منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - موضوع مميز فتاوى لغوية ونحوية...ضع سؤالك
الموضوع: موضوع مميز فتاوى لغوية ونحوية...ضع سؤالك
عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-07-29, 14:55   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
عاشق العفة
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عاشق العفة
 

 

 
الأوسمة
موضوع مميز 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم عبد الله السلفية مشاهدة المشاركة
السؤال رقم:2


السلام عليكم

السلام عليكم

في قوله تعالى (يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (30) وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا (31) الأحزاب)

أسئلة:
1-لماذ استخدم صيغة المذكر أولاً ثم المؤنث مع أن الكلام موجه للنساء ؟ (يَأْتِ مِنكُنَّ....وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ ....تَعْمَلْ صَالِحًا) ولم يقل تأت منكن...ولم يقل ومن تقنت منكن؟
2- ثم لماذا جاء الخطاب مرة لجماعة الإناث ثم جماعة الذكور ؟
3- لماذا قال (أَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا) ولم يقل (لهن) مع أن الخطاب لجماعة النساء؟

وبارك الله فيكم

الفتوى رقم:2



الجواب على السؤالين الأول والثاني كالتالي:

الكلام هو لنساء النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهنّ. (ومن يقنت منكم) العلماء يقولون (من) لفظها لفظ مذكر ومعناها وفقٌ للسياق بما يوافق السياق. يعني ممكن أن تأتي (من) للمفرد المؤنث وتأتي للمفرد المذكر وتأتي للمثنى وتأتي لجمع الذكور وتأتي لجمع الإناث لكن لفظها لفظ مذكر فأنت تقول: من درس أو من يدرس. بعد ذلك يمكن أن تعيد عليها بالإفراد أو التثنية أو الجمع أو التذكير أو التأنيث فيمكن أن تقول: من يدرس ينجحون، من درس نجحوا، من درس نجحت، من درس نجحا، من درس ينجحون، فيقول مرة أعدت على اللفظ ومرة أعدت على المعنى. أنت ماذا تريد من المعنى؟ فإذا قلت : من درس نجحوا، تريد الذين درسوا نجحوا ويمكن ابتداء أن تقول من درسوا نجحوا ومن درسن نجحن ومن درست نجحت لكن غالباً لو نظرنا في آيات القرآن الكريم نجد أنه مع (من) ابتداء يُراعي لفظها لفظ المفرد المذكر فيقول مثلاً (وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَا (75) طه) فأحياناً ينظر لمّا يكون الكلام على المفرد دائماً عن المفرد لكن لما يكون عن الجمع يبدأ بالإفراد مراعاة للفظ (من). (ومن يقنت) نظر إلى لفظ (من) أنه مذكر مفرد يقال (ومن يقنت) ثم بيّن (منكن) يعني من يقع منه القنوت منكن. فإذن (من) هنا روعي لفظها لأن قلنا لفظ (من) مفرد مذكر. المعنى هنا للمؤنث الجمع، ما الدليل على أن المعن للجمع المؤنث؟ الدليل أنه قال (منكن). فإذن في كلمة (يقنت) وهذا هو الماضي أولاً يبدأ بمراعاة لفظها ثم يُراعي معناها كأنما يعطي (من) حقها مرتين يعطي (من) حق اللفظ ثم يعطيها حق المعنى فقال (ومن يقنت منكن) راعى في كلمة (يقنت) حق اللفظ وهذه سُنّة العرب في كلامهم مع (من) تراعي حق اللفظ أولاً ثم تراعي حق المعنى.حتى يكون الكلام عاماً في البداية مع (من)
(وتعمل صالحاً) راعى المعنى
أمثلة : (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ (8) البقرة) (من يقول) جاءت للمفرد المذكر و(ماهم بمؤمنين) (هم) جمع ليبين المعنى، بدأ بالمفرد المذكر على اللفظ ثم بين معناه. (وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ ائْذَن لِّي وَلاَ تَفْتِنِّي أَلاَ فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُواْ (49) التوبة).(وَمِنَ الأَعْرَابِ مَن يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَاتٍ عِندَ اللّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَّهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللّهُ فِي رَحْمَتِهِ (99) التوبة).(وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ (75) التوبة).
هذا أمر جارٍ وهو الأفصح في اللغة والأكثر والأشيع أن تبدأ بالمفرد المذكر ثم تبين المعنى. إذا طبقنا هذا على آية سورة الأحزاب (من يأت) و(من يقنت) مفرد مذكر ثم بين المعنى بـ(وتعمل).
القاعدة النحوية هو أن الفعل يؤنّث ويذّكر فإذا كان الفعل مؤنثاً ووقع بين الفعل والفاعل فاصلاً ثم إن الخطاب الموجه لنساء النبي صلى الله عليه وسلم في قوله (يا نساء النبي لستن كأحد من النساء) هذا خطاب خاص بهن فجاء بصيغة خطاب الإناث أما في الآية (يريد الله ليذهب عنكم الرجز أهل البيت ويطهركم تطهيرا) هذا الخطاب يشمل كل أهل بيت النبوة وفيهم الإناث والذكور لذا اقتضى أن يكون الخطاب بصيغة المذكر.

(ينظر :لمسات بيانية: د.فاضل السامرائى / د.حسام النعيمى)




وبالنسبة للسؤال الثالث فقد قال الشيخ الطاهر بن عاشور رحمه الله: " وضمير { أجرها } عائد إلى { مَن } باعتبار أنها صادقة على واحدة من نساء النبي صلى الله عليه وسلم ... . والعدول عن المضارع إلى فعل الماضي في قوله : { أعتدنا } لإفادة تحقيق وقوعه . التحرير والتنوير - (ج 11 / ص 243)

وبمثل جوابه يقال في (نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا).

فالخلاصة

-1 استخدم صيغة المذكر أولاً ثم المؤنث مع أن الكلام موجه للنساء (يَأْتِ مِنكُنَّ....وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ ....تَعْمَلْ صَالِحًا) ولم يقل تأت منكن...ولم يقل ومن تقنت منكن..
جاء بصيغة المذكر مراعاة للفظ (مَن) ثم جاء بلفظ مراعاة لمعناها وهو أسلوب عربي
2- جاء الخطاب مرة لجماعة الإناث ثم جماعة الذكور.. الجواب كما سبق
3- قال (أَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا) ولم يقل (لهن) مع أن الخطاب لجماعة النساء...لأن الضمير (لها) عائد إلى { مَن } باعتبار أنها صادقة على واحدة من نساء النبي صلى الله عليه وسلم .
بقي الإجابة على السؤال:ما السر في هذا التعبير؟
الجواب:
أولا: لأن هذا من عادة العرب في كلامها.
ثانيا : التنويع في الأسلوب له أغراض منها:
- لفت الإنتباه وقد رأيتكم كيف انتبهت الأخت لهذا الأسلوب وفي هذا مزيد تدبر للأحكام الشرعية.
- زيادة التشويق
- التشديد على طلب الشيء وذلك في قوله (وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا)
- التخويف والتذكير وذلك في قوله (مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ).


يراجع أغراض الإلتفات في كتب البلاغة.

والعلم عند الله وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين









رد مع اقتباس