منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - شبهات حــول الإســلام
عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-01-15, 11:59   رقم المشاركة : 25
معلومات العضو
أم سمية الأثرية
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أم سمية الأثرية
 

 

 
الأوسمة
وسام التقدير 
إحصائية العضو










افتراضي

الفصل الرابع: الأسباب الحقيقية لتخلف المجتمعات الإسلامية:
الأمة الإسلامية تمثل أكبر تجمع بشري على وجه الأرض، ويفوق تعداده الألف مليون نسمة، وتربو مساحة دولها الخمسين على ربع مساحة اليابسة أرضاً متصلة ومتكاملة من حيث المناخ والتضاريس والطبيعية وتوسط العالم وتنوع مصادر المياه فيها, وتبلغ مساحة المزروع منها نحو أربعمائة مليون فدان خلافاً للمساحات الشاسعة الصالحة للزراعة, وتمتلك نحو ثلاثة أرباع احتياطي النفط في العالم وأكثر من ربع احتياطي الغاز الطبيعي, خلافاً للطاقة الشمسية ومصادر الطاقة المائية والهوائية والهيدروجينية الهائلة, وتمتلك رصيداً ضخماً من خامات المعادن, وتسيطر على خطوط المواصلات البحرية والجوية في العالم، ولكن مع هذا فهي دول متأخرة تكنولوجياً لعدة أسباب:
الأول: تجزئة العالم الإسلامي إلى دويلات صغيرة، وتفرقة أهله والتحريش بينهم بأنواع المكائد، حتى تبقى هذه الدول ضعيفة عاجزة عن أن تأخذ حقها، لكل دولة قضايا خاصة بها غير قضايا الدول الأخرى: وتعتبر هذه القضية هي أكبر ضربة ضرب بها المسلمون، فلقد أنهكتهم القوى وسلبتهم التناصر على الحق والدين.
ولم يكتف الأعداء بهذا التفريق الجغرافي بل ذهبوا يدسون الدسائس بالأفكار والأقوال التي تزيد المسلمين شتاتاً وفرقة، فقد زرعوا بينهم الحركات الهدامة والمذاهب الباطنية كالبهائية والبابية والقاديانية والإسماعيلية وغيرها، والدعوة إلى القومية العربية وغيرها، والدعوة إلى فتح باب الأحزاب الظاهرة وتعدد الرأي، ودس الحركات والأحزاب السرية التي تعمل لصالح الغرب.
الثاني: الهيمنة الصليبية على العالم ولاسيما الدول العربية، وعلى رأسها أمريكا ويظهر ذلك بما يلي:
1 - ممارسة أشد الضغوط السياسية على حكومات دول العالم كي تسير في فلك السياسة الأمريكية.
2 – دخول أمريكا مع حليفاتها - ولاسيما بريطانيا - في حروب مدمرة كالذي يحصل في أفغانستان والعراق، وقد استطاعت أمريكا أن تسكت دولاً عن هذه الحرب واستطاعت كذلك الحصول على تأييد ودعم عدد كبير من الدول بما فيها الأوروبية، لاستخدامها في حروبها المحققة لمصالحها، (33 دولة في حرب الخليج الثانية، 30 دولة في حرب احتلال أفغانستان وإسقاط طالبان، أكثر من 60 دولة في حرب احتلال العراق).
3 - هيمنة وسيطرة أمريكا على منابع النفط في المواقع الرئيسة المنتجة له: (العراق، بحر قزوين) وغيرها.
4 - انفراد أمريكا بالدعم الاقتصادي والعسكري والسياسي للكيان اليهودي في فلسطين دعماً واضحاً.
الثالث: الغزو العقائدي: والذي يتمثل بالمنظمات التنصيرية والمدارس الأجنبية، وغيرها من الوسائل الدعوية التي تدعو إلى التنصير ليلاً ونهاراً سراً وجهاراً دون ملل ولا كلل.
الرابع: الغزو الفكري والثقافي الذي امتلأت المجتمعات الإسلامية بها، وكلها تدعو إلى صبغ المجتمعات الغربية والإسلامية بالعادات الغربية، وتحويل العالم إلى قطعة مكبرة من المجتمع الغربي وهو ما يسمى اليوم بالعولمة: وذلك عن طريق وسائل الإعلام من صحافة وراديو وتلفزيون وأفلام وكتب وأسطوانات وأجهزة فيديو.
الخامس: منع الدول العربية من الاعتماد على نفسها من حيث الاستقلال بنفسها في عدة اتجاهات منها وأهمها:
1- في الموارد الزراعية: حتى تبقى هذه الدول راضخة حكومات وشعوباً، ومن ذلك أن أمريكا قامت بمنع بعض الدول العربية من زراعة القمح في بلادها، لأنهم يعرفون أن هذا يعني السعي وراء الاستقلال عن الدول الغربية.
2- والنهضة الصناعية: فما زالت الدول العربية والإسلامية عالة على الدول النصرانية والوثنية في كثير من الصناعات، حتى في صناعة سجادة الصلاة وغطاء الرأس في الصلاة وغيرها، بل في الملابس الداخلية للرجال والنساء.
3- والتسليح العسكري: فكلنا نعلم أن التطور العسكري هو حق مقصور على الدول العظمى، ومن أراد أن يزاحمها قاموا عليه باسم الحفاظ على السلام العالمي.
السادس: عزل الدين عن الناحية الاجتماعية من عدة أوجه:
1- فمحاكم المسلمين تحكم بالقوانين الأوروبية والتي هي زبالة ذهن نابليون ومن كان على شاكلته، بل ما زالت بعض الدول العربية تحكم بالقوانين الروسية إلى اليوم.
2- وما زالت كثير من المدارس معزولة عن تدريس العلم الشرعي، والعلم والآداب الإسلامية في مناهجها الدراسية ضعيفة، ويقوم بها مدرسون أضعف منها بكثير.
3- وما زالت شرطهم ودوائر البحث الجنائي فيها تتعامل بغير الشرع، فلا تأمر بالمعروف ولا تنهى عن المنكر، ولا تتعاون على البر والتقوى.
وربما دخل النصراني في الإسلام فلا يجد دوراً خاصة بمن يدخل في دين الإسلام.
نسأل الله تعالى أن يرزق المسلمين العودة الصادقة إلى دينه، ويرزقهم التمسك بكتابه وسنة رسوله.
ولعل الله ييسر بكتاب حلقات أخرى نسأل الله أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى.










رد مع اقتباس