لم يستقر مفهوم التحصيل الدراسي على تعريف مفهوم و محدد ، فهناك من يقصّره على العمل المدرسي فقط ، و هناك من يرى أنه كل ما يتحصل عليه الفرد من معرفة سواء كان ذلك داخلها أو خارجها ، و المنحى الأول يخصص التحصيل الدراسي للعملية التعليمية المقصودة و الموجهة من طرف المدرسة .
أمّا المنحى الثاني يدمج ما يحصله الفرد من معلومات بطرق مقصودة و غير مقصودة و قد عرفه :
Robert la Fonne( المعرفة التي يحصل عليها الطفل من خلال برنامج مدرسي قصد تكييفه مع الوسط و العمل المدرسي )
Ghablin ( هو مستوى محدد من الأداء أو الكفاءة في العمل الدراسي على أن يقييم من قبل المعلمين أو عن طريق الاختبارات المقننة أو كليهما )
سيد خير الله : ( هو ما يعبر عنه المجموع العام للدرجات التي يحصل عليها المتعلم في جميع المواد التي يدرسها في امتحان تحصيلي )
و لا يحدث التحصيل الدراسي ما لم تحترم عدّة مسائل منها :
- إتباع الطرائق السليمة
- معرفة السلوك البشري تجاه التلقي
- معرفة الآلية العقلية لاستيعاب المعلومات و تنمية المهارات و طريقة استرجاعها
- مراعاة الفروق الفردية لدى المتعلمين
- مراعاة الطرائق التربوية الصحيحة
آلية التحصيل الدراسي
يستقبل العقل البشري العلوم و المهارات عن طريق الحواس خصوصا السمع و البصر و يخزنها مؤقتا في الذاكرة اللحظية و لاستكمال آلية الاستيعاب يجب ان تنتقل تلك المعارف و العلوم و المهارات إلى الذاكرة الدائمة و الذاكرة اللحظية تشبه في هذه الحالة السبورة المدرسية من حيث محدودية المعلومات التي يمكن عرضها عليها فعند امتلائها يجب نقل المعلومات منها و تخزينها في مكان أخر و مسحها لإمكانية عرض معلومات أخرى عليها .
و تشكل الذاكرة اللحظية عنق الزجاجة ضمن آلية التحصيل الدراسي بسبب محدودية سعتها الاستيعابية و سرعة نسيان الإنسان للمعلومات التي تخزن بها و تنقل المعلومات من الذاكرة اللحظية إلى الذاكرة الدائمة لضمان طول بقائها و إمكانية استرجاعها بعدة طرق أهمها :
- التكرار
- الاستخدام
- التصور
- المراجعة
- الفهم
و للذاكرة الدائمة قدرة استيعابية كبيرة يمكن استرجاع المعلومات التي تخزنها حتى و لو مضى على تخزينها زمن طويل و يلاحظ على معظم التلاميذ أثناء التحصيل الدراسي اكتفاؤهم بملء الذاكرة اللحظية بالعلوم التي يتلقونها ظنا منهم أنهم قادرون على استرجاعها عندما يرغبون لكن الأمر ليس كذلك ، فالاسترجاع بعد مضي فترة من الزمن لا يتم إلا من الذاكرة الدائمة لأن سعة الذاكرة اللحظية و دوام استيعابها معدودين وهنا نعطي مثال (عندما يمليك احد تاريخ ميلاده أو رقم هاتفه فتكتبه مباشرة لكن لو عاد لك بعد ساعة و طلب منك إعادته لن تستطيع إذا لم ترسخه في الذاكرة الدائمة و لو كان غير ذلك لصار كاتب البلدية يعرف تواريخ ميلاد كل سكان البلدية ) بمعنى أن أهمية المعلومة و سن المتعلم و عدة أمور أخرى تساعد على التحصيل الدراسي سنناقشها في مداخلتنا القادمة أتمنى أن يستفيد كل من مر من هنا
المرجع المعتمد في هذه المقتطفات من رسالة تخرجي هو الاتجاهات الحديثة في المناهج و طرق التدريس لصاحبه حسين كوجك كوثر