منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - دروس ملخصة في مادة الفلسفة
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-11-05, 15:58   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
philo_souf
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










New1 دروس ملخصة في مادة الفلسفة

الإشكـــالية الأولى: السؤال بين المشكلة والإشكــالية:
المشكلة الأولى : السؤال والمشكلة
مقدمة:
من العبارات التي ألفنا استعمالها في أحاديثنا اليومية، أن لكل سؤال جواب، (طرح المشكلة) فهل يصح القول بأن لكل سؤال جواب؟
ملاحظة وضعيات والتعليق عليها. I
أولا: ملاحظة وضعيات:
1) ما اسم الثانوية التي تدرس بها؟
2) 1+1 يساوي كم؟
3) متى استقلت بلادك (اذكر التاريخ)؟
4) هل المــاء جسم بسيط أم مركب؟
5) اكتشفت في بداية العام الدراسي أنك نسيت كتاب النصوص الفلسفية، الذي أكد الأستاذ على إحضاره: كيف تجد حلا لهذا الأمر المستعصي؟
6) هل الاستنساخ الباثولوجي، حلال أم حرام؟ خير أم شر؟ نافع أم ضار؟
ثانيا: التعليق على الوضعيات:
جميع هذه الوضعيات عبارة عن تساؤلات تتطلب إجابة وحل، والإجابة عن هذه الأسئلة تستمد من جهات مختلفة الواقع، علم التاريخ، الرياضيات، العلوم التجريبية، الدين،...) وبعض هذه الأسئلة سهلة ولا تتطلب جهدا كبيرا، أما بعضها فيحتاج إلى التفكير و التأمل، لأنه يثير في الإنسان الدهشة والإحراج من باب القلق النفسي الداخلي.
ثالثا: تصنيف الأسئلة: تختلف الأسئلة و تصنف إلى عدة أنواع، أهمها:
الخصائص الصنف الأسئلة
لا تثير قلقا ولا دهشة، والإجابة عنها تخضع إلى ما هو مألوف وإلى العادة والحفظ والتذكر والواقع
أسئلة مبتذلة (بسيطة) الأسئلة:
3،2،1
تحكمها معطيات علمية ( من خلال القيام بالتجارب) أسئلة المكتسبات (العلوم التجريبية) السؤال:4
تحدث أثناء وضعيات عملية واقعية يعيشها الشخص و تضعه في مواقف عملية حرجة تدعو إلى التفكير، وتقتضي حلا ومخرجا واقعيا، قصد التكيف والتأقلم معها.
وضعيات عملية
السؤال: 5
هذا الصنف يثير قلقا و توترا وإحراجا نفسيا، لأنه يقحمنا في قضايا و مشكلات دينية و اجتماعية و أخلاقية.
أسئلة انفعالية
السؤال:6
الاستنتاج: نستنتج من الجدول أن الأسئلة أنواع وطبيعتها تختلف، فمنها ما تكون إجابته مألوفة وواضحة ومحددة، وفي كثير من الأحيان تكون في متناول الكثير من الناس، ونجد نوعا يثير انفعالا وتوترا، لأنه قد يرتبط بالدين والأخلاق وقيم المجتمع.
ملاحظة وضعيات و التعليق عليها. Ii
أولا: ملاحظة وضعيات:
1) نفرض أنه طرح عليك السؤال: " أين ستقضي العطلة، على شاطئ البحر أو في الحديقة؟
هذا السؤال يحتم عليك اختيار إجابة من الاقتراحين، إما...وإما...، ومهما كان الاختيار وجب تقديم مبررات، ولكن قد لا نختار المكانين، إذن هذا السؤال لم يأخذ بعين الاعتبار احتمال تجاوز الاقتراحين(مكان آخر).
2) "تور شلي" (عالم فيزيائي إيطالي تلميذ غاليليو، توفي سنة:1647م.)، وجد نفسه أمام الوضعية التالية:
أ) فكرة "أرسطو" القائلة:"إن الطبيعة تخشى الفراغ" تملأ الفراغ في كل الأحوال.
ب) من جهة أخرى، سجل ما لاحظه سقاؤو "فلورنسا "(مدينة إيطالية) من حيرة، من أن الماء لا يرتفع في المضخات الفارغة أكثر من 10,33 أمتار.
* "تور شلي"، اضطر في الفصل في القضية، إما أن يأخذ بالفكرة الأرسطية، أو أن يأخذ بحادثة المــاء ويرفض الفكرة الأرسطية
* لقد قام بدراسة الظاهرة ( الماء)، وأثبت أن قوة الضغط الجوي هي السبب في تحديد ارتفاع الماء في الأنبوب، فكلما كان الضغط أقوى، كان الارتفاع أعلى.
- لتجاوز التناقض بين الفكرتين،وللفضول العلمي، وجد "تور شلي" مخرجا للقضية، بوجود قوة الضغط الجوي.
ثانيا: التعليق عليها:
1) إن الوضعية الأولى: المخرج منها يحتمل تجاوز الاقتراحين، مع تقديم المبررات.
2) أما الوضعية الثانية: الحاملة للتناقض، فلقد أفضى المخرج منها، إلى إثبات خطأ الفكرة الأرسطية، وإرساء حقيقة علمية على أساس البحث والتجريب.
السؤال العلمي و السؤال الفلسفي. Iii
أولا: السؤال العلمي: مجال السؤال العلمي هو المحسوسات أي عالم الطبيعة ( الفيزيقا) المادية الملموسة، وتقسم المــادة إلى:
1 مادة جامدة (غير حية)وتقسم بدورها إلى: 1) مادة صلبة: مجرات، كواكب، جبال، معادن، رمال،...، الذرة.
2) مادة سائلة: ماء، حليب، زيت...
3) مادة غازية: أكسجين، هيدروجين...
2 مادة غير جامدة (حية) وتقسم بدورها إلى: إنسان ، حيوان ، نبات، حشرات، بكتيريا...
ومادامت الطبيعة متنوعة، وضعت لدراستها مجموعة من التخصصات العلمية: علم الفلك، علم الآثار، الجيولوجيا، الفيزياء، الكيمياء،...وعند البحث في أي تخصص، ينطلق العالم من السؤال أو التساؤل، حسب تخصصه، ويبدأ بالبحث والتنقيب واستخدام حواسه، وبعض الوسائل: المجهر، الآلات،...ثم يقوم بالتجريب على المادة التي يدرسها، ويصل إلى نتائج معينة، تتصف بالدقة واليقين وقابلية التعميم، وهذا الحل الذي تقدمه التجربة الحسية هو الذي يؤخذ بعين الاعتبار.
مثال: السؤال :متى يتبخر المــاء؟
الإجابة: لدينا المادة، هي الماء (مادة سائلة)، العالم يعتمد على الحواس، وبعض الوسائل والمعدات، مصدر الحرارة( النار)، مقياس الحرارة،... يقدم العالم مجموعة من الفرضيات ، ثم يقوم بالتجريب، بوضع الماء في إناء، فوق مصدر الحرارة (النار) وعند بداية غليان الماء وتبخره يقيس العالم درجة الحرارة، التي هي: 100ْ، تعاد هذه التجربة عدة مرات، وفي أماكن مختلفة، وتبقى النتيجة هي: 100ْ، عندها تكون هذه النتيجة يقينية، ودقيقة، وتقبل التعميم أي صالحة في كل زمان ومكان. فالسؤال العلمي مرتبط بالطبيعة المادية المتنوعة.
ثانيا: السؤال الفلسفي: يتعلق بـ: "مــا وراء الطبيعة" ("الميتا فيزيقا"وهي كلمة يونانية تطلق على كل فكرة أو مبدأ أو حكم لا يعتمد على الحس و التجربة): أي العالم الخفي الخيالي، من خيال العقل، مثل: عالم المثل عند " أفلاطون"، وهو يختلف عن عالم الغيب في الدين الإسلامي، حيث أن هناك أمور خفية نؤمن بوجودها: (الله عز وجل، اللوح المحفوظ، الجنة، النار،...) دون دليل حسي. و السؤال الفلسفي يبحث به الفيلسوف عن العلل الأولى للموجودات، والإجابة عنه ليست سهلة، نظرا إلى القلق الذي يثيره في الباحث، وإلى ضرورة استعمال الحكمة و مناهج عقلية ( التأمل العقلي العميق) دون الاعتماد على الحواس، مثل: الخير الكلي، السعادة المطلقة، المدينة الفاضلة، الحقيقة الثابتة...
متى لا يكون للسؤال جوابا؟ iv
لا يكون للسؤال جوابا، عندما تكون الإجابة عنه غير منتهية، وتحتمل الصدق أو الكذب، أي أن الإجابة تكون معلقة ومحل استغراب، واستمرار في البحث دون الوصول إلى نتيجة نهائية، وفي هذه الحالة يعبر عن هذا النوع من الأسئلة، بــأنها مشكلات أو إشكاليات.
أولا: ملاحظة بعض المشكلات المختلفة:
1) أيهما أسبق البيضة أم الدجاجة ؟
2) هل اللانهائي لا نهائي حقيقة أم لا ؟
3) هل التسامح يحتضن اللا تسامح ؟
4) هل الديمقراطية تتعايش مع اللا ديمقراطية ؟
5) قال أحد سكان مدينة "كريت"(مدينة يونانية) :" كل سكان هذه المدينة يكذبون."، هل هذه القضية صادقة أم كاذبة ؟ مهما كان نوع هذه الأسئلة، فإن الجواب عنها يدور في حلقة مفرغة، ولا يمكن أن يكون هناك جوابا نهائيا، وبذلك تسمى هذه الأسئلة: ( المشكلات أو الإشكاليات الفلسفية).
ثانيا: التعليق عليها:
1) أيهما أسبق البيضة أم الدجاجة ؟ مفارقة البيضة والدجاجة، زمنيا البيضة سابقة عن الدجاجة، وهي مصدر وجودها، لكن هذه البيضة صادرة بدورها عن الدجاجة، فلولا البيضة لما وجدت الدجاجة، ولولا الدجاجة لما وجدت البيضة، والبحث في مثل هذه المفارقات لا ينتهي.
2) هل اللانهائي لا نهائي حقيقة أم لا ؟ نجد أنفسنا أمام إجابات متناقضة بالنظر إلي الطرفين، لكن بالنظر إلى كل إجابة منفصلة عن الأخرى، ففي الرياضيات، مهما زاد العدد فوق الصفر أو زاد تحته، فإن مفهوم اللا نهائي هو حقيقة لا يمكن رفضها، أما في الفيزياء - الكلاسيكية خاصة - فإن اللا نهائي لا معنى له، باعتبار أن الكون محدود.
3) هل التسامح يحتضن اللا تسامح ؟ الشيء يحمل نقيضه، كيف يقبل التسامح نفيه(اللاتسامح)، مع العلم بأنه لا معنى للتسامح إن تقيد بشروط مثل: الرفض و التعصب...
4) هل الديمقراطية تتعايش مع اللا ديمقراطية ؟ من خصائص الديمقراطية، أنها تحتضن التنوع والحرية...، لكن لو وصل هذا التنوع إلى درجة التضاد ( اللا ديمقراطية)، ألا يكون هذا خطرا على الديمقراطية؟
5) قال أحد سكان مدينة كريت :" كل سكان هذه المدينة يكذبون."، لو صدقنا كلام القائل ، فإن القائل كذلك يجب أن يكون كاذبا، لأنه يسكن المدينة، وإذا أخذنا كلامه بأنه كذبة، لأنه من سكان المدينة، وكل سكانها يكذبون، فإنه يكون صادقا بالضرورة هو وكل سكان المدينة، أي أننا نصل دائما إلى النقيض.
خاتمة: (حل المشكلة)
في البداية نحكم بأنه لكل سؤال جوابا، حيث قد يكون الجواب سهلا ولا يتطلب جهدا كبيرا، لكن قد يكون السؤال في شكل وضعيات مستعصية، حيث تبدأ الصعوبات في الظهور وتشتد، وبالتالي تعسر الإجابة، وتبقى معلقة بين الإثبات و النفي تارة، ويبقى الجواب في حلقة مفرغة تارة أخرى، وقد يبقى السؤال مفتوحا دون إجابة نهائية، مما يفتح المجال للفلاسفة و العلماء، وتتعدد بالتالي الآراء والنظريات الفلسفية المستمرة.









 


رد مع اقتباس