منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - : : مما يدمي قلوب المؤمنين الصادقين ويفطر أكبادهم : :
عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-04-22, 18:23   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ابو اكرام فتحون
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ابو اكرام فتحون
 

 

 
الأوسمة
أحسن مشرف العضو المميز 1 
إحصائية العضو










B11 : : مما يدمي قلوب المؤمنين الصادقين ويفطر أكبادهم : :

بسم الله الرحمن الرحيم
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الغزو الفكري
للشيخ ابن باز رحمه الله تعالى

إن مما يدمي قلوب المؤمنين الصادقين ويفطر أكبادهم؛ انتشار ما يسمى بالغزو الفكري وسيطرته على وسائل الإعلام لدى المسلمين، وبثه لسمومه وقذاراته إلى شباب الأمة، حتى استقبلته عقولهم، وتشربته وأحبته قلوبهم، وإنها والله المهلكة العظمى والمحبطة للدنيا والأخرى، ولا مخرج ولا نجاة من هذا كله إلا بالرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ومقاومة هذا الغزو العارم بكل ما أوتينا من قوة، باليد واللسان والسنان.

نعمة إرسال الرسل
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد: فإن المولى عزَّ وجلَّ بعث الرسل عليهم الصلاة والسلام بما فيه سعادة العالم في العاجل والآجل، وجعلهم رحمة للعباد، وهدى بهم إلى الحق، وأخرج الناس بهم من الظلمات إلى النور، وجعل خاتَمهم وأفضلهم وإمامهم نبينا محمداً عليه الصلاة والسلام.
أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، كما قال جلَّ وعَلا في كتابه المبين: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ} [التوبة:33] .
والهدى: هو ما بعثه الله به من العلوم النافعة، والأخبار الصادقة، والمواعظ التي تحيا بها القلوب، والقصص التي تذكر العباد بما لأصحاب الإيمان من السعادة، وبما لأصحاب الكفر والضلال من الشقاوة والعاقبة الوخيمة.
والدين الحق: هو ما بعثه الله به من الأحكام الشرعية السمحة، والأحكام العادلة، والتعاليم الناجعة المفيدة.
فدعا إلى الله عزَّ وجلَّ، وبشَّر وأنذر، وعلَّم الناس ما فيه سعادتهم، وبلَّغهم البلاغ المبين، فلم يقبضه ربه إلا وقد أكمل هذا الدين على يديه، وأتم به النعمة، عليه من ربه أفضل الصلاة والتسليم.

مفهوم الغزو الفكري
كان موضوع الندوة هذه الليلة هو الغزو الفكري، ولعل أصحاب الفضيلة الذين التزموا بها حصل لهم عارض، ونسأل الله لهم العافية والتوفيق ولنا ولكم وللمسلمين.
والغزو الفكري يُعبِّر به العلماء عما تبثه الإذاعات والصحف والمؤلفات، وكل ما ينشره العالم مما يتعلق بالفكر.
فإن أعداء الإسلام لما غاظهم الإسلام، ورأوا دخول الناس في دين الله أفواجاً، ورأوا أن الغزو العسكري لا يحصل به المقصود من تشكيك الناس في دينهم، وإخراجهم من دينهم، عمدوا إلى أنواعٍ من الغزو الفكري عن طريق وسائل الإعلام، من تلفاز، وإذاعة، وصحافة وغير ذلك مما يكتبه أعداء الإسلام، ويتكلمون به في الصد عن دين الله، وتشكيك الناس في دينهم، ولبس الحق بالباطل، كما ذكره الله عن أعدائه من اليهود، كما قال جلَّ وعَلا: {وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة:42] .
فصارت وسائل الإعلام التي يقوم عليها أعداء الإسلام تنفث كل شر وبلاء، وتثبط عن الحق، وتدعو إلى الباطل، وتدس السم في الدسم، وتشكك الناس في الدين؛ لتخرج الناس من نور الله ومن هداه إلى ظلمات الكفر والضلال، ولتصدهم عن الحق، ولتشجعهم على الباطل، ويكفيهم أن يحصل الشك والريب والتثبيط عن الحق أو الشك فيه.
ثم تبعهم في ذلك فساق المسلمين وجهلتهم، الذين ينشرون المقالات الفاسدة، والدعوات المضللة، ويروجون الأباطيل وما يصد عن الحق، كل ذلك مما يدعو إليه الشيطان في قوله جلَّ وعَلا: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ} [فاطر:6] حزبه هم الكفار، وكل من دعا إلى ما يصد الناس عن الحق ويرغبهم في الباطل فقد ساعد حزب الشيطان: - تارة بالدعوة إلى الزنا والفواحش.
- وتارة بنشر صور النساء.
- وتارة بالحث على التبرج وبروز المرأة وظهورها بأحسن صورة؛ ليكون ذلك دافعاً للشباب وغيرهم إلى الفساد.
- وتارة بنشر العقائد الفاسدة التي أبطلها الإسلام.
-وتارة بالتشكيك فيما جاءت به الرسل عليهم الصلاة والسلام، وبيان الشبه التي تجعل العاقل حيران.
كل ذلك من دعوة أعداء الله، وهم أولياء الشيطان وحزبه.

واجبنا تجاه مقاومة الغزو الفكري
يجب على كل ذي لب، وعلى كل من يريد السلامة أن ينظر في الطريق الذي يبعده عن هذا التيار الفاسد، وعن هذا الغزو المهلك والمشكك، وأن يلزم الطريق الذي به السعادة والنجاة لعله ينجو، ولا سيما في هذا العصر الذي كثرت فيه الدعوات المضللة، وانتشر فيه أنواع الباطل وأنواع الغزو الفاسد والفكر الملحد، وامتلأت الدنيا من الكتابات الصادة عن الحق، وولى أعداء الله الكتبة الذين يصدون عن الحق، فيكتبون في وسائل الإعلام المقروءة، وينشرون في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة ما يصد الناس عن الحق، وما يشغلهم عمَّا فيه نفعهم وهدايتهم ليلاً ونهاراً، وكل من له أدنى علم بهذه الوسائل وما ينشره أعداء الله في صحفهم بسائر اللغات يعلم أن البلاد الإسلامية والمسلمين بوجهٍ أخص مغزوُّون بأنواع الباطل، وصنوف الفكر الضال الملحد للصد عن سبيل الله، والدعوة إلى الأخلاق الذميمة، والصفات التي ترضي الشيطان، والأخلاق التي حرمها الله على عباده، وتزهدهم في الأخلاق الكريمة، والصفات الحميدة، والأعمال الصالحة.

>>> يتبع









 


رد مع اقتباس