منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - مصدر الاحرف العربية \الجزء الاول/
عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-12-25, 15:33   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
JUBA II
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية JUBA II
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


الساسانيين :

كانت بلاد مابين النهرين عند
نهاية الامبراطورية
الاخمينية مقسمة الى ولاية
بابل في الجنوب، في حين ان
القسم الشمالي من بلاد مابين
النهرين ضم الى سوريا ضمن
ولاية اخرى. لا يعرف كم استمر
هذا التقسيم، ولكن عند وفاة
الاسكندر الكبير في 323 ق م ،
سلخ شمال مابين النهرين من
ولاية سوريا واصبح ولاية
منفصلة.



عانت بلاد مابين النهرين من
الحروب على طول تاريخها في الصراع بين الحضارات على الثروة والسلطة،
وهي الحروب التي وضعت اساسها مملكة سومر نفسها وعلمتها للاخرين.
وعندما انقسمت
امبراطورية الاسكندر في 321 ق م
، استلم احد قادته سلجوق (
وعرف فيما بعد بسلجوق الاول
نيكاتور) حكم ولاية بابل .
وعلى اية حال فمنذ حوالي 312 ق م
استولى انتيكونس الاول
مونوفثالموس (اي الاعور) على
حكم الولاية كحاكم لكل بلاد
مابين النهرين، وهزم سلجوق
والذي قبل اللجوء في مصر. وبمساعدة
البطالمة المصريين تمكن من
دخول بابل في 312 ق م ( حسب
اعتقاد البابليين في 311 )
وتمكن من الاحتفاظ بها لفترة
قصيرة امام جيوش انتيكونس قبل
الاتجاه شرقا حيث اسس حكمه.


في
301 اصبح لسلجوق امبراطورية
كبيرة تمتد من افغانستان
الحالية الى البحر المتوسط.
واسس العديد من المدن اهمها
مدينة سلجوقيا على دجلة
ومدينة انطاكية على نهر
ارونتس في سورية. سميت
المدينة الاخيرة على اسم ابيه
او ابنه فكلاهما يحمل اسم
انطيوخوس، واصبحت انطاكية
العاصمة الرئيسية في حين اصبحت
سلجوقية العاصمة للمقاطعات
الشرقية.
لا يعرف تاريخ تاسيس هاتين
المدينتين ولكن من المفترض ان
سلجوق اسس سلجوقية بعد ان
اصبح ملكا، ولكن انطاكية
تاسست بعد دحره لجيش انتيكونس.

ولكن يمكن تقسيم بلاد مابين
النهرين الى اربعة
مناطق: كراسين ( وتدعى ايضا
ميسين، في الجنوب؛ وبابل
والتي سميت بعدئذ اسورستان،
في الوسط؛ وشمال مابين
النهرين، حيث كانت هناك فيما
بعد سلسلة من الولايات
الصغيرة مثل كوردين، اوسرون،
اديابين، وكراميه، واخيرا
مناطق الصحاري في شمال
الفرات، والتي اطلق عليها في
عهد الساسانيين عربستان،
حيث عرب كانت تطلق على جميع القبائل المتنقلة وليس لها معنى قومي كما هو الان.



ولهذه المناطق الاربعة سجلات
تاريخية مختلفة الى غاية
خروج العرب من الجزيرة وفرض حكمهم في القرن
السابع، بالرغم من ان جميعها
كانت تابعة للسلاجقة اولا ثم
البارثيين والساسانيين. وعرف
من خلال الكتابات المسمارية
ان الحكومات في بلاد مابين
النهرين قد مارست طقوس
الديانات التقليدية اضافة
الى التقاليد الاخرى، وكانت
هناك بعض المراكز الاغريقية
مثل سلجوقية وجزيرة ايكاروس (
جزيرة فيلكه الحالية) حيث
كانت تمارس تقاليد المدن
الاغريقية. اما المدن الاخرى
فكان فيها القليل من الموظفين
الاغريق او المعسكرات ولكنها
استمرت بممارساتها السابقة.



الكتابة الساسانية



العملة الساسانية


الساسانيون في عصر الدعوات
المسيحية :


يضع العهد الساساني نهاية للعهد القديم وبداية للعهد الاقطاعي في تاريخ
الشرق الاوسط. الاديان الجديدة كالمسيحية والثنوية (الصراع بين النور
والظلام) وحتى الزرادشتية واليهودية والمانية والغنوصية أنتشرت بعد ان
تطورت عن الاديان التي سبقتها من الديانات والعبادات المحلية في بداية
القرن الثالث, كما انتهت كل من الامبراطورية الساسانية والرومانية باتخاذ
دين رسمي للدولة كأديولوجية لجمع اتباعها وتمييزهم عن المنافسين، حيث
اصبحت الزرادشتية هي الديانة الرسمية في فارس والمسيحية في روما. اما في
بلاد مابين النهرين فان العبادات القديمة مثل المندائية وعبادة القمر
للحرانيين وقبائل الصحراء، وعبادات اخرى استمرت جنبا الى جنب مع الاديان
الرسمية للممالك الكبيرة، واستمر التلاقح بين الحضارات والاديان، وبرز
بوضوح على قبائل الجزيرة العربية.




حران, المدينة التي زارها
ابراهيم وعشيرته,
قبل أن يذهب الى ارض كنعان، حسب كتب اليهود.




الإنخرط العربي الفارسي بعد
سقوط سد مأرب:


نلاحظ أن سقوط سد مأرب وهجرة
قبائل اليمن إلى الشمال
والشرق والغرب جلب معه اساليبهم وافكارهم
الجديدة والخاصة
فأثرت وتأثرت بما كان على
مسرح الواقع آن ذاك.
ففي 86م
استطاع مالك بن فهم الدوسي
الأزدي إجلاء الفرس عن عُمان
وأصبح ملكاً لعُمان واتخذ من
مدينة قلهات عاصمه لملكه وقد
حكم عُمان أكثر من 70 سنة، وإمتد
سلطان مالك في عُمان حتى ضم
إليها البحرين وأطراف العراق.

بعد وفاة ملك الحيرة جذيمة
الأبرش، تولى عمرو بن عدي أمور
تنظيم الحكم، وحكم مابين النهرين
وإقليم البحرين نحو عشرين سنة
خلال هذا الفترة حدثت حروب مع
عدد من الممالك المحاذية، بعد
قيام دولة الساسانيين في
إيران وبعد غزو الساسانيين
لمابين النهرين اضطر عمرو بن عدي
للإعتراف بسيادتهم.

عمرو بن عدي بن نصر بن ربيعة بن الحارث بن مسعود بن مالك بن غنم بن نمارة
بن لخم (268-288) أول ملك في سلالة ملوك الحيرة, انتقل إليه الحكم بعد
وفاة خاله جذيمة الأبرش الذي كان له الفضل في تنظيم أمور الحكم حيث أنه
حكم عدة مناطق في مااصبح يسمى اليوم العراق. المعروف أن عمرو بن عدي هو
ملك من بني لخم ولكن بعض الإخباريين يرجع أصله إلى الساطرون ملك الحضر,
ويرى بعض الباحثين أنه رابع ملك من أسرة كانت تحكم حران ثم انتقلت عاصمتهم
للحيرة . وصف الطبري عمرو بن عدي بأنه «أول من اتخذ الحيرة منزلاً من ملوك
العرب، وأول من مجده أهل الحيرة في كتبهم من ملوك العرب بالعراق، واليه
ينسبون، وهم ملوك آل نصر، فلم يزل عمرو بن عدي ملكاً حتى مات ... وكان
منفرداً بملكه، مستبداً بامره، يغزو المغازي ويصيب الغنائم، وتفد عليه
الوفود دهره الأطول، لا يدين لملوك الطوائف بالعراق، ولا يدينون له، حتى
قسم أردشير بن بابك في أهل فارس». أي انه كان مستقلا بحكمه قبل غزو
الساسانيين للعراق ولكن بعد قيام دولة الساسانيين اضطر عمرو للإعتراف
بسيادتهم, كما اننا نرى انه لم يكن يحكم العراق، وانما منطقة منه، في حين
كان العراق مقسما الى مناطق متنازعة تخضع لحكامها المحليين. ونجد اسمه في
نقش "نرسي" ضمن قائمة الملوك الذين اعترفوا بسلطان الساسانيين عليهم.




نقش نرسي

وجذيمة الأبرش هو جذيمة بن
مالك بن فهم بن غنم بن دوس بن
عدثان بن عبدالله بن زهران
الأزدي ،الملك المشهور وأصله
من زهران أحد القبائل
الأزدية، وكان ثالث ملوك تنوخ
وأول ملك بالحيرة، وأول من
حذا النعال، وأدلج من الملوك
وصنع له الشمع، وكان شاعراً،
وقيل له الأبرص والوضاح لبرص
كان به ، ويعظم أن يسمى بذلك
فجعل مكانه الأبرش.
كان جذيمة بن مالك ملكًا على
الحيرة والبحرين وعلى ما
حولها من السواد ملك خمساً
وسبعين سنة.
وكذلك ذكر في النقوش الأثرية
مثل نص أم الجمال الذي كتب بخط
نبطي وفيه النص التالي: "جذيمة
ملك تنوخ".






نقش أم الجمال 520 م



ويخالط الغموض قصة الحلف
التنوخي، وقيام الممالك
العربية في سوريا و العراق،
ألا ان مؤرخي العرب يعتقدون
أن القبائل
العربية بعد ان تحالفوا باسم
تنوخ وأسسوا إقليم البحرين
تطلعوا إلى العراق ودخلوه،
وكان أول ملك منهم هناك
هو مالك بن فهم، وتولى الحكم
بعده أخوه عمر بن فهم، فلما
مات عمر تولى الملك جذيمة
الأبرش.


تنقل القصص انه
في أيام جذيمة كان هناك ملك على
الجزيرة وأعالي الفرات
ومشارق الشام
يقال له عمرو بن الضرب بن حسان
العمليقي، ولذلك يعتقد البعض انه من العماليق، وجرى بينه وبين
جذيمة حروب فانتصر جذيمة عليه
وقتلة.
وكان لعمرو بنت تدعى الزباء (1)
واسمها نائلة فملكت بعده وبنت
على الفرات مدينتين
متقابلتين وأخذت في الحيلة
على جذيمة فأطمعته بنفسها حتى
اغتر وقدم إليها فقتلته واخذت
بثأر أبيها.




1.ملكة تدمر بالميرا.



الكتابة الآرامية في تدمر
بالميرا.




العملة المتداولة في تدمر.



المناذرة :


النعمان بن امرؤ القيس بن
عمرو من أشهر حكام المناذرة
حكم في الفترة (403-431), ويلقب
بالنعمان الأعور و النعمان
السائح, وهو باني الخورنق, وفي
عهده ازدهرت الحيرة ازدهارا
كبيرا لم تشهد مثيله بل
واقترن اسمه بالحيرة فعرفت
عند بعض المؤرخين بحيرة
النعمان, وقد وكل الملك
الفارسي الساساني يزدجرد
الأول له رعاية أبنه بهرام
الخامس فرباه منذ صغره ثم
ساعده النعمان بعد ذلك على
تولي العرش بعد محاولة بعض
النبلاء اقصاء بهرام, كان
يؤمن بحرية الدين فكان
متسامحا مع المسيحيين حتى أنه
صهر تمثال عشتار الذهبي ووزعه
على فقراءهم.

خلفه إبنه المنذر بن النعمان
بن امرئ القيس سابع ملوك
الحيرة. أمه هي هند بنت زيد
مناة بن زيد الله بن عمرو
الغساني. وبلغت الحيرة بعهده
مبلغا عظيما وصار لها اسم في
التاريخ, فقد أجبر كهنة الفرس
على تتويج بهرام جور الذي
رباه أبوه النعمان على حساب
مدع قوي آخر للعرش الفارسي,
وقد شارك في الحروب اتي قامت
بين الفرس والروم, التي كان
سببها اضطهاد المسيحيين في
بلاد الفرس, فقد حاصر الروم
نصيبين فأسرع بهرام لإنقاذها
ومعه المنذر واشترك في
المعارك, كما اتجه للإستيلاء
على انطاكية إلا انه لم يحقق
في ذلك نصرا, وانتهت الأمور
بعقد الصلح بين الفرس والروم.


النعمان بن المنذر بن المنذر
بن امرئ القيس اللخمي، الملقب
بأبو قابوس (582-610 م) تقلد الحكم
بعد أبيه, وهو من أشهر ملوك
المناذرة في عصر ما قبل
الإسلام. كان داهية مقداما.
وهو ممدوح النابغة الذبياني
وحسان بن ثابت وحاتم الطائي.
وهو باني مدينة النعمانية على
ضفة دجلة اليمنى، وصاحب يوم
البؤس والنعيم؛ وقاتل عبيد بن
الأبرص الشاعر، في يوم بؤسه؛
وقاتل عدي بن زيد وغازي
قرقيسيا (بين الخابور
والفرات). وفي صحاح الجوهري:
قال أبو عبيدة: «إن العرب كانت
تسمى ملوك الحيرة -أي كل من
ملكها- (النعمان) لأنه كان
آخرهم». كان أبرش أحمر الشعر،
قصيرا وكانت أمه يهودية من
خيبر.


مقتله :
ملك الحيرة إرثا عن أبيه، سنة
582م، واستمر في الحكم حتى نقم
عليه كسرى كسرى أمرا بعد أن
طلب منه أن يزوجه ابنته فرفض
النعمان فما كان من كسرى إلا
أن عزل النعمان ونفاه إلى
خانقين، فسجن فيها إلى أن مات.
وقيل: ألقاه تحت أرجل الفيلة،
فوطئته، فهلك وكانت هذه
الحادثة هي الشرارة التي أدت
لاشتعال الحرب بين العرب
والفرس في معركة ذي قار والذي
انتصر فيها العرب انتصارا
كبيرا.


يوم ذي قار هو يوم من أيام
العرب في الجاهلية، وقع فيه
القتال بين العرب والفرس في
العراق وانتصر فيه العرب.
كان من أعظم أيام العرب
وأبلغها في توهين أمر الأعاجم
وهو يوم لبني شيبان من بكر بن
وائل، وقبيلة عنزة بن ربيعه
أبناء عمهم وهو أول يوم
انتصرت فيه العرب على العجم
وخبره كالتالي :
ذكر كسرى بن هرمز يوماً
الجمال العربي وكان في مجلسه
رجل عربي يقال له: زيد بن عدي
وكان النعمان قد غدر بأبيه
وحبسه ثم قتله فقال له: أيها
الملك العزيز إن النعمان بن
المنذر عنده من بناته وأخواته
وبنات عمه وأهله أكثر من
عشرين امرأة على هذه الصفة.

وأرسل كسرى زيداً هذا إلى
النعمان ومعه مرافق لهذه
المهمة، فلما دخلا على
النعمان قالا له: إن كسرى أراد
لنفسه ولبعض أولاده نساءاً من
العرب فأراد كرامتك وهذه هي
الصفات التي يشترطها في
الزوجات. فقال له النعمان: أما
في مها السواد وعين فارس ما
يبلغ به كسرى حاجته ؟ يا زيد
سلّم على كسرى وقل له: إن
النعمان لم يجد فيمن يعرفهن
هذه الصفات وبلغه عذري. ووصل
زيد إلى كسرى فأوغر صدره وقال
له: إن النعمان يقول لك ستجد
في بقر العراق من يكفينك.

فطار صواب كسرى وسكت لكي يأمن
النعمان بوائقه، ثم أرسل إلى
النعمان يستقدمه، فعرف
النعمان أنه مقتول لا محالة
فحمل أسلحته وذهب إلى بادية
بني شيبان حيث لجأ إلى سيدهم
هانئ بن مسعود الشيباني وأودع
عنده نسوته ودروعه وسلاحه
وذهب إلى كسرى فمنعه من
الدخول إليه وأهانه وأرسل
إليه من ألقى القبض عليه وبعث
به إلى سجن كان له فلم يزل به
حتى وقع الطاعون هناك فمات
فيه.

وأقام كسرى على الحيرة ملكاً
جديداً هو إياس بن قبيصة
الطائي وكلفه أن يتصل بهانئ
بن مسعود ويحضر ماعنده من
نساء النعمان وسلاحه وعتاده،
فلما تلقى هانئ خطاب كسرى رفض
تسليم الأمانات، فخيره كسرى
إما أن يعطي مابيده أو أن يرحل
عن دياره أو أن يحارب فاختار
الحرب وبدأ يعد جيشاً من بكر
بن وائل ومن بني شيبان ومن عجل
ويشكر وعنزة بن اسد بن ربيعه
والنمر بن قاسط وبني ذهل.

وفي أثناء ذلك جمع كسرى نخبة
من قيادات الفرس ومن قبائل
العرب التي كانت موالية له
وخصوصاً قبيلة إياد ووجههم
ليجتاحوا هانئاً ويحضروه
صاغراً إلى كسرى.

فلما وصل جيش كسرى وحلفاؤهم
من العرب أرسلت قبيلة إياد
إلى هانئ: نحن قدمنا إلى قتالك
مرغمين فهل نحضر إليك ونفرّ
من جيش كسرى؟ فقال لهم: بل
قاتلوا مع جنود كسرى واصمدوا
إلينا أولاً ثم انهزموا في
الصحراء وإذ ذاك ننقض على جيش
كسرى ونمزقهم.

وقدم الجيش الفارسي وحلفاؤهم
من إياد فوجدوا جيش هانئ قد
اعتصم بصحراء لا ماء فيها ولا
شجر وقد استقى هانئ لجيشه من
الماء ما يكفيهم، فبدأ الفرس
يموتون من العطش ثم انقضوا
على جيش هانئ كالصواعق وبينما
هم في جحيم المعركة انهزمت
قبيلة إياد أمام هانئ وانقضت
على الفرس الذين حولها فضربت
فيهم ومزقتهم وقتل كل قيادات
فارس الذين أرسلهم كسرى
لإحضار هانئ حياً، فلما رجعت
بعض فلول الفرس إلى كسرى إذا
هم كالفئران الغارقة في
الزيت.

وكانت ساحة ذي قار أرضاً يغطي
الزفت والقطران كثيراً من
أرضها فلما رآهم كسرى على ذلك
الشكل قال لهم: أين هانئ ؟
وأين قياداتكم الذين لا
يعرفون الفرار فسكتوا فصاح
بهم فقالوا: لقد استقبلنا
العرب في صحرائهم فتهنا فيها
ومات جميع القادة وخانتنا
قبيلة إياد حين رأوا بني
جنسهم، فكاد كسرى يفقد عقله
ولم يمضي عليه وقت قصير حتى
مات حسرة فتولى مكانه ابنه
شيرويه.

وقد حدث بعض من حضر يوم ذي قار
أن قبائل بكر استصحبوا من
خلفهم نساءهم وانقضوا على
الجيش الفارسي فبرز أحد
العلوج وطلب المبارزة فانقض
عليه عربي من بني يشكر اسمه
برد بن حارثة اليشكري فقتله،
وكان هانئ قد نصب كميناً من
وراء الجيش الفارسي فانقض
الكمين على الملك الجديد الذي
كان كسرى عينه خلفاً للنعمان
بن المنذر، وفي أثناء ذلك أحس
العرب روابط الأخوة التي
تنتظمهم فانسحب من جيش فارس
كثير من العرب الذين كانوا
يعطون ولاءهم لفارس من قبائل
تميم وقيس عيلان فانقضوا على
الفرس الذين يلونهم بعد أن
كانوا يدينون بالولاء لهم،
وعرف العرب أنهم كانوا
مخدوعين بملك رخيص كان كسرى
يضحك به على بعض أذنابه منهم.

والحق أن انتصار العرب على
العجم في ذي قار كان نواة
لمعركة القادسية التي أعز
الله فيها قبائل العرب بنور
الإسلام ونبوة محمد عليه
الصلاة والسلام.


لقد كوَن المناذرة مملكة قوية
من أقوى ممالك العراق العربية
قبل الإسلام فكانت هذه
المملكة هي امتداد للمالك
العربية التي سبقتها مثل
مملكة ميسان ومملكة الحضر،
وقد امتد سلطان مملكة
المناذرة من بلاد مابين
النهرين ومشارف الشام شمالاً
حتى عمان جنوباً متضمنة
البحرين وهجر وساحل الخليج
العربي. واستمرت مملكتهم في
الحيرة من (266م-633م). احتل الفرس
تلك المملكة في مهدها فأصبحت
مملكة شبه مستقلة وتابعة
للفرس مع ذلك اكملت الحيرة
ازدهارها وقوتها. وقد كان
لهذه المملكة دور مهم بين
الممالك العربية فقد كان لها
صلات مع الحضر وتدمر والأنباط
والقرشيين فكانت الآلهة في
هذه المدن هي نفسها موجودة في
الحيرة منها اللات والعزى
وهبل، ومما يؤكد ذلك الروايات
الكثيرة بصلات جذيمة الأبرش
بملكة تدمر زنوبيا مثلا
وعلاقتهم وعلاقة ملوك الحيرة
بملوك مملكة الحضر وأحيانا
ينسب المؤرخون السلالة
الحاكمة في مملكة المناذرة
وهم بنو لخم إلى ملوك الحضر في
بلاد مابين النهرين, وكذلك
نجد في النقوش الأثرية مثل نص
أم الجمال الذي كتب بخط نبطي
وفيه النص التالي: "جذيمة
ملك تنوخ" وهذا يدل على
صلاتهم الواسعة بالممالك
العربية الأخرى هذا سوى
الروايات الكثيرة من
المؤرخين، وكان لمملكة
المناذرة سوق من أشهر أسواق
العرب يقام في الحيرة وفي
دومة الجندل يتبادل فيه
التجار البضائع ومنها
البضائع الفارسية التي
يجلبها تجار المناذرة وكذلك
يتبادلون الأدب والشعر
والخطب. أطلق ملوك المناذرة
على أنفسهم لقب "ملوك
العرب" ومن المؤكد أن نقش
قبر إمرؤ القيس الأول المتوفى
سنة (338) مكتوب عليه "هذا قبر
إمرؤ القيس بن عمرو ملك العرب
كلهم". وهذا الحاكم له
إنجازات عظيمة من تكوين أسطول
بحري في البحرين هاجم مدن
فارسية إلى سيطرته على مدن
تمتد من العراق حتى نجران.

وكانت كتابة شاهد قبره الذي
عثر عليه حديثا هي من أقدم
الكتابات بالخط النبطي
المتطور إلى الخط العربي
الحالي والتي عثر عليها إلى
هذا اليوم, لذلك يعتقد
العلماء أن الغساسنة هم مهد
الخط العربي ويعارض هذا الرأي
المؤرخ البلاذري حيث ينسب
الكتابة العربية إلى الحيرة
والأنبار. فيقول : أن الخط
العربي قد تم إنشاءه من قبل
ثلاثة أشخاص اجتمعوا في
الحيرة فوضعوا الأحرف
الهجائية العربية مستبدينها
من النبطية القديمة وهذا هو
نص الكتاب حيث قال :

حدثنا عباس بن هشام بن محمد بن
السائب الكلبي عن أبيه عن
جده، وعن الشرقي بن القطامي
قال: اجتمع ثلاثة نفر من طيء
ببقة وهم مرا مر بن مرة وأسلم
بن سدرة، وعامر بن جدرة
فوضعوا الخط، وقاسوا هجاء
العربية على هجاء السريانية.
فتعلمه منهم قوم من الأنفار
ثم تعلمه أهل الحيرة من أهل
الأنبار. وكان بشر بن عبد
الملك أخو أكيدر بن عبد الملك
بن عبد الجن الكندي ثم
السكوني صاحب دومة أتجندل
يأتي الحيرة فيقيم بها لحين،
وكان نصرانياً. فتعلم بشر
الخط العربي من أهل الحيرة.


روي أن ابن عباس قال: «أول من
كتب بالعربية ثلاثة رجال من
بولان، وهي قبيلة سكنوا
الأنبار. وأنهم اجتمعوا
فوضعوا حروفاً مقطعة وموصولة.
وهم مرار بن مرة وأسلم بن سدرة
وعامر بن جدرة، ويقال: مروة
وجدلة. فأما مرامر فوضع
الصور، وأما أسلم ففصل ووصل،
وأما عامر فوضع الإعجام. وسئل
أهل الحيرة: ممن أخذتم
العربي؟ فقالوا: من أهل
الأنبار» الفهرست ص6 - 7
قال ابو عمرو النقط عند العرب
إعجام الحروف في سمتها وقد
روى عن هشام الكلبي انه قال
اسلم بن خدرة اول من وضع
الاعجام والنقط (نقط المصاحف
ج: 1 ص: 14


(حدثني عباس بن هشام بن محمد
السائب الكلبي عن أبيه عن
جده، وعن الشرقي بن القطامي.
قال: اجتمع ثلاثة نفر من طيء
ببقة، وهم مرامر بن مرة،
وأسلم بن سدرة وعامر بن جدرة،
فوضعوا الخط، وقاسوا هجاء
العربية على هجاء السريانية
فتعلمه منهم قوم من أهل
الأنبار، ثم تعلمه أهل الحيرة
من أهل الأنبار،)(فتوح
البلدان ج1 ص 737)


- قيل لأبي سفيان ممن أخذ أبوك
الكتابة قال من ابن سدرة
وأخبره أنه أخذها من واضعها
مرامر بن مرة قال وكانت لحمير
كتابة تسمى المسند حروفها
منفصلة غير متصلة وكانوا
يمنعون العامة من تعلمها فلما
جاء الإسلام لم يكن بجميع
اليمن من يقرأ ويكتب قلت هذا
فيه نظر فقد كان بها خلق من
أحبار اليهود يكتبون
بالعبراني
سير أعلام النبلاء ج: 17 ص: 319


-قال له أسلم بن سدرة وسأله
ممن اقتبستها فقال من واضعها
رجل يقال له مرامر بن مروة وهو
رجل من أهل الأنبار فاصل
الكتابة في العرب من الأنبار
وقال الهيثم بن عدي وقد كان
لحمير كتابة يسمونها المسند.


وبعد وفاة إمرؤ القيس في عام
338م بدأ الساسانيون العمليات
الهجومية ثانية في عهد شابور
الثاني، واستمرت الحرب
الاولى من 337 لغاية 350؛ وانتهت
من دون نتيجة لكون الرومان قد
دافعوا عن نصيبس بنجاح. وفي
عام 359 غزا شابور الاراضي
الرومانية ثانية واحتل قلعة
اميدا الرومانية بعد حصار
طويل ومكلف.وفي عام 363 تقدم
الامبراطور جوليان الى ضواحي
المدائن، حيث توفى، ليخلفه
جوفيان الذي خسر نصيبس واراضي
اخرى في الشمال الى
الساسانيين. اما الحرب
التالية فاستمرت من 502 الى 506
وانتهت دونما تغيير. واندلعت
الحرب ثانية في 527 واستمرت
لغاية 531 وحتى الجنرال
البيزنطي بيليساريوس لم يكن
قادرا على السيادة؛
كالمعتاد، بقيت الحدود على
حالها دون تغيير. وفي عام 540
غزا الملك الساساني خسرو
الاول (خسرويس) سوريا وحتى
استولى على انطاكيا، بالرغم
من ان العديد من القلاع خلفه
في شمال بلاد مابين النهرين
بقيت بايدي البيزنطيين. وبعد
قتال كر وفر، تم الجنوح الى
السلم في 562 . استمرت الحرب مع
الامبراطورية البيزنطية لعشر
سنوات اخرى، واستمرت في عهد
من خلف خسرو، هرمزد الرابع.
ولم يستعيد البيزنطيون
اراضيهم في شمال بلاد مابين
النهرين الا في 591 حيث هبوا
للمساعدة في استعادة العرش
الساساني الى خسرو الثاني
الذي فر لاجئا الى الاراضي
البيزنطية. وبمقتل
الامبراطور البيزنطي موريس
في 602 والذي كان لصالح خسرو،
واغتصاب فوكاس للعرش، فقد وجد
خسرو الثاني فرصته الذهبية
لتوسيع الملكية الساسانية
وللثأر الى موريس. فاستولت
الجيوش الفارسية على كل شمال
مابين النهرين وسوريا
وفلسطين ومصر وبلاد الاناضول.
وبحلول 615 كانت القوات
الساسانية في خالقيدونية
مقابل القسطنطينية. وتغير
الموقف تماما بمجئ
الامبراطور البيزنطي الجديد
هرقل، الذي، قام بحملة تحد
شجاعة الى قلب اراضي العدو في
623 – 624 ، وهزم الساسانيين في
ميديا. وتقدم في 627 – 628 باتجاه
المدائن ولكنه انسحب بعد ان
نهب القصور الملكية في
داستاكرد شمال المدائن.


وبعد وفاة خسرو الثاني، كانت
بلاد مابين النهرين مدمرة،
ليس من جراء القتال وحسب بل من
فيضانات دجلة والفرات، ومن
انتشار الطاعون، ومن التتابع
السريع للحكام الساسانيين
الذي اوجد حالة من الفوضى.
واخيرا في 632 فرض آخر الملوك
يزدجرد الثالث النظام
والاستقرار غير ان المنطقة كانت منهكة بالجوع والمرض، وفي السنة
التالية عدما جاء الغزو الاسلامي كان الفرس غير قادرين على الصمود امام التوسع
الاسلامي وانتهت
الامبراطورية الساسانية بكاملها
بضع سنوات من ذلك، لتعود وتظهر فكريا.










رد مع اقتباس