السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا: أعتذر لجميع الأحبة عن طول غيابي عن منتدى الجلفة وهو غياب بسبب الانترنيت حينا فكانت وسيلة التواصل في الأغلب عبر الهاتف النقال وهي وسيلة متعبة جدا, ولأني غيرت مكان عملي من تمنراست وسط المدينة إلى عين صالح ضمن نفس الولاية ومع بداية الموسم فإني أحاول جاهدا تسوية أوضاعي الاجتماعية والمهنية بالمؤسسة الجديدة والتأقلم معها, وهذا الأمر جعلني انقطع عن الأحبة وأني كل آسف لذلك وان شاء بعد أن تستقر الأمر بعين صالح وأقوم بالاشتراك في الانترنيت من جديد سأتواصل بشكل دائم مع الأحبة.
ثانيا: أقول لأحبتي وأصدقائي بان موقع "خيمة الكنتي" سيتم إعادة تفعيله من جديد في القريب العاجل ليكون المنبر الثاني للتواصل معكم والإجابة على استفساركم ما أمكنني ذلك, وبهاته المناسبة أشكر كل من تضامن معي في الحوادث الاختراق المتكررة التي تعرض لها الموقع وأدت إلى غلقها من طرف الشركة المستفيضة , ولا نملك إلا أن نقول "حسبنا الله ونعم الوكيل"
ثالثا: استجابة للزملاء الذين طالبوني بإبداء الرأي في بيان CNAPESTLarg الأخير أسوة بما كنت كتبته عن رأي في بيان نقابة UNPEF ونقله مشكورا للمنتدى أخي akhanne, فاني كتبت هذا الموضوع, وهنا يجب التوضيح بأني لست منخرط مع أي من النقابتين لكن هذا لا يمنعني من قول ما اعتقده حقا دون تجريح فأقول للمصيب إن أصاب أصبت وللمخطئ إن أخطأ أخطأت..
بيان الكناباست ... والعودة للمربع الأول
بيان نقابة CNAPESTLarg الأخير بتاريخ 29 سبتمبر 2013 كان واضحا وصريحا في توجيه الاتهام لوزارة التربية بالتباطوء و التماطل والتأجيل والتسويف في معالجة قضايا العمال, كما خلص بيان إلى أن الوصاية متمثلة في وزارة التربية ومديرياتها الولائية غير جدية في الوفاء بتعهداتها وهو ما يعني أنها تستخف بمطالب الأساتذة وتعتبرها ليست ذات أولوية والنتيجة التي خرج بها البيان هي أن النقابة سئمت من وعود الوزارة الكاذبة ومن التسويف ولأنها نقابة مطلبية وتثق في قواعدها وتعرف جيدا الوزن والثقل الذي تمثله في الميدان فإن CNAPESTLarg لجأت إلى قواعدها النضالية داعية إياهم إلى الاحتجاج والتصعيد وذلك من خلال إضراب وطني لمدة يوم في السابع من أكتوبر الجاري وذلك لجس نبض العمال والوزارة في آن واحد, فآخر حركة احتجاجية وطنية في القطاع دعت إليها نقابة UNPEF كان مآلها الفشل والجميع يعرف الأسباب والدوافع لذلك. لذلك أعتقد أن CNAPESTLarg استفاد من أعطاء غريمه وأراد أن يكون احتجاجه محددا وأهدافه محددة وشاملة فملف السكن وطب العمل والمناصب المكيفة والخدمات الاجتماعية ملفات ذات أولوية إضافة إلى الملفات العالقة كتسوية وضعية الأسلاك المسماة الآيلين للزوال وفتح الترقية لبعض الأسلاك ومنحة المنطقة والتقاعد.
بيان نقابة CNAPESTLarg جاء لكسر الجمود والركود الذي تعرفه الساحة التربوية بعد دخول مدرسي مضطرب تميز بتأخر الإعلان عن نتائج مسابقات التوظيف وبقاء عديد المؤسسات التربوية دون تأطير لحد الآن, وفي ظل انشغال وزير التربية الوطنية في إعادة ترتيب البيت, فالحركة المرتقبة في سلك مدراء التربية والتي طال انتظارها تأجلت عدة مرات ولا أحد يعلم متى يفرج عنها. كما أن الوزير منشغل بالتعيين وإعادة التعيين في المناصب المركزية بالوزارة من مدراء وأمين عام ومدير ديوان, فيبدوا أن الوزير الحالي للتربية وقع ضحية تعليمة الوزير الأول بضرورة إحالة الموظفين البالغين ستين سنة على التقاعد وهو الذي استنجد بأصدقائه القدامى لمساعدته في إيجاد حلولا لمشاكل مزمنة ورثها من الوزير السابق.
إن نقابة CNAPESTLarg بدعوتها للاحتجاج تكون قد عادت لراديكاليتها التي عرفت واشتهرت بها وبتبنيها لمطالب أساتذة التعليم الأساسي و المتوسط والمعلمين تكون قد وجهت رسالة واضحة وقوية لكل المشككين بأنها جادة في التوسع للطور الابتدائي والمتوسط, ولن يكون ذلك إلا بتبني مطالب هاته الفئات و الاستماتة في الدفاع عنها والنجاح في ذلك ليس سهلا أما فشل نقابة UNPEF في ذلك , كما أن CNAPESTLarg من خلال هذا البيان يريد أن يؤكد بأنه نقابة للأساتذة كل أساتذة قطاع التربية دون استثناء لذلك دعا كافة الأساتذة للمشاركة في إضرابه الوطني المتجدد, وهو ما يعيد الاحتجاجات في قطاع التربية إلى المربع الأول ويشعل فتيلها بعد أن خبا حينا من الدهر ومن جهة أخرى ليؤكد للحكومة بأن القطاع سيظل دائما أولوية الأولويات ولا يمكن تجاهله أو القفز فوقه مهما كانت القضايا السياسية التي تشغل الرأي العام في هذا الوقت.
المشهد التربوي... بين صمت الوزارة و ضجيج النقابة
إذا المشهد التربوي يمكن تلخيصه كالآتي: وزير يبحث عن نفسه فلا إصلاح الإصلاحات تحقق منه شيئا ولا إصدار مرسومي تقليص التكوين عن بعد لسنة واحدة والمسابقات في القطاع اللذين وعد بهما الوزير وجدا طريقهما للنشر ولا شيء تغير في أرضية مطالب عمال التربية منذ العام الماضي, ماعدا صدور مرسوم منحة الامتياز لصالح موظفو الجنوب والهضاب وكأن بوزير التربية اتخذ شعارا له في هاته المرحلة عنوانه: " ما دمت صائم عن الكلام فكل شيء بخير وسلام " , أما نقابات التربية بمختلف مشاربها فهي تحاول إثبات وجودها بعضها من خلال التصريحات الصحفية و البيانات الإعلامية وشعارها: " أنا أصرح إذا أنا موجود " والبعض الآخر غط في نوم عميق جدا.
أما العمال فهم بين اليأس والأمل موزعين, فالغالبية العظمى من العمال قنعت بما حصلت عليه من مكاسب وامتيازات إما عن رضا وقناعة أو على مضض وغضاضة, والبعض الآخر منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر التقاعد بعد أن خاب أملهم في من يمثلهم وضاقت بهم الدنيا بما رحبت فلا الوزارة أنصفتهم ولا النقابات أقنعتهم؟؟
ويبقى السؤال مطروحا: هل ستفعلها نقابة CNAPESTLarg وتشل القطاع وتجعل الوزارة تراجع حساباتها فيما يخص تعاطيها مع الملفات العالقة والمطروحة عليها من العام الماضي وتستجيب لمطالب الأساتذة؟ أم ستصم أذانها مرة أخرى وتترك الوضع يتعفن وحركة الاحتجاجات تتوسع بدخول نقابات أخرى؟؟؟