منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - وتجرّع مرارة الغربة صبيّا ...( بقلمي طبعا )
عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-03-13, 22:37   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
رَكان
مشرف عـامّ
 
الأوسمة
المشرف المميز **وسام تقدير** وسام المشرف المميّز لسنة 2011 وسام التميز وسام الحضور المميز في منتدى الأسرة و المجتمع 
إحصائية العضو










افتراضي

تتمة الجزء ال 3 والأخير .

يتوجه نحو باب الغرفة يجر مكتبا كان هناك... لم يستطع يحاول دفعه كم هو ثقيل ..يثابر على ذلك يزحزحه شبرا شبرا الى أن يوصله لغاية الباب من أجل تحصينه ..يتثبت من أن النافذة مغلقة بإحكام ..
المصباح مشتعل يشعره بالأمان الضوء لكن عليه أن يطفئه لأنه سيجلب أنظار لصوص المنازل ليلا..لم يتوقف عن محادثة نفسه ماذا أفعل علي اطفاء النور.. لكن لمّا أطفئ النور فإن منظر التابوتين سيملأ الغرفة..سأراهما على السقف على الجدران ...سوف يلاحقان نظري حتى ولو أغمضت عينيّ ..ليس للخلاص من ذلك غير اضاءة المصباح واللصوص.. من يمنعهم القدوم حتى ولو كان المصباح منطفئا ؟؟
هل يخاف اللصوص ؟؟ أليسوا هم كالأشباح ينامون في النهار ويستيقظون في الليل .؟
لربما الشيخ علي اراد طمأنتي فقط ..حين قال أنهم يأتون لما يرون المصباح مشتعلا ..كان الصبي يذهب ويجيء ولايتوقف عن محادثة النفس ..راودته فكرة نعم لم لايجرب الإختباء ؟؟ نعم الإختباء... حتى ولو جاء اللصوص فلن يجدوه ..إنه الإختباء تحت السرير .هو ذلك ما سأفعله ..
يسحب البطانية ويدفعها تحت السرير ثم الغطاء ومخدته..كان بحاجة لقضاء حاجته ..قبل النوم لكن كيف يفعل فلقد أرهبه التواجد خارج الغرفة ..ثم أن المسافة بين باب الغرفة والميضأة طويلة نوعا ما.. فهل سيمكنه تجاهل مرأى التابوتين . وهو يعبر تلك المسافة ؟؟ .لم يجد سوى الإستعانة بكيس كان قد أفرعه من محتوياته .. ..ثم يتوجه للمصباح بيد مرتجفه ..مترددة.. فيضغط... ليعود أدراجه صوب مهجعه أسفل السرير متعثرا ..وماكاد يصل حتى اندس تحت الغطاء ليخلد الى مايشبه النوم...تعب النهار . لم يشفع له في أن يداعب اجفانه ..وكيف له أمام ما ينتظره من خوف وهواجس ..وأحلام يقظة مزعجة ..
قضى الصغير أياما طالت لتتجاوز الشهر على هذا الحال فينحل منه الجسد .. وتعلو وجهه صفرة وشحوب .أخذت كثيرا من وسامة حباه الله بها كانت تمثل هاجسا لأمه أن يلحقه من ورائها عين حاسد ..
مرّت عليه أيام فقد الصبي فيها الشعور بأن هناك شيء اسمه دفء الأسرة ..حنو الأم ...النوم قرير العين... مشاكسة الإخوة في البيت .. أيام أنسته أنه ليس عليه أن يرتب اغراضه وفراشه بعد استيقاظه صُبحا ...وأنه ليس عليه الإنشغال بأمر غدائه كيف يتدبره أو عشائه ..أيام مريرة مؤلمة أنسته أنه بإمكانه اليقظة في أية ساعة من الليل لحاجته ..دونما أن يتواجد في موضع سقفه السماء فضلا عن لسعة البرد وصفعة الرياح لخديه الورديتين ..
أيام كانت لطفل لم يكمل الثانية عشر من عمره لتجعله طفلا ليس كغيره من الأطفال.. الصمت والوجوم صارا ملازماه ..أينما حل ..ولم يكن خافٍ على أحد نظرة حزن دفين باتت لاتفارق عينيه ..سحب معه الصبي عمر كل ذلك في جعبة الذاكرة ...ليسري ويتواصل غير منقطع عبر انتقاله من مرحلة الى أخرى من مراحله العمرية ....حيث القى ذلك بظلاله على كثير من سلوكاته وانفعالاته وتعاطيه مع ما يجري من حوله الى أن يذهب ذلك رفيقا له غاية سرد ماحدث معه... يؤلمه مرأى لكبير يؤذي صغيرا ...لايطيق رؤية صبي يبكي ...وقد تخونه العبرات لمرأى طقل يتألم أو يكابد الخوف والفزع ..
هكذا كانت طفولته
ورغم اختلاف الزمان والمكان الا أن جروحا عميقة خُطت على صفحة براءته ...لم تبرح موقعها في وجدانه وأحاسيه ..أشكر طيب متابعتكم وإصغائكم ..هي آخر كلمات خاتمة لأجزاء ثلاث لقصة الصغير عمر

رَكان









آخر تعديل رَكان 2015-03-13 في 23:01.
رد مع اقتباس