منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الضابط بن شهرة لزهاري سي المسعود
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-05-18, 13:03   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
nabil_dz170
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي الضابط بن شهرة لزهاري سي المسعود

من قرية الإدريسية كانت البداية
اسمي بن شهرة الازهاري من مواليد 1926 بقصر زنينة التي تعرف حاليا باسم الادريســية ( نسبة الى الرائد الشهيد عمر إدريس ) وهي واحدة من دوائر ولاية الجلفة حاليا أنتسب لأسرة جزائرية متوسطة الحال ، دخلت المدرسة الابتدائية بنفس القرية في عام 1933 ، وتابعت التعليم الابتدائي بها باللغة الأجنبية إلى غاية نهاية المرحلة ثم توقفت عن متابعة التعليم بسبب الحواجز التي كان يضعها المستعمر الفرنسي في وجه معظم أبناء الشعب الجزائري ، ثم واصلت تعليمي بالمراسلة حتى تحصلت على شهادة الأهلية.
في العقد الثاني من عمري وبالتحديد في عام 1943 اتجهت لميدان العمل لتوفير لقمة العيش، وبعد بحث مضن في تلك الظروف التي كانت تمر بها البلاد بسبب الحرب العالمية الثانية ، تحصلت على عمل بسيط في مركز بريد قريتنا داومت العمـل به إلـى غاية عـام 1950 إذ عرفت أوضاعي منحنى آخر حيث عرفت أوضاعي الإجتماعية بعض التحسن كما سمحت لي الظروف حينها بمشاهدة ومتابعة ما كان يجري على الساحة الوطنية من مظاهر الاستغلال والبؤس الذي كان يعيشه معظم الشعب ، ومن جهة أخرى مظاهر النعيم وحياة البذخ التي ينعم بها المستعمرون الدخلاء الذين يستحوذون على كل خيرات البلاد ومقدوراتها .
ولفهم الأمور بشكل جيد التحقت في عام 1943 كمناضل بحزب البيان وبعدها بمدة تم إلقاء القبض علي لأن هذه الفترة شهدت نشاطات مكثفة وخطابات علنية وأخرى سرية وإصدار مجلات مثل الجمهورية والأمة وهذه النشاطات كانت هي لسان الأحزاب السياسية في الجزائر ومنهم حزب البيان وحزب أنتصارا لحريات الديمقراطية والحزب الشيوعي وكان هدف هذه الأحزاب واحدا وهوا لاستقلال لكن الطرق كانت مختلفة مما أدى إلى ظهور بعض التفكك في الشعب لكن الوعي الشعبي أدى إلى النقمة على العدو الفرنسي الغاشم ومن بين الخطابات التي قام بها الحزب خطاب فرحات عباس بمنطقة الشارف وتكوينهم لقسمة لهذا الحزب، وفي سنة 1945 بعد خروج فرحات عباس من السجن عينت رئيس قسمة لحزب البيان بالادريسية ، بعدما برهنت عن أهليتي لتولي هذا المنصب ، وأحسست حينها بحجم المسؤولية وخطورتها ولكن لما كان أنضمامي الى هذا الحزب والنضال تحت لوائه قد تم عن قناعة فقد ضاعفت من مجهوداتي في مجال التنظيم والتوعية بهدف تجذير قواعده في المنطقة وتوسيعها وضم اكبر عدد من شباب الناحية لصفوفه ، وهو ماتحقق فعلا وبطريقة تدريجية ، وفي نفس الوقت فتحت الأبواب أمامي حيث تمكنت من اكتساب تجارب ومفاهيم جديدة وصرت افهم بشكل أفضل معضلات الساعة وتأثيراتها السلبية على الساحة الوطنية ...
وهكذا ورغم الاحتياطات التي اتخذتها حتى يكون نشاطي هذا يجري في ظل الكتمان والسرية نوعا ما إلا أن الطرف الآخر كان يتابع خطواتي أول بأول.وتم في آخر عام 1950 طردي من العمل بمركز بريد قريتنا ، وأصبحت بحكم ذلك عاطلا عن العمل رغما عني وصرت متفرغا للنشاط السياسي واستمر وضعي على ذلك المنوال إلى غاية عام1953
في هذا العام صرت مجبرا على البحث عن مصدر للرزق وتمكنت بعون الله من الحصول على عمل بمستشفى مدينة الجلفة بصفة ممرض حيث مارست العمل به لفترة من الوقت وأن كانت قصيرة وأرغمت بعدها على ترك العمل بالمستشفى عقب الصدام الذي وقع بيني وبين مدير المستشفى وكان عسكريا برتبة نقيب والسبب المباشر هو أنني كنت مداوما على مطالعة الصحف وبالأخص الموضوعات السياسية والتي كانت تتعرض في مضمونها للأوضاع في كل من تونس والمغرب الأقصى بعد أندلاع الكفاح المسلح بهما وراع مدير المستشفى ماكنت أقوم به فأوجس ذلك في نفسه خشية ، وفهم أن ذلك سيؤدي لامحالة إلى نتائج قد تقلب الأوضاع داخل عمال المستشفى فدبر مكيدة لي وتخلص مني من أول فرصة ، وطردني من العمل وهو ما زاد من تعقيد وضعيتي المعيشية ، وصرت مجبرا على البحث عن مصدر للحياة من جديد ، وبعد جهد مضن اهتديت للحصول على منصب شغل بعد إجراء تربص لمدة ستة أشهر في ميدان الفلاحة حيث صرت بعدها منشطا فلاحيا وعينت في منصب عمل بناحيتنا إلا أن الوضع العام اخذ يتعقد بمرور الوقت نتيجة للظروف القاسية التي صارت عليها البلاد بعد أندلاع الكفاح المسلح فاضطررت مرة أخرى لترك العمل ومغادرة المنطقة نهائيا.وتوجهت نحو مدينة سيدي بلعباس بغرب البلاد بحثا عن العمل وبهذه الأخيرة مارست العمل في مجال آخر لكن أخبار الثورة المباركة وانتصاراتها المتتالية على العدو كانت شغلت بالي وسيطرت على جوارحي فاستجبت لنداء الضمير .
وبدأت في البحث عن السبيل الذي سيمكنني من الالتحاق بركب الثورة لكن لما كنت حديث العهد بسيدي بلعباس فقد كانت معارفي قليلة وبالتالي لم أوفق في تحقيق ما كنت أصبو إليه.ومن ثم كان علي البحث عن طريقة أو كيفية أخرى تسهل لي أمر الإلتحاق بركب الثورة الزاحفة وهو ما كان .
العودة إلى مسقط رأسي والإلتحـاق بركب الثورة
قبل مغادرتي لمدينة سيدي بلعباس في ربيع عام 1956 وقعت حادثة عجلت بسفري وبتالي إنضمامي الي الثورة والحادثة باختصار هي إقدام مجموعة من جيش التحرير الوطني خلال شهر ابريل 1956 على حرق شاحنة لأحد المعمرين يدعى (توربي) بين مسعد وعين الإبل وكتبت عنها الصحف الاستعمارية أنذاك واعتبرت ذلك سابقة خطيرة تنبئ بإقدام المنطقة على الدخول في متاهات ستشكل لا محالة تحولا خطيرا على مستوى الأمن العام بالجهة .أما على مستوانا فقد نزل خبرها بردا وسلاما على نفوسنا وهو ما عجل بعودتي إلى مسقط رأسي .أنزلت عائلتي عند صهري حتى أتفرغ للمهمة التي جئت من أجلها وبعدها رحت أرصد الوضع العام من خلال الاتصال بأبناء الجهة الموثوق فيهم وخاصة ممن كنت اعتقد أنهم قد يكونوا من أنصار جبهة وجيش التحرير الوطني ولكن المهمة لم تكن سهلة كما كنت أتصور إذ دام البحث فترة من الوقت قبل أن أتمكن من وضع رجلي على الطريق المؤدي الى الثورة بفضل الاتصال الذي تربطه علاقة مع أحد المناضلين القدماء في حزب البيان والذي كان من مندوبي خلية الإدريسية ويدعى قاضي النعاس لكن ورغم ثقتي فيه وفيما كان يقدمه لي من معلومات عن الثورة إلا أنني كنت أتظاهر بعدم اهتمامي بالقضية وبما كان يطلعني عنه لأنني رأيت أنه من الأحسن التريث وعدم التسرع والاندفاع حتى أتأكد بما فيه الكفاية من صدق نواياه ولتجاوز هذه الشكوك رأيت أنه من الضروري الإتصال بأحد المناضلين
وهو ابن عم قاضي النعاس وكان يقيم بقرية مليليحة بناحية دار الشيوخ وكان هذا الأخير على اتصال بنظام جيش التحرير الوطني ولما وصلت إلى مكان تواجده وجدته رفقة أحد المجندين الجزائريين كان قد فر من صفوف العدو في وقت سابق بغرض الأنضمام للثورة المسلحة ويدعى طباخ ناجي وبعد الحديث في الموضوع تحركنا رفقة اتصال يدعى شويحة باتجاه جبل بوكحيل وبالتحديد بمركز جبل ( قزران ) وبنفس الجبل وجدنا مسؤول المركز وهو العربي القبايلي ( اسمه الحربي) فقدمنا الاتصال لمسؤول المركز الذي أخبرنا عن الظروف الغامضة التي تمر بها الثورة بالناحية وأحسسنا أنه كان يسعى من وراء هذا التصرف إلى اكتشاف نوايأنا والتأكد من صدق مقصدنا ولما كنا على علم مسبقا بنواياه فقد أجبناه على الفور وبشيء من الحدة بأننا على بينة مما أقدمنا عليه وتقديرنا لكل المشاق والصعوبات التي ستواجهنا لكوننا مقبلون على خوض حرب ضروس وليس من أجل فسحة لطيفة كما يتصور، عندها طلب مني أن أقدم له عرض حال حول حياتي السياسية والمدنية ،وسردت عليه مشوار حياتي كما عشته ومررت به إلى غاية اللحظة ...وفي نهاية الأسبوع الأول من شهر ماي 1956 صرت جنديا في صفوف جيش التحرير الوطني كما كنت أحلم .
نشاطي الأول كان في مجال التمريض نظرا لكوني قد مارست مهنة التمريض بمستشفى الجلفة كما سبق وأن أشرت إليه آنفا فقد كان من البديهي بل المنطقي أن تسند لي مهمة التمريض وتقديم العلاج والإسعافات الأولية لعناصر الفوج الذي كنت واحدا من أفراده ولو بشكل متواضع بحكم الظروف والإمكانيات التي كانت بحوزتنا أنذاك ، وهنا أريد أن أذكران إمكانياتنا ووسائلنا كانت ضعيفة جدا بل بدائية في أغلبها بحيث لم يكن بحوزتنا إلا القليل من الأدوية التي كنا نحصل عليها بواسطة نظام الثورة ، وبطرق مختلفة وفي أحيان كثيرة كنا نلجأ إلى توفير وضمان العلاج لعناصر الفوج في حدودها الدنيا باعتماد الطرق والأساليب المحلية التقليدية وبالرغم من هذا النقص الخطير في الوسائل والإمكانيات المادية والبشرية فقد استطعنا بفضل الإرادة أن نتغلب نسبيا على الصعوبات التي كانت تواجهنا في هذا الميدان يوميا ، وأن نوسع مجال نشاطنا الصحي حتى لسكان الناحية ، الأمر الذي ساعدنا على سرعة نشر رسالة الثورة وتنويرهم بأهدافها وغاياتها النبيلة فتعزز صف الثورة وتوسع نفوذها عبر عروش الناحية وانعكاس هذا النشاط والجهد في جمع كمية من بنادق الصيد والذخيرة سمحت لنا بطبيعة الحال من تجنيد أفراد آخرين لبوا نداء الثورة ...









 


رد مع اقتباس