- أدرك الغرب عمق أزمته العسكرية والثقافية والاقتصادية, وأحس بالتفكك الداخلي وبعجزه عن فرض سياساته بالقوة.
2- أدرك الغرب استحالة المواجهة العسكرية والثقافية والاقتصادية مع دول العالم الثالث, التي أصبحت جماهيرها أكثر صحواً, ونُخبها أكثر حركية وصقلاً وفهماً لقواعد اللعبة الدولية.
3- أدرك الغرب أنه على الرغم من هذه الصحوة, فثمة عوامل تفكك بدأت تظهر في دول العالم الثالث, فقد ظهرت نخب محلية مستوعبة تماماً في المنظومة القيمية والمعرفية والاستهلاكية الغربية -يمكنه أن يتعاون معها ويجندها, وهي نخب يمكن أن تحقق له -من خلال السلام والاستسلام- ما فشل في تحقيقه من خلال الغزو العسكري.
لكل هذا, أدرك الغرب إمكانية اللجوء للإغواء والإغراء بدلاً من القمع, والاستفادة من التفكك لضرب التماسك بدلاً من الهجوم التدميري المباشر؛ وبذا يحل إشكالية عجزه عن المواجهة ويتخلى عن مركزيته الواضحة وهيمنته المعلنة, ليحل محلها هيمنة بنيوية تغطيها ديباجات العدل والسلام والديمقراطية التي ينقلها البعض ببَبْغائية مذهلة، ويمكن أن نتعامل بشيء من التفصيل مع التغيرات العالمية التي تشكل إطاراً لظهور النظام العالمي الجديد كما يلي: