منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الاحتراق النفسي
عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-03-18, 23:12   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
الصقرالشمالي
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية الصقرالشمالي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الآثار المتربة عن الضغط النفسي

تسبب شدة الضغوط والتعرض المتكرر لها إلى ظهور كثير من التأثيرات السلبية على شخصية الفرد، فلا شك أن الفرد عندما يكون واقعا تحت الضغط يكون مختلف من الناحية الفسيولوجية والمعرفية والانفعالية والسلوكية عنه في الحالات العادية، فالشخص الواقع تحت الضغط يعاني كثيرا من الإختلالات والآثار السلبية في مختلف جوانب الشخصية.
* ومما لاشك فيه أن الأحداث والمواقف الضاغطة التي يتعرض لها الفرد يكون لها تأثيرات السلبية على الصحة النفسية والجسمية للفرد وعلى نم شخصيته إلا أن هذه التأثيرات والنتائج السلبية التي تنجم عن الضغوط تختلف من فرد لأخر باختلاف الأحداث الضاغطة وباختلاف الأفراد أنفسهم وباختلاف المجالات التي تظهر فيها.
* ولهذا اهتم الباحثون بدراسة التأثيرات السلبية الناجمة عن الضغوط وفيما يلي وصف لبعض الآثار السلبية الناجمة عن الضغوط النفسية:
1ـ الآثار المعرفية:
تؤثر الضغوط على البناء المعرفي، ومن ثم فإن العديد من الوظائف العقلية تصبح غير فعالة وتظهر هذه الآثار في الأعراض التالية:
* نقص الانتباه وصعوبة التركيز وضعف قوة الملاحظة.
* تدهور الذاكرة حيث تقل قدرة الفرد على الاستدعاء والتعرف وتزداد الخطاء.
* عدم القدرة على اتخاذ القرارات والنسيان.
* عدم القدرة على التنظيم المعرفي الصحيح للموقف.
* ضعف القدرة على حل المشكلات وصعوبة معالجة المعلومات.
* التعبيرات الذاتية السلبية التي يتبناها الفرد عن ذاته وعن الآخرين.
* اضطراب التفكير حيث يكون التفكير النمطي والجامد هو السائد لدى الفرد بدلا من التفكير الإبتكاري.
2ـ الآثار الإنفعالية:
وتظهر هذه الآثار في الأغراض التالية:
* سرعة الاستشارة والخوف.
* القلق والإحباط والغضب والهلع.
* ازدياد التوتر النفسي والفسيولوجي.
* زيادة الشعور بالعجز وانعدام الحيلة واليأس.
* سيطرة الأفكار الوساوسية والقهرية.
* زيادة الصراعات البين شخصية.
* عدم القدرة على التحكم في الانفعالات والسلوك.
* إنخفض توكيد الذات والشعور بعدم الاستحقاق والقيمة.
* انخفاض تقدير الذات وفقدان الثقة بالنفس.
* التردد وتوهم المرض.
* زيادة الاندفاعية والحساسية المفرطة.
كما أن الضغوط تؤثر في الحالة المزاجية للفرد، فالأحداث السارة تستدعي المزج الإيجابي الذي يعكس شعور الفرد بالمتعة والسعادة في حين لأن الأحداث المؤلمة تثير حالة المزاج السلبي التي تعكس حالة التعب.
3ـ الآثار الفسيولوجية:
كما أن الضغوط تؤثر سلبا على النوحي الفسيولوجية للفرد فالأحداث والظروف الضاغطة التي يتعرض لها الفرد تحدث تغيرات في وظائف الأعضاء وإفرازات الغدد وفي الجهاز العصبي وتتمثل هذه الآثار في الأعراض التالية:
* إفراز كمية كبيرة من الأدرينالين في الدم مما يؤدي إلى سرعة ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم والتنفس وزيادة تشتت السكر في الدم.
* زيادة عملية التمثيل الغذائي في الجسم مما يؤدي إلى الإنهاك.
* ارتفاع مستوى الكولسترول في الدم مما يؤدي إلى تصلب الشرايين.
* اضطرابات المعدة والأمعاء.
* الشعور بالغثيان والرعشة.
* جفاف الفم وأتساع حلقة العين وارتعاش الأطراف.
4ـ الآثار السلوكية:
وتظهر في الأعراض التالية:
* انخفاض الأداء والقيام باستجابات سلوكية غير مرغوبة.
* اضطرابات لغوية مثل التأتأة والتلعثم.
* انخفاض مستوى نشاط الفرد حيث يتوقف عن ممارسة هواياته.
* انخفاض إنتاجية الفرد.
* تزايد معدلات الغياب عن العمل أو المدرسة وعدم الرضا عنها.
* تعاطي العقاقير والمخدرات وتدخين السجائر.
* اضطرابات النوم وإهمال المظهر والصحة.
* عدم الثقة في الآخرين والتخلي عن الواجبات والمسؤوليات والإلقاء بها على عاتق الآخرين.
* الانسحاب عن الآخرين والميل إلى العزلة.
5ـ الآثار السيكوسوماتية:
يذكر كامل محمد عويضة أن الاضطرابات السيكوماتية هي اضطرابات تصيب أحد أجهزة الجسم نتيجة تراكم ضغوط نفسية حيث تترك تلف أو أثارا فسيولوجية كخلل في أحد الأعضاء، كما يشير إلى أهمية العلاج النفسي في الشفاء منها ومن بين هذه التأثيرات على العضوية نذكر ما يلي:
ارتفاع معدلات الهرمونات المفرزة التي صرح بها "سوبيراك" بأنها كانت في الماضي البعيد آلية دفاعية تتيح للإنسان الاستجابة الطبيعية للضغط النفسي سواء بالهروب أو بالمقاومة لكنها حادث اليوم عن سيرها وصارت الاستجابة النفسية فقدت طاقة الادخار مضر بالجسم.
وتعتبر القرحة من الاضطرابات السيكوسوماتية المرتبطة بالضغط النفسي وهي عبارة عن خدوش أو جروح تهتك جدار المعدة لدى بعض الأفراد، مما يؤدي إلى حدوث اضطرابات داخل المعدة تؤدي إلى سوء الهضم والحموضة الزائدة والحرقة ولقد أثبتت الدراسات النفسية والجسمية قام بها علماء متخصصين أن للانفعالات الشديدة أثار سيئة على الأعصاب المسؤولة على الجهاز العصبي، إذ أن الضغوط النفسية والقلق وعدم التنفيس الانفعالي تؤدي وزيادة إفراز حماض الهيدروكلوريك داخل المعدة ويصاب الفرد بالقرحة المعدية.
* أما الربو فيرى ريتشارد دسون "R. Dsson" بأنه مرض يتميز بالعجز عن التنفس وتراكما المصل في نسيج الشعب، وتصنف دنبار Denper الربو إلى ربو خارجي تعود أسبابه إلى عوامل خارجية مسببة للحساسية كالتراب أو حبوب اللقاح والطعام وشعر الحيوان.
وربو داخلي ترجع أسبابه إلى اضطرابات الجهاز الغدي أو خلل في عملية الأيض، ويمكن التعرف على الأسباب الانفعالية الكامنة وراء هذا الاضطراب من خلال نتائج التحليل النفسي الذي قام به فرنش "French" لمرضى بالغيث مصابين بالربو فوجد أن نوبة الربو تميل لأن تثار في المواقف التي تهدد المريض بالانفصال عن بديل الأم وكثيرا ما تحدث هذه النوبة حينما يتعرض المريض لغواية تهدد ارتباطه الوجداني ببديل أمه وفي مثل هذه المواقف تكون أزمة الربو بمثابة دموع مكبوتة. (كامل محمد عويضة، 1996، ص 144).
ومن بين التأثيرات السيكوسوماتية للضغط النفسي ند الأمراض الجلدية والتي تعبر عن توترات جهاز الغدد، وهذا ما يفسر لنا ميل الجلد إلى أن يكون مقرا لإفراغات نفسية عصبية في حالات التوتر النفسي والضغط النفسي إذ يؤثر هذه الأخير في الجلد بطريقة مباشرة مما يؤدي إلى اضطراب في إفرازات الغدد وخاصة الغدد العرقية فتزيد كميات العرق المفرزة في الجسم وتتفاعل مع الميكروبات الموجودة على سطح الجلد مما يؤثر في مناعته وتقبله للعدوى.
ومن الأمراض الجلدية نجد الحكاك العصبي وهو حكاك حاد نسبيا يصيب عادة النساء في سن متوسطة وغالبا ما يكون منشؤه الضغوط النفسية كما نجد التهاب الجلد العصبي ويظهر لدى الأشخاص الذين يحكون أكثر من غيرهم عند تعرضهم لأسباب كالقلق والانفعالات الحادة.
وقد لاحظ الأطباء أن حالات ارتفاع ضغط الدم ترجع إلى عوامل نفسية كالغضب الشديد وحالات القلق وإن استمرار هذه العوامل يؤدي بدوره إلى ارتفاع مستمر في ضغط الدم، مما يتعب الأوعية الدموية ويؤدي إلى نزيف في المخ ويصاحب عادة هذا الارتفاع اضطراب في نظم القلب .