منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - *«•¨*•.¸¸.»منتدى طلبة اللغة العربية و آدابها «•¨*•.¸¸.»*
عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-03-21, 19:10   رقم المشاركة : 268
معلومات العضو
**د لا ل**
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

الحداثة إذاً، انبثاق من الحضور، وانغراس في الماضي، واستشراف للمستقبل، فهي "حركة إبداعٍ تماشي الحياة في تغيرها الدائم، ولا تكون وقفاً على زمن دون آخر، فحينما يطرأ تغيير على الحياة التي نحياها نظرتنا إلى الأشياء، يسارع الشعر إلى التعبير عن ذلك بطرائق خارجة على السلفي والمألوف(19)".


ولما كانت الحياة متجددة في سيرورتها، لزمها أدب ينطق عنها وبها، أدب متجدد يستطيع مواكبة الحياة، واستنطاق أسرارها، أدب حي يعبِّر عن الأنا الإنسانية الكبرى في رقيها الكوني وتواصلها الشمولي، وبالتالي لا يمكننا ربط حداثة نص أدبي بسرعة انتشاره أو استحسان الآتي الوقتي له، بل بقدرة هذا النص على اختراق حجب المستقبل، والتفاعل مع أحاسيس إنسانه، والتأثير بها، لما تختزله من تعبيرٍ صادق عن مشاعره، وهمومه وقلقه، ونظرته إلى الحياة لأن المبدع الحقيقي شاعر يرتقي برؤياه إلى عالم المكاشفة والتوحد مع الإنساني الجوهري والحقيقي.


عرّف ابن رشيق الشاعر المبتكر، بالرائي الذي يرى ما لا يرى غيره فقال: "وإما سمي الشاعر شاعراً، لأنه يشعر به غيره، فإذا لم يكن عند الشاعر توليد معنى ولا اختراعه، أو استظراف لفظ وابتداعه، أو زيادة فيما أجحف فيه غيره من المعاني أو نقص مما أطاله سواه من الألفاظ، أو صرف معنى إلى وجه عن وجه آخر، كان اسم الشاعر عليه مجازاً لا حقيقة، ولم يكن له إلاّ فضل الوزن(20)".


تتفق نظرة ابن رشيق إلى الشاعر الحقيقي مع نظرة جبران، الذي اعتبر الشاعر رسولاً يستكشف ويبلَّغ حقيقة غير مرئية وغير مسموعة، لأنه "الوسيط بين قوة الابتكار، والبشر، وهو السلك الذي ينقل ما يحدثه عالم النفس إلى عالم الحب، وما يقرره الفكر إلى عالم الحفظ والتدوين(21)".


والشعر الحقيقي-في رأي جبران-لا ترتبط قيمته بالكم بل بالنوعية التي تنكشف عنها معرفة الجوهر والمجنح بين أزليته وأبدية تلامس توق الإنسان إلى انعتاقه وحريته، وتمجيده لجوهره الروحي، فالشعر هو السجل الصادق الموحي بمشاعر الإنسان، والمعبِّر عن قضاياه بلا غش أو كذب أو تصنع.


أكَّد جبران في مقالته "القصيدتان(22)" ارتباط قيمة الإبداع الشعري بقدرته على نقل انفعالات النفس البشرية، وتصويرها، فالقصيدة الطويلة التي نقلت صورة استعباد الفكر للسلطة فقدت فاعليتها وقيمتها بزوال السلطة، ولم يكتب لها الحياة إلا في بطون الكتب، أما القصيدة التي صورت مشاعر طفل يلعب في حديقة فهي لا تزال "تدور على كل لسان ويرددها الناس بإعجاب وإعجاز".


جسّد جبران في عصر النهضة النموذج الأسمى للحداثة فجاء نتاجه ومضة عظيمة في تراثنا العربي، ومضة تكشف عن قدرة إنساننا العربي على هدم الصنمية وتخطي المألوف، والسير إلى الأمام لأن "الوقوف جبانة، والنظر إلى مدينة الماضي جهالة(23)".


والتخطي الجبراني نابع من إيمان جبران بالإنسان المبدع القابض على مصيره، هذا الإنسان المتوحد مع الكون وبالكون، القادر على خلق فعل إنساني يختزل المفاهيم والمعاني الكونية، ويجسّد رؤاه النفسية، مرتكزاً "على الماضي كمنطلق نحو المستقبل لأنه الفعل الحتمي لولادة الحاضر والمستقبل، وبفهم الماضي واستيعاب مضامينه تتولد قدرة التخلي عن غير الملائم منها، وخلق صيغ جديدة تواكب السير الطبيعي للمجتمعات الحية السائرة نحو الأفضل والأحسن مدفوعة بقوة الابتكار(24)".


إن مفهوم الحداثة، قديماً وحديثاً، مرادف لقوة الخلق والابتكار والإبداع، "تلك القوة الأزلية الأبدية التي تقيم من الحجارة أبناء الله(25)"، فتبث توهج الحياة في الأشياء، والموجودات من غير اقتباس أو تقليد بغية تصحيح الواقع وتغييره، وخلق معادلات إنسانية كونية تنبئ بولادة الإنسان المتجدد بالجسد، والمعانق ذاته الإلهية المتعالية على الصغائر والأحقاد، والطامحة إلى تواصل وتكامل إنساني روحي، فتلغى الحواجز النفسية، وتتلاشى العصبية، والأنانية.


عبّر الأدب الجبراني عن قلق النفس البشرية، وعن ألمها، ورغباتها وأحلامها، فصور استسلام الإنسان لشريعة عمياء، ناقلاً، بدقة الفنان المبدع، النتائج السلبية وغير الإنسانية التي يولدها الاستسلام والجهل. ثم دعا إلى رفض الموروث والخروج على المألوف، بغية ولادة الشكل الأمثل بعيداً عن استبداد الشريعة وتسلطها وظلمها واحتقارها للذوات المبدعة. فكان أدبه رسالة هدم وبناء، رسالة تهدم رموز الشريعة وأشكالها القمعية، وصرحاً إنسانياً قوامه التحرر من تبعية الموروث السلطوي الفاسد، والتسلح بالمعرفة الحقيقية، ليجسّد معنى "العاصفة التي تقتلع الأنصاب التي أنبتتها الأجيال(26)" وتبزغ بعد العاصفة قدرات إنسان الغد المؤمن بعظمته وبانتمائه إلى عالمٍ علوي، فيتحرر من حرق البخور أمام الأصنام ليحرقه أمام نفسه ويقدم الذبائح لذاته لأن الصدر البشري هيكل "لأعظم الآلهة وأبهاهم جمالاً(27)". والإنسان هو القضية الأسمى في هذا الوجود، ولذلك جاء الأدب الجبراني أدب الحلم والشوق، والسمو، أدب الإنسان المتوهج بروح الألوهة، والمتأصل في سر الوجود "فالإنسان كائن منتصب بين اللانهاية في باطنه واللانهاية في محيطه(28)"، وفي هذه الحقيقة تتجسد الوحدة بين الكون والله والإنسان، وهي وحدة معنى لا شكل تحتجب عن البصائر وتدرك بالرؤيا وتمنح الإنسان نعمة الشوق الذي "ينزع نقاب الظواهر عن بصره فيشاهد إذ ذاك ذاته، ومن ير ذاته ير جوهر الحياة المجرّد، فكل ذات هي جوهر الحياة المجرّد(29)".


جاءت الرؤية الجبرانية متأصلة في جوهر العلاقة بين الوجود والموجودات فكانت رؤية رفض واستباق، رؤية مخصَّبة بالتأصل والحضور والحركة، ولذلك كان لابد لهذه الرؤية من لغةٍ إبداعية تصلح لأن تكون أثواباً جديدة لرؤية جديدة، "لأن الخمر الجديدة لا توضع في زقاق عتيقة، فتراق الخمر، بل توضع في زقاق جديدة فتسلم جميعاً(30)"، ولذلك ابتدع جبران جسداً نصياً مغايراً للمألوف، وموافقاً للفكرة والروح التي يتقمّصها.


كانت الفكرة هيولى روحية لا شكل ولا لون لها يحس بها من خلال حركة الجسد النصي المفعّل بلغة حية مستمدة من الماضي ومتفاعلة مع الحاضر، ومستمرة في المستقبل لأنها لغة التأصل والتجاوز، فكان النص الجبراني "ذاتاً حية، كلية، حقق تفرداً وتمايزاً في خروجه على الظرفي الراهن إلى الكوني الأشمل المتغير، فاكتسب النص استقلالية عن سلبية الارتباط، وفعلاً حركياً يسعى إلى المساهمة في صنع المستقبل(31)" لأن اللغة الجبرانية لغة اكتشاف وخلق وذلك من أجل "كشف الحقائق العظمى لتصبح ثوابت مبدئية، ومن ثم السعي إلى تأسيس العلاقة معها على أصول متفاعلة مع طموح الإنسان وهمومه(32)".


جدد جبران في طرح الموضوعات مستخدماً لغة حية نامية، معصومة عن عبودية التقليد متحررة من جمودية التعبير، وهي في الوقت عينه تخضع، برضى المؤمن، لقوانين النحو المنطقية، فانغرس في اللغة وأصولها، ولم ينغرس في أشكالها المحنطة، وصدى المرددين أصواتها، ففتح طريقاً جديداً ممهوراً بأدوات تجربته الذاتية، وهو في الوقت عينه مؤسس على أصالة اللغة وما تختص به من مرونة وتطويع، وإكساب واكتساب، فأعاد إلى اللغة العربية خاصة التطويع والاستيعاب والتعبير عن الحقائق الإنسانية "وفقاً لكل فعل وكل موقف فتحتمل الجديد من الشحنات كلما تجددت الأفعال والمواقف(33)".


إن اللغة الجبرانية لغة حية متحركة، قادرة على النقل والتصوير والتعبير، لغة إبداعية ينتجها مبدعون انغمسوا في تراثهم اللغوي وانبثقوا عنه بفاعلية التجاوز والتغيير، ليغنوا اللغة بمفرداتها، وأشكال صياغتها فلا تجديد من غير أصل ينبثق عنه، والأصل الذي تولد منه وعنه الإبداع الجبراني هو التراث العربي الذي استمد منها ما هو صالح وقادر على التفاعل، جاعلاً منه خميرته الثقافية التي أنضجت موهبته الإبداعية بعد أن ألغى من هذا المخزون التراثي ما ليس جديراً بالتفاعل، والديمومة.


نزع جبران نحو التجديد والتغيير من غير أن يلغي أصالة النسب، فجاء نتاجه فتحاً عظيماً يؤسس لدراسة فكرية متجددة في مكنوناتها وعناصرها، قوامها الحضور الإنساني والتعبير عن حقيقة هذا الحضور بألفاظ لها دلالة ظاهرية، ودلالة باطنية هادفة. فأوجد تياراً فكرياً ريادياً، شق الطريق أمام شعراء الحداثة في الخمسين سنة المنصرمة، ولكنه لم يسلم من النقد والتقريع، شأن كل ريادي مبدع يخلق حركة أدبية تلقى في أي مجتمع الرفض أو القبول.


لقد كان جبران مدرسة قائمة بذاتها، لها مقومات الأصالة والحداثة، استطاعت تفعيل بذور الشك، والتساؤل بغية الحصول على المعرفة، وبالمعرفة يتحد الإنسان بذاته العليا، ويتلاقى مع كل المجنحين بروح الاستكشاف والاستشراف، فمنح عصر النهضة سمات التأصل والتحرر، وكان له شرف الارتباط بالتراث وديمومة الحركة في المستقبل.


شهدت الحداثة، بالإضافة إلى الرفض والقبول، خروجاً على مفهوم الحداثة، إذ قرن بعضهم ماهية الحداثة بالتخلي عن الموزون الشعري، واهتموا بالشكل أكثر من عنايتهم بالجوهر.


والبرهان على هذه الفرضية يلزمها استقراء كامل للشعر العربي الحديث، والحكم عليه بمعايير الحداثة الأصلية، هذه المعايير عينها تثبت ولادة حداثة مغايرة، لها هويتها المتميزة عن نظائرها.


عرف العصر الحديث يقظة فكرية قوامها رؤى إبداعية، وهدفها ترسيخ مفهوم جديد للحداثة، يبدأ من قراءة التراث وفرزه، ونقده، وتفعيل عناصره الحية، وذلك على مسرح اللحظة الحاضرة المؤسسة للمستقبل، ليكرس الحاضر نقطة مضيئة تصل بين ماضٍ مشع وآتي متجدد، وهذه اللحظة يخلقها الإبداع الفني، وما يلازمه من تفرد وفرادة الرواد والنخبة.


وإذا كانت الأخلاق الأدبية والروح النقدية تفرض الاعتراف بفضيلة الرواد النخبة، فإن الموضوعية النقدية وما يلازمها من نزاهة وتجرد تقتضي الكلام على النموذج الأصدق للحداثة العربية المعاصرة والتي مازالت في حركة استباق وإضافة في شعر أدونيس.


جاء الشعر مع أدونيس استشرافاً للمستقبل، وانغراساً في الأصالة، فكان بوح النفس البشرية عن رغبتها في الكشف والتخطي والتجاوز، وسؤالاً يحرض على هتك الحجاب الظاهري للغة، وإعادتها إلى عذريتها لتكون قادرة على التلقيح والإخصاب والتوليد. فتستعيد كمونها في التعبير عن التجربة الإنسانية ورسم، إسقاطاتها النفسية والفكرية، والاجتماعية المرتبطة بالحياة وتجددها فيتمخّض اللفظ عن صورة صادقة تعكس انفعالات النفس البشرية في أسمى حالات التجلي والكشف.


تجاوزت لغة أدونيس الشعرية الأنماط المألوفة واكتسبت طاقة تعبير وإيحاء، وصارت اللفظة عالماً يتموج بدلالات لا تنتهي، لأن اللغة الشعرية في رأيه "تكشف عن الإمكان أو الاحتمال، أي عن المستقبل (...) فاللغة الشعرية تحويل دائم للعالم، وتغيير دائم للواقع والإنسان(34)"، فهي تأشيرة إلى اختراق الحاضر، واستباق الحدث.


ربط أدونيس الإبداع بلغة قادرة على زعزعة الطمأنينة، في النص الأدبي، وإقلاق راحة السكون في الاستسلام للمعاني، وطرح التساؤل عن الروح المحتجبة وراء أسرار الحروف، فمنح نصه الشعري فضائية الرمز، وشرف الدلالة على تجربة الأنا الكونية الصادرة عن اللاوعي الإنساني القابض على أسرار معادلة التواجد:


إنه الريح لا ترجع القهقرى


والماء لا يعود إلى منبعه


يخلق نوعه بدءاً من نفسه


لا أسلاف له وفي خطواته جذوره(35)


إنه الإنسان الرافض الرجعة والتقليد.. إنه الحياة، والحياة لا تعيد ذاتها، ولا تبلغ المنتهى.


أتجه نحو البعيد، والبعيد يبقى. هكذا لا أصل


ولكنني أضيء... إنني بعيد والبعيد وطني(36)


هذا هو سر الإبداع الأدونيسي، هدفه اللامرئي واللا محدود. لا يعنيه الأصل إلا بقدر إضاءته، وتوحده مع البعيد الذي حمله، قضية وملجأً ووطناً. فلا انتماء إلا لذلك البعيد المستقبلي، لذلك يعلن نفسه ثورة، تفجّر قابلية الرغبة، وتفكك الشكل المرئي للعالم. إنها ثورة تهدم لتبني، وتمنح الوجود حضوراً أكثر إشراقاً.فأدونيس يضرب بعصا الإبداع التصلب في الواقع الاجتماعي والثقافي والأدبي، الرفض المحيي.


إنني اللغم والطعم. أقنع الأرض بحضوري


وأفتت العالم كي أمنحه الوجود ضارباً بعصاي الصخر


حيث ينبجس الرفض، وينسل جسد البسيطة معلنَّا


طوفان الرفض معلناً سفر تكوينه(37)


لم يتخل أدونيس عن مخزونه التراثي الثقافي، بل استثمر بذوره الحية، وخصبها في مختبر إبداعه. لأن التراث في نظره ليس شكلاً محدوداً مغلقاً، بل هو "حضورنا الإنساني هو المركز والنبع(38)"، وإذا فقدنا نقطة المركز أصيبت ذرات حضورنا الثقافي بالاضطراب والتشتت والضياع، وخسرنا إحداثيات وجودنا في المستوى الثقافي الكوني. فلا مستقبل إبداعي بعيداً عن التراث، ولا ابتكار إلا من ضمن التراث، "وإذا كان التغيير يفترض هدماً للبنية القديمة التقليدية فإن هذا الهدم لا يجوز أن يكون بآلة من خارج التراث العربي، إنما يجب أن يكون بآلة من داخله، إن هدم الأصل يجب أن يمارس بالأصل ذاته(39)".


يشكل الإبداع الأدونيسي نموذج فرادة، إنه النموذج الأمثل لحداثة مغايرة في عالمنا العربي. حداثة تتجاوز التعريف وتتخطى المعايير المألوفة، ولا تعرب إلا عن نفسها وبنفسها، إنها حداثة التجربة الإبداعية الطامحة إلى كشف الحجاب عن إنسانية الإنسان. وإلى البوح بأسرارها غير الملموسة.


أغنى أدونيس تجربته الإبداعية بتحرير لغته من رتابة الإقامة في زنزانة الإعادة والتكرار، ومن جمودية التقليد والتحنيط، وبث فيها روحاً جديدة، وألبسها جدّةً معنوية ولفظية لا تهرم. فالشاعر المجدد والجديد في رأي أدونيس: "ينتشل الكلمات من الغدير الذي غرقت فيه، ينسلها كلمة كلمة من نسيجها القديم، يخيطها كلمة كلمة في نسيج جديد، إذ يفعل ذلك يفرغها من شحنتها القديمة ومن دلالاتها وتداعياتها ويملؤها بشحنة جديدة، تصبح لغة ثانية لا عهد لنا بها(40)".


منح أدونيس شعره هيكلية نمطه الفكري الإبداعي، ورؤيته الحقيقية للكون وإنسانه، فكان شعره تعبيراً صادقاً عن جوهر الإنسان، وعن تطلعاته وأحلامه.


وقد استمد من التراث ما هو حي ومضيء، ثم فعّله في مختبر التواجد الإنساني مولداً أنماطاً متمايزة بجدتها وديمومتها واستمرارها في الآتي، فعبّر عن أناه الإنسانية الكبرى، وعن توحدها مع ذاتها الكونية في أسمى تجلياتها.


v. كلمة وسؤال


يذكرنا واقع الثقافة في المجتمع العربي بمشهدٍ تنزع فيه الروح إلى التحرر من جسد معذّب فانٍ، فإذا كانت الحداثة بمفهومها التراثي الروح المتجددة في كل زمانٍ ومكان فإن واقعنا الثقافي يشير إلى اهتراء وترهل تطمح معه الحداثة إلى التخلي عن فاعليتها في مجتمعٍ يجهل ذاته.


إن كلامنا على ما بعد الحداثة يدفع بي إلى التمحيص والتفكير بالأسباب الكامنة وراء هذه الطروحات. فيقلقني السؤال: هل شعر روادنا بأنهم بلغوا الدرجة العليا في إبداعاتهم ولا جديد مبتكر بعدهم؟


إذا كانت هذه هي الفرضية التي تبنى عليها نظريات الحداثة المعاصرة، فهي فرضية قابلة للنقض. لأن الحداثة تأسيس على أصل لتكون أصلاً لتأسيس جديد، وبالتالي تثبت هذه الحداثة على لسان بعض روادها بعجزها على أن تكون أصلاً إذا هي ليست بحداثة متأصلة.


إن الحداثة والأصالة وجهان لحقيقة واحدة هي الإبداع والإبداع حالة توهج إنساني لا يتلاشى بريقها لأنه توق النفس الخالدة إلى التعبير عن جوهرها وأصالتها، وهذا التوق تفعله الرغبة في الكشف والاتحاد بذات الشوق.


لا حداثة بلا أصالة ولا أصالة تكشف عن ذاتها إلا بفاعلية الحداثة الإبداعية. فالأصالة تخلص لروح التراث وفروعه الممتدة على الواقع الحاضر، لتؤصل ذاتها لتفريعٍ مستقبلي أكثر تلاؤماً من تطور الحياة.


إن الحداثة بمفهومها الجوهري تتأصل في المستقبل وتؤصل له برسالة إنسانية تدفع بالمدعين إلى الاتحاد بذواتهم الحية، فيأتي نتاجهم متجاوزاً خصوبة الحاضر إلى خصوبة مستقبلية أكثر نماء وحياة.


ولذلك كان امرؤ القيس وأبو نواس والمتنبي وجبران وأدونيس، رسل كلمة إبداعية نطقت بحاجات النفس البشرية وأفصحت عن قلقها، وطموحها وتطلعاتها، وستبقى الحياة الإنسانية في حركة دائمة، تتجه نحو تخصيب حداثة لا زمنية، متحررة من محدودية المكان، مجنحة في فضاءات البوح الإنساني اللامتناهية.


المراجع والمصادر


(1) الأدب المقارن، محمد غنيمي هلال، بيروت، دار العودة، ط6.


(2) إنجيل متى.


(3) تشريح النص، عبد الله محمد الغذامي، بيروت، دار الطليعة، ط1، 1987.


(4) الثابت والمتحول: صدمة الحداثة، أدونيس.


(5) الثابت والمتحول في تأصيل الأصول، أدونيس، بيروت، دار العودة.


(6) جبران أصالة وحداثة، مها خير بك ناصر، بيروت، المؤسسة الحديثة للكتاب، ط1، 2002.


(7) الحداثة في الشعر، يوسف الخال، بيروت، دار الطليعة، ط1، 1998.


(8) حديث الأربعاء، طه حسين، دار المعارف بمصر، 1964.


(9) ديوان أبي تمام.


(10) ديوان أبي نواس/ تحقيق أحمد عبد المجيد الغزالي، بيروت، دار الكتاب العربي.


(11) ديوان الشعر العربي، أدونيس، دار المدى للثقافة والنشر، 1986.


(12) ديوان المتنبي.


(13) الشعر والشعراء، ابن قتيبة، بيروت، دار الثقافة.


(14) الشفاء، ابن سينا، القاهرة، مطبعة مدكور، 1952.


(15) طبقات الشعراء، ابن سلاّم الجمحي.


(16) العمدة/ ابن رشيق، تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد، مطبعة السعادة بمصر، ط2، 1955.


(17) المجموعة الكاملة العربية لجبران خليل جبران.


(18) المجموعة الكاملة المعربة لجبران خليل جبران.


(19) المجموعة الكاملة لميخائيل نعيمة، بيروت، دار العلم للملايين، 1971.


(20) المقدمة لابن خلدون، بيروت، مكتبة المدرسة ودار الكتاب اللبناني، ط3، 1967.


________________________________________


(1) انظر قوله:


أصبني منك يا أملي بذنب *** تتيه على الذنوب به ذنوبي


ج


(2)وقوله:


ومازلت أستل روح الدن في لطف *** وأستقي دمه من جوف مجروح


حتى انثنيت ولي روحان في جسد *** والدن منطرح جسماً بلا روح


(3) الثابت والمتحول، تأصيل الأصول: أدونيس، دار العودة، ص 111.


(4) كقوله:


متخرسن دين النصارى دينه *** ذي قرطق لم يتصل ببنائق


(الديوان صفحة 220)


(5) الديوان: أدونيس، ج2، ص 19.


(6) ديوان الشعر العربي: أدونيس، ج2، ص21.


(7) العمدة: ابن رشيق، ج2، ص 244.


(8) ديوان المتنبي، شرح عبد الرحمن البرقوقي، دار الكتاب العربي، بيروت، لبنان، مج1 ج1، صفحة 252.


(9) المصدر نفسه، صفحة 47-48.


(10) المصدر نفسه، مج2، ج 4، صفحة 83-85.


(11) ديوان الشعر العربي: أدونيس، ج2، ص 29.


(12) يقول ابن سلام في كتابه طبقات فحول الشعراء، ص 5: "الشعر صناعة وثقافة عرفها أهل العلم كسائر أصناف العلم والصناعات منها ما تثقفه العين، ومنها ما تثقفه الأذن، ومنها ما تثقفه اليد، ومنها ما يثقفه اللسان".


(13) زمن الشعر: أدونيس، ص 159.


(14) الشعر والشعراء: ابن قتيبة، ج1، ص 11.


(15) تشريح النص: عبد الله محمد الغذّامي، ص 18.


(16) الشعر والشعراء: ابن قتيبة، ج2، ص 10.


(17) حديث الأربعاء: طه حسين، ج2، صفحة 252.


(18) المصدر نفسه.


(19) الحداثة في الشعر: يوسف الخال، دار الطليعة، بيروت، ط1، 1998.


(20) العمدة: ابن رشيق، ج1، ص 116.


(21) المجموعة الكاملة العربية: جبران، دار صادر، د.ت.، ص 56.


(22) المجموعة الكاملة المعربة: جبران، دار صادر، د. ت، صفحة 430-431.


(23) المجموعة الكاملة العربية: جبران، صفحة 299.


(24) انظر مؤلفنا، جبران أصالة وحداثة، المؤسسة الحديثة للكتاب، ط1، 2002، صفحة 49.


(25) المجموعة الكاملة العربية: جبران، صفحة 562.


(26) المرجع السابق، صفحة 424.


(27) المرجع السابق، صفحة 396.


(28) المرجع السابق، صفحة 588.


(29) المرجع السابق، صفحة 285.


(30) انجيل متى، الفصل التاسع، الآية 17.


(31) مؤلفنا، جبران، ص 246.


(32) تشريح النص: عبد الله محمد الغزالي، ص 11.


(33) الشعر العربي المعاصر: عز الدين إسماعيل، ص 175.


(34) صدمة الحداثة: أدونيس، الثابت والمتحول، ص 294.


(35) المجموعة الكاملة: أدونيس، ج1، ص 330.


(36) المصدر نفسه، ص 405.


(37) المجموعة الكاملة: أدونيس، ج1، ص 406.


(38) ومن الشعر: أدونيس، صفحة 228.


(39) الثابت والمتحول والأصول: أدونيس، صفحة 23.


(40) زمن الشعر: أدونيس، ص 163.


مجلة التراث العربي-مجلة فصلية تصدر عن اتحاد الكتاب العرب-دمشق العدد 96 - السنة الرابعة والعشرون - كانون الأول 2004 - شوال 1425


نزع جبران نحو التجديد والتغيير من غير أن يلغي أصالة النسب، فجاء نتاجه فتحاً عظيماً يؤسس لدراسة فكرية متجددة في مكنوناتها وعناصرها، قوامها الحضور الإنساني والتعبير عن حقيقة هذا الحضور بألفاظ لها دلالة ظاهرية، ودلالة باطنية هادفة. فأوجد تياراً فكرياً ريادياً، شق الطريق أمام شعراء الحداثة في الخمسين سنة المنصرمة، ولكنه لم يسلم من النقد والتقريع، شأن كل ريادي مبدع يخلق حركة أدبية تلقى في أي مجتمع الرفض أو القبول.


لقد كان جبران مدرسة قائمة بذاتها، لها مقومات الأصالة والحداثة، استطاعت تفعيل بذور الشك، والتساؤل بغية الحصول على المعرفة، وبالمعرفة يتحد الإنسان بذاته العليا، ويتلاقى مع كل المجنحين بروح الاستكشاف والاستشراف، فمنح عصر النهضة سمات التأصل والتحرر، وكان له شرف الارتباط بالتراث وديمومة الحركة في المستقبل.


شهدت الحداثة، بالإضافة إلى الرفض والقبول، خروجاً على مفهوم الحداثة، إذ قرن بعضهم ماهية الحداثة بالتخلي عن الموزون الشعري، واهتموا بالشكل أكثر من عنايتهم بالجوهر.


والبرهان على هذه الفرضية يلزمها استقراء كامل للشعر العربي الحديث، والحكم عليه بمعايير الحداثة الأصلية، هذه المعايير عينها تثبت ولادة حداثة مغايرة، لها هويتها المتميزة عن نظائرها.


عرف العصر الحديث يقظة فكرية قوامها رؤى إبداعية، وهدفها ترسيخ مفهوم جديد للحداثة، يبدأ من قراءة التراث وفرزه، ونقده، وتفعيل عناصره الحية، وذلك على مسرح اللحظة الحاضرة المؤسسة للمستقبل، ليكرس الحاضر نقطة مضيئة تصل بين ماضٍ مشع وآتي متجدد، وهذه اللحظة يخلقها الإبداع الفني، وما يلازمه من تفرد وفرادة الرواد والنخبة.


وإذا كانت الأخلاق الأدبية والروح النقدية تفرض الاعتراف بفضيلة الرواد النخبة، فإن الموضوعية النقدية وما يلازمها من نزاهة وتجرد تقتضي الكلام على النموذج الأصدق للحداثة العربية المعاصرة والتي مازالت في حركة استباق وإضافة في شعر أدونيس.


جاء الشعر مع أدونيس استشرافاً للمستقبل، وانغراساً في الأصالة، فكان بوح النفس البشرية عن رغبتها في الكشف والتخطي والتجاوز، وسؤالاً يحرض على هتك الحجاب الظاهري للغة، وإعادتها إلى عذريتها لتكون قادرة على التلقيح والإخصاب والتوليد. فتستعيد كمونها في التعبير عن التجربة الإنسانية ورسم، إسقاطاتها النفسية والفكرية، والاجتماعية المرتبطة بالحياة وتجددها فيتمخّض اللفظ عن صورة صادقة تعكس انفعالات النفس البشرية في أسمى حالات التجلي والكشف.


تجاوزت لغة أدونيس الشعرية الأنماط المألوفة واكتسبت طاقة تعبير وإيحاء، وصارت اللفظة عالماً يتموج بدلالات لا تنتهي، لأن اللغة الشعرية في رأيه "تكشف عن الإمكان أو الاحتمال، أي عن المستقبل (...) فاللغة الشعرية تحويل دائم للعالم، وتغيير دائم للواقع والإنسان(34)"، فهي تأشيرة إلى اختراق الحاضر، واستباق الحدث.


ربط أدونيس الإبداع بلغة قادرة على زعزعة الطمأنينة، في النص الأدبي، وإقلاق راحة السكون في الاستسلام للمعاني، وطرح التساؤل عن الروح المحتجبة وراء أسرار الحروف، فمنح نصه الشعري فضائية الرمز، وشرف الدلالة على تجربة الأنا الكونية الصادرة عن اللاوعي الإنساني القابض على أسرار معادلة التواجد:


إنه الريح لا ترجع القهقرى


والماء لا يعود إلى منبعه


يخلق نوعه بدءاً من نفسه


لا أسلاف له وفي خطواته جذوره(35)


إنه الإنسان الرافض الرجعة والتقليد.. إنه الحياة، والحياة لا تعيد ذاتها، ولا تبلغ المنتهى.


أتجه نحو البعيد، والبعيد يبقى. هكذا لا أصل


ولكنني أضيء... إنني بعيد والبعيد وطني(36)


هذا هو سر الإبداع الأدونيسي، هدفه اللامرئي واللا محدود. لا يعنيه الأصل إلا بقدر إضاءته، وتوحده مع البعيد الذي حمله، قضية وملجأً ووطناً. فلا انتماء إلا لذلك البعيد المستقبلي، لذلك يعلن نفسه ثورة، تفجّر قابلية الرغبة، وتفكك الشكل المرئي للعالم. إنها ثورة تهدم لتبني، وتمنح الوجود حضوراً أكثر إشراقاً.فأدونيس يضرب بعصا الإبداع التصلب في الواقع الاجتماعي والثقافي والأدبي، الرفض المحيي.


إنني اللغم والطعم. أقنع الأرض بحضوري


وأفتت العالم كي أمنحه الوجود ضارباً بعصاي الصخر


حيث ينبجس الرفض، وينسل جسد البسيطة معلنَّا


طوفان الرفض معلناً سفر تكوينه(37)


لم يتخل أدونيس عن مخزونه التراثي الثقافي، بل استثمر بذوره الحية، وخصبها في مختبر إبداعه. لأن التراث في نظره ليس شكلاً محدوداً مغلقاً، بل هو "حضورنا الإنساني هو المركز والنبع(38)"، وإذا فقدنا نقطة المركز أصيبت ذرات حضورنا الثقافي بالاضطراب والتشتت والضياع، وخسرنا إحداثيات وجودنا في المستوى الثقافي الكوني. فلا مستقبل إبداعي بعيداً عن التراث، ولا ابتكار إلا من ضمن التراث، "وإذا كان التغيير يفترض هدماً للبنية القديمة التقليدية فإن هذا الهدم لا يجوز أن يكون بآلة من خارج التراث العربي، إنما يجب أن يكون بآلة من داخله، إن هدم الأصل يجب أن يمارس بالأصل ذاته(39)".


يشكل الإبداع الأدونيسي نموذج فرادة، إنه النموذج الأمثل لحداثة مغايرة في عالمنا العربي. حداثة تتجاوز التعريف وتتخطى المعايير المألوفة، ولا تعرب إلا عن نفسها وبنفسها، إنها حداثة التجربة الإبداعية الطامحة إلى كشف الحجاب عن إنسانية الإنسان. وإلى البوح بأسرارها غير الملموسة.


أغنى أدونيس تجربته الإبداعية بتحرير لغته من رتابة الإقامة في زنزانة الإعادة والتكرار، ومن جمودية التقليد والتحنيط، وبث فيها روحاً جديدة، وألبسها جدّةً معنوية ولفظية لا تهرم. فالشاعر المجدد والجديد في رأي أدونيس: "ينتشل الكلمات من الغدير الذي غرقت فيه، ينسلها كلمة كلمة من نسيجها القديم، يخيطها كلمة كلمة في نسيج جديد، إذ يفعل ذلك يفرغها من شحنتها القديمة ومن دلالاتها وتداعياتها ويملؤها بشحنة جديدة، تصبح لغة ثانية لا عهد لنا بها(40)".


منح أدونيس شعره هيكلية نمطه الفكري الإبداعي، ورؤيته الحقيقية للكون وإنسانه، فكان شعره تعبيراً صادقاً عن جوهر الإنسان، وعن تطلعاته وأحلامه.


وقد استمد من التراث ما هو حي ومضيء، ثم فعّله في مختبر التواجد الإنساني مولداً أنماطاً متمايزة بجدتها وديمومتها واستمرارها في الآتي، فعبّر عن أناه الإنسانية الكبرى، وعن توحدها مع ذاتها الكونية في أسمى تجلياتها.


v. كلمة وسؤال


يذكرنا واقع الثقافة في المجتمع العربي بمشهدٍ تنزع فيه الروح إلى التحرر من جسد معذّب فانٍ، فإذا كانت الحداثة بمفهومها التراثي الروح المتجددة في كل زمانٍ ومكان فإن واقعنا الثقافي يشير إلى اهتراء وترهل تطمح معه الحداثة إلى التخلي عن فاعليتها في مجتمعٍ يجهل ذاته.


إن كلامنا على ما بعد الحداثة يدفع بي إلى التمحيص والتفكير بالأسباب الكامنة وراء هذه الطروحات. فيقلقني السؤال: هل شعر روادنا بأنهم بلغوا الدرجة العليا في إبداعاتهم ولا جديد مبتكر بعدهم؟


إذا كانت هذه هي الفرضية التي تبنى عليها نظريات الحداثة المعاصرة، فهي فرضية قابلة للنقض. لأن الحداثة تأسيس على أصل لتكون أصلاً لتأسيس جديد، وبالتالي تثبت هذه الحداثة على لسان بعض روادها بعجزها على أن تكون أصلاً إذا هي ليست بحداثة متأصلة.


إن الحداثة والأصالة وجهان لحقيقة واحدة هي الإبداع والإبداع حالة توهج إنساني لا يتلاشى بريقها لأنه توق النفس الخالدة إلى التعبير عن جوهرها وأصالتها، وهذا التوق تفعله الرغبة في الكشف والاتحاد بذات الشوق.


لا حداثة بلا أصالة ولا أصالة تكشف عن ذاتها إلا بفاعلية الحداثة الإبداعية. فالأصالة تخلص لروح التراث وفروعه الممتدة على الواقع الحاضر، لتؤصل ذاتها لتفريعٍ مستقبلي أكثر تلاؤماً من تطور الحياة.


إن الحداثة بمفهومها الجوهري تتأصل في المستقبل وتؤصل له برسالة إنسانية تدفع بالمدعين إلى الاتحاد بذواتهم الحية، فيأتي نتاجهم متجاوزاً خصوبة الحاضر إلى خصوبة مستقبلية أكثر نماء وحياة.


ولذلك كان امرؤ القيس وأبو نواس والمتنبي وجبران وأدونيس، رسل كلمة إبداعية نطقت بحاجات النفس البشرية وأفصحت عن قلقها، وطموحها وتطلعاتها، وستبقى الحياة الإنسانية في حركة دائمة، تتجه نحو تخصيب حداثة لا زمنية، متحررة من محدودية المكان، مجنحة في فضاءات البوح الإنساني اللامتناهية.


المراجع والمصادر


(1) الأدب المقارن، محمد غنيمي هلال، بيروت، دار العودة، ط6.


(2) إنجيل متى.


(3) تشريح النص، عبد الله محمد الغذامي، بيروت، دار الطليعة، ط1، 1987.


(4) الثابت والمتحول: صدمة الحداثة، أدونيس.


(5) الثابت والمتحول في تأصيل الأصول، أدونيس، بيروت، دار العودة.


(6) جبران أصالة وحداثة، مها خير بك ناصر، بيروت، المؤسسة الحديثة للكتاب، ط1، 2002.


(7) الحداثة في الشعر، يوسف الخال، بيروت، دار الطليعة، ط1، 1998.


(8) حديث الأربعاء، طه حسين، دار المعارف بمصر، 1964.


(9) ديوان أبي تمام.


(10) ديوان أبي نواس/ تحقيق أحمد عبد المجيد الغزالي، بيروت، دار الكتاب العربي.


(11) ديوان الشعر العربي، أدونيس، دار المدى للثقافة والنشر، 1986.


(12) ديوان المتنبي.


(13) الشعر والشعراء، ابن قتيبة، بيروت، دار الثقافة.


(14) الشفاء، ابن سينا، القاهرة، مطبعة مدكور، 1952.


(15) طبقات الشعراء، ابن سلاّم الجمحي.


(16) العمدة/ ابن رشيق، تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد، مطبعة السعادة بمصر، ط2، 1955.


(17) المجموعة الكاملة العربية لجبران خليل جبران.


(18) المجموعة الكاملة المعربة لجبران خليل جبران.


(19) المجموعة الكاملة لميخائيل نعيمة، بيروت، دار العلم للملايين، 1971.


(20) المقدمة لابن خلدون، بيروت، مكتبة المدرسة ودار الكتاب اللبناني، ط3، 1967.


________________________________________


(1) انظر قوله:


أصبني منك يا أملي بذنب *** تتيه على الذنوب به ذنوبي


ج


(2)وقوله:


ومازلت أستل روح الدن في لطف *** وأستقي دمه من جوف مجروح


حتى انثنيت ولي روحان في جسد *** والدن منطرح جسماً بلا روح


(3) الثابت والمتحول، تأصيل الأصول: أدونيس، دار العودة، ص 111.


(4) كقوله:


متخرسن دين النصارى دينه *** ذي قرطق لم يتصل ببنائق


(الديوان صفحة 220)


(5) الديوان: أدونيس، ج2، ص 19.


(6) ديوان الشعر العربي: أدونيس، ج2، ص21.


(7) العمدة: ابن رشيق، ج2، ص 244.


(8) ديوان المتنبي، شرح عبد الرحمن البرقوقي، دار الكتاب العربي، بيروت، لبنان، مج1 ج1، صفحة 252.


(9) المصدر نفسه، صفحة 47-48.


(10) المصدر نفسه، مج2، ج 4، صفحة 83-85.


(11) ديوان الشعر العربي: أدونيس، ج2، ص 29.


(12) يقول ابن سلام في كتابه طبقات فحول الشعراء، ص 5: "الشعر صناعة وثقافة عرفها أهل العلم كسائر أصناف العلم والصناعات منها ما تثقفه العين، ومنها ما تثقفه الأذن، ومنها ما تثقفه اليد، ومنها ما يثقفه اللسان".


(13) زمن الشعر: أدونيس، ص 159.


(14) الشعر والشعراء: ابن قتيبة، ج1، ص 11.


(15) تشريح النص: عبد الله محمد الغذّامي، ص 18.


(16) الشعر والشعراء: ابن قتيبة، ج2، ص 10.


(17) حديث الأربعاء: طه حسين، ج2، صفحة 252.


(18) المصدر نفسه.


(19) الحداثة في الشعر: يوسف الخال، دار الطليعة، بيروت، ط1، 1998.


(20) العمدة: ابن رشيق، ج1، ص 116.


(21) المجموعة الكاملة العربية: جبران، دار صادر، د.ت.، ص 56.


(22) المجموعة الكاملة المعربة: جبران، دار صادر، د. ت، صفحة 430-431.


(23) المجموعة الكاملة العربية: جبران، صفحة 299.


(24) انظر مؤلفنا، جبران أصالة وحداثة، المؤسسة الحديثة للكتاب، ط1، 2002، صفحة 49.


(25) المجموعة الكاملة العربية: جبران، صفحة 562.


(26) المرجع السابق، صفحة 424.


(27) المرجع السابق، صفحة 396.


(28) المرجع السابق، صفحة 588.


(29) المرجع السابق، صفحة 285.


(30) انجيل متى، الفصل التاسع، الآية 17.


(31) مؤلفنا، جبران، ص 246.


(32) تشريح النص: عبد الله محمد الغزالي، ص 11.


(33) الشعر العربي المعاصر: عز الدين إسماعيل، ص 175.


(34) صدمة الحداثة: أدونيس، الثابت والمتحول، ص 294.


(35) المجموعة الكاملة: أدونيس، ج1، ص 330.


(36) المصدر نفسه، ص 405.


(37) المجموعة الكاملة: أدونيس، ج1، ص 406.


(38) ومن الشعر: أدونيس، صفحة 228.


(39) الثابت والمتحول والأصول: أدونيس، صفحة 23.


(40) زمن الشعر: أدونيس، ص 163.


مجلة التراث العربي-مجلة فصلية تصدر عن اتحاد الكتاب العرب-دمشق العدد 96 - السنة الرابعة والعشرون - كانون الأول 2004 - شوال 1425













رد مع اقتباس