لا يهم أن يعترف أي طرف بالخطا بقدر ما يهم أن يكون الاحترام متبادلا ... فالقناعات عادة تحتاج وقتا اطول للتغير. و مجرد العجز عن الدفاع عن فكرة معينة لا يجعل صاحبها يغير قناعته فورا . لكن تزايد حجم التناقضات و إدراك الإنسان لتصوراته الخاطئة هو الذي سيغير أو يعدل أفكاره و قناعاته بعد مدة قد تطول او تقصر . كلما سمح الإنسان لنفسه بطرح التساؤلات و عدم الهروب منها كلما زادت فرص تغير وجهات نظره ... كما أن بعض الناس تفضل التمسك بما هم عليه و لا يملكون قدرا كافيا من الاستعداد العقلي و النفسي لتغييرها مهما بدت متناقضة و خاطئة و غير منطقية... ثم هناك في الأخير الأغلبية الصامتة التي تقرأ و تتابع و هي العنصر الاهم في كل حوار. لان أي حوار مفتوح هو ليس حوارا بين شخصين بقدر ما هو حوار عام يسمح للناس بالاستماع لعدة وجهات نظر . و هذا هو دور الفوروم في العهد الروماني ...