منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - القصور التراثية في الجزائر ( أكتب قصرا تعرفه )
عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-10-26, 15:19   رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
fatom socio
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حنان الهام مشاهدة المشاركة
و أنا راح أبدأ بقصر بوسمغون






وهده نبدة عنه

التاريخ هو المرآة التي تعكس لنا حياة و حضارات الشعوب التي عاشت قبلنا، و تطلعنا على نمط معيشتها في شتى جوانب الحياة.

و إن تكلمنا عن تاريخ منطقة بوسمغون ، فإنه هناك معالم عديدة نستكشف من خلالها خبايا المنطقة، و تاريخ المدينة ، ومن بين هذه المعالم ، أطلال القصر القديم التي تشهد على حياة قوم عاشوا بين جدرانه العالية ، التي مازالت تتحدى الزمن في شموخ رغم تصدعهاإن لهذا الموضوع جاذبية و إغراء لا يقاوم لا لأني ابن المنطقة فحسب بل لجفاف القلم في المضمار خصوصا التاريخي منه بل لقصور يكاد يكون متعمدا و إجحاف مفرط و هكذا تعيش كثير من المعالم التاريخية في بلادنا
[COLOR="rgb(153, 50, 204)"]
I-القصر القديم:[/COLOR]

إن منطقة بوسمغون كانت في البداية عبارة عن سبع قصور كانت متواجدة على ضفاف الواد و كانت المسافة بينهما قصيرة . أما موقعها بالنسبة للواد فكانت كالآتي :

من الجهة اليمنى كانت ثلاثة قصور وهي قصر "أولاد موسى"، قصر "أولاد علي"، و قصر "أولاد سيدي أمحمد"، أما من الجهة اليسرى كانت أربع قصور و هي قصر "أولاد سليمان " ، قصر "أولاد نقيت "، قصر "أولاد عيسى " وقصر "أغرم " و كانت المنطقة تدعى "واد الأصنام " ثم "واد الصفاح" نسبة إلى الأحجار المصفحة الموجودة بالواد، وكانت المنطقة نقطة عبور لخط الحجيج الرابط بين مراكش و فقيق بالمغرب الأقصى مرورا ببني ونيف ثم بوسمغون كما أنها كانت إحدى المحطات الهامة للخط التجاري الرابط بين الشمال "تلمسان" و الجنوب "السودان" و هذا حسب الرحالة "العياشي"، كانت بالمنطقة صراعات قائمة بين أهل تلك القصور السبع بسبب حدود الأرضي الزراعية و مياه السقي، و عندما حل الوالي الصالح "سيدي أبي سمغون " بالمنطقة أخذ في تسوية الأوضاع وفك النزاعات . و "أبي سمغون " من الساقية الحمراء، كان متجها إلى المدينة المنورة لأداء فريضة الحج مرورا ببوسمغون التي كانت ممرا للقوافل ، و هناك نزل عند "آت نقيت " و هكذا لم يتمم طريقه إلى الحجاز و بقي لحل المشاكل و فك النزاعات. و بفضل حنكته استطاع تحقيق ما بقي من أجله، وهكذا نظرا لأعماله الجليلة أصبحت المنطقة تسمى باسمه وهو اليوم مدفون بالمنطقة و ضريحه موجود بمكان يدعى "آت نقيت ". و من بين تلك القصور السبع بقي منها قصر واحد و هو الذي نحن اليوم بدراسته.
[COLOR="rgb(153, 50, 204)"]
الموقع :[/COLOR]

يقع قصر بوسمغون بين خطي عرض °32 و ° 33درجة قريب من خط غرينتش، يرتفع على مستوى سطح البحر بـ 1148م، متواجد بين سلسلتين جبليتين "تامدة " شرقا و يبلغ علوها 1989 م و "تانوت " غربا و يبلغ علوها 1932م، لقصر بوسمغون منافذ من الشمال و الجنوب فهو كان ممر و محطة تجارية للقوافل، و القصر يقع على ضفاف الواد .
[COLOR="rgb(153, 50, 204)"]
أصل السكان :[/COLOR]

تشير بعض المصادر التاريخية إلى أن أصل سكان القصر من قبيلة "الزناتة" البربرية التي كانت تقطن بضواحي تلمسان اتجهوا نحو الجنوب طلبا للحاجة لذا استوطنوا بالمنطقة فمارسوا فيها نشاطهم اليومي و المتمثل في الزراعة و مما يتميز به سكان المنطقة آنذاك اتسامهم بسمات مماثلة لطبيعة الأرض فكانت الشجاعة السمة الغالبة عليهم إلى جانب عزة النفس و الأنفة و الكرامة و حسن الخلق، و بقيت هذه الصفات ملازمة لهم لحد اليوم، و اتضحت جليا إبان ثورتنا المباركة حيث دفعوا بخيرة شبابهم إلى أتون الحرب فداء للوطن في سبيل الحرية.
[COLOR="rgb(153, 50, 204)"]
اللغة:[/COLOR]

اللغة التي كان و ما يزال يتكلم بها سكان المنطقة لحد اليوم هي اللغة "الأمازيغية"نسبة إلى "أمازيغ بن قحطان" و كلمة "أمازيغ " تعني مطلق الحرية.
[COLOR="rgb(153, 50, 204)"]
تاريخ بناء القصر:[/COLOR]

يعود بناء القصر القديم ببوسمغون إلى عدة قرون و هناك من يرجع بناؤه إلى حوالي سبعة عشر قرنا أو أكثر و هذا حسب المعلومات المأخوذة جدا عن جدا، و هذا ليس بالأمر الغريب ما دام هناك ما يدل على أقدميته كالقبور القديمة جدا و الأبراج المهدومة و المتبعثرة هنا و هناك بجانب القصر و على مرتفعات الواد و المستعملة آنذاك للحراسة. و كذا تقلده لعدة أسماء نذكر منها أنه سمي بقصر "أولاد سليمان " و أيضا سمي بـ "القصر الأسعد" من طرف الولي الصالح "سيدي أحمد التجاني "، و أيضا نوع بناء القصر موجود في "توغزوت" بفرندة ولاية تيارت أين عاش العلامة "ابن خلدون" وإن دل هذا على شيء إنما يدل على أقدمية القصر و حضارته .

وأما مساحة القصر تبلغ 1كلم2، تتجمع المساكن بداخله في شكل تراكمي متماسك فيما يشبه القلعة ، تحيط به أسوار عالية، و يلاحظ بأن شكل القصر لم يدخل عليا أي تغيير محسوس طوال القرون الماضية ، فهو في صورته الحالية امتدادا لما كان عليه.

للقصر ثلاثة أبواب تنفتح نحو الطرق المؤدية إلى الواد من جهة و إلى الخارج من جهة أخرى، وهي أبواب كبيرة مصنوعة من خشب النخيل، قفلها عبارة عن عود سميك مستدير الشكل في الغالب.
[COLOR="rgb(153, 50, 204)"]
أ.الباب الأول :
[/COLOR]
هو الباب الرئيسي و يطلق عليه اسم "الباب القبلي" يقع بالجهة الشرقية للقصر له علاقة بالتجارة و القبائل الوافدة للقصر من أجل الحاجة.
[COLOR="rgb(153, 50, 204)"]
ب-الباب الثاني:[/COLOR]

هو الباب المطل مباشرة على الواد و يسمى "الباب الظهراني" موجود بالجهة الغربية يدعى "باب أتناسي" و هو خاص بدخول و خروج فلاحي القصر.

[COLOR="rgb(153, 50, 204)"]ج-الباب الثالث:[/COLOR]

هو الباب الموجود بالجهة الجنوبية وهو باب ثانوي يدعى "باب تمدلة تبون".

كانت هذه الأبواب الثلاثة تغلق عند غروب شمس كل يوم إلى غاية طلوع فجر اليوم الموالى .

[COLOR="rgb(153, 50, 204)"]الوصف الداخلي للقصر :[/COLOR]

المنازل على العموم في القصر متشابهة، كل منزل في الغالب يتكون من طابق أو طابقين، ذو ساحة في الوسط مكشوفة بالطابق العلوي و على جانب الساحة تصطف البيوت.

في الطابق الأرضي تخصص الحجرات لكل ما يتعلق بأدوات الإنتاج الزراعي و الحطب و علف الماشية بالإضافة إلى ما يشبه حظيرة الحيوانات ويتميز الطابق الأرضي بوجود حجرة أكثر اتساعا ومظلمة تخصص لخزن مؤونة عيش الأسرة السنوي و يطلق عليها اسم "المخزن". أما في الطابق العلوي يخصص لغرف النوم، و لمجمل متاع الأسرة و يتميز الطابق العلوي ببيت الضيوف "الصالة" حيث أنها تتخذ شكلا مستطيلا و تكون أوسع من الحجرات و يعتنى بتشديب خشب سقفها المنجور من جذوع النخيل و كذا "الكرناف"، الذي يغطي الفجوات ما بين الأخشاب الممدودة بين الجدران. أما بالنسبة للأسرة الميسورة الحال فإنها تستبدل "الكرناف" بأعواد "الدفلة" و تلون بألوان باهية حيث تعطي للسقف منظرا زاهيا مزخرفا جذاب. للقصر خمسة أحياء أساسية هي "أغرم آجديد"، "أغرم آقديم"، "تمدلة تبون"، "تمدلة توسليمان"، "ساحة الجماعة".

وله أيضا ثلاثة أزقة رئيسية هي زقاق "تمدلة تبون"، زقاق "آغرم آقديم" وزقاق "ساحة الجماعة".

و هكذا فالزائر للقصر يلاحظ أنه ذو هندسة معمارية رائعة متميزة ومناسبة لسائر الفصول الأربعة كما أن المادة الأساسية للبناء هي الطوب الطيني فيما عدا الأساس الذي يبنى بالحجارة و الجير المحلي و كذا خشب النخيل يعتبر مادة ثانية في البناء و في هذه البيئة الصحراوية ذات المناخ القاسي ليس من وسيلة لاتقاء حر الشمس داخل القصر إلا تحت هذه الأزقة المسقوفة، ولا مهرب من نور الشمس القوي صيفا داخل المنزل إلا اللجوء إلى الحجرة في الطابق الأرضي الأكثر ظلمة و برودة فالشكل العام للدار و الأزقة في القصر تابع للوسط الطبيعي حرص البناءون المحليون منذ القديم على التكيف معه.

أما الطرق و الأزقة فقد تضيق أو تتسع حسب الوظيفة التي تؤديها فالطرق الرئيسية تكون أكثر اتساعا لتستجيب لضروريات التنقل خصوصا منها الطرق المؤدية إلى الأحياء الكبيرة و المرافق العمومية كالمسجد و ساحة الجماعة أين توجد الدكاكين.

و لهذا الأخير ساحة كبيرة مكشوفة الوسط مساحتها 100م2 ولها منافذ لعدة جهات و تدعى بـ "ساحة الجماعة" حيث أنها كانت تستعمل لأعمال الجماعة كالأفراح و السفر مثلا إلى الحج و أيضا للتجمع استعدادا للحرب ...

[COLOR="rgb(153, 50, 204)"]الحياة الاقتصادية بالقصر:

الفلاحة:
[/COLOR]
كانت الزراعة تشكل المصدر الأساسي للعيش بالنسبة لكل سكان القصر و إن النشاطات الأخرى كالتجارة و الحرف الصناعية لم تحل بين ممارسيها و العمل الزراعي، رغم الظروف الطبيعية القاسية التي تتسم بها المنطقة كجفاف المناخ و ضيق الأراضي الزراعية التي لا تضمن لصاحبها في أحسن الأحوال إلا محصولا يستجيب للحاجيات الضرورية فقط مع بعض الفائض في التمور و الرمان أحيانا، ولكن بفضل العزيمة الصلبة و الإرادة القوية و الوسائل الإنتاجية التقليدية المحلية استطاع سكان القصر مقاومة كل الهزات والأزمات.

يمكن تقسيم الأراضي الزراعية التي كانت بحوزة سكان القصر إلى نوعين: أراضي مسقية بانتظام وهي الموجودة بالواد قرب القصر، أما النوع الثاني فهي أراضي بور غير مسقية مغروسة بالنخيل أو عارية من أي غرس - أراضي حرثية - تستعمل في إنتاج الحبوب وهذه الأخيرة موجودة على مسافات مختلفة على القصر مثل "النخيلة" و "عين عدو" ...
[COLOR="rgb(153, 50, 204)"]
الملكية الزراعية:

الأرض :[/COLOR]

علاقة أهل القصر بالأرض علاقة ملكية خصوصية فلكل أسرة نخيلها و بساتينها. رغم كون عدد منها في حالة الحُبس جرت العادة على انتقالها من الأجداد إلى الأحفاد و هو ما ساعد على عدم تجزئتها سواء بالبيع أو بالقسمة إلا أن هذه الملكية الخصوصية في حد ذاتها صغيرة متداخلة فيما بينها تفصل عن بعضها بحواجز حائطية مبنية بالطوب، ولازالت الطرق و الأزقة داخل الواد تحمل أسماءها الماضية وهي أسماء طوبوغرافية كالتضاريس البارزة ممل "أزرو" إلى غير ذلك و اللافت للنظر هو توزيع البساتين تحمل أسماء الأسر المالكة لها مثل "آت موسى"، "آت نقتيت " و هذا مظهر من مظاهر الارتباط الشديد بالأرض.

[COLOR="rgb(153, 50, 204)"]الماء :[/COLOR]

موقع قصر بوسمغون في منطقة صحراوية جافة، تساقطاتها المطرية ضعيفة، غير منتظمة، ارتفاع درجة الحرارة خلال فصل الصيف ينتج عنها تبخر كبير للمياه و هذه الوضعية الطبيعية لا تساعد على خلق جريان سطحي دائم للمياه وبالتالي انعدام لكل نشاط زراعي، فمن بين المصادر الأساسية للمياه هي العيون المائية المتفجرة من باطن الأرض و الآبار و كذلك استغلال المياه الجارية من هنا وهناك عن طريق إقامة سدود صغيرة مثل سد "نيرجوم".
[COLOR="rgb(153, 50, 204)"]
تنظيم و توزيع المياه:[/COLOR]

نظام السقي بواد بوسمغون أكثر تعقيدا من نوعه تستلزم دراسته إحاطة واسعة بالمراحل التاريخية التي تم فيها استغلال العيون المائية من طرف أهل القصر.

كان و مازال يستعمل فلاحي بوسمغون في توزيع مياه السقي نظاما دقيقا أكثر تقدما لاعتماده على القياس الزمني بدل الحجم، و لأهمية الماء في حياة الفلاحين فإنهم يتصرفون فيه بكامل الحرص و العناية، و قد دفعت بهم الحاجة للتساكن و تحاشي الاصطدام بين المستفيدين إلى إيجاد نظام لتوزيع مياه الفجارات بشكل محكم قائم على أساس وحدة زمنية يطلق عليها اسم "الخروبة" و التي يقدر وقتها الزمني بخمسة و أربعين دقيقة ( 45د).

وتشكل "الخروبة" جزء واحد من 32جزء (32/1) خلال يوم كامل و بمعنى آخر أن كل 32خروبة تستغرق 24ساعة، إذا الخروبة الواحدة زمنيا = 24 سا x 60د/32= 45دقيقة.


[COLOR="rgb(153, 50, 204)"]
المنتجات الزراعية :[/COLOR]

بما أن بوسمغون منطقة فلاحية فهي تقريبا توجد فيها كل المنتجات الزراعية غير أنها تشتهر بالتمور و الرمان الذي يفوق عدد أشجاره 15000شجرة وهو نوعان البصلى و العادي.

[COLOR="rgb(153, 50, 204)"]التمور:[/COLOR]

تختلف تقديرات عدد النخيل ببوسمغون غير أن النسبة المرجحة تقريبا هي 1600نخلة و ربما أكثر و هي في العدد التنازلي اليوم لأسباب عديدة منها الجفاف المتزايد و تفاقم مرض "البايوض" مع عدم تعويض ذي بال للنخيل الميت عن طريق الغرس الجديد.

و للتمور ببوسمغون عدة أنواع نذكر على سبيل المثال "بوفقوس غراس"، "بوفقوس أردبي"، "تبرشانت"، "ترحالت"، "تزيزاوت"...إلخ.

وتمر النخلة السمغونية في دورتها الإنتاجية بثلاث مراحل :
[COLOR="rgb(153, 50, 204)"]
المرحلة الأولى:[/COLOR]

هي مرحلة التلقيح و التي تتم ما بين شهر مارس و أفريل و هذه المرحلة تعرف محليا بوقت "الذكار" يشدب فيها جريد النخلة من الأشواك والزوائد اليابسة و يوضع اللقاح "الذكار" في الأغداق المفتوحة.

[COLOR="rgb(153, 50, 204)"]المرحلة الثانية :[/COLOR]

تتم في شهر جوان و بداية شهر جويلية و فيها تتحول الأغداق إلى عراجين حيث يغلظ حجم بلحها و تتدلى بقوة الجاذبية و الثقل خارج الجريد يقوم صاحب النخلة بوضعها فوق الجريد بحذر ليصبح متكأ لها خوفا من تكسرها بفعل الرياح، و لذلك تسمى بعملية "التصويب".
[COLOR="rgb(153, 50, 204)"]
المرحلة الثالثة :[/COLOR]

تتم في أواخر شهر سبتمبر و تستغرق شهر أكتوبر بكامله فيتم فيها جني المحصول و تسمى هذه المرحلة بـ "وقت القطيع" فالنخلة لها أهمية كبيرة ومتعددة حيث أنها المصدر الأساسي للعيش فهي تعطي الثمار و خشبها يستعمل في بناء و صنع الأبواب كما تستعمل أوراق جريدها في صنع القفاف و ما شبه ذلك مثل "الشواري" وهو الذي يوضع فوق الدابة و تحمل فيه التمور، أما عراجين النخيل لما تُحت من التمور تستعمل كمكانس و ألعاب للأطفال و إلى غير ذلك من الفوائد المتعددة للنخلة.

[COLOR="rgb(153, 50, 204)"]الطب في قصر بوسمغون :[/COLOR]

كان الطب في قصر بوسمغون مثل الطب في المناطق الأخرى حيث كان يعتمد على الطرق التقليدية باستعمال الأعشاب المحلية غير أن فن الجراحة كان متقدما في قصر بوسمغون عن باقي المناطق الأخرى المجاورة، و هذا ما جاء في كتاب أرشيف "معهد باستور" بالجزائر سنة 1937م، فمثلا فيما يخص الكسور البسيطة كان العلاج بسيطا حيث يشد العضو المكسور بسواعد "تسبغين"، ثم يوضع عليه قليل من الحنة و يغطى الكل بقطع من القماش.

و بالنسبة للحيوانات يمكن استعمال الطريقة الماضية أو طريقة أخرى و هي الإتيان بقطعة من خشب طولها حسب طول العضو المكسور و في وسط هذه القطعة، يوجد شق بعرض 1سم تقريبا، توضع القطعة على طول العضو المكسور و يتم إدخال جلد الحيوان في ذلك الشق الموجود وسط القطعة الخشبية، ويتم شدّه عن طريق شدّ جزئي للخشبة، كانت تستعمل هذه الطريقة أكثر عند الجدي و الحمل الصغيرين.

فيما يخص لسع العقرب يتم فصد المكان المتألم مع الشرط (تجريح الجلد) ثم وضع "مضغة" (GARROT) عندما يكون ذلك متعلق بعضو، ويتم نزع "المضغة" بعد أربع أو ست ساعات.

و فيما يخص الجروح يتم الإتيان بآلة الحلاقة (RASOIR)، إبرة خياطة، خيط، الماء، الملح، الحليب،"الخياطة" - اسم كان يطلق على عشبة تستعمل في علاج الجروح - بعض القطع من القماش.

و الطريقة هي كالتالي: تتم تنقية الجرح بالماء و إن اقتضت الضرورة تقشير أجزاء منها بالموس (LAME)يخيط الجرح و توضع "لزقة" (EMPLATRE) من "الخياطة" (العشبة) الممزوجة بالماء و الملح أو الحليب على الجرح و يشدّ الكل.

تلك هي باختصار العمليات الجراحية في قصر بوسمغون نقلت أبا عن جد، وكانت تطبق تبعا لذوق صاحب الحرفة و ليس لكسب المال.








ksar chbabe bazef rohte zorto derna fih stage m3a ljame3a nta3 oran spesilaité sociologie urbain promo 2011 w fih ksar spéciale le président









رد مع اقتباس