منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - طلب مساعدة في مدكرة تحرج
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-03-18, 23:24   رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
الجليس الصالح
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية الجليس الصالح
 

 

 
إحصائية العضو










Bounce الي الاخت اسمهان ميمي

رسالة دكتوراة حول القيادة المدرسية
اتمنى ان اكون وفقت في افادتكم
مع الاحترام

والمادة منقولة

مشكلة الدراسة وأهميتها وأهدافها

المقدمة Introduction :
شهدت السنوات الماضية اتجاها ً جديدا ً في الإدارة المدرسية ، فلم تعد مجرد تسيير شؤون المدرسة سيرا ً روتينيا ً ، ولم يعد هدف مدير المدرسة مجرد المحافظة على النظام في مدرسته ، والتأكد من سير المدرسة وفق الجدول الموضوع ، وحصر حضور التلاميذ ، والعمل على إتقانهم للمواد الدراسية بل أصبح محور العمل في الإدارة المدرسية يدور حول التلميذ وحول توفير كل الظروف والامكانات التي تساعد على توجيه النمو العقلي والبدني والروحي ، وصولا ً إلى تحسين العملية التربوية لتحقيق هذا النمو ، إلى جانب دور المدرسة الفاعل تجاه المجتمع . والتغير في أدوار الإدارة المدرسية ارتبط بالتغير في النظرة نحو العملية التربوية ونحو المجتمع .

وبرزت اتجاهات جديدة في الإدارة المدرسية تمحورت في العناية بكل المجالات ذات الصلة بالعملية التربوية ، فبرزت الإدارة كمهارة في القيادة وفي العلاقات الإنسانية وتنظيم العمل الجماعي وتهيئة الظروف الملائمة للعمل . وبناء ً عليه فقد ظهر مفهوم جديد للمدرسة ووظيفتها ، تمثل في اعتبار المدرسة إحدى مؤسسات المجتمع ، ولا بد لها من المساهمة في حل مشكلاته وتحقيق أهدافه والعمل على تطوير الحياة بالإضافة إلى أداء وظيفتها القديمة المتمثلة بنقل التراث الثقافي من الآباء إلى الأبناء ( الفريجات ، 2000 ) .

والمدرسة الحديثة تقوم على أصول علمية توجه العمل في المدرسة الوجهة الصحيحة ، وينبغي على مدير المدرسة أن يكون على وعي بهذه الأصول حتى يستطيع أن يحقق الدور القيادي الذي يلعبه ، فالوظيفة الرئيسية للإدارة المدرسية هي تهيئة الظروف وتقديم الخدمات التي تساعد على تربية الطلاب وتعليمهم ، رغبة ً في تحقيق النمو المتكامل لهم . بيد أن وظيفة الإدارة المدرسية في مهمة إعداد الناشئين للحياة في مجتمعاتهم أساسية ، فالوظيفة الإدارية تطورت في العصر الحاضر بما يتلاءم والتطور العلمي ، الأمر الذي يلقي على الإدارة المدرسية مسؤوليات كبيرة بحيث تتحقق للنشء تربية متكاملة فكريا ً ونفسيا ً واجتماعيا ً ، بعد أن كانت المدرسة لسنين خلت مقتصرة على تحقيق الكفاية المعرفية أو نقل الثقافة ، ولم تعد كذلك مقتصرة على التعليم والنمو الأكاديمي فحسب ، بل اتسعت مجالاتها إلى النمو الاجتماعي والثقافي والفكري من خلال إكساب الطلبة عادات وتقاليد وقيم جديدة ( اسعد ، 2005 ) .
وعليه فان الإدارة المدرسية تعتبر بمثابة أساس يعتمد عليها المجتمع في تحقيق أهدافه الاستراتيجية في إعداد الأجيال للحياة الفضلى القادرة على مواجهة متطلبات القرن ( 21 ) . ومن أجل إتمام هذا البناء بنجاح ، فان الإدارة المدرسية تحتاج إلى الإدارة الكفؤة ، والشخصية القيادية القادرة على قيادة العملية التعليمية من أجل تحقيق الأهداف بأسهل الطرق واقل التكاليف ، فمدير المدرسة يلعب الدور الأساسي في قيادة الجهود وتوجيهها الوجهة الصحيحة ، يعمل على توحيد القوى وبذل الطاقات من أجل بلوغ الأهداف المنشودة للمدرسة والمجتمع .

ولما كانت الإدارة التربوية أداة رئيسية لتحقيق أهداف العملية التربوية ، من خلال الاستخدام الامثل للإمكانيات والموارد والتسهيلات التربوية المتاحة والمتوفرة ، وإيمانا ً بأهمية الإدارة التربوية المتطورة في تأدية دورها بكفاءة وفعالية عاليتين ، فقد أوصى المؤتمر الوطني الأول للتطوير التربوي الذي عقد في عمان عام ( 1987 ) بضرورة بلورة مفهوم القيادة الإدارية ، وإعداد القادة التربويين على جميع المستويات ، بما فيها المدارس ، في ضوء مبادئ القيادة الإدارية واتجاهاتها وأدوارها ، لتمكينهم من إحداث نقلة نوعية في أساليب الإدارة، بما يحقق أهداف العملية التربوية بشكل أفضل ، كما أوصى المؤتمر كذلك بضرورة تحديد مسؤوليات مدير المدرسة وواجباته ، ومساعدته على توثيق المعلومات المتعلقة بدور الإدارة التربوية واستخدامها بيسر وسهولة ( وزارة التربية والتعليم ، قسم البحث التربوي ، 1987 ) .



مشكلة الدراسة : Statement Of Study Problem

أضفى التطور في مفهوم التربية ومنظومتها الواسعة أهمية كبيرة لوظيفة مدير المدرسة ، وعليه فقد أصبح لزاما ًعلى كل من يشغل هذه الوظيفة القيام بادوار مختلفة يتطلب كل منها عدد من المهام والوظائف التي قد يصعب حصرها ، فقد اتسعت مهمات مديرو المدارس في وكالة الغوث الدولية لتشمل مجالات متعددة تتعلق بالشؤون الإدارية والفنية ، وما صاحب ذلك من صعوبات كثيرة كقصر اليوم الدراسي وزيادة في حجم العمل الفني والإداري ، وتجيء هذه الدراسة في محاولة للتعرف على المهام القيادية الإدارية والفنية للمديرين والمديرات .


وقد تبلورت مشكلة الدراسة فيما يلي :
- التعرف على واقع الممارسات القيادية ( الإدارية والفنية ) لمديري ومديرات المدارس .
( دراسة نوعية :Qualitative Study )
أهمية الدراسة :
تنبثق أهمية هذه الدراسة من الأمور التالية :

- ستسعى هذه الدراسة إلى بناء وثيقة توصيف حديثة لوظيفة مدير المدرسة بشقيها الإداري والفني ، تستند في ذلك إلى واقع الممارسات للمهمات القيادية ( الإدارية والفنية ) لمديري ومديرات المدارس .

- يؤمل من هذه الدراسة أن تقدم للمسئولين وأصحاب القرارات في وزارة التربية والتعليم ووكالة الغوث الدولية توصيات مختلفة ليقوموا بدورهم في اتخاذ الإجراءات الكفيلة لتحسين واقع الإدارة المدرسية في الأردن ، وطرح توصيف جديد ومتطور للمهمات القيادية لمدير المدرسة يواكب تطور مفهوم الإدارة المدرسية في القرن ( 21 ) على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي .

- تكتسب هذه الدراسة أهميتها في أنها الأولى التي تستخدم البحث النوعي في دراسة المهام القيادية لمدير المدرسة في وكالة الغوث الدولية ووزارة التربية والتعليم في الأردن ، حسب علم الباحث .
- تقديم مقترحات وتوصيات واضحة ، لإعانة مديري المدارس في تحسين أدائهم لدورهم القيادي التربوي .
أسئلة الدراسة :
تحاول هذه الدراسة الإجابة عن السؤال التالي :
- كيف يمارس مديرو ومديرات المدارس في وكالة الغوث الدولية في الأردن مهامهم القيادية ( الإدارية والفنية ) المتعلقة بالتعليم والتعلم ، الموارد البشرية ، الروابط مع المجتمع ، إدارة الموارد المادية ، التخطيط ، شؤون الطلبة ، إثراء المنهاج ؟

- هل تختلف ممارسة مديري المدارس ومديراتها لمهامهم القيادية باختلاف كل من : الجنس ، المؤهل العلمي ، الخبرة الإدارية ، البناء المدرسي ؟


حدود الدراسة :
ستقتصر حدود هذه الدراسة على ما يلي :
- المحدد الزماني : سيتم تطبيق الدراسة في الفصل الدراسي الثاني ( 2004 / 2005 ) .

- المحدد المكاني : ستقتصر هذه الدراسة على المدارس الأساسية التابعة لوكالة الغوث الدولية في الأردن .

- المحدد البشري : ستقتصر هذه الدراسة على مديري ومديرات المدارس الأساسية في وكالة الغوث الدولية في الأردن في الفصل الدراسي الثاني للعام الدراسي ( 2004 / 2005 ) .

كما تحددت هذه الدراسة بأدواتها وهي عبارة عن الملاحظة والمقابلة وتحليل الوثائق .

كما ستقتصر على بيان المهمات والمهارات القيادية كما يراها مديرو ومديرات المدارس التابعة لوكالة الغوث الدولية في الأردن .
4 . الأدب التربوي والدراسات السابقة :
- الأدب التربوي :
في ضوء ما هو معروف عن تعدد التوقعات والمتطلبات المرتبطة بالدور الذي يقوم به رجل الإدارة، يمكن أن نفهم تعدد الجوانب التي يتحمل رجل الإدارة مسؤولية نحوها ، وفي مقدمتها مسؤوليته نحو المجتمع الكبير الذي يخدمه ، ومسؤوليته نحو الأفراد الذين يخدمهم ، ومسؤوليته نحو المسئولين والرؤساء الذين يعمل من أجلهم ، ومسؤوليته نحو المرؤوسين الذين يعمل معهم ، وأخيرا ً مسؤوليته نحو المهنة التي ينتمي إليها ، وحرصه على أداء عمله وفقا ً للمعايير المهنية والأخلاقية .

إن مديري المدارس لا يمتلكون حرية مطلقة في تدبير شؤون مدارسهم إذ تقع عليهم عدة ضغوط وقيود ، فقد تكون توقعات الأهل والمسئولين في المستويات العليا والوسطى والدنيا متضاربة وصعبة التلبية ، لذلك يحتاج المدراء للتكيف مع المسؤوليات الكثيرة لمهارات وأنماط مختلفة من السلوك مما يحد من تطور المدرسة . وهذه التوقعات والمسؤوليات تشكل جانبا ً واحدا ً فقط من العوامل الموقفية التي يحتاج المدراء والرؤساء الآخرون في المدرسة إلى مراعاتها ( Hall & Others , 1986 ) .


كما أن التداخلات في الواجبات وفي المسؤوليات الملقاة على عاتق مديري المدارس قد تشكل عائقا ً أمام الكفاية الإدارية كالإشراف على نظافة المدرسة ، والصيانة والإصلاحات ، والتواصل مع المجتمع المحلي ، والاجتماعات الطارئة غير المخططة ، وتزاحم الأفكار وتشعبها ( Craig , 1987 ) .


وقد أشارت بويليون ( Boullion ( 1996 في دراستها إلى أنه من بين المعيقات أمام الكفاية الإدارية هي قلة الخبرة لدى المديرين ، فهم بحاجة إلى دورات تدريبية أثناء الخدمة كما يحتاجون إلى مهارة في التعامل مع المعلمين داخل المدرسة ، وحل الصراعات ، ومهارة في اتخاذ القرارات الإدارية الرشيدة في وقتها المناسب .
- الدراسات السابقة :
الدراسات العربية :
أجرت وزارة التربية والتعليم الأردنية ( 1978 ) دراسة بهدف الكشف عن المشكلات الإدارية والفنية التي تواجه مديري المرحلة الإلزامية الحكومية في الأردن ، وتناولت الدراسة ستة مجالات رئيسية تتعلق بعمل مدير المدرسة وهي : المعلمين ، والتلاميذ ، والإشراف التربوي ، وأولياء الأمور ، والمجتمع المحلي ، والإدارة التربوية ، والبناء المدرسي . كشفت الدراسة عن وجود مشكلات تتعلق بالمعلمين منها : كثرة نصاب المعلمين من الحصص الدراسية وتكليف المعلمين بتدريس مواد ليست من تخصصهم . كما كشفت الدراسة عن وجود مشكلات تتعلق بالإدارة التربوية منها : تأخر تعيين المعلمين وإجراءات النقل وكثرة الأعمال الكتابية . وأظهرت الدراسة وجود مشكلات متعلقة بالإشراف التربوي منها : قلة الزيارات الصفية وعدم تعاون المشرف التربوي مع إدارة المدرسة .

أجرى الطوباسي ( 1980 ) دراسة هدفت تحديد الممارسات الإدارية التي يشعر بها المديرون والمعلمون ومعرفة عدد المشكلات في العمل الإداري كما يراها المديرون والمعلمون . وقد استخدم الباحث استبانة الأعمال الإدارية ، واستبيانات عن المشاكل الفنية . أظهرت الدراسة وجود عدد من المشكلات قام الباحث بتوزيعها في مجالات : الطلاب ، والمعلمين ، وأولياء الأمور ، والبيئة المحلية ، والسلطات المشرفة ، والمسئولين في الإدارة التربوية ، وأخيرا ً ما هو متعلق بالبناء المدرسي والتجهيزات المدرسية . واستنتجت الدراسة انه لا اثر للجنس بشكل واضح على عدد المشكلات التي يواجهها مدير المدرسة .
في دراسة أجراها عواد ( 1985 ) هدفت إلى معرفة مدى تطبيق مديري المدارس الثانوية في الأردن لمهامهم الإدارية ، وحاولت الدراسة تحديد المهام الإدارية التي يتطلبها مركز مدير المدرسة ، درجة تأثير المؤهل العلمي ، والخبرة ، والجنس ، ونوع المدرسة في درجة ممارسته لتلك المهام ، إذ اشتملت عينة الدراسة ( 100 ) مدير مدرسة موزعين
عشوائيا ً على محافظات الأردن ، واستخدم الباحث الاستبيانات في جمع المعلومات . وتوصلت الدراسة إلى أن المديرين الذين حصلوا على مؤهل علمي أعلى من البكالوريوس يطبقون المهام المناطة بهم أفضل من المديرين الذين حصلوا على البكالوريوس . وان المديرين ذوي الخبرة الأطول أفضل من المديرين ذوي الخبرة الأقل في تطبيق المهام المناطة بهم .

الدراسة التي قام بها ديراني ( 1987 ) بهدف معرفة المشكلات التي تواجه مديري المدارس الابتدائية في المناطق القروية في المملكة العربية السعودية . وقد كشفت الدراسة أن مديري المدارس يواجهون مشكلات متعلقة بالمعلمين وأخرى بالتوجيه التربوي ، ومشكلات متعلقة بالبناء المدرسي كنقص الأدوات والأجهزة وعدد الغرف ، ومشكلات متعلقة بالإدارة المدرسية ككثرة أعمال المدير الإدارية والاجتماعات الرسمية وقيام المدير بتدريس حصص أسبوعية ، ومشكلات متعلقة بالتلاميذ وأولياء أمورهم .

وفي دراسة أجراها خشان ( 1988 ) في الأردن هدفت إلى معرفة درجة ممارسة المدير لمسؤولياته كما في الواقع وكما يجب أن تكون . كما هدفت إلى معرفة مدى تأثير كل من الخبرة الإدارية والمؤهل والوظيفة والجنس على درجة ممارسة المدير لمسؤولياته الواقعية والمثالية ، وقد أشارت نتائج الدراسة إلى أن الصلاحيات المعطاة لمديري المدارس الحكومية لا تتلاءم مع ثقل المسؤولية في الواقع عن درجة ممارستهم لمسؤولياتهم كما يجب أن تكون عليه . وتوصلت النتائج إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائية تعزى إلى المؤهل والخبرة والوظيفة وفق علاقتها الأولية بين تقدير المسؤوليات التي يقوم بها مدير المدرسة كما هي في الواقع ، وبين ما يجب أن تكون عليه ، بينما لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية تعزى إلى الجنس أو تفاعله مع الوظيفة على درجة ممارسات المدير لمسؤولياته الواقعية والمثالية .

وفي دراسة قام بها شحادة ( 1990 ) هدفت إلى معرفة المهام الإدارية والفنية المنوطة بمديري المدارس الثانوية الحكومية في الأردن ومدى تنفيذهم لها للوقوف على واقع الإدارة المدرسية من حيث قوتها ونقاط ضعفها وحاولت الدراسة الإجابة عن أسئلة تتعلق بمعرفة الفروق بين واقع الممارسة وما يفترض أن تكون . وتوصلت الدراسة إلى أن نسبة تنفيذ مديري ومديرات المدارس لمهامهم مرتفعة . وتوصلت الدراسة إلى مجموعة من التوصيات تتعلق بضرورة عقد دورات لمديري ومديرات المدارس ، وتحديد كفايات واضحة ومحددة تساعد في عملية الاختيار السليم لهذه لوظيفة .

أجرى اللواتي ( 1992 ) دراسة في سلطنة عمان هدفت إلى تحديد المشكلات التي يواجهها المديرون في المدارس الابتدائية في سلطنة عمان ، وتوصلت الدراسة إلى أن غالبية المشاكل سببها البناء المدرسي والمرافق العامة تليها مشاكل الطلاب وأولياء الأمور ، وأكثر المشاكل حدة هي قلة متابعة أولياء الأمور ، وإتباع نظام الفترتين ، والأعمال الكتابية ، وعدم وجود مساعد لمدير المدرسة .


الدراسات الأجنبية :

أجرى تيرون ( 1979 ( Tyron دراسة هدفت إلى معرفة دور مدير المدرسة ومهامه ودرجت صعوبتها كما يراها كل من مديري التعليم ومديري المدارس ومجلس المعلمين ، وقد أشارات نتائجها إلى عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين تصورات مديري التعليم ومديري المدارس ومجلس المعلمين لدور مدير المدرسة ، كما لا توجد فروق على مستوى الدلالة ( 0 . 05 - ) بين تصورات المجموعات السابقة تعزى لحجم البناء المدرسي .
في دراسة بلود وميلر ( Blood & Miller ( 1980 ذكر عدة أسباب تؤدي إلى مشكلات تواجهها إدارة المدرسة وأهمها : تزايد أعداد الطلاب بشكل كبير ، وأن المنهاج المدرسي أصبح أكثر صعوبة ، والمركزية في الإشراف على المدرسة مما يضع مدير المدرسة أمام مشكلة كبيرة في تلقي التعليمات بصورة مستمرة .

الدراسة التي قام بها راليز وهايسميث ( Rallis & High smith ( 1986 في فيلادلفيا بعنوان قضايا المدارس الرئيسية . أظهرت الدراسة أن الإدارة المدرسية تواجه مشكلتين رئيسيتين هما : صعوبة تنفيذ التعليمات وقيادتها ، وصعوبة قيادة التطوير المهني للمعلمين الذين هم بحاجة إلى التطوير .

الدراسة التي قام بها اندرسون ( Anderson ( 1986 وهدفت إلى معرفة المشكلات التي تواجه مديري المدارس في ولاية الاسكا في الولايات المتحدة الأمريكية ، وكان من ابرز النتائج التي توصل إليها الباحث عدم وجود نظام فعال للخدمات بين مديريات التربية وإدارات المدارس ، وعدم وجود برامج فعالة لتطوير الإداريين إداريا ً وفنيا ً ، والنقص في الخدمات العامة والموارد .

الدراسة التي قام بها هاتش ياب ( Hatch Yap ( 1989 والتي هدفت إلى معرفة دور مدير المدرسة ومهامه ودرجة صعوبتها من وجهة نظر المديرين ، أظهرت النتائج أن الممارسات الكتابية والأعمال الإدارية الروتينية اليومية تشكل عبئا ً ثقيلا ً على مديري المدارس على حساب تطوير الخطط والبرامج المدرسية الهادفة .

الدراسة التي أجرتها بريجس ( Briggs( 1992 هدفت إلى تحديد حاجات المديرين في المدارس الابتدائية ، باعتبار أن المدير هو العامل الأهم في نجاح المدرسة ، وانه يعتبر مفتاح النجاح للمدرسة التي يقودها ، وقد اعتمدت الباحثة في جمع البيانات على استبانة إضافة إلى أسلوب المقابلة الشخصية لعدد من المديرين في عينة الدراسة . وقد توصلت نتائج الدراسة إلى أن مديري المدارس الابتدائية بحاجة إلى مزيد من التدريب لزيادة خبرتهم ، وقد أوصت الباحثة بان تشارك الجامعات في هذا العمل .

الدراسة التي أجرتها بويليون (Bouillon( 1996 بهدف التعرف على الممارسات الإدارية اليومية للمديرين الجدد في مدارس مختارة من كاليفورنيا . وقد استنتجت الباحثة من دراستها أن هناك القليل من الدعم والمساعدة للمديرين الجدد ، وأظهرت حاجة المديرين إلى التدريب في مواضيع مثل الميزانيات والبرامج المدرسية . وأوصت الدراسة بأنه من
الضروري أن يكون هناك تعريف بالإدارة المالية والتخطيط وانه من الضروري أيضا ً مساعدة المديرين في مواضيع مثل حل الصراعات واتخاذ القرارات .
5 . منهجية الدراسة : Methodology
سيعتمد الباحث في دراسته الميدانية أسلوب البحث النوعي (Qualitative Study ) دراسة تحليلية قائمة على الملاحظة ( Observation ) والمقابلة (Interview ) وتحليل الوثائق (********s Analysis ) من خلال المسح الشامل ( Survey ) لمجتمع الدراسة والذي يتمثل بدائرة التربية والتعليم ، ومعهد التربية ، ومركز التطوير التربوي ، والمدارس الأساسية التابعة لوكالة الغوث الدولية في الأردن .

مجتمع الدراسة :
يتكون مجتمع الدراسة في مستوى القيادة العليا ( دائرة التربية والتعليم ) من رئيس برنامج التربية والتعليم ، ومساعديه ، ومديري الإدارة، والخبراء ، ورؤساء الأقسام , ومديري التعليم في المناطق ( منطقة جنوب عمان التعليمية ، منطقة الزرقاء التعليمية ، منطقة شمال عمان التعليمية ، منطقة اربد التعليمية ) حيث يبلغ عدد القادة في هذا المستوى ( 20 ) .

وفي مستوى القيادة الوسطى ( مكاتب التعليم ) ويتكون من المشرفين التربويين والإداريين ويبلغ عددهم ( 60 ) ، وفي مستوى القيادة الدنيا من مديري ومديرات المدارس و يبلغ عددهم ( 200 ) مديرا ً ومديرة .

عينة الدراسة :
سيتم اختيار أفراد الدراسة بشكل غير عشوائي ( Purposive Sample ) على النحو التالي :
- جميع القادة التربويين في المستويات العليا وعددهم عشرون .

- ثلاثون قائدا ً تربويا ً في المستويات الوسطى .
- خمسون قائدا ً تربويا ً في المستويات الدنيا .
أدوات جمع البيانات :
بهدف جمع المعلومات والبيانات اللازمة للإجابة عن أسئلة الدراسة سيقوم الباحث بالإطلاع على أدوات لدراسات سابقة عربية وأجنبية ، بالإضافة إلى حزمة الأنظمة والتعليمات والقوانين والوثائق الصادرة عن وزارة التربية والتعليم ووكالة الغوث الدولية ، وسيقوم الباحث بتطوير أدوات للملاحظة المباشرة والمقابلات الحرة ( Inform Interview ) أو الموجهة (Interview Guide Approach ) أو المقننة (Interview Standardized ) كما سيستخدم الباحث استبيانا ً خاصا ً بتحليل العمل ( Jop Analysis ) ، وتحليل بعض الوثائق (********s Analysis ) ذات العلاقة بالمهام القيادية لمديري المدارس والتي ستشتمل على المجالات الرئيسية في عمل مدير
المدرسة الإداري والفني في وكالة الغوث الدولية وهي :
- التعليم والتعلم .
- النمو المهني للمعلمين .
- المجتمع المحلي .

- الموارد المادية .

- الإدارة والتخطيط .


- شؤون الطلاب .

- إثراء المنهاج .

وستمر عملية جمع البيانات بعدة مراحل وتشمل :

- التخطيط .

- البدء بجمع المعلومات .

- جمع وتبويب البيانات والمعلومات الأساسية .

- إقفال جمع البيانات والمعلومات .

- الانتهاء من جمع البيانات والمعلومات تمهيدا ً لتحليلها وتفسيرها وعرض نتائجها وتقديم التوصيات .
صدق أدوات الدراسة :
سيقوم الباحث بعرض أدوات الدراسة على المحكمين المختصين ( الجامعة الأردنية ، وزارة التربية والتعليم ، معهد التربية التابع لوكالة الغوث الدولية ) وتجربتها تمهيدا ً لاعتمادها في الدارسة .

تحليل البيانات والمعلومات :
سيتم تصنيف المهارات القيادية ( الإدارية والفنية ) في المجالات السبعة من عمل مدير المدرسة بعد تحليلها ووضعها في عناوين رئيسية وفرعية بشكل يسمح بالحصول منها على استخلاصات ونتائج سيتم تفسيرها وعرضها .
وتحليل المعلومات سيكون بالطرق التالية :
- تحليلا ً سرديا ً ( Narrative Analysis ) : حيث سيعمل الباحث على سرد واقع الإدارة المدرسية في وكالة الغوث الدولية وتطورها وعلاقة هذا التطور بالتغيرات التربوية على الساحة الإدارية وما برز من تحديات ومعوقات فرضها هذا الواقع نجم عنه معوقات في تنفيذ المهام القيادية لمديري المدارس .

- تحليلا ً تفسيريا ً ( Interpretive Analysis ) : وهنا سيقوم الباحث بوصف للمهارات القيادية ومعوقات تنفيذها ومعرفة العوامل المؤثرة فيها وأسبابها وشبكة العلاقات التي يمثلها نظام الإدارة المدرسية في وكالة الغوث الدولية .

- تحليل العمل ( Job Analysis ) : وهنا سيقوم الباحث بتحليل الوظيفة وهو يشمل دراسة المعلومات والمسؤوليات المرتبطة بعمل مدير المدرسة ، بهدف تقديم وصف عام ومفصل يشمل الواجبات والمسؤوليات والمهام المرتبطة بهذا العمل ، ومواصفات مدير المدرسة والتعريف بوظيفة مدير المدرسة وعلاقاتها بالوظائف الأخرى ، وتوضيح ظروف العمل المكتبي والميداني ، والتعريف بالمصطلحات المستخدمة في عمل مدير المدرسة ، ويمكن أن يستخدم الباحث في تحليل العمل استبيانا ً يوزع على عينة الدراسة أو من خلال المقابلة أو الملاحظة أو دراسة السجلات ولوائح الأنظمة والتشريعات .
إجراءات الدراسة :
تهدف هذه الدراسة التعرف على المهمات والمهارات القيادية لمديري مدارس مرحلة التعليم الأساسي في وكالة الغوث الدولية في الأردن كما يراها مديرو المدارس أنفسهم ، ولتحقيق أهداف الدراسة والإجابة على أسئلتها سيستخدم الباحث أسلوب البحث النوعي ( Qualitative Study ) ، وسيستخدم الباحث : الاستراتيجية التفاعلية في جمع المعلومات كالملاحظة والمقابلة ، والاستراتيجية غير التفاعلية مثل تحليل الوثائق .


الإطار النظري لأطروحة المهمات القيادية لمديري المدارس ومديراتها

الإدارة عملية هامة ولازمة للفرد والجماعة وتحتاج إليها جميع التنظيمات مهما كان نوعها ونشاطها ، والإدارة تحدث للإنسان في كل أوقاته ، فما يمارسه أو يتخذه من قرارات تتعلق بشخصه أو بمن يحيطون به هي ممارسة كاملة للإدارة . ولأنّ الإدارة متصلة بالإنسان فهي قديمة قدم البشرية وجدت في المجتمعات منذ بدأ الإنسان يعيش في جماعات ، وهي علم لا غنى عنه للأفراد أو الجماعات لتحقيق أهداف يصعب عليهم تحقيقها منفردين بعيداً عمن ينسق جهودهم ، ويوجهها نحو بلوغ أهدافهم المقصودة . والإدارة تتألف من نشاطات ووظائف محددة يقوم بها الإداري ، وأنه يمكن دراستها عن طريق تحليل الوظائف التي يقوم بها أثناء تأديته لعمله . والإدارة ليست بالعلم الخالص فقط ، ولكنها فن تطبيقي يتطلب توافر صفات معينة فيمن يتولونها ، وقد كان الاهتمام بالإدارة مرتبطاً ببعض العاملين في المؤسسات الصناعية وبالعلماء في مجالات أكاديمية وبحثية.

ويُعَدُّ علم الإدارة بوجه عام والإدارة التعليمية بوجه خاص من العلوم الحديثة ، حيث ظهر أول مفهوم للإدارة بمعناها العلمي عام ( 1911 ) ، وأول المفاهيم التي ظهرت للإدارة كان في ميدان الصناعة في أمريكا في أوائل القرن العشرين ، وكان رائد الإدارة العلمية فردريك تايلر ( F.Taylor ) الذي يلقب بأبي الإدارة العلمية ، وقد أصدر أول كتاب له بعنوان ( أسس الإدارة العلمية ) . وبعد ذلك أصبحت الإدارة العلمية حركة عالمية بعد عقد أول مؤتمر دولي للإدارة في براغ ( ( Brag عام ( 1924 ) ، ولم تبدأ الإدارة التعليمية كعلم مستقل عن الإدارة العامة إلا منذ عام ( 1946 ).

في حين بدأ الاهتمام بدراسة السلوك القيادي في أواخر الثلاثينيات بظهور أنماط القيادة الثلاثة المشهورة حينئذ ، وهي : التسلطية والديمقراطية والترسلية . وكان أول من عرَفها وطبّقها : ليون ولبت ووايت (Lewin , Lippitt , White ) وقد توصل هؤلاء الباحثون إلى أنّ القيادة الديمقراطية كانت الأفضل والأنجح.

وبذلك يُعَدّ ميدان الإدارة التربوية من الميادين الحديثة وليدة القرن العشرين وإنْ كانت الممارسة الفعلية لها قديمة قدم الإنسان ، وتتفق الإدارة التربوية مع الإدارة العامة ، أما في الميدان فإنّ مجال الإدارة التربوية هو التربية والتعليم.
وتعتبر الإدارة العامة الأصل الذي انبثقت عنه الإدارة التعليمية والمدرسية ، وتتفق الإدارة التعليمية مع الإدارة العامة في الخطوات الرئيسة لأسلوب العمل في كلّ منهما ، ولكنها تختلف عنها في التفاصيل التي تشتقها من طبيعة الميدان التربوي.

أما الإدارة التربوية فهي مجموعة عمليات متشابكة وشاملة لكل النظام التربوي في المجتمع متمثلة بالجهاز الرسمي للتربية والتعليم وما يضعه من سياسات وأنظمة وما يحدده من مناهج وخدمات ومراحل تعليمية ، وتعنى بتنظيم العناصر المادية والبشرية وتنظيم الأفكار والقيم والاتجاهات. وهي كنشاط إنساني له غاياته ويتفاعل فيه إنسان مُرَبّ مع إنسان متعلم لينتج إنساناً ومواطناً صالحاً تتوافر فيه أمور رئيسة ثلاثة : حقائق ومعلومات ، قيم واتجاهات ، عادات ومهارات. في حين تعنى الإدارة التعليمية بتحقيق الأغراض التربوية ووضعها موضع التنفيذ وهي المسؤولة عن إدارة التعليم بما يحقق تربية الأفراد.

أما الإدارة المدرسية فهي كل نشاط منظم يهدف إلى تحقيق الأهداف التربوية ، كما وردت في قانون وزارة التربية والتعليم رقم ( 3 ) لسنة ( 1994 ) والذي ينص على تنمية التلميذ نموّاً سليماً ، جسمياً وعقلياً واجتماعياً وعاطفياً وروحياً.

وتعدّ الإدارة المدرسية جزءاً من الإدارة التعليمية ، وصورة مصغرة لفلسفتها وتنظيماتها واستراتيجياتها ، وهي القائمة على تنفيذ السياسة التعليمية ويرأسها مدير ، مهمته توجيه المدرسة نحو أداء رسالتها وتنفيذ اللوائح والقوانين التعليمية التي تصدر من الوزارة ، يتعاون معه معلمون وإداريون ، وهو متقيد بالإدارة التعليمية التي يخضع لها ويتصرف وفق ما تراه ، كما أنه متقيد بمناهج ومقررات دراسية ولوائح وقوانين ونظم.

على ضوء ما تقدم فإن الإدارة المدرسية تبدو ركناً أساسياً في العملية التربوية التعليمية فهي التي تترجم النظريات والفلسفات إلى واقع ، وتساعد في التوجيه نحو التغيرات الاجتماعية المرغوب فيها.

حَدّدَ الخميسي أربع وظائف للإدارة المدرسية تتمثّل في التخطيط والتنظيم والإشراف والمتابعة ، أما التخطيط فهو الترجمة العلمية للأهداف التعليمية وما يجب أن ينفذ من برامج ويتضمن توضيح الأهداف وتنسيقها وتصنيفها حسب أهميتها واقتراح البرامج المحققة للأهداف وتحديد الإجراءات اللازمة لتنفيذ البرامج ووضع معايير للأداء وجدولة الأعمال زمنياً ورصد الواقع والحقائق والمتغيرات والموارد المتاحة . وأما التنظيم فيعنى به تقسيم أوجه النشاط التعليمي اللازمة لتحقيق أهداف المدرسة وخططها ، فهناك الأنشطة الإدارية والأنشطة الفنية ، وهناك عناصر بشرية من إداريين ومعلمين وأخصائيين ولكلّ مجموعة من هؤلاء أنشطة ، ولهذه الأنشطة أهداف وإجراءات ، ويتطلب تنظيم العمل بالمدرسة تكليف كل فرد أو كل مجموعة بمهام معينة أو بمستويات محددة ، كما يتضمن ذلك منح هؤلاء صلاحيات وسلطات تخولهم القيام بهذه المهام ، مع ضرورة وجود قدر من التنسيق بين هؤلاء الأفراد والمهام ووسائل إنجازها ، ويعنى بالإشراف تزويد أفراد المجتمع المدرسي بالإرشادات والمعلومات اللازمة لكيفية تنفيذ السياسات المدرسية وأنشطتها المختلفة ، فهناك الإشراف والتوجيه الفني وهناك التوجيه المالي والتوجيه والإداري . أما المتابعة فهي عملية هدفها التأكد منْ أنّ النتائج التي تحققت أو تلك التي في سبيلها إلى التحقيق مطابقة للأهداف المقررة أو غير مطابقة ، ومن خلال المتابعة تقدم تغذية راجعة فورية قد تسهم في مراجعة الأهداف الموضوعة أو مراجعة الأساليب والإجراءات المتبعة وتذليل الصعوبات وتقويم العاملين للوقوف على درجة كفايتهم ، والوقوف على مدى التنسيق بين مختلف الوظائف والوحدات وتجنب بعض الأخطاء التي يمكن التنبؤ بها قبل وقوعها.

إنّ ترجمة هذه الوظائف إلى عمليات ضمن خطة إجرائية تستند إلى حاجات حقيقية تُقرِّب المسافات بين الواقع والمتوقع ، هو بمثابة ممارسة فعلية لمدير المدرسة لمهامه القيادية بجوانبها الإدارية والفنية ، وعليه فإن مدير المدرسة مطالب بالانطلاق من هذه الوظائف مجتمعة في ممارسة دوره القيادي .

وقد ذكَرَ جون ديوي ( John Dewy ) في كتابه ( الديمقراطية والتربية ) عن وظائف المدرسة أنها تنقل تراث الأجيال الماضية لصغار الأجيال الحاضرة وأجيال المستقبل ، وأنّها تكْفل الاحتفاظ بالتراث والعمل على تسجيل ما يجدّ منه ، وتبسيط البيئة لمساعدة الطفل على مواجهة الحياة والتكيف مع ما فيها من نظم وقوانين وعادات ، وأنها تعمل على إسقاط أباطيل وخرافات الماضي.

تطورت الإدارة المدرسية كجزء من الإدارة التربوية بتطور الميادين التربوية المختلفة ، فتَطَوّرَ المفهوم وتطوّرَ معه الدور ، فقد حظيت باهتمام واسع وكبير من جانب المهتمّين بشؤون التربية والتعليم ، إيماناً منهم بأنّ نجاح التربية أو إخفاقها في تحقيق أهدافها مرهون بكفاءة إدارتها وفاعليتها ، وأنّ الاهتمام بعملية الإدارة التربوية وتطوير أجهزتها هو تطوير للعملية التربوية. وتبعاً لهذا التطور ، تَطوّرَ دور المدرسة الحديثة في العقود الأخيرة من القرن الماضي تطوراً كبيراً واتسعت دائرة رسالتها وأهدافها ، فالمدرسة الحديثة لم تعد تلك المدرسة التي يُلقن فيها الناشئة المعلومات والمعارف المجردة ، بل أصبحت مؤسسة اجتماعية تربوية تعنى بالنمو المتكامل لشخصية الطالب عقلياً وبدنياً وروحياً.


وفي العصر الحديث تتبوأ الإدارة مكانة مهمة في حياة المجتمعات المتمدنة ، وتلعب دوراً رئيساً في تطورها ورقيّها ، وتؤكد النجاحات التي حققتها وتحققها المجتمعات في مختلف ميادين تطورها ، إن حسن الإدارة هو أهم عامل في تحقيق تلك النجاحات ، فمهما اشتد التنافس بين الأمم سيكون المنتصر منهم أقدرهم إدارة . ومن هذا المنطلق وباعتبار أنّ الإدارة التربوية والتعليمية والمدرسية هي مجموعة من العمليات المترابطة تتكامل فيما بينها في مستوياتها الوطنية ( الوزارة ) والمحلية ( مديريات التعليم ) والإجرائية ( المدرسة ) ، من أجل الوصول إلى تحقيق الأهداف التربوية المنشودة ، تكون الإدارة وسيلة لا يمكن التفريط فيها من أجل تحقيق حياة أفضل للأفراد والجماعات.

عُقِدَ أول مؤتمر للتطوير التربوي في الأردن عام ( 1987 ) ليضع الإطار العام لتطوير الإدارة التربوية في توصيته التاسعة التي شملت ستة مجالات من بينها الإدارة المدرسية والإشراف التربوي ، ومن ضمن التوصيات المتعلقة بجانب الإدارة المدرسية ما يتعلق بتحديد الوزارة لواجبات ومهام ومسؤوليات مدير المدرسة ، ومنْحهُ مزيداً من الصلاحيات التي تتناسب مع تلك المسؤوليات والواجبات ، والاهتمام بتنمية قدرات مدير المدرسة المختلفة ، وتعزيز دور المدير مشرفاً مقيماً ، وإبراز دور الإدارة المدرسية في عملية الإشراف التربوي ، وفي خطاب العرش السامي ، لدى افتتاح الدورة العادية الأولى لمجلس الأمة الثاني عشر في ( 23 / 11 / 1993 ) قال جلالة - المغفور له - الملك الحسين بن طلال - طيب الله ثراه - : " وفي مجال التربية والتعليم ستواصل حكومتي السير في خطة التطوير التربوي التي بوشر بها منذ سنوات ، مع تأكيد دور التربية الفاعل في مرحلة التحول الديمقراطي ، وتحسين مستوى الإدارات التربوية وتأكيد دور المدرسة كوحدة للتطوير التربوي " ( وزارة الثقافة والأعلام الأردنية ، 1998 ) .


وتجدر الإشارة إلى أنّ الدافع الرئيسي من وجود الإدارة المدرسية في أنّها المسؤولة عن التوظيف الأمثل للموارد المادية والبشرية المتاحة ، وصولاً إلى تحقيق الأهداف ، وأنّ نجاح المجتمع في تحقيق أهدافه مرهون بنجاح المدرسة في تحقيق أهدافها ، وأنّ نجاح المدرسة في تحقيق أهدافها يتوقف على الدور المناط بالإدارة المدرسية في تنفيذ السياسة التعليمية التي تستقي غاياتها من الإدارة التعليمية والتي تتمحور في تربية الأجيال وتهيئتهم للمستقبل . ولا يتمّ ذلك إلا بمدرسة عصرية يقودها مدير قادر على ممارسة مهماته الإدارية والفنية بأسلوب قيادي وضمن المفهوم العصري للإدارة في القرن الحادي والعشرين الذي تسعى المدرسة بموجبه إلى تحقيق مستوى تعليمي تعلمي متمّيز في اللغات والعلوم والرياضيات والحاسوب ، وبمفردات تتعامل مع عصر العولمة والتكنولوجيا ؛ عصر التدفق الحُر للمعلومات ، ليس أمامها سوى السير في طريق التفوق بخطى واثقة نحو السموّ والرفعة .

ينظر الأدب التربوي للعملية التربوية أنها تتألف من ثلاثة عناصر أساسية : المعلم والطالب والمنهاج ، ويرى الباحث ضرورة أن يُضاف مدير المدرسة كعنصر رابع يشكل ( من وجهة نظره ) ركيزة للنظام التعليمي في بلوغ أهدافه ، فهو يمثل حلقة الوصل في العمل التربوي بين الطلبة والمعلمين من جانب ، ومدير التعليم والوزارة والمجتمع من جانب آخر .

وقد فطن إلى ذلك الإمام أبو حنيفة - رضي الله عنه - كما بيّنه الإمام بدر الدين بن جماعة رحمه الله ، فقد قيل للإمام أبي حنيفة أنّ في المسجد حلقة يتدارسونَ الفقه ، فسَأل : ألهُمْ رأسْ ؟ فأجيبَ أنْ لا ، فقال : " لا يفقه ُهؤلاءِ أبدا.

تنطوي مهمة الإدارة المدرسية على جوانب إدارية وأخرى فنية ، ولا بد من تكامل هذين الجانبين في الممارسات الإدارية والفنية دون أن يطغى أحدهما على الآخر ، ويحظى مدير المدرسة بأهمية كبيرة في الدراسات التربوية لما له من دور مهم في إنجاح العملية التربوية ، والحاجة ماسة إلى زيادة الاهتمام بتنمية قدراته حتى ترتفع إلى المستوى الذي يمكـّـنه من القيام بمسؤولياته وواجباته ومهامه بكفاءة وفعالية عاليتين بما يحقق أهداف العملية التربوية بشكل أفضل.

يتعزز نجاح مدير المدرسة في بلوغ الأهداف المخططة والنهوض بمسؤولياته بعدد من الأمور الضرورية في عمله كمسؤول أول عن سير وتسيير العمل في المدرسة ، تتمثل في توفير المناخ الايجابي لممارسة العمل التربوي الناجح ، وإشعار العاملين بالانتماء إلى المدرسة والرضا عن عملهم ، ومراعاة حق العاملين بالمشاركة في عمليات اتخاذ القرارات داخل التنظيم المدرسي ، وتفويض الصلاحيات مع مراعاة مبادئ التفويض الفعال وشروطه ، وتقوية الروابط بين المدرسة وأسر التلاميذ من خلال الاهتمام بمجالس الآباء والمعلمين وإشراك الآباء في برامج المدرسة وإطلاعهم على رسالتها ورؤيتها وأهدافها ، وحل الخلافات التي تظهر بين أعضاء الأسرة المدرسية ، والاهتمام بمواجهة المشكلات السلوكية للتلاميذ والوعي التام لخطورة وحساسية المهمة الملقاة على عاتق مدير المدرسة ؛ باعتبار أن المدرسة عامل حيوي ومهم في بناء الأفراد ليكونوا مواطنين صالحين يعملون في خدمة المجتمع وخدمة أنفسهم ، والقدرة على المتابعة والمثابرة للتمكن من تنفيذ الخطة الإجرائية المرسومة ، ورصد ما يعوق سير التنفيذ وتخطّيه والتغلب عليه ومن ثم تقويم العمل ، ثم القدرة على إقامة علاقات سليمة مع الآخرين ، والقدرة على الإقناع بالحجة والمنطق لا بالضغط والإكراه.





نظراً لأهمية الدور الريادي الذي يقوم به مدير المدرسة ، كان لا بد له من مواصفات ومميزات تؤهله للقيام بأعباء هذا المركز ، وذلك على المستوى العلمي والثقافي والخبرة العملية ، وتوفر الصحة الجيدة والذكاء، والقدرة والسمات الشخصية، كما أنه لا بد أن يكون مؤهلاً على الصعيدين ، الإداري والفني ( وعلى صعد أخرى كالتأهيل المعرفي والمسلكي والقيادي والإنساني ) لكي يتمكن من القيام بالواجبات المنوطة به ، فمدير المدرسة هو القائد التربوي الذي يملك من المؤهلات العلمية والخبرة العملية والصفات الشخصية ، ما يجعله يقوم بالأدوار التي يتوقع منه ممارستها في إدارته للمدرسة ، لبلوغ أهدافها المنشودة في جو من الطمأنينة والارتياح.

خصائص الإدارة المدرسية الناجحة
لمّا كانت الإدارة التعليمية ينبغي أن تكون تعبيراً واضحاً وترجمة مخلصة للفلسفة التي ينشدها المجتمع ، فإن المدرسة ينبغي أن تكون بيئة حاضنة وداعمة لهذه الفلسفة ، بيئة متميّزة بالقياس إلى البيئات والمؤسسات الأخرى الموجودة في المجتمع ، ومعنى هذا أن يكون كل من الإدارة التعليمية والإدارة المدرسية أنموذجاً صالحاً في العلاقات الإنسانية ، وفي سير العمل ، وفي التعاون وإتباع الأساليب الديمقراطية ، وأن تكون بيئة لها السبق في تحقيق أماني المجتمع وطموحاته ، وهي إذا تمكنت من ذلك ، استطاعت أن توجد الأمة الديمقراطية وتعزز ديمومتها .

ولكي تنجح الإدارة المدرسية في عملها ينبغي أن تكون إدارة هادفة ، لا تعتمد على العشوائية أو الصدفة في تحقيق غاياتها ، بل تعتمد على الموضوعية والتخطيط السليم . وأن تكون إدارة ايجابية ، لا تركن إلى السلبيات أو المواقف الجامدة ، بل يكون لها الدور القيادي الرائد في مجالات العمل وتوجيهه ، وأن تكون إدارة اجتماعية ، بعيدة عن الاستبداد والتسلط مستجيبة للمشورة ، مدركة للصالح العام ، عن طريق عمل مشبع بالتعاون ، لا تنحاز إلى آراء أو مذاهب فكرية قد تسيء إلى العمل التربوي ، بل ينبغي أن تتصف بالمرونة دون إفراط ، وبالجدية دون تزمّت ، وأن تحرص على تحقيق أهدافها بغير قصور.

وقد أحدثت التطورات التكنولوجية وما زالت تحدث تغيرات كثيرة في تشكيل الإدارة المدرسية وأنماطها . والإدارة المدرسية ليست مجرد الوظائف الإدارية فحسب ، بل أن الوظائف الفنية التعليمية والتربوية تمثل عصب الإدارة المدرسية وعمودها الفقري ، ومحور هذه الوظائف الفنية هو الطفل ( المتعلم ) ، ومن ثم فان الأعمال الإدارية هي في خدمة الوظائف الفنية.

والإدارة المدرسية بفعالياتها وأنشطتها الداخلية أو الخارجية ، مرهون نجاحها بمدير يمتلك القدرات والامكانات التي تؤهله قيادتها إيماناً منه بالمفهوم الحديث للإدارة من خلال عدد من الممارسات الإدارية والفنية اللازمة لتنسيق الجهود وتحقيق الأهداف ، ليس بمنأىً عن الفلسفة الاجتماعية والسياسية والثقافية للمجتمع وليس بمنأى عن المرونة في الحركة والعمل أيضاً .

أصبحت الإدارة المدرسية من المجالات التي تحظى بعناية واهتمام العاملين في الميدان التربوي ، باعتبار أن المدرسة هي المكان الذي تمارس فيه المسؤوليات وتتلاقى فيه الخبرات ، فقد نادت وزارة التربية والتعليم الأردنية خلال عقد الثمانينيات بالعمل الجاد لتحسين نوعية التعليم ، وهو شعار لا يمكن تحقيقه إلا من خلال المدرسة والطريقة التي تدار بها.

إن مدير المدرسة معنيٌ بالتعامل مع فلسفة التربية والتعليم ، ومع الأهداف العامة والخاصة للمرحلة التي يقوم على إدارتها، كما أنه معنيٌ بإدارة الأمور المالية للمدرسة وإدارة شؤون العاملين فيها والتعامل مع المجتمع والتعامل مع المنهاج وعملية تعليم وتعلم التلاميذ والبناء المدرسي ، وما إلى ذلك من أمور ذات مساس بالعمليات التي يشتمل عليها النظام المدرسي في مستواه الإجرائي ، وهذه المهام تعكسها مواد تخصصية تسهم في صقل فكر مدير المدرسة وبناء شخصيته بشكل يمكنه من القيام بمهام دوره بالشكل الأنسب.

والمتفحص للنظريات المتعلقة بالإدارة المدرسية يجد أن معظمها تضع مدير المدرسة في موقع استراتيجي لكل ما يدور في المدرسة ، فهو المسؤول الأول عن نجاح المدرسة في الوصول إلى أهدافها وتربية أبنائها ، وهو المُنَظّم لعلاقات كل العناصر التي ترتبط بالمدرسة كنظام ، من موارد بشرية ومادية .

وقد أشار بلومبيرج وجرينفلد ، إلى أنّ مديري المدارس الأساسية متوقع منهم أنّ يقوموا بأداء كل الواجبات والوظائف الإدارية والفنية بطريقة فعّالة ومرضية ، ولكن تعقد الواقع المدرسي لا يجعلهم يستطيعون أنْ يحققوا الرضا والإشباع لهذه الأدوار المطلوبة في ضوء المصادر المحدودة أمامهم ، ولذلك يجب على مدير المدرسة أن يضع المشكلات في صورة اولويات ، وأن يضع بدائل لما يتخذ من قرارات .

والدور الجديد لمدير المدرسة يفرض عليه القيام بتطوير دور المعلم ليصبح قائداً وموجهاً لعمليات التعليم والتعلم وليصبح باحثاً ومحللاً ومستفيداً من المعلومات والمعارف والمهارات والاتجاهات . ومدير المدرسة الأساسية في وكالة الغوث معنيٌ بالتفهم الكامل الواعي للمتغيرات الخاصة بسلوك الأفراد داخل المدرسة ، وأنّ فاعلية المدرسة تعود بالدرجة الأولى على نوع ومستوى الممارسات المتبعة لمدير المدرسة مع معلميه وطلبته ، ومع المجتمع المحيط بالمدرسة ، ويتوقف على سلوكه الإداري والفني النجاح الذي يمكن أن تحققه المدرسة في بلوغ أهدافها . فالإدارة الواعية هي القادرة على تفعيل دور العاملين وتنظيم جهودهم ، وتحسين مستوى أدائهم من اجل النهوض بالعملية التربوية كمّاً وكيفاً ، وصولاً لتحقيق نتاجات تسمو بالمجتمع نحو الرفعة والازدهار .

إن الموقع الذي يحتله مدير المدرسة بجوانبه المختلفة المرتبطة بالتلاميذ وأعضاء هيئة التدريس والعاملين والمستخدمين وأولياء الأمور وأفراد المجتمع المحيط بالمدرسة تتطلب أن يقوم بأدوار كثيرة ومتعددة ، فهو يتحمل مسؤوليات مختلفة نحو هؤلاء جميعاً ، فمدير المدرسة مسؤول عن قيادة فريق العمل المدرسي في اتجاه تحقيق أهداف النظام التعليمي في مدرسته ، ويتوقع من المدير القيام بهذه الوظائف في ضوء الوظائف الأساسية للإدارة المدرسية من تخطيط وتنظيم وتوجيه ومتابعة وتقويم . وهي من وجهة نظر الباحث ممارسات قيادية لمهمات إدارية وفنية يقوم بها مدير المدرسة في إنجاز أعماله الموكلة إليه , ومدير المدرسة - ومن خلال ممارسة مهامه الإدارية والفنية - يجد نفسه أمام تحديات كثيرة فرضتها روح العصر الذي يعيشه ، فالفيضان المعرفي ، وتكنولوجيا المعلومات ، والتغيرات المتوالية للمحيط الاجتماعي للمدرسة ، والتشريعات اللازمة لمواكبة التوجهات التربوية المعاصرة فرضت نوعاً جديداً من المهام والمسؤوليات ، فلم يعد محموداً أن تعمل الإدارة المدرسية بعيداً عن هذه المستجدات وتسخيرها في عملية الإدارة من خلال الممارسات القيادية للمهمات الإدارية والفنية لمدير المدرسة من أجل بناء انتماء ايجابي نحو المدرسة والمجتمع .

من هنا ينبغي على مدير المدرسة أن يكون أهلاً للقيادة ، وأن يتمتع بمهارات تمكّنه من تأدية مسؤولياته الإدارية والفنية ، وتمكّنه من تولّي القيادة الجماعية في مدرسته ، فالإدارة المدرسية الحديثة الناجحة تقوم على أصول علمية تحدد العمل وتوجهه ، ومن معايير النجاح في الإدارة المدرسية حتى تستطيع الاضطلاع بمسؤولياتها ، أن يمتلك مدير المدرسة مهارات قيادية قائمة على الحكمةِ والثقةِ والتنفيذِ الناجح لأي عمل يطور العملية التعليمية ويثريها ، والمهارة القيادية تتفرع إلى ثلاث مهارات فنية وتصورية وإنسانية . ويتفق علماء التربية والإدارة على أهمية هذه المهارات وضرورتها لنجاح رجل الإدارة بصفةٍ عامة ، ورجل الإدارة المدرسية بصفةٍ خاصة في ممارسة مهامه الإدارية والفنية . ذلك أن الإدارة المدرسية لم تعُدْ مجرد عملية روتينية تهدف إلى تسيير شؤون المدرسة تسييراً رتيباً وفق قواعد وتعليمات محددة , ولم تعد غاية بحد ذاتها ، بل أصبحت وسيلة لغاية هدفها تحقيق العملية التربوية الاجتماعية تحقيقاً وظيفياً.




وتشير معظم نتائج البحوث إلى أن مدير المدرسة يلعب دوراً أساسياً في تكوين فاعلية المدرسة ، ومديرو المدارس الجيدون يركزون على المهمة الأساسية للمدرسة وهي اكتساب التعلم ، وهكذا يخصصون جزءاً مهماً من وقتهم لمراقبة المعلمين ، ومساعدتهم على تحقيق أهدافهم ، وهؤلاء المديرون أنفسهم يعملون على تطوير برامج لتوثيق العلاقات الطيبة مع مجتمعهم المحلي والمجتمعات المحلية القريبة.

إنّ مهمات مدير المدرسة الإدارية والفنية واسعة ، تشمل كل جانب من جوانب العملية التربوية والتعليمية، ومن جوانب الحياة المدرسية المختلفة ، ويدخل تحت هذه المهمات العديد من الواجبات والمسؤوليات الفرعية ، التي تشمل كافة شؤون المدرسة ، وكافة جوانب الحياة فيها .

ومن التصنيفات التي اتبعها بعض علماء الإدارة في تصنيف واجبات مدير المدرسة ، تلك التي يقسمها إلى أربعة أقسام حسب الميادين الرئيسة لنشاط مدير المدرسة وهي واجبات إدارية تتعلق بتسيير المدرسة إدارياً ، وواجبات فنية تتعلق بتحسين العملية التربوية في المدرسة،وواجبات اجتماعية تتعلق بتوجيه الحياة الاجتماعية وتحسين المناخ النفسي والاجتماعي والعلاقات الاجتماعية في المدرسة ، وخدمة البيئة المحيطة بالمدرسة.

يعمل مدير المدرسة في وكالة الغوث ضمن كادر وظيفي يقع في الفئة الثالثة من حيث التسلسل الوظيفي بعد الفئة العليا والوسطى ، وهو لا يتمّيز عن فئة المعلمين من حيث الدرجة الوظيفية إذ أنّ كليهما يحتل نفس الدرجة ، والاختلاف بينهما يتمثل بالمركز الذي يحتله كل منهما والوصف الوظيفي الخاص بكل وظيفة .

وتتصل وظيفة مدير المدرسة في وكالة الغوث مباشرة بمدير تعليم المنطقة التعليمية التي يعمل بها ، ويتلقى التعليمات الفنية والإدارية منه مباشرة ، وهو بحكم مركزه الوظيفي مسؤول عن المدرسة التي يديرها ، ويعمل تحت إشرافه عدد من المعلمين والإداريين والمستخدمين ، ويتمتع بصلاحيات وظيفية نصّت عليها التعليمات والتشريعات الرسمية المعمول بها ، وتربطه بالمشرف التربوي المختص علاقة تفرض نفسها على الطرفين كجزء من التعامل الإنساني في المدرسة ، فقد توصلت إحدى الدراسات الميدانية التي أجريت في دولة الكويت الشقيقة إلى ضرورة أن يكون للإشراف التربوي وبالتالي للمشرفين التربويين دور أكبر في تنظيم النشاطات التربوية داخل المدرسة ، وإنّ ذلك لن يتمّ إلاّ بالتعاون والتنسيق بين المشرف التربوي ومدير المدرسة.

ويؤكد ذلك ما ذكره بطّاح في دراسة أجريت في الأردن من أنّ العلاقة بين المشرف التربوي المختص ومدير المدرسة كمشرف تربوي مقيم علاقة خاصة وحيوية ، ذلك أنَّ كليهما يضطلع بمسؤوليات متقاربة تتعلق بتطوير العملية التربوية في المدرسة بكافة عناصرهـا.




المهام القيادية ( الإدارية والفنية ) لمدير المدرسة :

إن القيادة الإدارية التربوية في التعليم هي مزيج من القيادة الإدارية والتربوية وهي قيادة القوى العاملة في العملية التربوية في مؤسسة تعليمية وتوجيهها نحو تحقيق الأهداف التربوية ، بمفهوم المشاركة كأحد المفاهيم الحديثة في مجال القيادة الإدارية والذي يشير إلى عدم تمركز الصلاحيات من جهة والى المشاركة في الصلاحيات من جهة أخرى ، مما يترتب عليه التأثير الفعال في سلوك الأفراد ومدى تكيفهم للحياة التنظيمية وذلك من خلال الإشباع الذاتي والرضا النفسي الداخلي المؤثر إيجابا ً في إنجازهم.

إن من مهام ومسؤوليات مدير المدرسة القيادية ما يقع في إطار التعامل الإداري المتمثل في معاملات المكتب بمستوييه الأعلى والأدنى ( أي مستوى التعامل مع المسؤولين من القيادات العليا والوسطى ومستوى التعامل مع المرؤوسين من معلمين وإداريين ومستخدمين ) وما يتبع ذلك من مسؤوليات وإجراءات ذات صلة بمراقبة الدوام والإشراف على المرافق المدرسية والموارد المختلفة ليحقق في نهاية الأمر تنظيماً مدرسياً فعالاً يسهم في تحقيق الأهداف التربوية المنشودة ، ومنها ما يقع في إطار تعامل تربوي فني ( إشرافي ) مع عناصر العملية التربوية من مشرفين تربويين وخبراء المواد الدراسية والإداريين والمعلمين والمنهاج والطلبة وأولياء أمورهم ليحقق في نهاية الأمر خدمة العملية التعليمية التعلمية بالمدرسة بما ينعكس إيجاباً على البرنامج التعليمي التعلمي.
وإذا كان الجانب الإداري من وظيفة مدير المدرسة هو تنظيم إدارة المدرسة بعناصرها المختلفة حتى تتحقق عملية التعليم والتعلم ، فإن الجانب الفني منها يعني إحداث تحسن مستمر ومدروس في العملية التربوية بكاملها ، ومن هنا يجد الباحث أنه من الصعب إيجاد فاصل بين الجانبين الإداري والفني ، إذ أنّ الصلة وثيقة بين الجانبين ، إلا أنَّ التغير في دور التربية وبالتالي دور المدرسة المتمثل في تكوين الشخصية ومساعدة الأفراد كي يحيوا الحياة السليمة من حيث هم الآن ومن حيث ما سيكونوا عليه في مجتمع سليم ؛ جعل مهمة مدير المدرسة من شقين ، شق يتعلق بالأعمال الإدارية وآخر يتعلق بالأعمال الفنية ، وفي الشقين تتجسد الروح القيادية التي تدعم التغيير باستراتيجيات أشار إلى بعضها الطويل ( 1998 ) ، كاستراتيجية الزمالة القائمة على التفاعل الاجتماعي ، والإستراتيجية الأكاديمية القائمة على التناول العقلاني للأمور ، والإستراتيجية الهندسية التي تركز على البعد البنائي للنظام وإعادة هندسته مع افتراض أن تغيير الأفراد سيتلوه تغيير البيئة . ومن هنا فان الأنموذج النظمي يؤكد على هذه الاستراتيجيات من خلال وحدة وتكامل النظام وتحقيق التناغم بين مكوناته من جهة وبين المكونات الخارجية للنظام من جهة أخرى .


المراجع العربية

- اسعد ، وليد ، ( 2005 ) . الإدارة المدرسية . ( ط 1 ) . عمان : مكتبة المجتمع العربي للنشر والتوزيع .

- خشان ، عبد العزيز عثمان ، ( 1988 ) . الإدارة المدرسية في إطار ممارسات مديري المدارس الحكومية في الأردن لمستوياتهم الواقعية والمثالية ، رسالة ماجستير غير منشورة ، جامعة اليرموك ، عمان ، الأردن .


- ستراك ، رياض ، ( 2004 ) . دراسات في الإدارة التربوية . ( ط 1 ) . عمان : دار وائل للنشر .


- شحادة ، حسين ، ( 1990 ) . المهام الإدارية والفنية المنوطة بمديري المدارس الثانوية العامة في الأردن ومدى تنفيذهم لها . رسالة ماجستير غير منشورة ، الجامعة الأردنية ، عمان ، الأردن .

- الطوباسي ، عادل حسين ، ( 1980 ) . دراسة واقع الإدارة المدرسية في الأردن . رسالة دكتوراه غير منشورة . جامعة القديس يوسف ، بيرون ، لبنان .


- عواد ، مازن ، ( 1985 ) . دراسة تحليلية لمعرفة مدى ممارسة مديري المدارس الثانوية في الأردن للمهام الإدارية المنوطة بهم . رسالة ماجستير غير منشورة ، الجامعة الأردنية ، عمان ، الأردن .




- الفريجات ، غالب عبد المعطي ، ( 2000 ) . الإدارة والتخطيط التربوي ، تجارب عربية متنوعة . ( ط 1 ) . عمان : دائرة المطبوعات والنشر .

- ديراني ، عيد ، ( 1987 ) . دراسة استطلاعية لمشكلات مديري المدارس الابتدائية بالمناطق القروية في المملكة العربية السعودية . جامعة الملك سعود ، مركز البحوث التربوية ، الرياض ، السعودية .

- اللواتي ، محمد ، ( 1992 ) . المشكلات التي تواجهها الإدارة المدرسية في المدارس الابتدائية في سلطنة عمان . رسالة ماجستير غير منشورة ، الجامعة الأردنية ، عمان ، الأردن .


- وزارة التربية والتعليم ، ( 1989 ) . الكتاب السنوي ، عمان ، الأردن .

- وزارة التربية والتعليم ، ( 1978 ) . المشكلات الإدارية والفنية التي تواجه مديري المدارس في المرحلة الإلزامية ، عمان : وزارة التربية والتعليم ، قسم البحث التربوي .
















آخر تعديل الجليس الصالح 2011-03-19 في 00:39.
رد مع اقتباس