منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - ملاحظات على مذكرات الأمير عبد القادر المختلقة
عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-02-22, 22:00   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الأميرة بديعة الحسني
كبار الشخصيات
 
إحصائية العضو










B10 ملاحظات على مذكرات الأمير عبد القادر المختلقة

هدية السيد جاك شوفالييه إلى المكتبة الوطنية المذكرات المزعومة
-----------------------------



بسم الله الرحمن الرحيم



﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، اللَّهُ الصَّمَدُ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ



مقــدمة:


كنت أعتقد أن كتابة بحث من عدد من الصفحات يكفي للرد على ما أسموه (مذكرات الأمير عبد القادر) لكن بعد أن شاهدت على موقع منتديات الجلفة الموقرة على الانترت اهتمام هؤلاء القراء الجزائريين بملاحظاتي والاقتناع بها مما يدل على المستوى العالي من الثقافة لديهم وما يحملونه من وعي وطني عريق، حماهم الله، مما جعلني على يقين أن ما أبذله من الجهد في البحث في تاريخ هذا الرمز الوطني والقومي والديني لا يضيع سدىً، وإنما يجد من يضعه في منزلة رفيعة في عالمه الثقافي وطموحاته المعرفية، وهذه كلها صفات المثقف الراغب بمعرفة المزيد من الحقائق الذي لم يكتفِ بما قدمته أقلام الكتّاب الأوروبيين المحتلين سابقاً لبلادنا، ففتح نافذة أمامه يطلّ منها على سجلّ من الحقائق الموثقة ومعلومات لها أهميتها من مصادر مؤمنة بدينها الإسلامي، الدين الوحيد الإلهي، الدين الذي يؤمن به جميع الأنبياء والرسل، وتؤمن بقول الله تعالى في سورة الإسراء، آية 36 ﴿وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولا[1]، أي لا يقول رأيت، ولم يرَ، ولا يقول سمعت، ولم يسمع، ولا يقول علمت ولم يعلم، لأن الله نهى عن القول بلا علم، وكل ذلك سيسأل العبد عنه يوم القيامة. وإذا كانت هذه الباحثة في تاريخ هذا المجاهد الأمير عبد القادر هي من لبّ عائلته، جدّتها ابنته زينب، وجدّها والد والدتها هو ابن الأمير عبد القادر الشهيد الأمير عبد المالك، وجدّها والد والدها ابن شقيق الأمير عبد القادر. والأميرة زينب عاصرت والدها، وتزوجت في حياته وأنجبت ولدين، أما والدتها الأميرة شفيقة فقد خطب الأمير عبد القادر لولده عبد المالك والدة شفيقة السيدة فاطمة ابنة عبد اللطيف أفندي العجلاني، نقيب الأشراف في بلاد الشام، وأحد كبار أعيانها المعروفين الآنسة الحسناء فاطمة، وتم زواجهما في حياة الأمير عبد القادر عام 1881. ولأهمية المصدر هنا كما هو معروف شأن كبير، في أي معلومة وقيمة مصداقيتها ولو كان ذا قربى، فالنسب وحده لا يكفي ولا يكسب المعلومة مصداقية، وإنما يجب أن يكون إلى جانب النسب الأدّلة والتوثيق المطلوب. والإسناد في شريعتنا الإسلامية لأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم له أهمية كبيرة، وهو من الدين، وأقصد هنا المصدر الذي صدرت عنه المعلومة، إن كانت في كتاب أو مقالة صحفية، والسؤال: من هو؟

أولاً: تاريخه، هل كان من الثقاة، أو من الأعداء؟ هل كان مغرضاً أو مأجوراً أو خائفاً على رزقه ومنزلته أو عرف بمرض جنون العظمة وحب الذات أو طالباً يحضّر للماجستير أو الدكتوراه وغايته أخذ علامة جيدة وإرضاء المشرفين على أطروحته وتقديم معلومة ترضيهم ولو كان غير قانع بها. أذكر أن طالب ماجستير زارني وطلب مني معلومات عن تاريخ الأمير وفكره فصُدم بما قدّمته له من معلومات، وبعد نقاش وحوار اقتنع بما قدمته له من أدلة دافعة وبراهين ولكنه لم يستطع تقديمها للمشرفين على أطروحته لأنها مخالفة لكل ما يشاع عن الأمير من أنه استسلم ومن أن كتاب (المواقف) من تأليفه... لأنه لو فعل لما نال شهادته ولا أخذ العلامة المرجوّة، ولقد أهداني أطروحته للماجستير وكتب عليها أنه آسف جداً على احتوائها أخطاءً لا يريد تحملها وهو بريء منها. معنى ذلك أنه كتبها من أجل علامة جيدة تؤهله لنيل الماجستير. وبالنسبة للأمير عبد القادر، هل كان من الذين قاتلوه وانتصر عليهم فخططوا للثأر منه؟ الذين لهم مصلحة بهدم دعائم عقائده الدينية، وهدم لغته العربية، لغة القرآن كما جاء في هذا المخطوط من ركاكة الألفاظ ودسّ الأكاذيب عن لسانه، الأكاذيب المهينة له ولقومه لكسر شوكة عزّتهم وكرامتهم عن طريق هذا الرمز الكبير.
ثانياً: هل كان هؤلاء الكتّاب لتاريخ هذا البطل من الفرنسيين؟ غايتهم دغدغة نفوس ومشاعر شعوبهم بنشر معلومات كاذبة عن هذا البطل الذي أذلّهم سبعة عشر عاماً، مع العلم أن في فرنسا ظهر مفكرون غيّروا في أسلوب كتابة التاريخ بهذا الشكل القديم، ففي عام 1930 ظهر في فرنسا روّاد لهذا الأسلوب الجديد منهم المؤرخ جاك لوجوف، ميشيل فوغو، وهنري بيير، وأيضاً منهم مارك لوسيان فاير، كل أولئك سددوا طعنة إلى الأسلوب القديم، أي سرد أحداث من غير تحليل للأسباب الحقيقية، ومن غير دليل، مع العلم أن هذا الأسلوب الجديد وهو استناد إلى المعلومة ليس فقط الكتوبة وإنما المسموعة والمرئية مع تحليل أسبابها، تحدّث عنه العلاّمة ابن خلدون في القرن الرابع عشر الميلادي، كما ذكر المفكر إيف لاكوس، حيث قال: أن ابن خلدون، المسلم العربي، جعل من التاريخ علماً بعد أن كان سرداً. ومع الأسف حتى الآن في بلادنا العربية يتمسّك المؤرخون والأكاديميون بالأسلوب القديم، أي بكل معلومة فقط من غير تحليل ولا تفكير أو تفتيش عن المصدر. أهو مغرض؟ وما هو غرضه؟ وتقريباً جميعهم يكررون وينقلون ما ذكره من سبقهم من معلومات عن هذه الشخصية أو تلك. وبالنسبة للأمير عبد القادر تم نقل ما كُتب عنه إلى الكتب المدرسية من غير عناء أو بذل الجهد في البحث إن كانت هذه المعلومة كاذبة مغرضة، أو صادقة موضوعية. وهذا من سلبيات النقل من غير تدقيق أو بحث جادّ.




[1]- سورة الإسراء، آية 36








 


رد مع اقتباس