2015-12-16, 14:55
|
رقم المشاركة : 45
|
معلومات
العضو |
|
إحصائية
العضو |
|
|
بسم الله الرّحمن الرّحيم
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ilyasseislame
هذا هو الكلام الحق في نظري والله أعلى و أعلم ، فلو رجعنا إلى معجم المعاني الجامع وبحثنا عن معنى :
أطرى : أَطْرَى صاحِبَهُ :- : أَثْنَى عَلَيْهِ كَثيراً ، بالَغَ في مَدْحِهِ
مدَح الشَّخصَ أو الشَّيءَ : أثنى عليه بما له من الصِّفات الحَسَنة ، أحسن الثَّناء عليه ، ضدّ ذمّه
ثم إننا إن وقفنا على الحديث وقفة تحليلية فإنه يقول صلى الله عليه و سلم:"لا تطروني كما طرت النصارى عيسى بن مريم" والنصارى إنما ادعت له الربوبية بإطرائهم له، و لكن يجوز الإطراء بما دون الخروج عن سياق مقام العبد و حفظ مقام الرب و الإطراء لو كان جائزا في حق أحد من أفاضل خلق الله -وهو يجوز بلا مبالغة- لكان في رسول الله جائز لأنه سيد ولد آدم و سيد الأنبياء وخاتمهم و إمامهم وشفيع الخلق أجمعين ، ولو الملائكة سجدت لسيدنا آدم تعظيما و تشريفا له فكيف برسول الله صلى الله عليه و سلم نعظمه و نتشرف بمدحه ، فكفانا أن الله مدحه وقال عنه : "وإنك لعلى خلق عظيك" وقولهتعالى: إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا* لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا [الفتح:8-9]
وكثير من الصحابة كانوا يطرون في مدحه بدون اجتياز حدود ما ليس له ، وما لم يعطه الله ، وهو القائل صلى الله عليه و سلم :"لا يعلم قدري إلا ربي" فلو أتينا بأحكم الشعراء و أرق العبارات و أنفذ العقول ذكاءا ما وصلنا إلى أن نوفيه حقه و هو الذي أخرج الله به عباده من ظلمات الجهل إلى نور العلم و الإيمان
اللهم صلي وسلم بارك عليه و على آله و سلم تسليما
|
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
معذرة يا أخانا ، أنا لن أعترض على كلمة الإطراء بمعناها اللّغوي ، ولاأحد يمنع إخوانه من مدح نبيّهم المصطفى صلى الله عليه وسلّم في أيّ وقت ، وفي كلّ يوم وفي أيّ لحظة ، دون أن نحدّد يوم ميلاده وتخصيصه بهذا المدح أو باحتفالٍ لايغني ولايُسمن من جوع .
فالمحبّ لرسول الله صلى الله عليه وسلم يتابع هديه وسُنَّته اعتقادًا وقولاً وعملاً ، لا مجرّد ادّعاءات تنفيها الأقوال والأعمال .
وقد رددتُ على الأخت القائدة على معنى الحديث الذي ساقته الأخت أم رقية في مناسبة المولد النبوي ،
فإنّ الإحتفال بالمولد النبوي هو مناسبة لاتزيد المسلم طاعةً ، ولاتُنيلهم شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحساب ، بل تزيدهم معصية بالتّقرّب بما ينافي التّوحيد ويقوّي الشّرك بالألوهيّة والرّبوبيّة والأسماء والصّفات.
و" إنّما هي أعمالكم أحصيها لكم ، فمَن وجد خيرًا فليحمد الله ومَن وجد غير ذلك فلايلُومَنَّ إلاّ نفسه " كما قال ربّنا سبحانه في حديث قدسي وهو يوجّه عباده لأن يطلبوا منّه سبحانه الهداية والتوفيق للأعمال الصّالحة التي تكون جزاؤها الجنّة ونِعْمَ القرار .
والموفّق مَن وفّقه الله والصّالح مَن أصلح الله باله وسريرته فعمل بعمل أهل الجنّة في آخر حياته حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلّم : " إذا أراد الله بعبدٍ خيرًا استعمله ، قيل : كيف يستعمله ؟ قال : يهيّئه لعملٍ صالحٍ قبل موته " أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم .
والأخت أم رقية لم تكن إلاّ معترضة على مَن يغلو في مدح النبي صلى الله عليه وسلم تحت سقف المناسبات البدعية التي تظهر هذا الغلوّ في إطرائه ، وقد كتبتُ أنّ تلك القصائد تُنشد في المولد النبوي ، ومن بينها التي ترى حضور النبي صلى الله عليه وسلم بينهم مع ادّعاء أنّه في ذلك اليوم يغفر لهم النبي صلى الله عليه وسلم ما اقترفوه من الذنوب .
أسأل الله العفو والعافية في الدّنيا والآخرة وأن يميتنا على السُّنّة وعلى الصّراط المستقيم .
وسبحانك اللّهمّ وبحمدك أشهد أن لاإله إلاّ أنتَ أستغفرك وأتوب إليك
|
|
|