منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - النزوح الريفي
الموضوع: النزوح الريفي
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-02-23, 13:30   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
عالية سوسن
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

مقدمة
تعتبر الهجرة الريفية من أهم مظاهر حركة السكان في الدول النامية ومنها بلدنا الجزائر الذي شهد هجرة ريفية كبيرة منذ الاستقلال إلى يومنا هذا ، وهناك العديد من العوامل التي تقف وراء الهجرة لكن تبقى المحفزات الاقتصادية هي الأهم علاوة على الأنظمة التقليدية لملكية الأراضي وانخفاض الإنتاج الزراعي الذي يسبب الفقر والجوع وافتقار المناطق الريفية للاستثمارات الصناعية والخدمات الاجتماعية والصحية والتعليمية والثقافية كذلك فأن حدوث الكوارث والنكبات والحروب وتعاقب فترات الجفاف كلها تمثل عوامل طرد تدفع الريفيين للهجرة إلى المدن. ومن جانب آخر تمتاز المدن بجاذبيتها كمراكز لفرص عمل ودخول أعلى وكمراكز للتعليم والثقافة والنقل والمواصلات وخدمات اجتماعية وصحية أفضل. اقتصادية واجتماعية وثقافية.

الملخص
بعد استقلال الجزائر وخروج الاستعمار الفرنسي من اراضيها كان معضم سكان الجزائر يتجلون على المناطق الجبلية ويعيثون على مايزرعونه بايديهم و الرعي وتربية المواشي في ظروف صعبة، فبدا سكان هذه الارياف بالهجرة نحو المدن بحثا عن معيشة سهلة وعلى اماكن العمل خاصة بعد ظهور حركة التصنيع خلال السبعينات والتي زادت من تفاقم ظاهرة الهجرة الريفية ولجوء الى المصانع بحثا عن وظيفةمناسبة التي تحقق له الرفاهية والمعيشة الجيدة ، هذا ما طرح مشاكل كثيرة لم تستطيع الدولة على وضع حد لهذا المشكل الذي لايزال مطروحا الى يومنا هذا، إذ أن هذه الهجرة الريفية نحو المدن تسببت في تشويهها بالبناءات الفوضوية الى جانب البيوت القصديرية التى انشاها النازحون والتي ادت الى مشكلة العمران والتوسع على حساب الاراضي الخصبة، إضافة إلى حدوث أزمة في الإنتاج الزراعي وانتشار البطالة وغلاء أسعار المواد الغذائية مما أدى إلى ظهور الآفات الاجتماعية والتشرد و التسول نتيجة الفقر ، لكن لم تكن قسوة المعيشة في الأرياف هي السبب الوحيد في هذا المشكل بل تدهور الأوضاع امنيا وحدوث الانقلابات و الصراعات خلال التسعينات زاد من هذا المشكل وفرار الناس من الأرياف خوفا من الاعتداءات الإرهابية .
رغم كل هذا إلا أن السلطات الجزائرية استطاعت أن تقلل من هذا المشكل إذ لجأت إلى إنشاء المدارس ومصانع وتوفير كل الوسائل الضرورية في المناطق الريفية بالإضافة إلى سياسة تدعيم الفلاحين بالآلات الحديثة ومواد و أسمدة تمكنهم من العمل وخدمة الأراضي واستصلاحها في وقت قصير وجهد ضئيل ،وعملت الدولة كل هذا من اجل الإبقاء على السكان بالأرياف وتطوير الإنتاج الزراعي حتى تتخلص من الهجرة الريفية وتتمكن من حماية البيئة من التشوهات والتلوث والبناءات الفوضوية إلى جانب التخلص من مظاهر الفقر وما يترتب عنه من أضرار