سأحاول من خلال الموضوع إعطاء صورة عامة عن هذه المدرسة التّي يحلم بها الكثيرون و يهابنا عدد آخر ليس بالهيّن، سأحاول الجمع بين الكثير من انماط النصوص فسأسرد و أصف و أخبر و ختاما سأوصي، ليست بالمهمّة السّهلة خاصّة مع الإنطباعات المختلفة و المتنوّعة التّي تتركها هذه المدرسة على أنفس روادها و طبائعهم.
المدرسة في سطور:
المدرسة الوطنية العليا للإعلام الآلي (المعهد الوطني للإعلام الآلي قديماً) بواد السمار شرق العاصمة الجزائرية تخرّج مهندسين في الإعلام الآلي بعد تكوين مدته خمس سنين وتعرض إختصاصين:
- نظم معلومات.
- أنظمة الإعلام الآلي.
تقوم المدرسة بنشاطات عدة خارج البرنامج الدراسي كمحاضرات لعدة وجوه معروفة في مجال تكنولوجيات الإعلام والاتصال على المستوى الوطني, الإقليمي وحتى العالمي. كما تحتضن عدة تظاهرات على مر السنة الجامعية. ( المصدر – ويكيبيديا)
لنتحدّث أكثر عن الأقسام التّحضيريّة المدمجة:
تستمرّ هذه المرحلة سنتين كاملتين، تتوّج بالإنتقال للأقسام العليا سواء من خلال الصّعود المباشر ( للمتحصّلين على معدّلات سنويّة ختاميّة تفوق 12.00)، أو من خلال المسابقة السّنوية التي تقام لطلبة المدرسة المتحصّلين على معدّلات ما بين (10.00 و 12.00) و كذا للطّلبة المسجّلين في المسابقة بالنّسبة لروّاد الدّفعات ( Les majors de promotion ) في تخصّص إعلام آلي و رياضيّات.
نقطة هامّة!
يتوجّب على الطّالب المزاول دراسته بالمدرسة الحصول على معدّل 10 بين السّداسيين و كذا عدم الحصول على أيّة نقطة إقصائية في أية مادة خلال السّنة!
النّقطة الإقصائية = 60% من المعدّل العام للدفعة في الوحدة المعنية ( غالبا تكون بين 5 و 7 لكل وحدة ).
في تلك الحالة تتم إعادة توجيهه وفق إختياراته الجديدة في الجامعة.
السّنة الأولى:
و هي التّي سأتطرّق لها في كتابتي هنا لأنّها التي تهمّ أكثر الطّلبة المقبلين على اختياراتهم الجامعية هته السّنة، يدرس الطّالب في سنته الأولى بالمدرسة:
خلال السّداسي الأوّل 8 وحدات هي كالتالي:
- الخوارزميّات: يتعلّم الطّالب فيها أساسيات البرمجة بلغة ‘باسكال’ و يتطرّق للمفاهيم الأوّلية لعالم الكائنات و البنيات السّاكنة لأشكال البيانات،
- الـتّحليل الرّياضي: و هو جانب الرّياضيات المتعلّق بالمتباينات و إشتقاقيّة الدّوال و استمراريّتها و كذا بعض خصائص المستقيم الحقيقي و غيرها من المفاهيم الأساسيّة سواء في دراسة الدوال أو فهم بنية مجموعة الأعداد الحقيقيّة.
- الجبر: و يتمّ التطرّق فيها للمفاهيم المنطقيّة الجوهرية لفهم المنطق الرّياضي و كذا فهم البنيات الجبرية الرّئيسية كالمجموعات و الحلقات، و الأجسام.
- المكتبيّات: يدرس الطّالب أساسيات عالم الحاسوب و بعض منتجات ميكروسوفت و بخاصّة حزمة الأوفيس، مثل الوورد و الإكسل و الباوربوينت، مع إلقاء نظرة على عالم الويب متمثّلا بالـ HTML التي تعدّ ركيزة مهمّة في تكوين مهندس الإعلام الآلي.
- هندسة الحاسوب: و يتعرّض فيها الطّالب لأنظمة التعداد المختلفة ( مثل الثّنائي و الثّماني و السّداسي عشر..) و الجبر المنطقي ( L’algèbre de Boole ) و المقلبات ( Les bascules ) سواء المستقلّة عن الزّمن أو المرتبطة منها.
- لينوكس: يأخد فيها الطّالب نظرة عامّة عن النّظام و مميزاته و يتعلّم الأوامر الشائعة في كافة المجالات.
- الكهرباء: مفاهيم اساسية ايضا في الحقل المغناطيسي ثمّ دراسة طرق تبسيط الدوائر الكهربائية ( تفنا و نرتون ) ثمّ Les quadripôles و أمور أخرى كثيرة.
- الفرنسيّة: يتمّ التطرّق لأساليب الحديث الإحترافية و طريقة إعداد التّقارير و غيره كثير…هذا نظريّا أمّا عمليّا ن تتعلّموا الكثير صدّقوني
في السّداسي الثّاني:
- الخوارزميّات: يتم الإنتقال لمستوى البنيات الدّيناميكيّة المتحرّكة مع الإحتفاظ بنفس مبدأ ‘فرّق تسد’ المستخدم في السّداسي الأوّل أو ما يصطلح عليه ب La modularité. باستخدام لغة السّي C.
- الجبر: يتمّ الإنتقال للفضاء الشّعاعي و المصفوفات و كثيرات الحدود و الكسور و طرق تبسيطها و حلّها.
- التّحليل: المقاربات الكثيرات حدوديّة ( Les Dls)، و التكاملات بشقّيها: الكلاسيكية (Les intégrales de Riemann ) و غير الخالصة (Les intégrales impropres ) ثمّ لاحقا المعادلات التّفاضليّة (Les équations différentielles ).
- الإلكترونيك: عالم فسيح ستتعرّفون عليه بأنفسكم.
- لغة التجميع (Assembleur): و هي طريقة ذكيّة لمحاكاة عمل الآلة و تكسب المتعلّم قدرة فريدة على الفهم الأمثل لآليات انتقال و معالجة البيانات داخل الجهاز. و الأسمبلر هي لغة من لغات البرمجة القديمة المتجدّدة.
- الميكانيك: وصف الحركات، القوى الاساسيّة في الطّبيعة، الطّاقة و الحركة ( نفس عناوين برنامج الثّانوي مع توسّع في المفاهيم ).
- الإنجليزية و الفرنسيّة: استمرارا في نهج المدرسة في تعليم اللّغات الأجنبية في جانبها العملي الإحترافي لكم كمهندسين مستقبليين.
في نهاية السّنة الأولى يتوجّب على الطّالب أن ينخرط في تربّص لمدة 15 يوم في إحدى المؤسّسات ليقدّم تقريرا لاحقا عن هذا التربّص و الفائدة هنا تكمن في احتكاك المهندس المستقبلي بالمجال و معرفة آليّات عمله.
دراسة صعبة؟
الدّراسة في المدرسة الوطنيّة شأنها شأن بقيّة المدارس المتخصّصة، تمتاز بنظام إداري صارم و إنضباط عالي، و من ثمّ جودة تعليم أكبر، و عليه فالإجابة هي نعم، الدّراسة في المدرسة تعدّ الأصعب مقارنة بنظيراتها في المدارس الأخرى و كذا الجامعات، و ذلك لأسباب موضوعيّة سأسردها فيما يلي:
- معدّلات القبول تعدّ الأكبر مقارنة بكافة التخصّصات: بالنسبة للشّعب العلميّة فهي حوالي 17/20 فأكثر، أما الشّعب الّرياضيّة فمن 16.xx فأكثر: هذا يعني ببساطة فرصة سانحة للمدرسة لرفع قيمة ديبلومها دوليّا، من خلال تبني نظام صارم يضبط الطّالب على إيقاع يشابه ما اعتاده هذا الطّالب في البكالوريا ( بحكم معدّله فالإدارة تفترض أنّ الأمر معتاد لديه فعلا) و ذلك خلال 5 سنوات هي مدّة التّكوين الذي يتلقّاه الطّالب في المدرسة.
- مفاهيم جديدة: عمليّا لن يجد الطّالب الكثير ممّا تلقّاه في الثّانوية ليطبّقه في المدرسة و ذلك أنّ مجال التخصّص جديد لمعظم الطّلبة و 98% من المعلومات و المفاهيم تعتبر جديدة على الطّالب اللّهم إلّا بعضا من مفاهيم الميكانيك و ربّما الفرنسية بشكل أو بآخر.
- كثافة البرنامج: البرنامج المقدّم في المدرسة يعدّ الأكثر كثافة مقارنة بالكثير من المدارس ( ربّما باستثناء المدارس العسكريّة في رواية أحد الاصدقاء )، و عليه فقد يجد الطّالب صعوبة في استيعابها كلّها خاصّة إن تعرّض لطارئ ما خلال أيّام السّنة.
- بعد الإقامة الجامعيّة: البعد الواقع بين المدرسة و الإقامة الجامعيّة و المقدّر ب 45 كيلومتر و الّتي تقطع في ساعة و نصف غالبا بسبب الزّحمة المرورية في وسط العاصمة تعني الكثير من المتاعب اليّومية و الوقت الضّائع و الجهذ المفقود.
نحتاج الذّكاء؟
حسنا الجواب هو كالتّالي: إن كان بمقدورك تقديم جهد كثيف خلال سنة كاملة، بالأحرى خلال 5 سنوات فسيكفيك ذلك، بخلاف ذلك ستحتج بعض الذّكاء و ربّما المكتسبات القبليّة ستمنح نفسك فرصة الإستراحة بين الفينة و الأخرى، هذا مجال الذّكاء الذي يتطلّبه الأمر، ثمّ أنّه من البديهي أنّ كل طالب تحصّل على معدل يفوق 16 يمتلك بالتّبع معدّل ذكاء مقبول، لذا كلّ ما يتطلّبه الأمر هو الكثير من الحب للمجال، و يا حبّذا أن يكون قبليّا، فهو يخفّف الكثير من الضّغوطات لاحقا.
مستقبل واعد؟
عالم المعلوماتيّة أصبح اليوم و أكثر من أيّ وقت مضى عالما مثمرا و ناجحا و الكفاءات فيه مطلوبة بشدّة خاصّة أصحاب الأفكار الإستثنائيّة، مع ذلك فلا ارى شخصيّا من الحكمة أن يقرن كل طالب و يرهن مستقبله بمسألة مناصب الشّغل فالله هو الرزّاق ذو القوّة المتين، و إختيار التخصّص يجب أن يكون مستقلّا تماما عن مسألة الرّواتب و غيرها فالأمر مرتبط بشكل أساسي بالميل نحو المجال و القدرة على الإبداع فيه.
لن أكون مهادنا و أقول من لا يحب المعلوماتيّة فقد يغيّر رأيه مع الوقت، لا، هذه فرصة عمرك، هذا مستقبلك بين يديك، كن منصفا لنفسك قبل كل شيء، و استخر ربّك و اعزم على ما يناسبك و دعك من كل مؤثّر جانبي قد يجلب لك جهنّم لن تصطبرها غالبا.!
من لا أنصحهم بالمدرسة؟
لا أنصح بإختيار هذه المدرسة:
- من لديه مشاكل حقيقيّة مع المعلوماتيّة: بمعنى إنعدام الحافز الدّراسي، فإتاحة كل الإختيارات للناجح في البكالوريا قد يتحول بفعل إنفعالية قرار ما إلى جهنم، ما لها من قرار!
- من لديه ميولات متقاربة نحو أكثر من مجال بينها المعلوماتيّة، فلهؤلاء قد يكون الإختيار الأقرب من مقرّ السّكن هو الأنسب، فلما تحمّل ضغوطات لا داع من ورائها.
----------------- ملاحظة عامّة: ------------
ما يعرضه هذا المقال يحمل في شقّ منه وجهة نظر شخصيّة
و في شقّ منه معلومات موضوعيّة.
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
وفي الأخير أردت أن أعرف من سيختـــار المدرسة العليا للإعلام الآلي Esi
وخــاصة من ولايـــة ميلـــة
والسلام عليكـــم
المصـــدر :
https://kacem.educdz.com/