقتلهِ فكان الواحدة منها قريباً من عشرين خطوة، وفي الأمثال ( أعدى من الشنفري ) . وهو صاحب لامية العرب ، شرحها الزمخشري في أعجب العجب المطبوع مع شرح آخر منسوب إلى المبرَّد ويظن أنه لأحد تلاميذ ثعلب .وللمستشرق الإنكليزي ردهوس المتوفي سنة 1892م رسالة بالانكليزية ترجم فيها قصيدة الشنفري وعلق عليها شرحاً وجيزاً .


لامية العرب : للشنفري
أَقِيمُـوا بَنِـي أُمِّـي صُـدُورَ مَطِيِّـكُمْ
فَإنِّـي إلى قَـوْمٍ سِـوَاكُمْ لَأَمْيَـلُ

فَقَدْ حُمَّتِ الحَاجَاتُ وَاللَّيْـلُ مُقْمِـرٌ
وَشُـدَّتْ لِطِيّـاتٍ مَطَايَـا وَأرْحُلُ

وفي الأَرْضِ مَنْـأَى لِلْكَرِيـمِ عَنِ الأَذَى
وَفِيهَا لِمَنْ خَافَ القِلَـى مُتَعَـزَّلُ

لَعَمْـرُكَ مَا بِالأَرْضِ ضِيـقٌ على امْرِىءٍ
سَرَى رَاغِبَـاً أَوْ رَاهِبَـاً وَهْوَ يَعْقِـلُ

وَلِي دُونَكُمْ أَهْلُـون : سِيـدٌ عَمَلَّـسٌ
وَأَرْقَطُ زُهْلُـولٌ وَعَرْفَـاءُ جَيْـأََلُ

هُـمُ الأَهْلُ لا مُسْتَودَعُ السِّـرِّ ذَائِـعٌ
لَدَيْهِمْ وَلاَ الجَانِي بِمَا جَرَّ يُخْـذَلُ

وَكُـلٌّ أَبِـيٌّ بَاسِـلٌ غَيْـرَ أنَّنِـي إذا
عَرَضَتْ أُولَى الطَرَائِـدِ أبْسَـلُ

وَإنْ مُـدَّتِ الأيْدِي إلى الزَّادِ لَمْ أكُـنْ
بَأَعْجَلِهِـمْ إذْ أَجْشَعُ القَوْمِ أَعْجَلُ



تابط شرا
اسمه ثابت‏بن جابر . وسبب لقبه انه اخذ ذات يوم سيفا تحت ابطه وخرج ، وكان تابط شرا من الصعاليك حاد البصر والسمع يلحق بالخيل ، ويغزو على رجليه ، وانه مات قتيلا .

واكثر شعره في الحماسة والفخر ، ومن شعره في الفخر:

يا عبد ما لك من شوق وايراق
ومر طيف على الاهوال طراق

لا شي‏ء اسرع مني ليس ذا عذر

وذا جناح بجنب‏الريد خفاق


توفي الشاعر تابط شرا عام 530 للميلاد .

عروة بن الورد



عروة بن الورد من بني عبس ، وكان من فرسان العرب ، كان كريم الاخلاق عفيفا صادقا وفيا بالعهود ، وقد فضله
عروة بن الورد بن زيد العبسي ، من غطفان . من شعراء الجاهلية و فرسانها و أجوادها . كان يلقب بعروة الصعاليك لجمعه إياهم ، وقيامه بأمرهم إذا أخفقوا في غزواتهم . قال عبد الملك بن مروان:
من قال إن حاتماً أسمح الناس فقد ظلم عروة بن الورد . شرح ديوانه ابن السكيت .


أبيات متفرقة له

إِذا المَرءُ لَم يَطلُب مَعاشاً لِنَفسِـهِ
شَكا الفَقرَ أَو لامَ الصَديقَ فَأَكثَـرا

وَصارَ عَلى الأَدنَينَ كَلّاً وَأَوشَكَت
صِلاتُ ذَوي القُربى لَهُ أَن تَنَكَّرا

وَما طالِبُ الحاجاتِ مِن كُلِّ وِجهَةٍ
مِنَ الناسِ إِلّا مَن أَجَـدَّ وَشَمَّـرا

فَسِر في بِلادِ اللَهِ وَاِلتَمِسِ الغِنـى
تَعِش ذا يَسارٍ أَو تَموتَ فَتُعـذَرا


# #

أَعَيَّرتُمونـي أَنَّ أُمّـي تَريـعَـةٌ
وَهَل يُنجِبَن في القَومِ غَيرُ التَرائِعِ

وَما طالِبُ الأَوتارِ إِلّا اِبـنُ حُـرَّةٍ
طَويلُ نَجادِ السَيفِ عاري الأَشاجِعِ

******
أَبلِغ لَدَيـكَ عامِـراً إِن لَقيتَهـا
فَقَد بَلَغَت دارُ الحِفاظِ قَرارَهـا

رَحَلنا مِنَ الأَجبالِ أَجبالِ طَيِّءِ
نَسوقُ النِساءَ عوذَها وَعِشارَها

تَرى كُلَّ بَيضاءِ العَوارِضِ طَفلَةٍ
تُفَرّي إِذا شالَ السِماكُ صِدارَها

وَقَد عَلِمَت أَن لا اِنقِلابَ لِرَحلِها
إِذا تَرَكَت مِن آخِرِ اللَيلِ دارَها

توفي ابن الورد سنة 596 للميلاد .

3- شعراء آخرون: وهناك افراد من الشعراء في يثرب وغيرها من مدن الحجاز والجزيرة العربية اعتنقوا اليهودية كالسموال بن عاديا ، او النصرانية كقس بن ساعدة .

السموال




، السَمَوأل ،‘،
? - 64 ق. هـ / ? - 560 م


السموأل بن غريض بن عادياء الأزدي . و اسمه معرب من الاسم العبري "شمويل" (שְׁמוּאֵל)
وهو شاعر جاهلي يهودي حكيم من سكان خيبر في شمالي المدينة ، كان يتنقل بينها وبين حصن له سماه الأبلق. أشهر شعره لاميته وهي من أجود الشعر ، والتي مطلعها :


إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه - فكل رداء يرتديه جميلُ

وفي علماء الأدب من ينسبها لعبد الملك بن عبدالرحيم الحارثي . وهو الذي تنسب اٍليه قصة الوفاء مع امرئ القيس .ومختصر القصة أن امرئ القيس ترك عند السموأل أهله وأدراعَه أمانة حتى يعود من رحلته إلى ملك الروم ، وقد حاول الملك الحارث بين ظالم أن يغري السموأل بتسليم أمانة امرئ القيس إليه فأبى ، ثم هدَّده بقتل ابنه إذا لم يعطه ذلك فأصرَّ السموأل على موقفه مضحياً بابنه الذي قتله الحارث بن ظالم .

لامية السمؤال


إذ المرء لم يدنس من اللؤم عرضه
فـكـل رداء يرتديـه جمـيـل

وإن هو لم يحمل على النفس ضيمها
فليس إلى حسن الثناء سـبيل

تـعـيرنا أنـا قـليـل عـديـدنـا
فقلـت لهـا إن الكرام قليل

ومـا قل من كانـت بقايـاه مثلنا
شـباب تسـامى لـلـعلا وكهول

ومـا ضرنـا أنـا قـليل وجـارنـا
عـزيز وجـار الأكثريـن ذليل

لنـا جـبـل يـحتـلـه مـن نـجيره
منيع يرد الـطـرف وهو كليل

رسـا أصـلـه تحـت الثرى وسما به
إلى النجم فرع لا ينال طويل

هو الأبلق الفردالذي شاع ذكره
يعز على من رامه ويطول

وإنـا لـقـوم مـا نرى القتل سبة
إذا مـا رأتـه عامر وسـلول

يـقرب حـب المـوت آجـالـنا لـنا
وتـكـرهه آجـالـهم فتـطـول

ومـا مـات مـنا سـيد حـتف أنـفه
ولا طل مـنـا حيث كـان قتيل

تسـيل عـلى حـد الـظبات نفوسـنا
وليست على غير الظبات تسيل

صـفونا فـلم نـكدر وأخـلص سـرنا
إنـاث أطـابـت حـملنا وفحول

عـلـونـا إلـى خير الظهور وحطنا
لوقت إلى خير البطـون نزول

فنحن كماء المزن مـا في نـصابنا
كـهام ولا فـينا يـعد بـخيل

وتـنكر إن شئنا على الناس قولهم
ولا ينكرون القول حين نقول

إذا سـيـد مـنـا خـلا قـام سـيـد
قؤول لما قال الكرام فـعول

ومـا أخـمدت نـار لنا دون طارق
ولا ذمنا في الـنازلين نزيل

وأيـامنا مشـهـورة فـي عـدونـا
لـها غـرر مـعلـومـة وحجول


توفي ابن عاديا سنة 560ه . ق .

قس بن ساعدة الاياديهو اسقف نجران ، وكان خطيبها البارع وحكيمها ، ويتصف بالزهد في الدنيا ، وكان يحضر سوق عكاظ ويلقي الشعر .

يروى ان النبي صلى الله عليه وآله راى قس في سوق عكاظ على جمل احمر وهو يقول :

«ايها الناس ، اسمعوا وعوا انه من عاش مات ، ومن مات فات ، وكل ما هو آت آت . . . آيات محكمات: مطر ونبات وآباء وامهات ، وذاهب وآت ، ضوء وظلام ، وبر وآثام ، لباس ومركب ، ومطعم ومشرب ، ونجوم تمور ، وبحور لا تغور) ، وسقف مرفوع ، وليل داج ، وسماء ذات‏ابراج ، ما لي ارى الناس يموتون ولا يرجعون . . . يا معشر اياد اين ثمود وعاد ؟ واين الآباء والاجداد ؟

ومن نوادر شعره:
وفي الذاهبين الاولين

من القرن لنا بصائر

لما رايت مواردا

للموت ليس لها مصادر

ورايت قومي نحوها

يمضي الاصاغر والاكابر

لا يرجع الماضي ولا

يبقى من الباقين غابر
ايقنت اني لا محالة

حيث صار القوم صائر توفي ابن ساعدة سنة 600 للميلاد .

‘، الأعشى ،‘،? - 7 هـ - ? - 628 م
ميمون بن قيس بن جندل من بني قيس بن ثعلبة الوائلي ، أبو بصير ، المعروف بأعشى قيس ،
ويقال له أعشى بكر بن وائل و الأعشى الكبير . من شعراء الطبقة الأولى في الجاهلية وأحد أصحاب المعلقات . كان كثير الوفود على الملوك من العرب، والفرس، غزير الشعر، يسلك فيه كلَّ مسلك، وليس أحدٌ ممن عرف قبله أكثر شعراً منه . وكان يُغنّي بشعره فسمّي (صناجة العرب) و كانت أشهر أبياته :

هريرة َ ودعها ، وإنْ لامَ لائمُ ، غداة َ غدٍ أمْ أنتَ للبينِ واجمُ

قال البغدادي: كان يفد على الملوك ولا سيما ملوك فارس فكثرت الألفاظ الفارسية في شعره .
عاش عمراً طويلاً وأدرك الإسلام ولم يسلم ، ولقب بالأعشى لضعف بصره ، وعمي في أواخر عمره. مولده ووفاته في قرية (منفوحة) باليمامة قرب مدينة الرياض وفيها داره وبها قبره .



قصيدة :
هريرة َ ودعها ، وإنْ لامَ لائمُ


هريرة َ ودعها، وإنْ لامَ لائمُ،
غداة َ غدٍ أمْ أنتَ للبينِ واجمُ


لَقَدْ كَانَ في حَوْلٍ ثَوَاءٍ ثَوَيْتَهُ،
تقضّي لبناتٍ، ويسأمُ سائمُ


مبتَّلة ٌ هيفاءُ رودٌ شبابها،
لَهَا مُقْلَتَا رِئْمٍ وَأسْوَدُ فَاحِمُ


وَوَجْهٌ نَقِيُّ اللّوْنِ صَافٍ يَزينُهُ
معَ الحليِ لباتٌ لها ومعاصمُ


وَتَضْحَكُ عَنْ غُرّ الثّنَايَا، كأنّهُ
ذُرَى أُقْحُوَانٍ نَبْتُهُ مُتَنَاعِمُ


هيَ الهَمّ لا تَدْنُو، وَلا يَسْتَطِيعُها
منَ العيسِ إلاّ النّجياتُ الرّواسمُ


رَأَيْتُ بَني شَيْبَانَ يَظْهَرُ مِنْهُمُ
لقوميَ عمداً نغصة ٌ ومظالمُ


فإنْ تصبحوا أدنى العدوّ فقبلكمْ
مِنَ الدّهْرِ عَادَتْنَا الرِّبابُ وَدارِمُ


وسعدٌ وكعبٌ والعبادُ وطيءٌّ،
ودودانُ في ألفافها والأراقمُ


فما فَضّنا من صَانعٍ بَعْدَ عَهْدِكُمْ
فيطمعَ فينا زاهرٌ والأصارمُ


ولنْ تنتهوا حتى تكسّرَ بيننا
رِمَاحٌ بِأيْدِي شُجْعَة ٍ وَقَوَائمُ


وحتى يبيتَ القومُ في الصّفّ ليلة ً
يقولونَ نوّرْ صبحُ، واللّيلُ عاتمُ


وقوفاً وراءَ الطّعنِ، والخيلُ تحتهمْ،
تشدّ على أكتافهنّ القوادم


إذا ما سمعنَ الزّجرَ يمّمنَ مقدماً
عَلَيها أُسُودُ الزّارَتَينِ الضّرَاغِمُ


أبَا ثَابِتٍ أوْ تَنْتَمُونَ، فإنّمَا
يَهِيمُ لِعَيْنَيْهِ مِنَ الشرّ هَائِمُ


متى تلقنا، والخيلُ تحملُ يزّنا،
خناذيذَ منها جلّة ٌ وصلادمُ


فَتَلْقَ أُنَاساً لا يَخِيمُ سِلاحُهُمْ،
إذا كَانَ حمّاً للصّفِيحِ الجَماجمُ


وَإنّا أُنَاسٌ يَعْتَدِي البأس خَلفُنَا،
كمَا يَعتَدي المَاءَ الظماءُ الحَوَائِمُ


فَهَانَ عَلَيْنَا مَا يَقُولُ ابنُ مُسهِرٍ
برغمكَ إذْ حلّتْ علينا اللّهازمُ


يزيدُ يغضّ الطّرفَ دوني كأنّما
زَوَى بَينَ عَيْنَيْهِ عَليّ المَحَاجِمُ


فلا يَنبَسِطْ من بينِ عَينَيكَ ما انزَوَى،
وَلا تَلْقَني إلا وَأنْفُكَ رَاغِمُ


فأقسمُ باللهِ الّذي أنا عبدهُ،
لتصطفقنْ يوماً عليكَ المآتمُ


يَقُلْنَ حَرَامٌ مَا أُحِلّ بِرَبّنَا
وتتركُ أمولاً عليها الخواتمُ


أبَا ثَابِتٍ لا تَعْلَقَنْكَ رِمَاحُنَا،
أبَا ثَابِتٍ اقْعُدْ وَعِرْضُكَ سَالِمُ


أفي كُلّ عَامٍ تَقْتُلُونَ ونَتّدِي،
فتلكَ التّي تبيضّ منها المقادمُ


وَذَرْنَا وَقَوْماً إنْ هُمُ عَمَدوا لَنَا
أبَا ثَابِتٍ، وَاجْلِسْ فَإنّكَ نَاعِمُ


طَعامُ العِرَاقِ المُستَفيضُ الذي تَرى،
وفي كلّ عامٍ حلّة ٌ ودراهمُ


أتَأمُرُ سَيّاراً بِقَتْلِ سَرَاتِنَا،
وتزعمُ بعدَ القتلِ أنّكَ سالمُ

أبَا ثَابِتٍ! إنّا إذَا تَسْبِقُنّنا،
سيرعدُ سرحٌ أوْ ينبَّهُ نائمُ

بمُشْعِلَة ٍ يَغْشَى الفِرَاش رَشاشُهَا،
يبيتُ لها ضوءٌ منَ النّارِ جاحمُ


تَقَرُّ بِهِ عَيْنُ الّذي كَانَ شَامِتاً،
وَتَبْتَلُّ مِنْهَا سُرّة ٌ وَمَآكِمُ


وتلقى حصانٌ تخدمُ ابنة َعمّها،
كما كانَ يلقى النّصفاتُ الخوادمُ

إذا اتّصلتْ قالتْ: أبكرَ بنَ وائلٍ،
وبكرٌ سبتها، والأنوفُ رواغمُ



، الحارث بن حلزة ،‘،
? - 54 ق. هـ / ? - 570 م

الحارث بن حِلِّزَة بن مكروه بن يزيد اليشكري الوائلي . شاعر جاهلي من أهل بادية العراق ، وهو أحد أصحاب المعلقات . كان أبرص فخوراً، ارتجل معلقته بين يدي عمرو بن هند الملك بالحيرة، جمع بها كثيراً من أخبار العرب ووقائعهم حتى صار مضرب المثل في الافتخار ، فقيل: أفخر من الحارث بن حلّزة .


معلقة :
الحارث بن حِلِّزَة اليشكري


آذَنَتْـنَـا بِبَيْنِهَـا أَسْمَـاءُ
رُبَّ ثَاوٍ يُمَـلُّ مِنْـهُ الثَّـوَاءُ

بَعْدَ عَهْـدٍ لَنَـا بِبُرْقَـةِ شَمَّـاءَ
فَأَدْنَـى دِيَارِهَـا الخَلْصَاءُ

فَالمُحَيَّـاةُ فَالصِّفَـاحُ فَأَعْنَـاقُ
فِتَـاقٍ فَعاذِبٌ فَالْوَفَـاءُ

فَرِيَـاضُ الْقَطَـا فَأَوْدِيَـةُ الشُّرْبُبِ
فَالشُّعْبَتَـانِ فَالأَبْـلاءُ

لا أَرَى مَنْ عَهِدْتُ فِيهَا فَأَبْكِي الــيَوْمَ
دَلْهَاً وَمَا يُحِيرُ البُكَاءُ

وَبِعَيْنَيْكَ أَوْقَـدَتْ هِنْـدٌ النَّـارَ
أَخِيرَاً تُلْـوِي بِهَـا العَلْيَاءُ

فَتَنَوَّرْتُ نَارَهَـا مِـنْ بَعِيـدٍ
بِخَزَازَى هَيْهَاتَ مِنْكَ الصِّلاءُ

أوْقَدَتْهَا بَيْنَ العَقِيـقِ فَشَخْصَيْــنِ
بِعُودٍ كَمَا يَلُوحُ الضِّيَاءُ

غَيْرَ أَنِّي قَدْ أَسْتَعِينُ عَلَى الْهَـمِّ
إذَا خَـفَّ بِالثَّـوِيِّ النَّجَاءُ

بِزَفُـوفٍ كَأَنَّـهَـا هِقْلَـةٌ أُمُّ
رِئَـالٍ دَوِّيَّـةٌ سَقْفَـاءُ

آنَسَـتْ نَبْـأَةً وَأَفزَعَهَـا القُــنَّاصُ
عَصْرَاً وَقَدْ دَنَا الإِمْسَاءُ

فَتَرَى خَلْفَهَا مِنَ الرَّجْـعِ وَالْوَقْــعِ
مَنِينَـاً كَأَنَّـهُ إِهْبَاءُ

وَطِرَاقَاً مِنْ خَلْفِهِـنَّ طِـرَاقٌ
سَاقِطَاتٌ أَلْوَتْ بِهَا الصَّحْرَاءُ

أَتَلَهَّـى بِهَا الْهَوَاجِرَ إِذْ كُلُّ ابْــنِ
هَـمٍّ بَلِيَّـةٌ عَمْيَـاءُ

وَأَتَانَا مِنَ الْحَـوَادِثِ وَالأَنْبَـاءِ
خَطْـبٌ نُعْنَـى بِهِ وَنُسَاءُ

إِنَّ إِخْوَانَنَـا الأَرَاقِـمَ يَغْلُـونَ
عَلَيْنَا فِي قِيلِهِـمْ إِحْفَـاءُ

يَخْلِطُونَ البَرِيءَ مِنَّا بِذِي الذَّنْــبِ
وَلا يَنْفَعُ الْخَلِيَّ الْخَلاءُ


زَعَمَوا أَنَّ كُلَّ مَنْ ضَرَبَ الْعَيْــرَ
مُـوَالٍ لَنَا وَأَنَّـا الوَلاءُ

أَجْمَعُوا أمْرَهُـمْ عِشَاءً فلَمَّـا
أَصْبَحُوا أَصْبَحَتْ لَهُمْ ضَوْضَاءُ

مِنْ مُنَادٍ وَمِنْ مُجِيبٍ وَمِنْ تَصْـهَالِ
خَيْلٍ خِلالَ ذَاكَ رُغَاءُ

أَيُّهَا النَّاطِـقُ الْمُرَقِّـشُ عَنَّـا
عِنْدَ عَمْـرٍو وَهَلْ لِذَاكَ بَقَاءُ

لا تَخَلْنَـا عَلَـى غَرَاتِـكَ إنَّـا
قَبْلُ مَا قَدْ وَشَى بِنَا الأَعْدَاءُ

فَبَقِينَـا عَلَى الشَّنَـاءَةِ تَنْمِيــنَا
حُصُـونٌ وَعِـزَّةٌ قَعْسَاءُ

قَبْلَ مَا الْيَوْمِ بَيَّضَتْ بِعُيُونِ
النَّــاسِ فِيهَا تَغَيُّـظٌ وَإِبَـاءُ

وَكَأَنَّ الْمَنُـونَ تَـرْدِي بِنَا أَرْعَنَ
جَوْناً يَنْجَابُ عَنْهُ الْعَمَاءُ

مُكْفَهِـرَّاً عَلَى الْحَـوَادِثِ لا تَرْتُوهُ
لِلدَّهْرِ مُـؤْيِدٌ صَمَّـاءُ

إِرَمِـيٌّ بِمِثْلِـهِ جَالَـتِ الْخَيْــلُ
وَتَأْبَى لِخَصْمِهَا الإِجْلاءُ

مَلِكٌ مُقْسِطٌ وَأَفْضَلُ مَنْ يَمـْـشِي
وَمِنْ دُونِ مَا لَدَيْهِ الثَّنَاءُ

أَيُّمَا خُطَّـةٍ أَرَدْتُـمْ فَأَدُّوهَــا
إِلَيْنَا تُشْفَى بِهَا الأَمْلاءُ

إِنْ نَبَشْتُمْ مَا بَيْنَ مِلْحَةَ فَالصَّاقِبِ
فِيهِ الأَمْوَاتُ وَالأَحْيَـاءُ




النابغة الذبياني ،‘،
؟؟ -18 ق .هـ - ؟؟ -605 م


هو زياد بن معاوية بن ضباب الذبياني الغطفاني المضري ، أبو أمامة . شاعر جاهلي نصراني من الطبقة الأولى . له قصيدة يعدها البعض من المعلقات ، ومطلعها:



يا دار مية بالعلياء فالسند - أقوت وطال عليها سالف الأبد





‘، الأعشى ،‘،? - 7 هـ - ? - 628 م
ميمون بن قيس بن جندل من بني قيس بن ثعلبة الوائلي ، أبو بصير ، المعروف بأعشى قيس ،
ويقال له أعشى بكر بن وائل و الأعشى الكبير . من شعراء الطبقة الأولى في الجاهلية وأحد أصحاب المعلقات . كان كثير الوفود على الملوك من العرب، والفرس، غزير الشعر، يسلك فيه كلَّ مسلك، وليس أحدٌ ممن عرف قبله أكثر شعراً منه . وكان يُغنّي بشعره فسمّي (صناجة العرب) و كانت أشهر أبياته :

هريرة َ ودعها ، وإنْ لامَ لائمُ ، غداة َ غدٍ أمْ أنتَ للبينِ واجمُ

قال البغدادي: كان يفد على الملوك ولا سيما ملوك فارس فكثرت الألفاظ الفارسية في شعره .
عاش عمراً طويلاً وأدرك الإسلام ولم يسلم ، ولقب بالأعشى لضعف بصره ، وعمي في أواخر عمره. مولده ووفاته في قرية (منفوحة) باليمامة قرب مدينة الرياض وفيها داره وبها قبره .



قصيدة : هريرة َ ودعها ، وإنْ لامَ لائمُ


هريرة َ ودعها، وإنْ لامَ لائمُ،
غداة َ غدٍ أمْ أنتَ للبينِ واجمُ


لَقَدْ كَانَ في حَوْلٍ ثَوَاءٍ ثَوَيْتَهُ،
تقضّي لبناتٍ، ويسأمُ سائمُ


مبتَّلة ٌ هيفاءُ رودٌ شبابها،
لَهَا مُقْلَتَا رِئْمٍ وَأسْوَدُ فَاحِمُ


وَوَجْهٌ نَقِيُّ اللّوْنِ صَافٍ يَزينُهُ
معَ الحليِ لباتٌ لها ومعاصمُ


وَتَضْحَكُ عَنْ غُرّ الثّنَايَا، كأنّهُ
ذُرَى أُقْحُوَانٍ نَبْتُهُ مُتَنَاعِمُ


هيَ الهَمّ لا تَدْنُو، وَلا يَسْتَطِيعُها
منَ العيسِ إلاّ النّجياتُ الرّواسمُ


رَأَيْتُ بَني شَيْبَانَ يَظْهَرُ مِنْهُمُ
لقوميَ عمداً نغصة ٌ ومظالمُ


فإنْ تصبحوا أدنى العدوّ فقبلكمْ
مِنَ الدّهْرِ عَادَتْنَا الرِّبابُ وَدارِمُ


وسعدٌ وكعبٌ والعبادُ وطيءٌّ،
ودودانُ في ألفافها والأراقمُ


فما فَضّنا من صَانعٍ بَعْدَ عَهْدِكُمْ
فيطمعَ فينا زاهرٌ والأصارمُ


ولنْ تنتهوا حتى تكسّرَ بيننا
رِمَاحٌ بِأيْدِي شُجْعَة ٍ وَقَوَائمُ


وحتى يبيتَ القومُ في الصّفّ ليلة ً
يقولونَ نوّرْ صبحُ، واللّيلُ عاتمُ


وقوفاً وراءَ الطّعنِ، والخيلُ تحتهمْ،
تشدّ على أكتافهنّ القوادم


إذا ما سمعنَ الزّجرَ يمّمنَ مقدماً
عَلَيها أُسُودُ الزّارَتَينِ الضّرَاغِمُ


أبَا ثَابِتٍ أوْ تَنْتَمُونَ، فإنّمَا
يَهِيمُ لِعَيْنَيْهِ مِنَ الشرّ هَائِمُ


متى تلقنا، والخيلُ تحملُ يزّنا،
خناذيذَ منها جلّة ٌ وصلادمُ


فَتَلْقَ أُنَاساً لا يَخِيمُ سِلاحُهُمْ،
إذا كَانَ حمّاً للصّفِيحِ الجَماجمُ


وَإنّا أُنَاسٌ يَعْتَدِي البأس خَلفُنَا،
كمَا يَعتَدي المَاءَ الظماءُ الحَوَائِمُ


فَهَانَ عَلَيْنَا مَا يَقُولُ ابنُ مُسهِرٍ
برغمكَ إذْ حلّتْ علينا اللّهازمُ


يزيدُ يغضّ الطّرفَ دوني كأنّما
زَوَى بَينَ عَيْنَيْهِ عَليّ المَحَاجِمُ


فلا يَنبَسِطْ من بينِ عَينَيكَ ما انزَوَى،
وَلا تَلْقَني إلا وَأنْفُكَ رَاغِمُ


فأقسمُ باللهِ الّذي أنا عبدهُ،
لتصطفقنْ يوماً عليكَ المآتمُ


يَقُلْنَ حَرَامٌ مَا أُحِلّ بِرَبّنَا
وتتركُ أمولاً عليها الخواتمُ


أبَا ثَابِتٍ لا تَعْلَقَنْكَ رِمَاحُنَا،
أبَا ثَابِتٍ اقْعُدْ وَعِرْضُكَ سَالِمُ


أفي كُلّ عَامٍ تَقْتُلُونَ ونَتّدِي،
فتلكَ التّي تبيضّ منها المقادمُ


وَذَرْنَا وَقَوْماً إنْ هُمُ عَمَدوا لَنَا
أبَا ثَابِتٍ، وَاجْلِسْ فَإنّكَ نَاعِمُ


طَعامُ العِرَاقِ المُستَفيضُ الذي تَرى،
وفي كلّ عامٍ حلّة ٌ ودراهمُ


أتَأمُرُ سَيّاراً بِقَتْلِ سَرَاتِنَا،
وتزعمُ بعدَ القتلِ أنّكَ سالمُ

أبَا ثَابِتٍ! إنّا إذَا تَسْبِقُنّنا،
سيرعدُ سرحٌ أوْ ينبَّهُ نائمُ

بمُشْعِلَة ٍ يَغْشَى الفِرَاش رَشاشُهَا،
يبيتُ لها ضوءٌ منَ النّارِ جاحمُ


تَقَرُّ بِهِ عَيْنُ الّذي كَانَ شَامِتاً،
وَتَبْتَلُّ مِنْهَا سُرّة ٌ وَمَآكِمُ


وتلقى حصانٌ تخدمُ ابنة َعمّها،
كما كانَ يلقى النّصفاتُ الخوادمُ

إذا اتّصلتْ قالتْ: أبكرَ بنَ وائلٍ،
وبكرٌ سبتها، والأنوفُ رواغمُ



، الحارث بن حلزة ،‘،
? - 54 ق. هـ / ? - 570 م

الحارث بن حِلِّزَة بن مكروه بن يزيد اليشكري الوائلي . شاعر جاهلي من أهل بادية العراق ، وهو أحد أصحاب المعلقات . كان أبرص فخوراً، ارتجل معلقته بين يدي عمرو بن هند الملك بالحيرة، جمع بها كثيراً من أخبار العرب ووقائعهم حتى صار مضرب المثل في الافتخار ، فقيل: أفخر من الحارث بن حلّزة .


معلقة : الحارث بن حِلِّزَة اليشكري


آذَنَتْـنَـا بِبَيْنِهَـا أَسْمَـاءُ
رُبَّ ثَاوٍ يُمَـلُّ مِنْـهُ الثَّـوَاءُ

بَعْدَ عَهْـدٍ لَنَـا بِبُرْقَـةِ شَمَّـاءَ
فَأَدْنَـى دِيَارِهَـا الخَلْصَاءُ

فَالمُحَيَّـاةُ فَالصِّفَـاحُ فَأَعْنَـاقُ
فِتَـاقٍ فَعاذِبٌ فَالْوَفَـاءُ

فَرِيَـاضُ الْقَطَـا فَأَوْدِيَـةُ الشُّرْبُبِ
فَالشُّعْبَتَـانِ فَالأَبْـلاءُ

لا أَرَى مَنْ عَهِدْتُ فِيهَا فَأَبْكِي الــيَوْمَ
دَلْهَاً وَمَا يُحِيرُ البُكَاءُ

وَبِعَيْنَيْكَ أَوْقَـدَتْ هِنْـدٌ النَّـارَ
أَخِيرَاً تُلْـوِي بِهَـا العَلْيَاءُ

فَتَنَوَّرْتُ نَارَهَـا مِـنْ بَعِيـدٍ
بِخَزَازَى هَيْهَاتَ مِنْكَ الصِّلاءُ

أوْقَدَتْهَا بَيْنَ العَقِيـقِ فَشَخْصَيْــنِ
بِعُودٍ كَمَا يَلُوحُ الضِّيَاءُ

غَيْرَ أَنِّي قَدْ أَسْتَعِينُ عَلَى الْهَـمِّ
إذَا خَـفَّ بِالثَّـوِيِّ النَّجَاءُ

بِزَفُـوفٍ كَأَنَّـهَـا هِقْلَـةٌ أُمُّ
رِئَـالٍ دَوِّيَّـةٌ سَقْفَـاءُ

آنَسَـتْ نَبْـأَةً وَأَفزَعَهَـا القُــنَّاصُ
عَصْرَاً وَقَدْ دَنَا الإِمْسَاءُ

فَتَرَى خَلْفَهَا مِنَ الرَّجْـعِ وَالْوَقْــعِ
مَنِينَـاً كَأَنَّـهُ إِهْبَاءُ

وَطِرَاقَاً مِنْ خَلْفِهِـنَّ طِـرَاقٌ
سَاقِطَاتٌ أَلْوَتْ بِهَا الصَّحْرَاءُ

أَتَلَهَّـى بِهَا الْهَوَاجِرَ إِذْ كُلُّ ابْــنِ
هَـمٍّ بَلِيَّـةٌ عَمْيَـاءُ

وَأَتَانَا مِنَ الْحَـوَادِثِ وَالأَنْبَـاءِ
خَطْـبٌ نُعْنَـى بِهِ وَنُسَاءُ

إِنَّ إِخْوَانَنَـا الأَرَاقِـمَ يَغْلُـونَ
عَلَيْنَا فِي قِيلِهِـمْ إِحْفَـاءُ

يَخْلِطُونَ البَرِيءَ مِنَّا بِذِي الذَّنْــبِ
وَلا يَنْفَعُ الْخَلِيَّ الْخَلاءُ


زَعَمَوا أَنَّ كُلَّ مَنْ ضَرَبَ الْعَيْــرَ
مُـوَالٍ لَنَا وَأَنَّـا الوَلاءُ

أَجْمَعُوا أمْرَهُـمْ عِشَاءً فلَمَّـا
أَصْبَحُوا أَصْبَحَتْ لَهُمْ ضَوْضَاءُ

مِنْ مُنَادٍ وَمِنْ مُجِيبٍ وَمِنْ تَصْـهَالِ
خَيْلٍ خِلالَ ذَاكَ رُغَاءُ

أَيُّهَا النَّاطِـقُ الْمُرَقِّـشُ عَنَّـا
عِنْدَ عَمْـرٍو وَهَلْ لِذَاكَ بَقَاءُ

لا تَخَلْنَـا عَلَـى غَرَاتِـكَ إنَّـا
قَبْلُ مَا قَدْ وَشَى بِنَا الأَعْدَاءُ

فَبَقِينَـا عَلَى الشَّنَـاءَةِ تَنْمِيــنَا
حُصُـونٌ وَعِـزَّةٌ قَعْسَاءُ

قَبْلَ مَا الْيَوْمِ بَيَّضَتْ بِعُيُونِ
النَّــاسِ فِيهَا تَغَيُّـظٌ وَإِبَـاءُ

وَكَأَنَّ الْمَنُـونَ تَـرْدِي بِنَا أَرْعَنَ
جَوْناً يَنْجَابُ عَنْهُ الْعَمَاءُ

مُكْفَهِـرَّاً عَلَى الْحَـوَادِثِ لا تَرْتُوهُ
لِلدَّهْرِ مُـؤْيِدٌ صَمَّـاءُ

إِرَمِـيٌّ بِمِثْلِـهِ جَالَـتِ الْخَيْــلُ
وَتَأْبَى لِخَصْمِهَا الإِجْلاءُ

مَلِكٌ مُقْسِطٌ وَأَفْضَلُ مَنْ يَمـْـشِي
وَمِنْ دُونِ مَا لَدَيْهِ الثَّنَاءُ

أَيُّمَا خُطَّـةٍ أَرَدْتُـمْ فَأَدُّوهَــا
إِلَيْنَا تُشْفَى بِهَا الأَمْلاءُ

إِنْ نَبَشْتُمْ مَا بَيْنَ مِلْحَةَ فَالصَّاقِبِ
فِيهِ الأَمْوَاتُ وَالأَحْيَـاءُ




النابغة الذبياني ،‘،
؟؟ -18 ق .هـ - ؟؟ -605 م


هو زياد بن معاوية بن ضباب الذبياني الغطفاني المضري ، أبو أمامة . شاعر جاهلي نصراني من الطبقة الأولى . له قصيدة يعدها البعض من المعلقات ، ومطلعها:



يا دار مية بالعلياء فالسند - أقوت وطال عليها سالف الأبد


لقب بالنابغة لأنه نبغ في الشعر بعد أن كبر وتقدمت به السن , وقيل بل لأنه قال: ( فقد نبغت لنا منهم شئون) . أما الدكتور يوسف خليف الذي كتب عنه وعن عصره في كتاب " الروائع من الأدب العربي" فيغلب عليه الظن بأنه لقب به لنبوغه في الشعر وتفوقه فيه . بل هو في رأيه قمة شامخة من قمم مدرسة الصنعة الجاهلية التي سمي أربابها بعبيد الشعر ـ لعكوفهم الطويل على تجويد شعرهم و نخله و تهذيبه ـ شأنه شأن زهير بن أبي سلمى و لبيد بن ربيعة و عبيد بن الأبرص . حتى لقد ارتضاه شعراء عصره حكما بينهم في سوق عكاظ (حيث كانت تضرب له قبة حمراء متميزة , ويأتيه الشعراء من شتى القبائل ليعرضوا عليه شعرهم) .وهو الذي حكم بتفضيل الخنساء على حسان بن ثابت في قصة له مأثورة.




معلقة : النابغة الذبياني



يَـا دَارَ مَيَّـةَ بالعَليْـاءِ ، فالسَّـنَـدِ
أَقْوَتْ ، وطَالَ عَلَيهَـا سَالِـفُ الأَبَـدِ

وقَفـتُ فِيهَـا أُصَيـلا كـي أُسائِلُهـا
عَيَّتْ جَوَاباً ، ومَا بالرَّبعِ مِـنْ أَحَـدِ

إلاَّ الأَوَارِيَّ لأْيــاً مَــا أُبَيِّنُـهَـا
والنُّؤي كَالحَوْضِ بالمَظلومـةِ الجَلَـدِ

رَدَّتْ عَلـيَـهِ أقَاصِـيـهِ ، ولـبّـدَهُ
ضَرْبُ الوَلِيدَةِ بالمِسحَـاةِ فِـي الثَّـأَدِ

خَلَّـتْ سَبِيـلَ أَتِـيٍّ كَـانَ يَحْبِسُـهُ
ورفَّعَتْـهُ إلـى السَّجْفَيـنِ ، فالنَّضَـدِ


أضحتْ خَلاءً ، وأَضحى أَهلُهَا احْتَمَلُوا
أَخْنَى عَليهَا الَّذِي أَخْنَـى عَلَـى لُبَـدِ

فَعَدِّ عَمَّا تَـرَى ، إِذْ لاَ ارتِجَـاعَ لَـهُ
وانْـمِ القُتُـودَ عَلَـى عَيْرانَـةٍ أُجُـدِ


مَقذوفَةٍ بِدَخِيـسِ النَّحـضِ ، بَازِلُهَـا
لَهُ صَريفٌ ، صَريفُ القَعْـوِ بالمَسَـدِ

كَأَنَّ رَحْلِي ، وَقَـدْ زَالَ النَّهَـارُ بِنَـا
يَومَ الجليلِ ، عَلَـى مُستأنِـسٍ وحِـدِ


مِنْ وَحشِ وَجْرَةَ ، مَوْشِـيٍّ أَكَارِعُـهُ
طَاوي المَصِيرِ ، كَسَيفِ الصَّيقل الفَرَدِ

سَرتْ عَلَيهِ ، مِنَ الجَوزَاءِ ، سَارِيَـةٌ
تُزجِي الشَّمَالُ عَلَيـهِ جَامِـدَ البَـرَدِ


فَارتَاعَ مِنْ صَوتِ كَلاَّبٍ ، فَبَاتَ لَـهُ
طَوعَ الشَّوَامتِ مِنْ خَوفٍ ومِنْ صَرَدِ

فبَثّهُـنَّ عَلَـيـهِ ، واستَـمَـرَّ بِــهِ
صُمْعُ الكُعُوبِ بَرِيئَـاتٌ مِـنَ الحَـرَدِ

وكَانَ ضُمْرانُ مِنـهُ حَيـثُ يُوزِعُـهُ
طَعْنَ المُعارِكِ عِندَ المُحْجَـرِ النَّجُـدِ

شَكَّ الفَريصـةَ بالمِـدْرَى ، فَأنفَذَهَـا
شك المُبَيطِرِ ، إِذْ يَشفِي مِـنَ العَضَـدِ

كَأَنَّه ، خَارجَا مِـنْ جَنـبِ صَفْحَتِـهِ



، أوس بن حَجَر ،‘،
95 - 2 ق. هـ / 530 - 620 م

أوس بن حجر بن مالك التميمي أبو شريح.شاعر تميم في الجاهلية، أو من كبار شعرائها، أبوه حجر هو زوج أم زهير بن أبي سلمى ، كان كثير الأسفار ، وأكثر إقامته عند عمرو بن هند في الحيرة. عمّر طويلاً ولم يدرك الإسلام. في شعره حكمة و رقة ، وكانت تميم تقدمه على سائر الشعراء العرب . وكان غزلاً مغرماً بالنساء.



قصيدة : ودّعْ لميسَ وداعَ الصّـارمِ اللاحِـي

ودّعْ لميسَ وداعَ الصّـارمِ اللاحِـي
إذْ فنّكتْ في فسـادٍ بعـدَ إصْـلاحِ

إذْ تستبيـكَ بمصقـولٍ عوارضُـهُ
حمشِ اللّثاتِ عذابٍ غيـرِ ممـلاحِ

وقدْ لهـوتُ بمثـلِ الرّثـمِ آنسـة ٍ
تُصْبي الحليمَ عَرُوبٍ غير مِكْـلاحِ

كأنّ رِيقَتَها بعـد الكَـرَى اغْتَبَقَـتْ
من ماءِ أصْهَبَ في الحانوتِ نَضّاحِ

أوْ مـنْ معتّقـة ٍ ورهـاءَ نشوتُهـا
أوْ مـنْ أنابيـبِ رمّـانٍ وتـفّـاحِ

هبّتْ تلومُ وليستْ ساعـة َ اللاحـي
هلاّ انتظرتِ بهذا اللّـومِ إصباحـي

إنْ أشْرَبِ الخَمْرَ أوْ أُرْزَأ لها ثمَنـاً
فلا محالَـة َ يومـاً أنّنـي صاحـي

ولا محالَـة َ مـنْ قبـرٍ بمحنـيـة
ٍ وكفـنٍ كسـرَاة ِ الثـورِ وضّـاحِ

دَعِ العَجوزَيْـنِ لا تسمـعْ لِقِيلهمـا
وَاعْمَدْ إلى سيّدٍ في الحيّ جَحْجـاحِ

كـانَ الشّبـابُ يلهِّينـا ويعجبُـنَـا
فَمَـا وَهَبْنـا ولا بِعْنـا بِـأرْبَـاحِ

إنّي أرقتُ ولمْ تأرقْ معِي صاحـي
لمستكـفٍّ بعيـدَ الـنّـومِ لــوّاحِ

قد نمتَ عنّي وباتَ البرقَ يُسهرنـي
كما استْتَضـاءَ يَهـوديٌّ بِمِصْبـاحِ

يا منْ لبـرقٍ أبيـتُ اللّيـلَ أرقبُـهُ
في عارِضٍ كمضيءِ الصُّبحِ لمّـاحِ

دانٍ مُسِـفٍّ فوَيـقَ الأرْضِ هَيْدبُـهُ
يَكـادُ يَدفَعُـهُ مَـن قـامَ بِالـرّاحِ



الخاتمة:









رد مع اقتباس