منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - جنوح الأحداث
الموضوع: جنوح الأحداث
عرض مشاركة واحدة
قديم 2008-12-17, 22:11   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
فارس الجزائري
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية فارس الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المركز الثالث في مسابقة التميز في رمضان وسام مسابقة منتدى الأسرة و المجتمع وسام القلم المميّز 
إحصائية العضو










Hourse تابع

(لكن بعد خروجه لا يمر زمن من حريته حتى يعلو صوت الأنا الأعلى مطالبا بالعقاب من خلال إثارة مشاعر الذنب الشديدة ويستجيب الجانح بالعدوان والسلوك المضاد للمجتمع فيعاقب من جديد وهكذا ترسخ الحلقة المفرغة التي تميز حياة هؤلاء المكررين.
مشاعر ذنب سلوك عدواني جانح ـــ عقاب ــ مشاعر ذنب ... الخ).(3)
أما ميلاني كلاين Melanée Kleinتقول أن (المنحرف مدفوع أساسا بأنا أعلى عنيف وهمجي)(2) لكنها Klein تختلف مع Frendحول نشأة الأنا الأعلى (فبينما يرده Frend إلى سن 05 إلى 06 سنوات أما Kleinترى بأن الأنا الأعلى ينشأ خلال السنة الأولى من العمر وهي ترجعه إلى العلاقة الأولية مع الأم فإذا كانت هذه العلاقة وما رافقها علاقة سارة ومطمئنة ومشبعة للطفل تكونت لديه صورة إيجابية مع الأم – الصالحة، بينما إذا كانت التجربة الأولى مؤلمة ومحبطة، ولم يحصل الطفل على الارتياح تكون لديه صورة سلبية عن الأم).(3)
وعليه تؤدي صورة الأم الصالحة إلى تكون صورة إيجابية عن الذات وبتالي ينشأ أنا أعلى ودودا، أما الصورة السيئة فتؤدي إلى تكون قيمة سلبية عن الذات وإلى تكون أنا أعلى همجي وعنيف.
ومهما كانت العلاقة إيجابية مع الطفل، فالعلاقة بينهما معرضة لتكون صورة سيئة أو سلبية عنها ويحدث ذلك في الحالات العادية لأنه يصمم خلال المرحلة الفمية السادية في نهاية السنة الأولى، حيث تكون الميول السادية (العنف ألقيمي من خلال العض، الابتلاع والتملك) وتصبغ بطابعها الصورة التي يكونها عن الأم وعن ذاته ويؤدي ذلك إلى نشأة أنا أعلى عنيف، هذه الصورة الداخلية تسقط على الخارج في خطوة ثانية فتلون الموضوعات الخارجية بهذه الصيغة السادية (4) وهكذا ينمو الطفل تحت وطأة الخوف من أن يتلقى من الموضوعات الخارجية الحقيقية، ومن أناه الأعلى هجمات من خياله قصد الاحتماء من الخوف الذي له موضوعاته الخارجية والداخلية، ويحاول خلالها إسكات صوت الأنا الأعلى بالقضاء على الموضوعات التي تغذيه والأم السيئة والأشخاص العدوانيين الخطرين خياليا.
ويؤدي ذلك إلى إقامة حلقة مفرغة من القلق النابع عن تهديد الموضوعات الدهمية، يدفع بالطفل إلى تحطيمها، وهذا التحطيم يولد في نفسه الخوف من انتقام هذه الموضوعات خلال مبادلته. العدوان والعنف مما يؤدي إلى زيادة شدة القلق وإلى مزيد من نوايا العدوان والتحطيم هذه الحلقة المفرغة



(1) مصطفى حجازي، الأحداث الجانحون، (بيروت: دار الطليعة 1995م)، ص27.
(2) نفس المرجع السابق، ص28.
(3) مرجع سابق، ص29.
(4) مرجع سابق، ص 31 – 32.