منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - مقالات فلسفية
الموضوع: مقالات فلسفية
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-11-15, 13:09   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
fadoula fcb
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية fadoula fcb
 

 

 
إحصائية العضو










B11 مقالات فلسفية

الموضوع
:السؤال المشكل.إذا افترضنا أن الأطروحة القائلة (إن المجتمع هو النموذج
والمصدر لكل سلطة أخلاقية)أطروحة فاسدة وتقرر لديك الدفاع عنها وتبنيها
فما عساك إن تفعل ؟
الخطوات الاجــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــابة


طرح المشكلة مقدمة
إن مشكلة أساس القيمة الخلقية هي من أقدم المشكلات الفلسفية واعقدها التي
اختلف حولها الفلاسفة والمفكرين منذ فجر التاريخ ،وتناولوها وفقا لأرائهم
واتجاهاتهم الفكرية,ومن ابرز هذه الاتجــاهات .الاتجاه الاجتماعي الذي
يرجع أصحابه أساس القيم الخلقية إلى سلطة المجتمع .فكيف يمكننا إثبات أن
المجتمع هو المصدر والنموذج لكل سلطة خلقية؟
محاولة حل المشكلة عرض منطق الأطروحة
ينطلق أنصار المدرسة الاجتماعية وفي مقدمتهم الفرنسي (دوركايم)من إن القيم
الأخلاقية بمختلف أنواعها وأشكالها سببها المجتمع ,وما سلوك الأفراد في
حياتهم اليومية إلا انعكاس للضمير الجمعي الذي يُهيمن على كل فرد في
المجتمع .وفي هذا يقول –دوركايم –(إذا تكلم الضمير فينا فان المجتمع هو
الذي يتكلم )ومنه فان المجتمع هو المنبع والأساس الوحيد للقيمة الأخلاقية
.وكل فعل يقوم به الفرد خارج الأطر والقوانين الاجتماعية لا تكون له أية
قيمة في المجتمع .وكل من يحاول التمرد على الأعراف والعادات الاجتماعية
يُعَرضُ نفسه لاستهجانه وسخطه .ومن هنا كان للقيمة الخلقية قوة مؤثرة في
الفرد فهو يستجيب لها راضيا أو كارها ولهذا يقول دوركايم –إذا استنكر
احدنا الفاحشة فلان المجتمع استنكرها – ويقول أيضا *.....لا بُد أن تكون
أخلاق الفرد هي الأخلاق التي يتطلبها المجتمع بالضبط .إذ أن أي فعل لا
يقره المجتمع على انه أخلاقي مهما كان نوعه لا يمكن أن يكسب فاعله أي قدر
من الهيبة والنفوذ........
تدعيم الأطروحة بحجج شخصية
إن الأفراد المتمردون على القيم الاجتماعية وعند قيامهم بأي تصرفات منافية
للقيم الاجتماعية يقومون بها بعيدا عن أعين المجتمع .فالسارق لا يمكنه أن
يسرق شيئا إذا اعتقد أن غيره يراه .كما أن الواقع يؤكد بان سلطة المجتمع
على الكثير من الأفراد أعلى من سلطة الشرع والعقل معا بدليل إن السواد
الأعظم من البشر يلتزمون اشد الالتزام بالأوامر والنواهي الاجتماعية
.بينما يقل التزامهم بالتعاليم الشرعية ..بالإضافة غالى أن الطفل ومنذ
نعومة أظافره يحتك بالمجتمع من اجل اكتساب القيم الأخلاقية فيُقَوم
ويُعَدل سلوكا ته وفقا لأوامر ونواهي المجتمع .
نقد خصوم الأطروحة
يرى أنصار الاتجاه العقلي وفي مقدمتهم الألماني كانط أن العقل هو الأساس
والمصدر لكل قيمة خلقية لأنه الوسيلة التي يميز به الإنسان بين الخير
والشر.وهو الذي يُشَرع ُ ويضع مختلف القوانين والقواعد الأخلاقية التي
تتصف بالكلية والشمول أي تتجاوز الزمان والمكان .وقد اعتبر كانط الإرادة
الخيرة الدعامة الأساسية للفعل الأخلاقي والشرط الذي ينبغي توفره في
الإرادة هو الواجب ولهذا تسمى الأخلاق الكانطية- أخلاق الواجب -
وفي هذا يقول( إن الفعل الذي يتسم بالخيرية الخلقية فعل نقي خالص ,وكأنما هو قد هبط من السماء ذاتها)
ولكن أنصار هذا الاتجاه لا يستطيعون تفسير اختلاف القيم الأخلاقية بين
الأفراد رغم ان العقل هو اعدل قسمة بين الناس .,كما انه ليس كل البشر
يملكون الإرادة الخيرة .وهذا الإضافة إلى أن الأخلاق الكانطية هي أخلاق
متعالية مثالية ولا يمكن تطبيقها على ارض الواقع

حل المشكلة
إن المجتمع يمدنا بمختلف القيم والقوانين الأخلاقية
وهو سلطة متعالية على جميع الأفراد .والمرجع الأساسي لمختلف السلوكات
الإنسانية ومنه فان الأطروحة القائلة إن المجتمع هو المصدر والنموذج لكل
سلطة خلقية هي أطروحة صحيحة في سياقها ونسقهاغير متصل


نص السؤال=لا يحس الراشد الاشياء بل يدركها ما راتيك=
ان حياة الانسان من بدايتها الا نهايتها عبارة عن تفاعل مع الهيئة المحيطة
به وهدا التفاعل يتطلب بالضرورة معرفة البيئة لان من خلالها يتسنى للانسان
استغلالها وحماية نفسه من مخاطرهاولكي يتمكن من التاقلم في بيئته لا بد ان
يدرك بحواسه كي يستطيع السيطرة عليها ومن هنا نطرح السؤال هل يمكن للشخص
الراشد ان يفصل بين الاحساس والادراك
تدهب النظرية العقلية الى ان ادراك المكان فعل دهني وليس معطى مع الاشياء
المدركة ومنها فالادراك تابع لعوامل عقلية داتية كالتدكر والتخيل وقد دكر
الان مثال المكعب فالمكعب الحقيقي يملك 6اوجه و12اضلع لكنك عند رايتك له
فانت لا ترى سوى 3اوجه و9اضلع فكيف تحكم عليه بانه مكعب ادن لا شك انك
استندت الى تدكرك فاستنتجت بانه مكعب قال الان الشيء يدرك ولا يحس ومنه
فالنظرية العقلية تميز بين الاحساس والادراك
اصابت هده النظرية فيما دهبت اليه ان للعقل دور كبير في عملية الادراك الا
انها بالغت في اهمال الاحساس لانه هو الدي يكون مسؤول عن اعطاء المعلومات
الاولية
وترى النظرية الجشطالتية انه لافرق بين الاحساس والادراك اد تقول =الادراك
ليس مجموعة احساسات بل كل احساس هو مند الوهلة الاولى ادراك كلي =ومنه
فادراك المكان ليس ناتجا عن الخبرة السابقة اونشاط العقل كما يدعي
العقليون بل هو معطى مع بنية الاشياء المدركة وبالتالي الدراك تابع
للعوامل الموضوعية
غير ان النظرية الجشطالتية جعلت الشخص المدرك محايدا وسلبيا لا دور له في
عملية الادراك ما دامت العوامل الموصوعية هي التي تتحكم فيه وفي دلك
مبالغة
نستنتج في نهاية المطاف انه يستحيل ان نفصل بين الاحساس والادراك باعتبار
ان الاحساس مسبوق بفعليات العقل وان مداركنا تتفاعل مع حواسنا عند الاتصال
الاولي بالعالم الخارجي وعليه فان ادراك الاشياء لا يتم بالاستغناء الكلي
عن الاحساس .


تحليل نص( مشكلة الاستقراء) من كتاب اشكاليات فلسفية س03 علمي ص 312
صاحب النص: زكي نجيب محمود
المقدمة( طرح المشكلة التي يتضمنها النص)
يطرح المفكر المصري المعاصر زكي نجيب محفوظ(توفي سنة 1930) إشكالية الحتمية في الاستقراء من خلال الاسئلة التالية:
• هل يعتمد الاستقراء على الملاحظة والتجربة فقط دون الاعتماد على أحكام مسبقة غير مؤكدة علميا مثل الحتمية؟
• او بصيغة اخرى هل ظواهر العلم حتمية ام غير حتمية:
• او هل العلوم الطبيعية قائمة على الترجيح ام على اليقين؟
موقف صاحب النص من الاشكال ومبرراته:
يرى صاحب النص ان العلوم الطبيعية كلها قائمة على الترجيح وليس على اليقين وذلك للمبررات التالية:
• القضايا الرياضية فقط هي التي يكون فيها اليقين باعتبارها قضايا تكرارية لاتقول شيئا جديدا مغايرا
• بينما القضايا الطبيعية قضايا اخبارية أي تنبيء بالجديد فهي بذلك معرضة للخطأ وصدقها احتمالي وليس يقيني.
• لايمكن الحكم بصحة الاستقراء الذي ينطلق من حوادث الماضي ليستدل به على
حوادث المستقبل، دون الرجوع الى أي مبدأ لاتكون التجربة الحسية مصدره.
• أي الاستقراء يستند في استدلالاته على التجربة الحسية فقط أي ما شاهده
الباحث حسيا من حوادث في الماضي يستدل به فيحكم على ان الحوادث المماثلة
لها سوف تحدث على نفس النحو في المستقبل، اعتمادا على مبدأي الحتمية
والاطراد في الطبيعة، وهي مباديء عقلية قبلية غير مؤكدة علميا ومثاله في
ذلك افتراضه ان رجلا قفز من النافذة على ارتفاع بعيد من الارض، متسائلا هل
هناك ما يبرر حكمنا علية بانه سوف يسقط حتما على الارض ، ولايتجه اتجاها
آخر كأن يرتفع باتجاه الاعلى او يتحرك في خط افقي؟
• الجواب سواء عند رجل العلم او عند رجل الشارع (العامي) سوف يكون
بالايجاب أي حتما سوف يسقط باتجاه الارض. ومبرر ذلك لديهما هو الخبرة
السابقة في مجال سقوط الاجسام، أي يستدل بان الاجسام التي تماثل الانسان
في ثقلها قد سقطت في اتجاه الارض حين القي بها في تجاربنا الماضية.
• وهذا الجواب يعترض عليه بعض الفلاسفة( ديفيد هيوم وابي حامد الغزالي)
ويعتبرونه تبريرا خاطئا لان سقوط الاجسام برايهم هو مجرد ترجيح وليس يقين.
تقييم المشكلة التي يطرحها النص وابراز الرأي الشخصي:
• نعم اثيرت هذه المسالة في الفيزياء المعاصرة وبالذات عند علماء الذرة
أمثال هيزنبيرغ ولانجفان وادينجتون الذين يؤكدون بان عالم الميكروفيزياء
عالم يفلت من الحتمية ويمضي في اتجاه الامكان والحرية والاحتمال.
• لكن في المقابل يرى العلماء والفلاسفة ان العلم لابد ان يكون حتميا يقينيا في احكامه والا فقد العلم مصداقيته.
الخاتمة( حل الوضعية المشكلة في النص)
من خلال هذا النص نستنتج ان المنهج الاستقرائي يؤمن فقط بالملاحظة الحسية
التجريبية ولا يقبل الاحتكام الى الافكار او المباديء العقلية القبلية،
الا ان ذلك لا يمنع من اعتمادها على مبدأ الحتمية باعتبارها الاطار الذي
يمكن الباحثين من التقدم في ابحاثهم وبدونها لا يستقيم لهم ذلك، وهذا يعني
ان الاستقراء اصبح يعتمد على الجمع بين الواقع والفكرولذلك يجب تجاوز
التفريق بين ماهو عقلي وماهو واقعي وايقاف الجدل بين العقليين والحسيين في
هذ المسالة لانه يبقى جدلا عقيما طالما اصر كل طرف على رايه ونفى الآخر.


مما
لا شك فيه أن المعرفة لا تحصل حقيقة إلا بوجود عقل يفكر. و علامة التفكير
هي التساؤل عما يشغلنا من قضايا كالحرية، وكذلك ما يحيط بنا من ظواهر
طبيعية كسقوط المطر مثلا و بذلك نكون أمام نمطين من الأسئلة هما: السؤال
العلمي ذو الطبيعة الحسية، السؤال الفلسفي ذو الطبيعة العقلية، مما أدى
بالفلسفة بالدفاع عن أسئلتها و كذلك يفعل العلم، فلو تخيلنا حوارا بين
الفلسفة و العلم في المحكمة أمام القاضي حيث يريد كل منهما إبراز دور
أسئلته و نقد الآخر لكان كالآتي:
- تقول الفلسفة متباهية: وجدت منذ وجد الإنسان و تساءلت عن كل ما يشغله.
- يرد العلم ضاحكا: مهلا فأنا أختلف معك لأنني تساءلت بدوري و لكن قدمت
بعد ذلك أجوبة و حلولا ملموسة أما أنت فلا تقدمين إلا الأسئلة.
- تقول الفلسفة مستهزئة: لولا أسئلتي لما وصلت إلى الأجوبة التي تقدمها.
- يرد العلم متحديا: و لكن نتائجي هي التي حققت الرفاهية للإنسان.
- تستدرك الفلسفة مبتسمة: لكن نتائجك خالية من الأبعاد الإنسانية.
- يجيبها العلم في ثبات: لكني جعلت من حيرة الإنسان و تساؤله وسيلة ثم قدمت له حلولا و جعلتها غاية.
- فما هو الفرق بين السؤال العلمي و الفلسفي؟ و ما طبيعة العلاقة بينهما؟
إن الاختلاف الحاصل بين السؤال العلمي و الفلسفي يرجع أساسا إلى عدم
الاتفاق في طبيعة الموضوع مما يفرض تناقضا في التخصيص، المنهج، الهدف و
المبادئ، حيث أنه في طبيعة الموضوع: السؤال العلمي يهتم بالعلم الملموس
الحسي الفيزيقي، أما السؤال الفلسفي فمجاله ما ورائي ميتا فيزيقي، كما
أننا نجد في التخصص أن السؤال العلمي محدود و جزئي يتعلق بظاهرة معينة
(سقوط الأجسام مثلا) و يستخدم التقدير الكمي و اللغة الرياضية( ماضي قوة
الجاذبية؟) في حين السؤال الفلسفي يكون شاملا و متعدد مجالات البحث و
يعتمد اللغة الفلسفية المعقدة(مفهوم الحد، مفهوم الاستقراء كأمثلة). وكذلك
نجد في مجال المنهج أن السؤال العلمي ينتسب إلى المذهب التجريبي
الاستقرائي الذي يقوم على المشاهدة و التجربة أما السؤال الفلسفي فعماده
المذهب العقلي التأملي الذي يقوم على الاستنباط، و في باب الهدف يتبين أن
السؤال العلمي يهدف إلى الوصول إلى نتائج دقيقة تصاغ في قالب قانوني و في
المقابل يسعى السؤال الفلسفي إلى حقائق و تصورات غالبا ما تكون متباينة
باختلاف المواقف و تعدد المذاهب و أخيرا في ميدان المبادئ ينطلق السؤال
العلمي من التجربة ليسلم بعد ذلك مبادئ هي في مجملها نتائج لتجارب في حين
يبدأ السؤال الفلسفي مسلمات عقلية فطرية ليصل إلى نتائج لازمة بالضرورة.
لكن رغم كل هذا الاختلاف الحاصل بين السؤال العلمي و الفلسفي إلا أنه يمكن
القول أن كلا منهما سبيل للمعرفة، ينبعان من الشخص الذي يتمتع بالحس
الإشكالي، و بذلك فكلا هما يمكن أن يثيران الفضول فيدفع إلى البحث نتيجة
الحرج و الحيرة الناتجة عن الشعور بوجود مشكلة، حيث أن صيغة كليهما
استفهامية مثل تساؤل نيوتن حول سقوط الأجسام؟ وتساؤل ديكارت عن أصل
المعرفة؟، و مما لا شك فيه أيضا أن لكل منهما موضوع و منهج و هدف و تخصص
تفرضه طبيعة الموضوع، و أنهما يعتمدان على مهارات مكتسبة لتأسيس المعرفة.
إذن لا مناص من القول بأن السؤال العلمي نشأ في رحم السؤال الفلسفي لأن
هذا الأخير هو الذي عبر عن حيرة الإنسان تجاه الوجود و مصيره بعد الموت و
بعدها انشغل بالظواهر الطبيعية و كيفية حدوثها. أي أن الحيرة الفلسفية
تولدت عنها الحيرة العلمية. حيث يقول أوغست كونت أن الفكر البشري مر بثلاث
مراحل الرحلة اللاهوتية ثم المرحلة الميتافيزيقية ثم المرحلة العلمية.
إذن السؤال الفلسفي يخدم السؤال العلمي.
و السؤال العلمي بدوره ينتهي إلى قضايا قد تثير تساؤلات فلسفية مثل
التساؤل عن تفسير النشاط الحيوي هل يكون على أساس الآلية(الحتمية) أو
الغائية؟ إذن السؤال العلمي يخدم السؤال الفلسفي.
فطبيعة العلاقة بينهما علاقة تداخل و تكامل و تلاحم.

لقد تصورنا في البداية حوارا في المحكمة بين الفلسفة و العلم حول أي
الأسئلة أنجح في الوصول إلى الحقيقة السؤال الفلسفي أم العلمي؟ فلنتصور
إذن حكم القاضي في هذه المسألة: يقول القاضي بصوت مرتفع:" رغم ما يوحي به
مظهر الاختلاف من تباين قد يجعل البعض يتسرع في الحكم على طبيعة العلاقة
بين السؤال العلمي و الفلسفي، فقد تبين لنا بعد التحليل المعمق أن كل من
السؤالين الفلسفي و العلمي لهما علاقة وظيفية فعالة و خدمة متبادلة دوما
لا تنقطع فهناك تواصل لا نهائيا بينهما.

إذا
كنت أمام قولين متعارضين يقول أولهما (إن الذاكرة حادثة بيولوجية )ويقول
ثانيهما(إن الذاكرة حادثة فردية) مع العلم أن كلاهما صحيح في سياقه ونسقه
ويدفعك القرار إلى أن تفصل في الأمر فتضع التفسير الحقيقي للذاكرة فما
عساك أن تفعل؟

◘ مقدمة: تتأثر أفعالنا اتجاه المشكلات التي تعترضنا بمكتسبات تجاربنا
السابقة وليس انقطاع الإدراك في الحاضر معناه زوال الصورة الذهنية المدركة
،بل إن الإنسان يتميز بقدرته اختزان تلك الصورة مما يجعله يعيش الحاضر
والماضي معا وهذا ما يسمى بالذاكرة وهي القدرة على استعادة الماضي مع
معرفتنا أنه ماضي , وقد اختلف الفلاسفة في تفسير طبيعة الذاكرة وحفظ
الذكريات هل هي عضوية لها مكان معين في الدماغ أم هي قدرة عقلية نفسية
؟وهل يمكن تفسير الذاكرة بالاعتماد على النشاط العصبي ؟ هل تعتمد الذاكرة
على الدماغ فقط أم تحتاج إلى غير ذلك ؟
عرض الأطروحة الأولى
يحاول الماديون تفسير الذاكرة تفسيرا ماديا وربطها بخلايا الدماغ;ويقول
عنها ابن سينا (أنها قوة محلها التجويف الأخير من الدماغ) إن ملاحظات ريبو
على حالات معينة مقترنة بضعف الذاكرة أو بفقدانها كحالة [ الفتاة التي
أصيبت برصاصة في المنطقة اليسرى من الدماغ فوجد أنها فقدت قدرة التعرف عل
المشط الذي كانت تضعه في يدها اليمنى إلا أنها بقيت تستطيع الإحساس به
فتأكد له أن إتلاف بعض الخلايا في الجملة العصبية نتيجة حادث ما يؤدي
مباشرة إلى فقدان جزئي أوكلي للذاكرة وجعلته يستنتج أن الذاكرة هي وظيفة
عامة للجهاز العصبي.ولقد تأثرت النظرية المادية بالمقولة الديكارتية
القائلة بأن الذاكرة تكمن في ثنايا الجسم وأن الذكريات تترك أثر في المخ
كما تترك الذبذبات الصوتية على أسطوانات التسجيل ، وكأن المخ وعاء يستقبل
ويختزن مختلف الذكريات ,وهي تثبت بطريقة آلية.اي شبيهة بالعادة ولقد
استطاع ريبو أن يحدد مناطق معينة لكل نوع من الذكريات بل ويعد 600مليون
خلية متخصصة لتسجيل كل الانطباعات التي تأتينا من الخارج مستفيدا مما
أثبتته بعض تجارب بروكا من أن نزيفا دمويا في قاعدة التلفيف من ناحية
الجهة الشمالية يولد مرض الحبسة وأن فساد التلفيف الثاني من يسار الناحية
الجدارية يولد العمى اللفظي وغيرها ويقول ريبو (إن الذاكرة ظاهرة بيولوجية
بالماهية وظاهرة بسيكولوجية بالعرض(ومن خلال كتابه أمراض الذاكرة رأى( إن
الذاكرة بطبيعتها عمل بيولوجي)
مناقشة :
لو كانت الذكريات مخزونة في خلايا القشرة الدماغية فكيف نفسر زوال جميع الذكريات أحيانا وضعف التذكر أحيانا أخرى
عرض الأطروحة الثانية
يرى برغسون أن الذاكرة نوعان ـ ذاكرة حركية تتمثل في صور عادات آلية
مرتبطة بالجسم وهي تشكل مختلف الأعمال الحركية التي تكتسب بالتكرار . ـ
وذاكرة نفسية محضة مستقلة عن الدماغ ولا تتأثر باضطراباته وهي الذاكرة
الحقة التي غاب على المادين إدراك طبيعتها لأنها غير مرتبطة بالجسم وهي
ليست موجودة فيه .... إنها ديمومة نفسية أي روح ويعرف لالاند الذاكرة
بأنها وظيفة نفسية تتمثل في بناء حالة شعورية ماضية ويرى برغسون بان عملية
التذكر تتحكم فيها مجموعة من العوامل النفسية كالرغبات والميول والدوافع
فمقدرة الشاعر على حفظ الشعر اكبر من قدرة الرياضي.ومقدرة الرياضي في حفظ
الأرقام والمسائل الرياضية اكبر من مقدرة الفيلسوف ...وهكذا,والفرد في
حالة القلق والتعب يكون اقل قدرة على الحفظ ,وهذا بالإضافة إلى السمات
الشخصية التي تؤثر إيجابا أو سلبا على القدرة على التعلم والتذكر كعامل
السن ومستوى الذكاء والخبرات السابقة...... ومنه وحسب برغسون أن وظيفة
الدماغ لا تتجاوز المحافظة على الآليات الحركية أما الذكريات فتبقى
أحوال نفسية محضة.

مناقشة
إن برغسون لا يقدم لنا أي حل للمشكل عندما استبدل الآثار الفيزيولوجية
المخزنة في الدماغ بآثار نفسية أو صور عقلية مخزنة في اللاشعور وهو لم
يفسر لنا كيف تعود الذكريات إلى سطح اللاشعور عن طريق إثارتها كمعطيات
ماضية ، كما ان الفصل المطلق بين هو جسمي وما هو نفسي أمر غير ممكن واقعيا
التركيب ويبقى كل قول من القولين صحيح في سياقه ونسقه
إذا كان ريبو أعاد الذاكرة إلى الدماغ ، وإذا كان برغسون أرجعها إلى النفس
فإن هالفاكس في النظرية الاجتماعية يرجعها الى مجتمع يقول : ( ليس هناك ما
يدعو للبحث عن موضوع الذكريات وأين تحفظ إذ أنني أتذكرها من
الخارج....فالزمرة الاجتماعية التي انتسب إليها هي التي تقدم إلي جميع
الوسائل لإعادة بنائها) ويقول أيضا : ( إنني عندما أتذكر فإن الغير هم
الذين يدفعونني إلى التذكر ونحن عندما نتذكر ننطلق من مفاهيم مشتركة بين
الجماعة) إن ذكرياتنا ليست استعادة لحوادث الماضي بل هي تجديد لبنائها
وفقا لتجربة الجماعة واعتبر بيارجاني( أن الذاكرة اجتماعية تتمثل في اللغة
وأن العقل ينشئ الذكريات تحت تأثير الضغط الاجتماعي ولا يوجد ماضي محفوظ
في الذاكرة الفردية كما هو والماضي يعاد بناؤه على ضوء المنطق الاجتماعي

الخاتمة :
وأخيرا نستنتج أن الذاكرة هي وظيفة تكاملية بين الجسم والنفس والمجتمع
ويقول دولاكروا إن التذكر (نشاط يقوم به الفكر ويمارسه الشخص فيبث فيه








 


رد مع اقتباس