- أَخرجتُ دَفترِي و قَلمِـي من الدُّرج ، وضعتهُما فَوقَ الطَّاوله لأكتب مَا يجُول بخاطِري ، و أشكُو همِّـي للورَقة .. أخرجت رأس قلمِـي الذِي به تخطّ أنامِلـي ، فإذا بِه يَرفضُ الكتابَـة .. ! ، أُصِبتُ بصدمِـة كَادت تُحطِّم قلبِـي ، فقَلمِي الوفيّ الذِي لطالما ردَّدت بِه أشعارِي و طَرقتُ بِهِ علَـى أوراق حُروفا نابعة مِن وُجدانِـي .. لمْ يَشأ الكِتابـة ! .. " قَلبِي يَخفِق بِقوووَّة ! ، يَداي تَرتجفانِ ، تتفقّدان محبرة القَلمْ .. فإذا بها ممتلِئـة ! " . أُحبِطت نَفسـي ، تلاشَت أفكاري ، اغرَورقتْ عينايَ دُموعًا ... كان هَذا حدثا شَابه فراق صديقين كانا وفيينِ لبعضهما البَعض ! ..، لم أعرِف سبَب رفضِه للكتابـة ! ، و تمنّيت لو كَان إنسانا لكلَّمتُه فكلّمنِـي ، لامنِي فصحَّحتُ خطئِـي .. " أشعُر بِنبضاتٍ بداخِلـي ! ، نبضات لم تَكن كباقِـي النَّبضاتْ ، كانتْ بِطيئة تَطرق قلبِي بِرفق ! تَخفق و تخفُق و تخفُق ! ، " ، خيَّم هُدوء قَتل مَنْ مِن حَولِـي لِلُحيظَاتْ .. لأَسمعَ ما تهمِس لي تلكَ النبضَات و ما تحمِله من مَعانِـي في طيَّات نوباتِها .. ، " أشعُر بتأنيبٍ للضّمييير حينَها !! " .. نعمْ ! ، لقد كُنت أنانيَّـةً مَع قلمِـي الوفيّ ! ، كُنت اتجاهله و أنساه في أوقات فَرحِـي، أتذكّره فأحملهُ في حُزنِـي !! ، " يَااا لَنِـي من انانيَّـة " لقد سَئم القَلم من خطّ حُروفٍ حَزيننننة ! و لم يستطِع تحمل ثِقَلا أكبر من تِلك الحُروف ! .. لَقد كان يَنتظر منِّـي حُروفا سعيدَة في كُلّ مرَّة ! ، لكنّ أنانيتِـي لم تَسمح لهُ بخطِّها .. ! أخطأتُ فِي حقّ قلمِـي ، و ندمتُ أيما ندمٍ و لكنّ هل للنَّدم أن ينفع بَعد فوات الأوان ؟! ، فإنَّ قلمِـي قد ماتَ قهْرا و بأسا من تِلك الطّرقات الصّامتة علَـى أوراق لطالما كَانت حزينـة . (نُقطَـة نِهايه) ..