2016-04-03, 23:30
|
رقم المشاركة : 13
|
معلومات
العضو |
|
إحصائية
العضو |
|
|
قصيدة في رثاء طليطلة أول مملكة يدخلها الفرنجة لشاعر أندلسي مجهول
لثُكلكِ كيف تبتسم الثغـورُ *** سرورًا بعدما سُبيت ثغـورُ
أما وأبي مصـابٌ هُد منـهُ *** ثَبِـيرُ الدين فاتصل الثبـورُ
لقد قُصمت ظهورٌ حين قالوا *** أميـر الكافرين له ظهـورُ
ترى في الدهر مسرورا بعيشٍ *** مضى عنا لطيتهِ السـرورُ
أليس بها أبيّ النفس شهمٌ *** يدير على الدوائر إذ تـدورُ
لقد خضعت رقابٌ كنا غلبا *** وزال عتوها ومضى النفيـرٌ
وهان على عـزيز القوم ذلٌ *** وسامح في الحريم فتىً غيـورُ
طليطلةٌ أبـاح الكفـر منها *** حماهـا إنّ ذا نبـأ كبيرُ
فليس مثالها إيوان كسرى *** ولا منها الخـورنق والسديـرُ
محصنـة محسنـة بعيـدٌ *** تنـاولهـا ومطلبهـا عسيـرُ
ألم تك معقلا للدين صعـبا *** فذلّله كما شاء القديـــرُ
وأخرج أهلها منها جميعـا *** فصاروا حيث شاء بهم مصيرُ
وكانت دار إيمانٍ وعلـمٍ معالمهـا التي طُمست تنــيرُ
فعـادت دار كفر مصطفاةُ *** قد اضطربت بأهليها الأمورُ
مساجدها كنائس، أي قلبٍ *** على هـذا يقرُّ ولا يطـيرُ
فيا أسفاه يا أسفاه حزنــا *** يكرَّرُ ما تكررتِ الدهـورُ
ويُنشر كل حسنٍ ليس يطوى *** إلى يوم يكون به النشورُ
أُديلت قاصرات الطرف كانت *** مصونات مساكنها قصورُ
وأدركهـا فتـورٌ في انتظارٍ *** لسر في لواحظـه فتـورُ
وكان بنـا وبالقينات أولى *** لو انضمت على الكل القبورُ
لقد سخنت بحالتهنّ عينٌ *** وكيف يصح مغلوب قـريرُ
لئن غبنا عن الإخوان إنا *** بأحزان وأشجان حضـورُ
نذورٌ كان للأيام فيهم *** بملكهمُ فقد وفت النـذورٌ
فإن قلنا العقـوبة أدركتهم *** وجـاءهـمٌ من الله النكيرُ
فإنـا مثـلهم وأشد منهـم *** نجورٌ وكيف يسلم من يجورُ
أنأمن أن يحـل بنـا انتقـامٌ *** وفينا الفسق أجمعُ والفجـورٌ
وأكل للحرام ولا اضطرارٌ *** إليه فيسهلُ الأمـر العسيرُ
ولكن جرأةٌ في عقـر دارٍ *** كذلك يفعلُ الكلبُ العقـورُ
يزول الستر عن قومٍ إذا ما *** على العصيان أٌرخيت الستورُ
يطول على ليلي، رب خطب *** يطول لهوله الليل القصير
خذوا ثار الديانة وانصروها *** فقد حامت على القتلى النسورُ
ولا تهنو وسلوا كل عضبٍ *** تهاب مضاربا عنه النحورُ
وموتوا كلكم فالموت أولى *** بكم من أن تجارو أو تجورو
اصبرا بعد سبي وامتحانٍ *** يُلام عليهما القلب الصبور
فاما الثكل مذكار ولودٌ *** وأم الصقر مقلاتٌ نزورُ
نخور إذا دهينا بالرزايا *** وليس بمعجب بقرُ يخورُ
ونجبن ليس نزأر لو شجعنا *** ولم نجبن لكان لنا زئيرُ
|
|
|