منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - شبهات حــول الإســلام
عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-01-12, 21:59   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
أم سمية الأثرية
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أم سمية الأثرية
 

 

 
الأوسمة
وسام التقدير 
إحصائية العضو










افتراضي

الشبهة السابعة:
اعتراضهم على بقاء المرأة في البيت،
و منعها من الخروج إلى ميدان الرجل

.
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فهذه هي الحلقة السابعة من: (شبهات حول الإسلام) نتكلم فيها عن قولهم: (إن الإسلام منع المرأة من مشاركة الرجل في ميدان العمل)، وهذه من محاسن الإسلام وليس من مساوئه لو كانوا ينصفون، فعجيب أمر هؤلاء والله الذين يرون محاسن الإسلام من المساوئ، ويرون عفن الغرب من المحاسن، وهل هذا إلا لفساد فطرتهم، وانطماس بصيرتهم.
ونبين إن شاء الله أن هذا الذي شرعه الله هو الحق من قبل ومن بعد، وأن ما يدعون إليه هو الباطل، ويكفينا أن ربنا أمرنا بذلك فهذا وحده دليل على أنه الحق، وهذا غير ما اعترف به المنصفون من الغرب، ومن ذلك ما قالته إحدى الصحفيات الغربيات: (امنعوا الاختلاط، وقيدوا حرية الفتاة، بل ارجعوا إلى عصر الحجاب، فهذا خير لكم من إباحية وانطلاق ومجون أوروبا وأمريكا) أ.هـ وسيأتي كلامها إن شاء الله.
وتتكون هذه الحلقة من عدة مباحث:
المبحث الأول: أمر الله بمكوث المرأة في بيتها.
المبحث الثاني: شروط خروج المرأة من بيتها.
المبحث الثالث: شروط عمل المرأة خارج المنزل.
المبحث الرابع: حرص أعداء الإسلام على إخراج المرأة المسلمة من البيت.
المبحث الخامس: حقائق مخيفة عن خروج المرأة في الغرب.
المبحث السادس: أضرار مشاركة المرأة للرجل في ميدان عمله.

المبحث الأول: أمر الله بمكوث المرأة في بيتها:
1- الوظيفة الحقيقية للمرأة:
وظيفة المرأة الحقيقية هي القيام بمسئولية البيت من خدمة الزوج وتربية الأطفال وتهيئة الجو المناسب لجميع الأسرة، فقد خلق الله المرأة لهذه المهنة وزودها بكثير من الحنان والعطف والرحمة واللين بما يناسب وظيفتها، وخلق فيها مقومات هذه المهنة التي يعجز عنها مجموعة من الرجال، فهي تحمل الجنين وتلده وترضعه وترعاه وتقوم بحضانته وتربيته عدة سنوات، وترعى الزوج وتطبخ له الطعام وتغسل له الثياب وتعينه في إكرام الضيف وتدبر شؤون المنزل، وهي في الفراش زوجة يجد الزوج فيها السكنى، ويجد عندها المودة والرحمة كما قال تعالى: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) فمن قال بعد هذا كله إن المرأة معطلة ؟!.
2- قعودها في البيت كرامة لها بشهادة الأعداء:
1- قالت الراهبة "كارين أرمسترونغ": (حجز المسلمون نساءهم في البيوت ولم يخرجوهن إلى الشوارع تقديرا لهن ولأنهم يعتبرون زوجاتهم وأمهاتهم وبناتهم حرماً خاصاً وذاتاً مصونة وجواهر مقدسة يصونونهن ويحملون عنهن عبء الامتهان في الأسواق والطرق) أ.هـ
2- ويقول غورباتشوف عن "البيروسترويكا": (ولكن في غمرة مشكلاتنا اليومية الصعبة كدنا ننسى حقوق المرأة ومتطلباتها المتميزة المختلفة بدورها أماً وربة أسرة، كما كدنا ننسى وظيفتها التي لا بديل عنها مربية للأطفال) أ.هـ
ويتابع فيقول: (وقد تبين أن الكثير من المشكلات في سلوكية الفتيان والشباب، وفي قضايا خلقية واجتماعية وتربوية وحتى إنتاجية، إنما يتعلق بضعف الروابط الأسرية والتهاون بالواجبات العائلية).
3- نشرت فيه مجلة "ماري كير" الفرنسية نتيجة استفتاء للفتيات الفرنسيات شمل 2.5 مليون امرأة وكان عنوان هذا الاستفتاء "وداعا عصر الحرية وأهلا بعصر الحريم"، وكان الاستفتاء عن قبول الزواج من العرب ولزوم البيت فأجابت 90% من النساء بنعم، وأوضحن أن أسباب ذلك هو أن المرأة الغربية ملت المساواة الكاذبة، وملت الاستيقاظ عند الفجر للركض وراء القطار، وسئمت الحياة العائلية التي لا ترى فيها الأولاد إلا على مائدة الطعام، وضاقت ذرعاً بالحياة الزوجية التي لا ترى الزوج إلا عند النوم.
4- وقد شهدت كاتبة أمريكية وهي واحدة ممن نصبوا أنفسهم للدفاع عن المرأة واسمها (فيليس ماكجنلي)، فقد قالت في مقال لها بعنوان: "البيت مملكة المرأة بدون منازع": (وهل نعد نحن النساء بعد أن نلنا حريتنا أخيراً، خائنات لجنسنا إذا ارتددنا لدورنا القديم في البيوت).
وتجيب على هذا السؤال بقولها: (إن لي آراء حاسمة في هذه النقطة، فإنني أصر على أن للنساء أكثر من حق في البقاء كربات بيوت، وإنني أقدر مهنتنا، وأهميتها في الحقل البشري، إلى حد أدنى أراها كافية لأن تملأ الحياة والقلب).
هذا تقرير امرأة غربية مثقفة، لكنها لم تجهل دور المرأة الحقيقي، لقد عرفت منزلة المرأة في بيتها أحسن من كثير من الأبـواق اليوم الذين ينادون بخروج المرأة من بيتها.
5- يقول الإنجليزي "صامويل سمايلس" وهو من أركان النهضة عند الإنجليز: (إن النظام الذي يقضي بتشغيل المرأة في المعامل مهما نشأ عنه من الثروة للبلاد فإن نتيجته كانت هادمة لبناء الحياة المنزلية، لأنه هاجم هيكل المنزل، وقوض أركان الأسرة، ومزق الروابط الاجتماعية، فإنه بسلبه الزوجة من زوجها والأولاد من أقاربهم صار بنوع خاص لا نتيجة له إلا تسفيل أخلاق المرأة، إذ وظيفة المرأة الحقيقية هي القيام بالواجبات المنزلية مثل ترتيب مسكنها وتبرية أولادها والاقتصاد في وسائل معيشتها، مع القيام بالاحتياجات البيتية، ولكن المعامل تسلخها من كل هذه الواجبات بحيث أصبحت المنازل غير منازل، وأضحت الأولاد تشب على عدم التربية وتلقى في زوايا الإهمال، وطفأت المحبة الزوجية، وخرجت المرأة عن كونها الزوجة الظريفة القرينة المحبة للرجل، وصارت زميلته في العمل والمشاق).
6- وهذه الصحفية الأمريكية "هيلسيان ستاسنبري" بعد أن قضت في إحدى العواصم العربية عدداً من الأسابيع عادت إلى بلادها، ولم يكن ذلك ليمنعها من أن تدلي بشهادتها حيث تقول:
(إن المجتمع العربي كامل وسليم، ومن الخليق بهذا المجتمع أن يتمسك بتقاليده التي تُقيّد الفتاة والشاب في حدود المعقول، وهذا المجتمع يختلف عن المجتمع الأوربي والأمريكي، فعندكم أخلاق موروثة تحتِّم تقييدَ المرأة، وتحتم احترام الأب والأم، وتحتم أكثر من ذلك عدم الإباحية الغربية، التي تهدم اليوم المجتمع والأسرة في أوروبا وأمريكا, امنعوا الاختلاط، وقيّدوا حرية الفتاة، بل ارجعوا إلى عصر الحجاب، فهذا خير لكم من إباحية وانطلاق ومجون أوروبا وأمريكا) أ.هـ
7- وقال الفيلسوف الألماني شوبنهور في بدايات القرن العشرين الميلادي: (اتركوا للمرأة حريتها المطلقة كاملة دون رقيب، ثم قابلوني بعد عام لتروا النتيجة، و لا تنسوا أنكم سترثون معي للفضيلة والعفة والأدب، وإذا متّ فقولوا: أخطأ أو أصاب كبد الحقيقة).
3- دعاة تحرير المرأة يعنون تحريرها من الدين:
وقد نشرت مجلات تركية مؤخراً صوراً لاحتفالات تركيا بذكرى مصطفى كمال أتاتورك - وهو من سقطت الخلافة العثمانية على يديه - نشرت صوراً لفتيات المدارس الصغيرات وهن يطفن المدن وإحداهن مسلسلة بالقيد والحديد وعليها الحجاب ثم يتقدم منها أحد الفتيان فينـزع عنها حجابها ويفك عنها أسرها ويصفق الجميع.
وسيأتي معنا تصريح لأحد محرري الصحف أنه يطالب بتحرر المرأة من الدين والأخلاق.
ويقول آخر: (لا تستقيم حالة الشرق الإسلامي لنا – أي: لا يسيرون على الطريق الذي نريده - حتى يُرفع الحجاب عن وجه المرأة ويغطى به القرآن)، أي: تخرج المرأة من العزلة ويكون القرآن هو المعزول.
ويقول آخر: (لا بد أنْ نجعل المرأة رسولاً لمبادئنا ونخلصها من قيود الدين).
ويقول محمد طلعت حرب باشا في كتاب له بعنوان "المرأة والحجاب": (إن رفع الحجاب والاختلاط كلاهما أمنية تتمناها أوربا من قديم الزمان لغاية في النفس يدركها كل من وقف على مقاصد أوروبا بالعالم الإسلامي).
المبحث الثاني: شروط خروج المرأة من بيتها:
الأول: الخروج لحاجة ماسة، والثاني: أن لا تخرج إلا بإذن زوجها.
الثالث: أن تخرج بالحجاب الشرعي، وعندما نقول الحجاب الشرعي فنعني به الحجاب التي توفرت فيه جميع الشروط وهي ثمانية شروط وهي: أن يستر جميع البدن بدون استثناء، أن يكون فضفاضاً غير ضيق، وأن يكون كثيفاً غير شفاف، وأن لا يكون مبخراً ولا معطراً، وأن لا يكون مزيناً في نفسه، وأن لا يكون فيه تشبه بالرجال، وأن لا يكون فيه تشبه بالنساء الكافرات، وأن لا يكون ثوب شهرة.
الرابع: أن تسير في جوانب الطريق فلا تزاحم الرجال، فقد روى أبو داود والبيهقي في "شعب الإيمان" وغيرهما أبي أسيد الأنصاري عن أبيه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو خارج من المسجد، فاختلط الرجال مع النساء في الطريق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للنساء: (استأخرن، فإنه ليس لكن أن تحققن الطريق، عليكن بحافات الطريق)، فكانت المرأة تلتصق بالجدار حتى إن ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها به".
وفي سنده مقال لكن تقويه طرق أخرى، وقد قال الألباني في "الصحيحة" برقم: (856): (وبالجملة فالحديث حسن بمجموع الطريقين والله أعلم).
وإذا كان الخروج إلى سفر فلابد لها من محرم، فقد رويت في ذلك أحاديث كثيرة منها:
1- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرة يوم وليلة إلا مع ذي محرم) رواه الشيخان عن أبي هريرة.
2- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر سفراً يكون ثلاثة أيام فصاعداً إلا ومعها أبوها أو ابنها أو زوجها أو أخوها أو ذو محرم منها) رواه مسلم في "صحيحه" عن أبى سعيد الخدري رضي الله عنه.
3- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرة ثلاث إلا ومعها ذو محرم) رواه مسلم في "صحيحه" عن ابن عمر.
المبحث الثالث: شروط عمل المرأة خارج المنزل:
1- شروط خروج المرأة:
ذكرنا فيما تقدم أن وظيفة المرأة الأولى هي القيام بمسئولية البيت وأنها تقدم للمجتمع في بيتها ما لا يقدر عليه كثير من الرجال وهذا هو الأصل، وخروج المرأة إنما هو للضرورة الطارئة، وعلى هذا فالإسلام لا يمنع المرأة أن تعمل على الإطلاق، فقد تكون هناك ظروف خاصة تجبر المرأة على الخروج من منـزلها لتعمل، فإذا اضطرت المرأة للخروج جاز لها ذلك بشروط:
الأول: مسيس الحاجة للخروج إلى العمل، ويدل على هذا قوله تعالى: (قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير).
قال ابن كثير في "تفسيره": ("وأبونا شيخ كبير" أي: فهذا الحال الملجئ لنا إلى ما ترى) أ.هـ
قلت: فهذا الخروج له سبب وهو أن الأب شيخ كبير في السن، فخروج المرأتين إذاً لم يكن للمزاحمة على الماء، ولكن دفعتهن الضرورة إلى ذلك ولولاها لما خرجوا، ثم إنهما انتظرتا إلى أن يسقي الرعاة وبقيتا محتجبتين بعيداً، فجاء موسى عليه السلام بعد ذلك ليقوم بهذه المهمة التي هي في الأصل للرجل.
وفي هذه الآية إشارة إلى أن المرأة إذا خرجت ثم وجدت من يكفيها الخروج من المنزل فإنها ترجع إلى الاستقرار، وعلى ولي المرأة أن يستعمل كل وسيلة لمنع المرأة من الخروج، ولذلك قالت المرأة: (يا أبت استأجره) أي: ليكفيها الخروج من المنزل.
فإذا كانت هناك وظائف تقوم بها المرأة وهي في بيتها فهذا حسن كأن تكون مرضعة أو تخيط الثياب أو تطبخ الطعام وترسل ولدها الصغير لتبيع ما تطبخه ونحو ذلك.
الثاني: أن يكون العمل مباحاً في نفسه، لعمومات النصوص التي تشمل الرجال والنساء.
الثالث: أن يكون سالماً من الاختلاط بالرجال أو الخلوة بهم، والأدلة التي تمنع من اختلاط الرجال بالنساء ولكن المقام لا يسمح أن نذكرها كاملة فنذكر منها دليلين:
1- منها قوله تعالى: (وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب): وهذا خطاب لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمراد أنهم إذا خاطبوا زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم وغيرهن من النساء لحاجة، فعليهم أن يسألوهن بغير مقابلة ولا تواجه في الوجوه، لأن هذا يؤدي إلى مفاسد عظيمة كما قال تعالى: (ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن).
وهذا في حق أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مع زوجاته وغيرهن من المؤمنات، وإذا تصورنا المسألة فنقول: إن مثل عمر - الذي إذا سلك فجاً سلك الشيطان فجاً آخر - إذا أراد أن يخاطب عائشة أم المؤمنين لأمر طارئ وعاجل فعليه أن يخاطبها من وراء حجاب ويسألها من وراء الباب، وإذا كان هذا في حق أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف بنا نحن الضعفاء ؟!
2- قد فصل الشرع بين الرجال والنساء في أشرف بقعة وهي المساجد، وأطهر وضع وهو الصلاة، فإذا صلت النساء مع الرجال في المسجد فعليهن أن يتأدبن بالأدب الإسلامي العظيم فتدخل من باب النساء الخاص بهن ولا تزاحم الرجال من أبوابهم الخاصة بهم، وتصف في صف النساء الخاص بهن، وكلما كان الصف أبعد من الرجال كان أفضل وأعظم في الأجر، لأن خير صفوف النساء آخرها وشرها أولها، وإذا حدث للإمام شيء وتنبهت له المرأة دون الرجال فعليها أن تصفق دون أن تنطق بكلمة واحدة، وإذا انتهت الصلاة فلا ينبغي للرجال أن يلتفتوا حتى تنتهي النساء من صلاتهن، ومع هذا التحرز البالغ فإن الشرع يقول لها إن صلاتها في بيتها أفضل لها من صلاتها في المسجد ولو كانت الصلاة في المساجد التي أجورها مضاعفة.
ويلاحظ القارئ أنه ليس هناك مواجهة في الوجوه بين الرجال والنساء في مثل هذه الأوضاع إلا على سبيل النادر والصادر عن الخطأ.
ومن نظر إلى الكليات والمدارس في الآونة الأخيرة، يرى نقيض هذا الوضع تماماً، فالفتيات في كامل زينتهن وقمة المراهقة، ويتحدثن مع الشباب ويضحكن ويخلو الشباب بهن ويراسلونهن ويتم تبادل الأفلام والكليبات الخليعة بينهم، وهل حصلت مثل هذه الأوضاع إلا لأن الباب انفتح على مصراعيه فتطور الشر حتى أصبحنا نسمع عن أطفال غير شرعيين يرمون في القمامة، وعن زواج الصداقة، وهذا النوع ليس له من الزواج إلا الجماع الذي يكون بين الرجل والمرأة، وهو ما يسمى بالاتصال الجنسي فقط، دون قضية النفقة والقوامة والتربية والتوجيه وغيرها.
والعجيب أن هناك من أصحاب الفقه العجيب من يقيس الانحراف على الاستقامة، ويلحق الخطأ بالصواب كالشاعر الحداثي اليمني عبد العزيز المقالح الذي أجاز الاختلاط في جامعة صنعاء – وهو من أسوأ أنواع الاختلاط وأقدمه – أجازه واستدل بأن النساء كن يصلين في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الرجال !!
سارت مشرقة وسرت مغرباً شتان بين مشرق ومغرب
والأدلة على منع الاختلاط والرد على مثل هذا القول كثيرة في هذا الباب لكن في هذين الدليلين كفاية وعبرة لأهل الإنصاف.

2- وجود الفارق بين الرجل والمرأة:
يقول البروفسور "ستيفن جولد بيرج" قد كتب يقول محذراً: (الرجال ليسوا أفضل من النساء، ولكنهم مختلفون، إن المخ لدى الرجل يعمل بطريقة مختلفة عن مخ المرأة، وإن الرجال والنساء من ذوي المستوى الذكاء المتساوي يميل الرجال إلى تسجيل درجات أعلى في حل المشكلات المنطقية والتحليلية بينما يكون أداء النساء أعلى في المهارات الشفهية).
ويضيف قائلاً: (بأن النساء لديهن وعي عاطفي أعظم حتى قبل أن يكون لهن أولاد وإن البنات الصغيرات في الشائع أكثر وعياً وحساسية لمزاج الوالدين من الأولاد الصغار).
ويرى كارليل في كتابه: "الإنسان ذلك المجهول": (بأن الاختلافات الموجودة بين الرجل والمرأة لا تأتي من الاختلاف الخاص بالأعضاء التناسلية ووجود الرحم والحمل أو من نوع التعليم، إن هذه الاختلافات ذات طبيعية جوهرية، إنها تأتي من الاختلاف الأساسي في الخلايا ومن تلقيح الجسم كله بالمواد الكيميائية التي تفرزها المبايض.
ولقد أدى الجهل بهذه الحقائق لدى دعاة "الأنثوية" إلى المطالبة بنوع واحد من التعليم لكلا الجنسين وكذلك المطالبة بقوة واحدة ومسؤوليات متساوية، وفي الحقيقية تختلف النساء بعمق عن الرجال، فكل خلية من جسمها تحمل علامة على جنسها) أ.هـ
بل يتفق الجميع من العلماء والأطباء أن هذه الفروق بين الرجل والمرأة هي منذ بداية طفولتهما إلى نهاية أعمارهما، بل إن هذه الفروق تشمل كذلك أيضاً الفروق في التفكير والغايات والوسائل التي يتوصلون بها إليها.
فهناك اختلاف شاسع في سلوك الطفل الذكر عن سلوك الطفلة ولو كانا توأمين، فالصَّبي عادةً أكثر عُنفاً ونشاطاً وإدراكاً من أخته، ولذلك تشكو الأم في العادة من نَشاط أولادها الزائد وما يُسبِّبونه لها من متاعب كتحطيمٍ الأثاث في المنزل، بينما البنات في العادة هادئاتٌ، وتميل الصَّغيرات إلى اللعب بالعرائس وإلى تسريحها والعناية بها، ويقومن بتمثيل دور الأم في البيت وكيف تصنع الطعام وترتب الدار، مع ما يلاحظ عليها من كثرة وقوفها أما المرآة وكيف تتصرف وتتحرك كفتاة شابة من حيث التدلل والتكسر، والاهتمام بالثياب الجميلة، ولذلك كثيراً ما نرى ونسمع من الفتاة الصغيرة توجيه الأنظار إليها لنرى ثوبها الجميل وتسريحة شعرها.
هذا كله يبين لنا أن الفوارق بين الرجل والمرأة كثيرة حتى من بداية نشأتهما، مما يدل على أن هذا شيء جبل الله عليه الجنسين لا يد لهما فيه.
وتستمر الفروق بينهما وتنمو يوماً بعد يوم حتى تبلغ أعظم الاختلاف عند البلوغ عندما تستيقظ الغُدد التناسلية فترسل هرمونات الذكورة إلى الصبي ليُصبح رجلاً فينمو شعر لحيته وشاربه وغير ذلك، ويصبح صوته غليظاً، وتنمو عضلاته وعظامه وتقوى ثم يتمدد جسمه، فيكون عريض المنكبين قوي الساعدين مفتول الذراعين.
أما الفتاة فتنهمر عليها هرمونات الأنوثة فتنمو أثداؤها وأجهزتها التناسلية وتبدأ الحيض، ويحصل تغير في جسمها بحيث يخفي أي نتوءٍ أو حفرة تنفر منها الأعين، وينعم صوتها ويصير رخيماً ليس هذا فحسب, ولكن الهرمونات تؤثر في السلوك كما تؤثر في القوام والمشية فتجعل الفتى مقداماً محباً للمغامرة وتجعل الفتاة شديدة الخفر والحياء ميالة إلى الدَّلال والتغنج.
تصاب المرأة كل شهر بالعادة الشهرية وهي الحيض، وهذه العادة لها أثر كبير على المرأة من حيث سلوكها.
المرأة في فترة الحيض: ويمكن ذكر بعض هذه الآثار التي ذكرها بعض الأطباء:
1- تصاب أكثر النساء بآلام وأوجاع في أسفل الظهر وأسفل البطن، وتكون آلام بعض النساء فوق الاحتمال مما يستدعي استدعاء الطبيب واستعمال الأدوية المسكنة للألم.
2- تصاب كثير من النساء بحالة من الكآبة والضيق أثناء الحيض وخاصة عند بدايته، وتكون المرأة عادة متقلبة المزاج سريعة الاهتياج قليلة التحمل، كما أن حالتها العقلية والفكرية تكون في أدنى مستوى لها.
3- تصاب بعض النساء بالصداع النصفي وهو ما يسمى بـ(الشقيقة) وذلك قرب بداية الحيض، وتكون الآلام مبرحة وتصحبها زغللة في الرؤية وقيء.
4- تقل الرغبة الجنسية لدى المرأة وخاصة عند بداية الحيض، وتميل كثير من النساء في فترة الحيض إلى العزلة والسكينة. وهذا أمر طبيعي وفسيولوجي؛إذ أن فترة الحيض هي فترة نزيف دموي من قعر الرحم، وتكون الأجهزة التناسلية بأكملها في شبه حالة مرضية.
5- فقر الدم (الأنيميا) الذي ينتج عن النزيف الشهري إذ تفقد المرأة كمية من الدم في أثناء حيضها، وتختلف الكمية من امرأة إلى أخري وقد قيست كمية الدم أثناء الحيض وزناً وحجماً فوجد ما بين أوقيتين (60 ميليليتر) وثمان أوقيات (مائتين وأربعين ميليلتر).
6- تنخفض درجة حرارة المرأة أثناء الحيض بدرجة مئوية كاملة، وذلك لأن العمليات الحيوية التي لا تكفي في جسم الكائن الحي تكون في أدنى مستوياتها أثناء الحيض، وتسمي هذه العمليات بالأيض أو الاستقلاب ويقل إنتاج الطاقة كما تقل عمليات التمثيل الغذائي، وتقل كمية استقلاب المواد النشوية والدهون والبروتين.
7) تصاب الغدد الصماء بالتغير أثناء الحيض فتقل إفرازاتها الحيوية الهامة للجسم إلى أدنى مستوى لها أثناء الحيض.
8- نتيجة للعوامل السابقة تنخفض درجة حرارة الجسم ويبطئ النبض وينخفض ضغط الدم وتصاب كثير من النساء بالشعور بالدوخة والكسل والفتور أثناء فترة الحيض.
وتأمل كيف رحم الله هذه المرأة الضعيفة ولاسيما في هذه الفترة، فخفف عنها واجباتها أثناء الحيض فأعفاها من الصلاة وأعفاها من الصوم وطالبها بقضاء فقط، ومنع الزوجين من الجماع، وأخبر الزوجين بأن الحيض أذى وطلب منهما أن يعتزل كل منهما الآخر في الحيض قال تعالى: (ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين).
وبعد هذا كله يقول الطبيب (ريبريت): (لا تستطيع قوى المرأة أن تتحمل من مشقة الجهد البدني والعقلي ما تتحمله في عامة الأحوال، وإن عوارض الحامل لو عرضت لرجل، أو امرأة غير حامل لحكم عليه أو عليها بالمرض بدون شك، ففي هذه المدة يبقى مجموعها العصبي مختلاً على أشهر متعددة، ويضطرب فيها الاتزان الذهني، وتعود جميع عناصرها الروحية في حالة فوضى دائمة) أ.هـ
المرأة في فترة الحمل:
1- أما الحمل فله شأن آخر: فإن المرأة تمر بما يسمى فترة الوحام فينقلب كيان المرأة أثناء الحمل ويبدأ الغثيان والقيء، وكثيراً ما يكون ذلك شديداً وخاصة في الأشهر الأولى من الحمل, وتعطي الأم جنينها كل ما يحتاج إليه من مواد غذائية مهضومة جاهزة حتى ولو كانت هي في أشد الحاجة إليها، بل إن الأمر أبعد من ذلك فإن الجنين يحصل على حاجاته من دم الأم ولو اضطرت الأم المسكينة أن تعطيه ما يحتاج إليه من عظامها، حتى لتصاب بلين العظام وتسوس الأسنان من جراء سحب الجنين للكالسيوم وفيتامين (د) من دم الأم وعظامها.
كما أن معظم الأمهات يصبن بفقر الدم أثناء الحمل وخاصة في النصف الثاني من مدة الحمل، وذلك لانتقال المواد الهامة لصنع الدم من الأم إلى الجنين وسحبها من أماكن خزنها في جسم الأم، وفقر الدم (الانيميا) ينهك الأم وإذا زادت درجته فإنه يؤدي إلى هبوط القلب.
ليس هذا فحسب ولكن الجنين يسحب كل ما يحتاج إليه من مواد لبناء جسمه ونموه حتى ولو ترك الأم شبحا هزيلاً، يعاني من لين العظام ونقص الفيتامينات وفقر الدم، وهي تفعل ذلك راضية مختارة، كما تقوم الأم بأخذ جميع المواد السامة التي يفرزها جسم الجنين وتطردها بدلا عنه.
ولا تكتفي الأم بكل هذا بل تعطي جنينها مواد المناعة ضد الأمراض وتمنع عنه المشيمة كل ما يضره من مواد موجودة في دم الأم ولا تسمح لها بالمرور إلى الجنين كما أنها تصد عنه دخول الميكروبات إلا فيما ندر.
وفي الحمل يتحمل القلب أضعاف ما يتحمله قبيل الحمل، فإن عليه أن يقوم بدورتين دمويتين كاملتين، دورة للأم ودورة للجنين ويتحمل تبعات هاتين الدورتين، وتزداد كمية الدم التي يضخها قلب الأم إلى ما يزيد عن ضعفي ما يضخه يومياً (يضخ القلب قبل الحمل حوالي 6500 لتر يومياً أما في أثناء الحمل وخاصة قرب نهايته فتصل الكمية التي يضخها القلب إلى 15,000 لتر يومياً).
وتزداد سرعة القلب ونبضاته ويكبر حجمه قليلاً وبامتلاء البطن ونمو الجنين يضغط الحجاب الحاجز على القلب والرئتين فيصبح التنفس أكثر صعوبة وتشكو الحامل من ضيق التنفس والنهجان وخاصة عندما تستلقي على ظهرها.
ويضغط الرحم على الأوردة العائدة من الساقين فتمتلئ الساقان بالدماء وتنتفخ مسببة دوالي الساقين، كما تتورم القدمان قليلا في أواخر الحمل، ويصاب الجهاز الهضمي من أول الحمل فيكثر القيء والغثيان وتقل الشهية, ثم بعد ذلك تزداد الحرقة واللذع والتهابات المعدة، كما تصاب الحامل في العادة بالإمساك وتضطرب الغدد الصماء في وظائفها، وتصاب بعض النساء بتورم الغدد الدرقية أثناء الحمل نتيجة نقص اليود.
وهذا غير الرضاعة وأشياء أخرى، وهذا كله مما يؤيد القول بأن بقاء المرأة في بيتها أرحم لها من خروجها وممارستها للأعمال الشاقة، لأن إبقاءها في البيت بمنزلة إعفاءها من كثير من الواجبات، وإن من ينادي بخروجها من البيت ومشاركتها للعمل مع الرجل فإنه يطلب منها ما لا تستطيع، ويكلفها ما لا تقدر عليه من التكاليف فهل هذا من الرحمة بالمرأة ؟!!
المبحث الرابع: حرص أعداء الإسلام على إخراج المرأة المسلمة من البيت:
1- دعاة تحرير المرأة هم أعداؤها الحقيقيون:
هؤلاء الذين ينادون بتحرير المرأة هم أعداؤها الحقيقيون، وهم على قسمين أحدهما: من يخفي أهدافه الخبيثة تحت شعارات التقدم والحرية، والثاني: ومن يكشف أهدافه دون حياء ولا مراعاة للتدين الذي لا زال في نفوس المسلمين، ومنهم محرر "جريدة النهار اللبنانية" الذي كتب مقالاً تحت عنوان: (امرأة بلادي والعشق والجنس) قال فيه: (لنتحدث عن حرية المرأة، دعوني أعترف لكم فوراً إن حرية المرأة ليس لها غير معنى واحد إنه المعنى الجنسي، والمرأة في نظري هي مصعب الأشواق والشهوات، هي مخلوقة غرامية لا معنى لها خارج الوجد والعشق والجنس.
ما هي حرية المرأة ؟! حريتها الحقيقية هي حرية العلاقة الجنسية مع الجنس الآخر أو حتى مع بنات جنسها أو مع الجنسين معاً.
والرجل ما هو دوره ؟ عليه أن يحرض المرأة على الحرية.
إنني أطلب لامرأة بلادي الحق بأن تصادق رجلاً فجأة فإذا اشتهته حققت شهوتها، إنني أطلب لامرأة بلادي كسر طوق الاضطهاد العائلي والديني والأخلاقي، وحريتها في أن تكون حرة بلا حدود، حرة في اقامة علاقة جنسية قبل الزواج، حرة في تغيير حبيـبها متى ضجرت منه، حرة في التصرف بجسدها دون قيد ولا شرط) أ.هـ
أقول: إذن هذه هي الحرية التي يرجوها دعاة تحرير المرأة للمرأة، ولقد حصلت المرأة في الغرب على حريتها الجنسية المزعومة فماذا كانت النتيجة ؟! دمار المجتمعات وسقوط الأخلاق وضياع القيم وانهدام الأسر، 48 بالمائة من فتيات المدارس حاملات من الزنا، ومليون حالة إجهاض سنوياً !! ومليون طفل من السفاح في كل عام !! كل هذا رغم انتشار وسائل منع الحمل، وتلقين هذه الوسائل في الجامعات والمدارس من الثانوية إلى الابتدائية، وهذا غير حالات الطلاق فهناك مليون حالة طلاق في كل عام في الولايات المتحدة الأمريكية فقط أغلبه من بعد ضياع الأسرة !!
2- حرص أعداء الإسلام إلى إخراج المرأة المسلمة من البيت:
تقول الصليبية "آنا مليجان": (ليس هناك لهدم الإسلام أقصر مسافة من خروج المرأة المسلمة سافرة متبرجة).
ويقول صاحب كتاب "تربية المرأة والحجاب": (إنه لم يبق حائل يحول دون هدم المجتمع الإسلامي في المشرق - لا في مصر وحدها - إلا أن يطرأ على المرأة المسلمة التحويل).
ويقول د.مدرو بيرغر: (إن المرأة المسلمة هي أقدر فئات المجتمع الإسلامي على جره إلى التحلل والفساد أو إلى حظيرة الدين من جديد).
ويقول لاسي: (إن التربية المسيحية أو تربية الراهبات لبنات المسلمين توجد للإسلام داخل حصنه المنيع - الأسرة - عدواً لدوداً وخصماً قوياً لا يقوى الرجل على قهره، لأن المسلمة التي تربيها يد مسيحية تعرف كيف تتغلب على الرجل، ومتى تغلبت عليه أصبح من السهل عليها أن تؤثر على عقيدة زوجها وحسه الإسلامي وتربي أولادها على غير دين أبيهم، في هذه الحالة نكون قد نجحنا في غايتنا من أن تكون المرأة المسلمة نفسها هي هادمة للإسلام).
ويقول جان بوكارو في كتابه "الإسلام في الغرب": (إن التأثير الغربي الذي يظهر في كل المجالات، ويقلب رأسا على عقب المجتمع الإسلامي، لا يبدو في جلاء مثل ما يبدو في تحرير المرأة).
ويقول زعماء صهيون "بروتوكولاتهم" وهم منظرو اليهود: (علينا أن نكسب المرأة ففي أي يوم مدت إلينا يدها ربحنا القضية).
المبحث الخامس: حقائق مخيفة عن خروج المرأة في الغرب:
1- وهذه "مارلين مونرو" الممثلة الأمريكية المشهورة التي ماتت منتحرة قبل أكثر من أربعين سنة، كتبت قبل انتحارها ترد على فتاة سألتها عن كيفية الوصول إلى الشهرة والمجد فردت عليها قائلة: (إحذري المجد، احذري كل من يخدعك بالأضواء، إني أتعس امرأة في هذه الأرض لأني لم أستطع أن أكون أماً.
إني امرأة أفضل البيت، أفضل الحياة العائلية الشريفة على كل شيء، إن سعادة المرأة الحقيقية هي في الحياة العائلية الشريفة الطاهرة، بل إن هذه الحياة العائلية الشريفة لهي رمز سعادة المرأة بل الإنسانية، إن العمل في السينما يجعل من المرأة سلعة رخيصة تافهة مهما نالت من المجد والشهرة الزائفة) أ.هـ
ولم تلبث مارلين مونرو بعد أن كتبت هذه الرسالة إلا قليلاً حتى أقدمت على الانتحار لفرط ما عانته وقاسته من تعاسة وألم بسبب فقدانها لدور المرأة الطبيعي، دور الأم وربة البيت والحياة العائلية النظيفة الشريفة الطاهرة.
2- وقد أجريت استفتاءات في فرنسا وفي بريطانيا وفي أمريكا للنساء العاملات فوجد أن أغلبهن يفضلن العودة إلى المنزل والقيام بدور الأم وربة الأسرة، ولكنهن مضطرات إلى البقاء في العمل لأنهن لا يجدن من يعولهن.
3- ويقول المؤرخ المشهور توينبي تحت عنوان "درس من التاريخ للإنسان المعاصر": (لقد فشلت جميع جهودنا لحل مشكلاتنا بوسائل مادية بحتة، وأصبحت مشروعاتنا الجزئية موضع سخرية !! أننا ندعي إننا خطونا خطوات كبيرة في استخدام الآلات وتوفير الأيدي العاملة ولكن أحدى النتائج الغربية لهذا التقدم تحميل المرأة فوق طاقتها من العمل، وهذا ما لم نشهده من قبل فالزوجات في أمريكا لا يستطعن أن ينصرفن إلى أعمال البيت كما يجب.
إن امرأة اليوم لها عملان: العمل الأول من حيث هي أم وزوجة والثاني من حيث هي عاملة في الإدارات والمصانع، وقد كانت المرأة الإنجليزية تقوم بهذا العمل الثنائي فلم تر الخير من وراء عملها المرهق، إذ أثبت التاريخ أن عصور الانحطاط هي تلك العصور التي تركت فيها المرأة بيتها).
4- ويتحدث الأطباء في الغرب عن الطوابير الطويلة من النساء اللائي يذهبن إلى العيادات ويشكون من صداع وغثيان وآلام وأوجاع في الجسم، مع أرق في كثير من الأحيان، وبفحص هذه الحالات فحصاً جيداً تبين أنهن يعانين من الإرهاق الجسدي والنفسي نتيجة لخروجها إلى العمل.
5- نشرت جريدة "لاسترن ميل" الإنكليزية ما يلي: (لأن تشتغل بناتنا في البيوت كخوادم، خير وأخف بلاء من اشتغالهن في المعامل، حيث تصبح البنت ملوثة بأدران تذهب برونق حياتها إلى الأبد، ألا ليت بلادنا كبلاد المسلمين، فيها الحشمة والعفاف رداء.
إنه عار على بلاد الإنجليز أن تجعل بناتها مثلاً للرذائل بكثرة مخالطة الرجال، فما لنا لا نسعى وراء ما يجعل البنت تعمل بما يوافق فطرتها الطبيعية من القيام في البيت، وترك أعمال الرجال للرجال سلامة لشرفها) أ.هـ
6- يقول علي عزت بيجوفتش الذي عرف الغرب عن قرب: (إن الحضارة الغربية قد أحالت المرأة إلى موضع إعجاب أو استغلال، ولكنها حرمت من شخصيتها وهو – أي: شخصيتها - الشيء الوحيد الذي يستحق التقدير والاحترام، وهذا الموضوع مشهود بشكل مطرد وقد أصبح أكثر وضوحاً في مواكب الجمال أو في مهن نسائية معينة مثل "الموديلات" وفي هذه الحالة لم تعد المرأة شخصية ولا حتى كائنا إنسانياً، وإنما هي لا تكاد تكون أكثر من حيوان جميل) أ.هـ
7- وهناك كتاب "أرض النساء" لكاتب فرنسي أشار فيه إلى أن إحدى رائدات حركة "تحرير المرأة في أمريكا" في الستينيات، ترى التراجع عن هذه الحركة عندما أعلنت عام 1982 أنه كان هناك إفراط في تحرير المرأة وهو المسؤول عن أزمة القيم الأخلاقية التي تزلزل أمريكا".
8- وقد ذكرت بعض الدراسات أن نسبة الحوامل من جراء هذا الاختلاط بين الجنسين، قد زاد زيادة سريعة في المجتمعات المتحضرة!! فيقولون: (إن نسبة الحبالى من تلميذات المدارس الأمريكية قد بلغت 48 % ثمان وأربعون بالمائة).
9- ونقل عن جريدة "الأحد" اللبنانية في عددها (650): (أن الفضائح الجنسية في الجامعات والمعاهد الأمريكية بين الطلاب والطالبات تتجدد وتزداد عاما بعد عام، وأن الطلاب يقومون بمظاهرة في بعض جامعات أمريكا، ويهتفون فيها قائلين: "نريد فتيات، نريد أن نرفه عن أنفسنا" وذكرت أن هجوماً ليلياً وقع من الطلاب على غرف نوم الطالبات وسرقن ثيابهن الداخلية).
10- وقال عميد الجامعة معقباً على ذلك الحدث: (إن معظم الطلاب والطالبات يعانون جوعاً جنسياً رهيباً، ولا شك أن الحياة العصرية الراهنة لها أكثر الأثر في تصرفات الطلاب الشاذة).
11- وقد أشارت الإحصائيات في الأعوام المتأخرة على أن (120) ألف طفل أنجبتهم فتيات بصورة غير شرعية، لا تزيد أعمارهن على العشرين، وأن كثيراً منهن من طالبات الجامعات، وذكرت أن الطالبة لا تفكر إلا بعواطفها، وبالوسائل المتجاوبة مع العاطفة، وأن أكثر من 60 % ستين بالمائة من الطالبات سقطن في الامتحانات، وتعود أسباب فشلهن إلى أنهن يفكرن في الجنس أكثر من دروسهن ومستقبلهن، وأن 10% عشرة بالمائة فقط ما زلن محافظات.
انظر ما نقل من جريدة "الأحد" اللبنانية عدد (650).
ولا ندري لماذا لا تعالج صحفنا مثل هذه الظواهر السيئة التي منيت بها مجتمعات الغرب عموماً ؟!
12- إن الحزب الاشتراكي اليمني في جنوب اليمن سابقاً أخرج بعض النساء من بيوتهن، تارة بالقوة في بعض المناطق وتارة أخرى بالإغراء، وكان ذلك في بعض الأرياف والمدن، فنتج من ذلك ضرر كبير وشر مستطير، حتى عم البلاء في كل مكان وعرف الناس شيئاً لم يكونوا يعرفونه من قبل، فكثرت حالات الحمل غير الشرعي وكثر إلقاء الأولاد غير الشرعيين في مزارع الأرياف، وفي قمامات المدن.
وهناك أدلة كثيرة ودامغة تدل على أن من ينادي بخروج المرأة لتعمل ليس إلا استدراجاً لها إلى الفراش لأنهم لا يرون المرأة إلا فرجاً لابد أن يشبع غرائزهم وشهواتهم.
وأخيراً نقول لدعاة التقدم ودعاة حرية المرأة إلى أي مستنقع قذر تريدوننا أن نصل وإلى أي هاوية ليس لها قرار تريدون أن تدفعونا يا من تدعون المرأة للخروج للعمل ؟
المبحث السادس: أضرار مشاركة المرأة للرجل في ميدان عمله:
في مشاركة المرأة للرجل عدة أضرار كثيرة يكفي منها أنها خالفت أمر الله في البقاء في البيت فإنه الأصل حيث قال الله تعالى: (وقرن في بيوتكن).
وهناك أضرار ومفاسد أخرى نذكر منها:
1- الوقوع في الفاحشة والانحراف الأخلاقي الناشئ من كثرة الاختلاط والاحتكاك، ومن ذلك كثرة المخادنة والمصادقة والخيانة الزوجية، ولاسيما وأكثر الوظائف النسوية هي من الوظائف التي يحتاجون فيها إلى جمال المرأة كأن تكون سكرتيرة أو مضيفة أو مقدمة برامج في التلفاز أو على كرسي الاستعلامات في الفندق أو نحو هذا، وهذا يدفع بعجلة التبرج والسفور إلى الأمام نسأل الله السلامة والعافية.
تقول الباحثة الأمريكية "هيلين فيشر": (إن الاختلاط يؤدي إلى إيجاد محيط يسبب نوعاً من التهيج) أي: التهيج الجنسي.
يقول أحد العاملين بـ"معهد العلاقات بين الجنسين" في مدينة سانتا باربرا بولاية كاليفورنيا: (إننا لا يمكننا أن نشرع قانوناً لإبقاء الميول الغريزية خارج نطاق العمل، فهذه الميول جزء من شخصية الفرد لا تستطيع أن تعطل أداءها بضغطة زر لأنك موجود في العمل).
ولقد حدثني أكثر من شخص من الموظفين أنه يدخل على بعض المكاتب في مكان وظيفته فيجد رجلاً وامرأة في حالة عري فاضح.
ولم تكتف المجتمعات الغربية بتعريض المرأة للتحرش الجنسي فإنها تعرضت وما تزال تتعرض للاغتصاب،
ومن الإحصائيات الدالة على عظم مصيبة الاغتصاب في الدول الغربية ما أوردته إحدى الدراسات الصادرة في واشنطن أعدها "مركز الضحايا الوطني" و"مركز الأبحاث ومعالجة ضحايا الاغتصاب" أن ثمان وسبعين امرأة يتعرضن للاغتصاب كل ساعة، أي بمعدل ستمائة وثلاثة وثمانين امرأة في السنة، وتضيف الدراسة أن 13% من النساء في أمريكا تعرضن للاغتصاب على الأقل مرة واحدة في حياتهن، وأن 61 في المائة منهن كن أقل من 18 سنة و29% منهن كن دون الحادية عشرة من العمر كما أن 32% كن بين سن الحادية عشر والسابعة عشر.
2- حرمان كثير من الرجال من الوظائف، فإننا نجد أن بعض الرجال يعمل موظفاً هو وزوجته طلباً في التوسع في دخل الأسرة فقط، في الوقت الذي نرى أن هناك رجالاً عاطلين عن العمل هو وزوجته، فتسبب خروج المرأة في قسمة ضيزى بين الرجال.
3- فساد مروءة كثير من الرجال الذين يعتمدون على زوجاتهم الموظفات في النفقة عليهم وعلى الأسرة وعلى كثير من متطلبات المنزل على سبيل الدوام والاستمرار، بل وصل الحال إلى أن بعض الرجال يعتمد على زوجته وحدها فقط في النفقة على الأسرة، دون أن يكون له أدنى عمل.
4- فساد مروءة وأخلاق كثير من الرجال الذين اختلطوا بالنساء في الوظائف والأعمال فساءت طباعهم وأصبح فيهم شيء من التكسر والميوعة.
5- تسلط الكثير من النساء على القوامة وهيمنتها على كثير من قرارات الأسرة لأنها ترى نفسها مشاركة للرجل في النفقة، فهي قد تخرج من المنزل وقد تأذن لأبنائها وبناتها في كثير من الأمور، وقد تحسم في كثير من القضايا دون أخذ مشورة الرجل، وهذا موجود بكثرة في المدن ولاسيما في الأسر التي تعمل فيها المرأة.
وقد اشتكى لي رجل وحدثني أنه يقوم من نومه أو يرجع من العمل إلى بيته فلا يجد زوجته في البيت فيتصل بها على الهاتف الجوال الخاص بها فترد عليه من "أسواق السوبر ماركت" !! فقد خرجت بحجة أنها تتبضع للمنزل !! وقد أخبرني أنها تفعل ذلك كل أسبوع مرة أو مرتين.
بل عمل المرأة في الوظيفة جر كثيراً من النساء إلى التسلط على الآباء والأمهات، مما سبب ضعف قوامة الولي على المرأة، لأنهم يرون أنهم عالة على بناتهم، مما جر الآباء والأمهات إلى إطلاق العنان لهؤلاء النساء، فحصل الكثير من تمرد النساء.
6- فقدان الاستقرار الأسري الذي ينشده كل رجل وامرأة، فليست المرأة متعة جسدية فقط، بل هي نفس شريفة يجد منها الزوج لطفاً وخفة، يصل إليها زوجها بعد أن تتكدر نفسه بما يلاقيه في عمله من اختلاط بأصناف الناس وألوانهم، فيبقى عندها يسيراً وإذا بكاهله يخف وبنفسه ترف، فتعود إلى سابق عهدها من الأنس واللطف، وهذا كله يفتقده الرجل في بيت تكون المرأة فيها دائمة الغياب، وهذا يسبب أثراً كبيراً على نفسيته.
7- فساد أخلاق كثير من النساء لأن الحياء يقل مع كثرة خروجهن واحتكاكهن بالرجال، وهذا شيء ملاحظ على الكثير من الموظفات إلا من رحم الله منهن.
وجاء في تقارير "اليوم العالمي لحقوق المرأة" ما يدل على أنها تندد بالمرأة الإنجليزية والأمريكية لمزاحمتها الرجال، وتشيد هذه التقارير بالمرأة السويسرية لعودتها إلى المنزل، وقد تضمن التقرير أنه أقيم حفل في سويسرا - معقل المنظمات المنافحة عن حقوق المرأة - لتكريم المرأة السويسرية لتفانيها في أداء واجباتها المنزلية.
حتى وصل ببعض النسوة أنه ربما تضع أطفالها أو بعضهم عند قرابتها أو عند الجيران، وفي الدول الأخرى يوضع الأطفال في دور الحضانة أو عند خادمات، ولقد كشف الدراسات عن تعامل هؤلاء الخادمات بعنف مع هؤلاء الأطفال.
8- اضطرار المرأة إلى التفكير بتحديد النسل حتى توازن بين عملها وتربية الأطفال، ولذلك نجد من دول كبرى مثل فرنسا واليابان تشكو من قلة المواليد.
9- تأخر زواج الكثير من الفتيات حتى يصلن إلى مرحلة اليأس من الزواج لأنها ترى أنها لا تتزوج حتى تكمل دراستها وتتوظف، وهذا يسبب كثرة حالات العنوسة في المجتمع.
10- خروج المرأة المتكرر إلى خارج المنزل يسبب لها الكثير من المتاعب البدنية والنفسية وترجع إلى بيتها وهي متعبة بدنياً وتشعر بصداع كبير في رأسها، وهذا إن كانت لا تبذل جهداً فكيف إذا كانت تخرج لبذل جهد.
تقول الدراسات في أمريكا: (إن النساء العاملات هناك أكثر عرضة للإصابة بضغط الدم وتصلب الشرايين والانهيار النفسي من ربات البيوت).
وعقد مؤتمر في ألمانيا أكد فيه رئيس أطباء المستشفى أن الإحصاءات تبين أنه من كل ثمان ساعات تعاني واحدة منهن من مرض القلب والجهاز الدموي بسبب الإرهاق غير الطبيعي.
11- ضياع حق كثير من الأطفال في الرعاية والعناية حتى ساءت أخلاق الأطفال ونشأوا على العنف، ولقد شاع في الغرب عصابات الإجرام من مدخني الحشيش والأفيون وأرباب القتل والاغتصاب الجنسي، لأن أكثرهم نتاج للتربية السيئة أو لإهمال الأبوين.
فقد نشرت "مجلة الأسرة" العدد (67) شهر شوال 1419 هـ (ص52) ما يدل على أن عمل المرأة يخلف آثاراً وخيمة على نشأة الجيل وتربيته، وأثبتت الدراسة أن أبناء الأمهات العاملات أكثر إخفاقاً وارتكاباً للشغب والجرائم.
ومن هذا الباب حرمان كثير من الأولاد من نعمة الرضاعة من الأم لأنها مشغولة بالوظيفة، وهي لا تعلم أن تغذية الطفل بما يحتاجه من اللبن ولاسيما لبن الأم خير من توفير المال له، ففوائد الرضاعة للطفل أكثر من أن تحصى، فمنها:
أ- لبن الأم معقم جاهز وتقل بذلك النزلات المعوية المتكررة والالتهابات التي تصيب الأطفال الذين يرضعون من القارورة، وكذلك تقل الالتهابات التي تصيب الجهاز التنفسي وذلك بسبب وجود مواد مضادة للميكروبات في لبن الأم.
ب- لبن الأم لا يماثله أي لبن آخر، فهو قد خلقه الله ليفي بحاجات الطفل يوماً بيوم منذ ولادته وحتى يكبر إلى سن الفطام، فتركيب اللبأ وهو السائل الأصفر الذي يفرزه الثدي بعد الولادة مباشرة ولمدة ثلاثة أو أربعة أيام يحتوي على كميات مركزة من البروتينات المهضومة والمواد المحتوية على المضادات للميكروبات والجراثيم، كما أنها تنقل جهاز المناعة ضد الأمراض من الأم إلى الطفل.
ج- يحتوي لبن الأم على كمية كافية من البروتين والسكر وبنسب تناسب الطفل تماماً، بينما المواد البروتينية الموجودة في لبن الأبقار والأغنام وغيرها من الحيوانات تناسب أطفال تلك الحيوانات أكثر من مناسبتها للطفل الإنساني كما أن نوعية البروتينات والسكريات الموجودة في لبن الأم أسهل هضماً من تلك الموجودة في الألبان الأخرى.
د- تكثر لدى الأطفال الذين يرضعون من القارورة الوفيات المفاجئة، وهذا النوع من الوفيات لا يعرف لدى الأطفال الذين يلتقمون أثداء أمهاتهم.
هـ- نمو الأطفال الذين يرضعون من أمهاتهم أسرع وأكمل من أولئك الذين يرضعون من القارورة.
و- ينمو الطفل الذي يرضع من أمه نفسياً نمواً سليماً بينما تكثر الأمراض والعلل النفسية لدى أولئك الذين يرضعون من القارورة.
ز- يتعرض الأطفال الذين يرضعون الألبان المجففة بواسطة القارورة إلى أمراض الحساسية الجلدية بأنواعها والربو وحساسية الجهاز الهضمي بالأضافة إلى النزلات المعوية المتكررة بينما نجد الأطفال الذين يرضعون من الثدي لا يعانون من هذه الأمراض إلا نادراً.
وهذه الرضاعة تعود منافعها كذلك على الأم، ومن هذه المنافع:
أ- الارتباط النفسي بين الأم وطفلها أثناء الرضاعة عامل مهم لنفسية الأم والطفل.
ب- يعود جسم الأم إلى رشاقته وحجمه الطبيعي بسرعةٍ إذا قامت الأم بإرضاع وليدها.
ج- يعود الرحم بسرعة إلى حجمه ووضعه الطبيعي أثناء الرضاعة، وذلك لأن امتصاص الثدي يؤدي إلى إفراز هرمون "الاكسوتوسن" الذي يسرع بعودة الرحم إلى حالته الطبيعية، ولولا ذلك لأصيب الرحم بالإنتان والالتهابات.
وينظر: "عمل المرأة في الميزان" للدكتور صاحب المقالات النافعة: محمد علي البار.










رد مع اقتباس