إنالعلمانيين العرب أصحاب أمراض فكرية مستعصية وأصحاب أهواء لا تترك مكانا للمبادئ والقيم النبيلة أنه يرفض الشريعة لأنه لا يستطيع الامتناع عن تناول الويسكي أو إتخاذ عشيقة ، وخلاصة تأصيل هاته المدرسة عندهم أن الفكر الغربي المعاصر يمثل نهاية التاريخ وعلى الإسلام أن ينصهر فيه كلية ليبقى مقبولا، وهذا هو التجديد الذي بشّر به العلمانجيون العرب طول حياتهم و تروّجه العلمانية في بلادنا بتمرّدها على الدين والأخلاق والشعوب، وتصبح عدوانية ضد كل ذلك مقابل استسلامها تجاه الغرب، ولذلك فالعلماني العربي إنسان متغرب متخلف فَقَد اعتباره لذاته، يخجل من انتمائه ويزدري ذاته ولا يستطيع مواجهتها، يُعجَب بقاهره فتظهر حالات التزلف والانبطاح أمام المحتل والدكتاتور والظالم، يجرّ عُقَد النقص ويعجب بالمتسلط ويستسلم له في تبعية كلية عمياء، والطامة أنه لا يكتفي بذلك بل يريد تعميم هزيمته النفسية وتبعيته الفكرية على الأمة كلها، إنه إنسان مزيّف يتظاهر بأنه غربي متحضّر بينما يحمل عقلية عبد من العبيد، وخلافه ليس مع ما يسميه "الإسلام السياسي" بل هو مع الإسلام كما أنزله الله تعالى، لا يقبل الدين – إن قبله ظرفيا وتكتيكيا – إلا كبنية ثقافية لها مرتبة أي إنتاج بشري، لذلك يحب الفكر الإرجائي الذي يُخرج العمل من الإيمان. ......